تجربتنا الديمقراطية
لا يوجد عاقل في هذه الدنيا لا يود أن تكون بلاده أفضل البلدان في العالم. وأن تكون أرضه وداره وأحبابه في آمان وسعادة أو أن يعم الخير جميع أهله وناسه وأصحابه. لقد ظلت وستظل الإمارات منبع السعادة والخير وملجأ ومطمح كل محتاج ومعوز ضاقت به حياته، وستظل أرض الإمارات أرض الاستقرار والحياة الهانئة.
يعلم الجميع أن الجيل الأول من رجال هذه الدولة صارع من أجل قيام وتقوية كيان وأركان اتحاد الإمارات السبع، وكانت الفكرة مبنية على سبعة أسس مكملة مع بعضها البعض، ولهذا عندما تمس فكرة الاتحاد بالسلب تجد الجميع يهب مدافعاً عنها راغباً بنفسه وماله رابطاً مصيره ومصير أبنائه من أجل الوطن.
أسهم كل من عاش على هذه الأرض الطيبة، وشهد تأسيس الدولة في تقوية كيانها وأركانها وكان بناء الدولة في مقدمة أولويات المواطن الإماراتي كل في مكانه وحسب موقعه، لا يهم أين يكون قريبا من الحاكم أو بعيدا عن السلطة الإحساس كان واحداً وهو حب الإمارات الذي لا يختلف عليه أي من أبناء الإمارات، وقبل كل ذلك حافظ ابن الإمارات على سمعة بلده التي جاءت متوافقة مع مسار السياسة الخارجية للدولة ولهذا تجد المواطن الإماراتي يتمتع بسلام دائم مع نفسه أينما حل وارتحل تاركاً بصمة الخير على البلد الذي يزورها.
اليوم نقف على مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ دولتنا التي ستكمل في ديسمبر القادم 40 سنة على قيامها، والجميع يعيش ثمرة العمل والحب والإخلاص الذي بذل في السابق، اليوم يمارس جزء من الآباء والأمهات والأبناء والبنات تجربتنا الديمقراطية من خلال الانتخاب والترشيح للمجلس الوطني، متمنين لهم التوفيق نحو مزيد من التقدم والازدهار لدولتنا. كانت التجربة الأولى عام 2007 بداية للاختيار الحر المباشر لأعضاء مجلسنا الوطني، وشهدت إمارات الدولة منافسة شريفة بين عدد ممن تقدموا الصفوف، وأعلنوا رغبتهم في خدمة البلاد من خلال التواجد في المجلس التشريعي، وخرج الجميع من هذه التجربة “ناخبين ومرشحين” متحابين وفازت الإمارات.
اليوم وبعد إعلان أسماء المرشحين للانتخابات التي تجري نهاية العام الجاري نتقدم خطوة أخرى على طريق النجاح تمهيداً لانتخابات 2015 التي يشارك بها كل من بلغ 18 عاماً. ما أريد أن أقوله إن أبناء الإمارات يعتبرون كل مجلس وكل مقهى يستقبل رواده من جميع الأعمار برلماناً نناقش فيه قضايانا، ونتبادل الرأي في القضايا التي تهم حاضرنا ومستقبلنا، والجميل أن قيادتنا التي تعرف جيداً نبض الشارع الإماراتي تستجيب دون أن نطلب، فالإمارات باتت وطناً يعيش فينا وبات حلم القدوم إليها يداعب عقول الملايين حول العالم. وعيشي بلادي.