العرب مهد الديمقراطية
بقلم محسن الصفار
جلس سعيد يتفرج على نشرة الأخبار حيث كان الحديث بمجمله يدور حول ما يجري على الساحة الدولية وعلى الساحة العربية خصوصا من محاولات لنشر الديمقراطية من قبل أمريكا في بلداننا العربية عبر الغزو العسكري تارة وعبر الترغيب تارة وعبر الحصار الاقتصادي تارة أخرى.
تعجب سعيد من هذه الحمى لنشر الديمقراطية في دولنا العربية مع أنها أصلا تتمتع بها منذ عقود , لا بل وان الديمقراطية عندنا تفوق نظيرتها الغربية بأشواط فبينما لا يتمتع الرؤساء الغربيين سوى بخمسين أو أقصى حد ستين بالمائة من أصوات الشعب لا يوجد رئيس واحد في العالم العربي يحظى بأقل من 99 % من أصوات الشعب وبينما يترك الرؤساء في الغرب المنصب بعد أربع أو خمس سنوات مخلفين مشاكلهم لمن بعدهم فان الرؤساء العرب يتحملون مسؤولية أفعالهم حتى أخر لحظة في حياتهم لا بل ويحملون أبنائهم أيضا تبعات أفعالهم ويجبرونهم على تولي الرئاسة كي لا يقول احد أنهم تهربوا من المسؤولية إمام الشعب والتاريخ .
أما البرلمانات العربية فهي أفضل 100 مرة من نظيرتها الغربية فبينما يقضى النواب هناك وقتهم في استجواب الوزراء والرؤساء وتعطيل أعمالهم يقضي النواب العرب معظم أوقاتهم وهم يتغزلون بالوزراء ويكتبون الشعر والنثر في مديح الرئيس معطين إياه القوة والعزم اللازمين لخدمة الوطن أما ميزانيات الدولة فهي مثال آخر للديمقراطية فبينما الغرب يمرر النقود عبر 100 جهاز محاسبة ومراقبة لكل قرش مما يجعل البركة تطير من النقود ويجلب الحسد من ضيقي البصر فان الميزانيات عندنا تكون دائما خفية مخفية كي لا تعلم اليد اليسرى ما أنفقت اليد اليمنى والله أمر بالستر
أما القضاء والنظام الأمني عندنا فهو أفضل 100 مرة من الغرب فعندهم يجب أن يكون لكل متهم محامي يدافع عنه وهو ما يثقل كاهل المتهم ويحمله مصاريف أضافية بينما عندنا يحاكم المتهم ويحكم في اغلب الأحيان دون أن يكون له علم بالمحاكمة وكل ما يتوجب عليه فعله هو قضاء فترة المحكومية بكل عزة واحترام , وبينما لا تتمتع القوى الأمنية عندهم بأي مصداقية والشرطي جبان ويخاف من المحاسبة ويتم محاكمة كل شرطي يتجاوز صلاحيته تجد عندنا الشرطي أسد صهور لا يخاف من احد خصوصا من الله ويستطيع أن يضرب ويشتم في سبيل الحكومة الديمقراطية لا بل وتصل التضحية به انه يكون مستعدا لتوفير اللذة الجنسية للمتهمين عبر اغتصابهم كي يخفف عنهم الضغط النفسي ويساعدهم على البوح بمكنونات أنفسهم للشرطة في جو ودي وعائلي .
أما الإعلام عندنا فهو مثال التحرر فهو ليس كالإعلام الغربي يبحث وراء عورات الناس ويبحث عن المشاكل ويحاول فضح خلق الله المستورين من المرتشين أو اللصوص أو اصطحاب النفوذ الغير المشروع فتجد صورة الرئيس دوما على الصفحة الأولى يبتسم معطيا الأمل للشعب كل يوم ويقوم الأعلام بدور ايجابي عبر كونه يفسح المجال للحكومة بشتم كل من يعارضها على صفحاتها وتخوين كل من يجرؤ على انتقادها وبدلا من التطرق للمشاكل والنكبات ترفه عن المواطنين عبر نشر إخبار أطوال تنانير الفنانات وعشيقات الفنانين .
فرح سعيد وهو يشرب قدح الشاي بهذه الانجازات الديموقراطية العربية وتمنى لو ان الرئيس يعطي الرئيس الامريكي بعض الدروس في الديموقراطية عله يستفيد منها في ادارة بلده .