الفرعونية: مرض نفسي خطير,بقلم الدكتور صلاح الخالدي

بقلم الدكتور:: صلاح بن عبد الفتاح الخالدي _ حفظه الله _






ذلك "الفرعون" المتمسك بالحكم في القاهرة ظالم مستبد، ومفسد مستكبر، لم يستمع لجميع صيحات والدعوات الداخلية والخارجية، المنادية برحيله، وهو مستعد أن يضحي بملايين المصريين، ويدمر البلاد، على أن يبقى هو على كرسي الحكم، وينطبق عليه قول الله عن جده الأعلى "فرعون الأول" حيث قال الله عز وجل: "إن فرعون علا في الأرض, وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين" (القصص : 4).





ذلك "الفرعون" المستبد في القاهرة ـ الدكتور في العناد حسب قوله ـ مصاب بمرض نفسي خطير، اسمه "مرض الفرعونية".. وقد كان مصاباً بهذا المرض الخطير جده الأعلى "فرعون الأول"، الذي وقف أمامه رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام، وانتهت المواجهة بينهما بانتصار موسى عليه السلام ومن معه، وهلاك "فرعون المعقد" غرقاً تحت الماء !





وقد تحدث القرآن عن أعراض هذا المرض النفسي الخطير المدمر من خلال "تشخيصه" لحالة فرعون الأول، وحديثه عن أقواله وأفعاله وتصرفاته، وعن طريقته في الحكم والظلم، والإفساد والاستبداد، وعن خطته الفاشلة في مواجهة موسى عليه السلام، تلك الخطة التي انتهت به إلى الهلاك والموت..





وأدعو أعزائي و أحبابي من الإخوة والأخوات والأبناء والبنات إلى قراءة الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عن "فرعون الأول" والتي شخصت مرضه النفسي، وحللت حالته النفسية المعقدة، وشخصيته المضطربة، وسجلت ما نتج عن ذلك الانحراف النفسي من جرائم وعدوان على الآخرين، وتعجبت كيف يكون ذلك المريض المستكبر حاكماً يحكم شعباً؟؟.





وأدعوا أعزائي وأحبابي إلى عدم "حصر" حديث القرآن بفرعون المذكور في القرآن، وإنما "تعميم" ذلك الحديث عن الحالة "المرضية" المشابهة لحالة فرعون الأول، وملاحظة "انطباق" ملامح ذلك "الفرعون" على كل فرعون أتى من بعده، واقتدى به في "فرعنته" وبغيه، واستكباره ومرضه. وما أكثر "فراعين" هذه الأيام من "الحكام" الظالمين المستبدين، المصابين بمرض الفرعونية النفسي الخطير !!





و قد أصيب بذلك المرض الفرعوني زمن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم زعيم قريش أبو جهل، الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه: فرعون هذه الأمة، وقال عنه قبيل غزوة بدر التي هلك فيها : إنه تجبر وبغى، والظلم مرتعه وخيم !





"الفرعونية": مرض نفسي خطير، يصاب به كل "حاكم" ظالم مستكبر، وطاغية مستبد، وباغ مفسد، على اختلاف الزمان والمكان، وما أكثر الحكام المصابين به في هذا الزمان، ومنه ذلك الحاكم العنيد في القاهرة !
فما هي أعراض هذا المرض الفرعوني، التي عرضها و "شخصها" القرآن ؟
للحديث بقيية ...