[ لو نطق الوطن لقال...] بقلم د. صلاح الخالدي

لو نطق الوطن لقال...!

د. صلاح الخالدي




مسكين هذا الوطن ، المغلوب على أمره !! كثير منهم يدعي حبه والحرص عليه والدفاع عنه ، وتلبية "ندائه" ، ويؤذون الصادقين ويعتدون عليهم باسمه ، مع أنهم ليسوا صادقين في مزاعمهم و "وطنيتهم" ! .. وكثير من الجرائم والمفاسد ترتكب باسمه ، وهو منها بريء ...



وهذا الوطن المسكين المغلوب على أمره عند المفسدين من المتمسِّحين باسمه "بقرة حلوب" لا يعني لهم إلا كثيراً من المنافع والمكاسب ، "يحلبونه" ، ويجمعون منه الملايين ، بالغش والخداع والسرقة والنهب ، ويتركون الملاييين من أبنائه فقراء معدمين !

وآخرون من أبناء الوطن سذج بلهاء أغبياء ، يتحركون ببلاهة ، ويتصرفون بغباء ، ولا يعرفون عدو الوطن من صديقه ، ولا يعرفون ما يجري ضد الوطن المسكين في الخفاء !



وإذا قام أبناء الوطن المسكين بواجبهم ، في الدفاع عن الوطن ، وإصلاح الأمور ، وإنكار المنكر والظلم والاستبداد ، وطالبوا بمحاسبة الفاسدين و المفسدين ، واحتشدوا وتجمعوا واعتصموا ، هوجموا وضُربوا واعتُدي علهم وسالت دماؤهم ، من قبل "البلطجة" ، كما جرى في ميدان الداخلية !! واتُّهموا في وطنيتهم ، واعتُبروا أنهم أعداء الوطن ، وعاملون على تخريبه . أما الفاسدون و السارقون والناهبون والظالمون والمعتدون فهم أبناء الوطن البررة ، الملبون لندائه ، الحريصون عليه !!!



الشباب المعتصمون في دوار الداخلية _وغيره_ هم "الوطنيون" الصادقون ، الذين آلمهم ما يجري من مفاسد وجرائم ، هي التي تهدد الوطن ، وأصحابها من المجرمين هم الذين يهددون "أمنه" ويحاربون "وحدة" أبنائه ..



نقول للمجرمين والبلطجية والأغبياء ، المعتدين على أبناء الوطن المخلصين الواعين : لا تتهموا هؤلاء البررة ، الذين سالت دماؤهم الزكية على دوار الداخلية ، ولا تطعنوا في "وطنيتهم" الصادقة ، ولا تمدوا إليهم أيديكم بالأذى والحجارة والعصي والهراوات ، ولا تمدوا إليهم ألسنتكم بالسوء والشتم والسب واللعن والاتهام والتخوين .. ولو نطق الوطن المغلوب على أمره لقال لكم : هؤلاء الشباب المجاهدون هم أبنائي المحبون لي ، الحريصون علي ، أما الذين اعتدوا عليهم فأنا بريءمنهم ...
ونقول لهؤلاء المعتدين : لقد أخطأتم وأسأتم الاختيار ، وحاربتم في غير المعركة الصحيحة ، لقد وجهتم حجارتكم وهراوتكم إلى جنود الوطن المخلصين ، وتركتم أعداءه الحقيقين يتآمرون عليه ، ويكيدون ضده .



يا من تدعون تلبية "نداء الوطن" : إن وطننا الحبيب الغالي يناديكم بحرقة ومرارة ، ويقول لكم : ارفعوا أيديكم عن أبنائي وبناتي ، الذين يعارضون الحكومة ، وينكرون عليها وقوعها في أخطاء ، ويعتصمون ويهتفون بصوت عال ، وإنني أدعوكم إلى مواجهة أعدائي الألداء ، من اليهود والأمريكان الذين يتآمرون علي ، ويحرصون على تخريبي وزعزعة الأمن عندي !!



الوطن عندنا يا سادة مرتبط بالدين ، ومحبته والدفاع عنه والحرص على أمنه وقوته من علامات الإيمان ، وخدمته وإصلاحه نوع من أنواع العبادة لله ، ولا يمكن لأحد أن "يلمزنا" في وطنيتنا ونحن ننظر له بهذا المنظار !!!!