النواب وحكم الله !! ..
د.صلاح الخالدي
التاريخ:24/1/2011 -
استاء المتدينون في هذا البلد _ومعظم أفراد شعبنا متدينون_ من ما صدر من بعض النواب، قبل أيام، عند مناقشة بعض مواد مشروع قانون العقوبات، مما يتعلق بعقوبة جريمة الزنا، حيث دعوا الى تخفيض عقوبة من ثبت عليه _أو عليها_ الزنا في حدها الأعلى وحدها الأدنى، عن ما كان عليه في القانون السابق.
بحيث لا تتجاوز في حدها الأدنى ثلاثة أشهر، وكان حدها الأدنى في القانون السابق ستة أشهر !!
ونحن نرفض القانونين _الماضي والمقترح_لأنهما يتعارضان مع شرع الله وحكمه ..
ونرفض مناقشة الموضوع اساساً، في مجلس النواب أو مجلس الأعيان أو غيرهما !!
ونحب أن "نُذكِّر" هؤلاء النواب بأن سلطتهم ليست مطلقة، وانما لها حدود وقيود وضوابط، وهناك مجالات لا يجوز أن يخوضوا فيها، وموضوعات لا يجوز أن يبحثوا فيها، أو أن يتناقشوا فيها، أو أن يصوتوا عليها، أو أن يقروا ما يخالفها..
"شرع الله" أيها النواب ليس خاضعاً لأهوائكم ومناقشاتكم ! وحكم الله أيها النواب ليس مطروحاً على طاولاتكم، ولا أمام لجانكم !! ان شرع الله أيها النواب "خط أحمر" لا يجوز لكم أن تقتربوا منه، ولا أن تخوضوا فيه، ولا ان تقروا ما يخالفه.. وأحب أن "نتذكر" نحن واياكم جميعاً هذه الآيات الصريحة من كتاب الله..
_قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) "الاحزاب : 36" .
وفي عقوبة الزنا اختار الله حكمه، وأمر المؤمنين بتطبيقه، وكانت العقوبة مائة جلدة للزانيين غير المحصنين بصريح القرآن، ورجماً حتى الموت للزانيين المحصنين اللذين سبق لهما الزواج بصحيح السنة. وأمر الله الأمة بتنفيذ هذه العقوبة الشرعية الربانية، وعدم التهاون فيها، وعدم مخالفتها. قال تعالى : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة، ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله، ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين..) "النور : 2"
يقول الله لكم ايها النواب _المناقشون لحكم الله_ لا تأخذكم بالزانيين رأفة في دين الله. فهل يزعم أحدكم أنه أرأف بهما مِن الله؟ أو أنه أحكم من الله؟ وان ظن أحد أنه كذلك فهل يبقى مؤمناً بالله؟!
مَنْ ذلك الذي طلب منكم تخفيض عقوبة الزنا؟ ومن هو ذلك الشخص الحريص على افساد أخلاق أبناء الوطن، ونشر الفاحشة والرذيلة فيه، ومحاربة العفة والطهارة بين أفراده؟ ولماذا نسمح لأصحاب الفواحش من الأعداء في الغرب بالتدخل في بلادنا وتشريعاتنا؟ واماذا نستورد قوانينهم وتشريعاتهم الباطلة، ولماذا نستجيب لاملاءاتهم علينا، وننفذ مخاطباتهم فينا؟!
ان مهمتكم أيها النواب هي في الوقوف أمام مخططات الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وعدم السماح لهم بافساد أخلاق وأعراض أبناء وبنات الشعب الذي أنتم تمثلونه، وهو شعب متدين نظيف عفيف!!
ونتذكر نحن واياكم قول الله تعالى : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما .) "النساء : 65"
شرط الايمان والاسلام أيها النواب هو تحكيم الله ورسوله في كل أمور الأمة، وقبول حكم الله، واقراره وتشريعه، وتطبيقه وتنفيذه، وعدم المناقشة فيه، وعدم الاختلاف في تشريعه، وعدم التصويت عليه.
حكم الله في أي مسألة من المسائل أقره الله وشرعه، لتقوم الأمة _بكل أفرادها ومؤسساتها ووزارتها ومجالسها_ بتطبيقه والالتزام به.. وحكم الله ليس مطروحاً على طاولات ولجان النواب ليناقشوه، ويبينوا مدى صلاحيته وفائدته!
ان حكم الله أيها النواب ليس موضوعاً "للتصويت عليه"، وقبول بعضكم له، ورفض بعضكم له، واذا "صَوَّتَ" أغلبيتكم ضده ترفضونه وتردونه وتلغونه، وتختارون ما يخالفه، فلا يجوز أن يكون لكم الخيرة، بأن تختاروا للشعب غيره.
ونطرح عليكم السؤال الذي طرحه الله على من "يتفلسفون" على كلامه وحكمه:
(قل أأنتم أعلم أم الله؟ ومن أظلم من من كتم شهادة عنده من الله؟ وما الله بغافل عما تعملون؟؟) "البقرة : 140"
ان مهمتكم ايها النواب هي في اقرار شرع الله، بدون تصويت عليه، لأنه لا يجوز لأي نائب مسلم أن يصوت ضد أي حكم من أحكام الله، ومهمتكم في "سحب" الشرعية والقانونية عن أي تشريع أو حكم أو قضاء أو نظام يتعارض مع شرع الله وحكمه، في أي جانب أو مجال..
وان مهمتكم أيها النواب هي في مراقبة الحكومة في تطبيقها لأحكام الله ومحاسبتها ان قصرت في التطبيق.. وفي "منع" أي عمل أو شيء في أي مؤسسة أو وزارة أو مركز يتعارض مع شرع الله..
ان مهمتكم أيها النواب في المحافظة على دين وأخلاق وأموال الشعب الذي تمثلونه، وفي الوقوف أمام دعاة الرذيلة والفساد الذين يفسدون في الوطن ولا يصلحون! .
واننا ندعو العلماء والدعاة، والشيوخ والأئمة والخطباء، والمفتين والقضاة الشرعيين، في الجامعات ووزارة الأوقاف ودائرة الافتاء والمحاكم الشرعية والحركة الاسلامية، ندعوهم الى أن يستمروا في تذكير النواب في هذه المهمة، ورفض أي شيء منهم يتعارض مع شرع الله.
وعلينا جميعاً أن نلتقي جميعاً على تطبيق شرع الله، ورفض ما يخالفه!!
موضوع: الــنوّاب و حكْمُ لله ... لـِ صلاح الخالدي 
25/1/2011, 08:13
