«فاشي» الحال..
منذ أن شبه الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة المركزية الأميركية الإسلام المتشدد بالفاشية التي انتشرت في أوروبا من عشرينيات القرن الماضي محذرا من حرب عالمية ثالثة ، وأنا أتساءل هل الذي يصلي كامل الفروض مع السنن الراتبة هو فاشي على مقياس أبي زيد..بينما الذي يصلي ويقطع هو فاشي الحال..أو فاشي غير مكتمل التشدد؟..وهل نحتاج مستقبلا لقائمة اختبارات امريكية توضح ضغط الأيمان و منسوب التسامح في الدم الاسلامي؟..
بعدما سمعت الجنرال. تلمست ملامحي من جديد وتأكدت منها بدقة مثل صراف حريص لأعرف ان كنت فاشي الملامح أم لا...الحمد لله شاربي عربي طويل وممتد كجناحي سنونو وليس قصيرا هتلريا..وجبهتي ضيقة ومحدودة الزوايا لا تدل على عقل مدبر أبدا كموسولينيني، يتوسطها كشرة وراثية تشبه شعار الماكدونالدز الى حد كبير ..
ثم شرعت بشم ثيابي قطعة قطعة لأتأكد ان كنت فاشي إشي أم لا؟ ..فلم أتأكد!..سألت الأولاد من باب الاطمئنان إن كان أحدهم فاشي دون علمي. فأقسم معظمهم أنهم لم يزلوا على وضوء.هذا أنا، و هؤلاء هم فاشيو أسرتي..يا أبا زيد...
أخرجت رأسي من النافذة لأشاهد ما يمارسه جيراني الفاشيون الجدد الذين سيكونون سببا في الحرب العالمية الثالثة...
أم محمد في فمها ملقط خشبي ، تلم الغسيل في سلة كبيرة وتجمع الملاقط في دلو بلاستيك لغسلة أخرى...أبو خالد يفتح الباب الأيسر من البكم ويساعده خمسة أولاد في الدفع لغايات التعشيق..قصي يلوي ذراع اخيه الصغير مغدقا عليه بوافر من الشلاليت لأنه اشترى كعب هريسه سرا دون أن يخبره...هؤلاء هم فاشيو حارتي..يا أبا زيد..
اغلقت النافذة ، وفتحت التلفاز من جديد لأتابع أخبار الفاشيين العرب ، في العراق استشهاد العشرات من مجهولي الهوية ، أقلب المحطة على فلسطين: استشهاد رضيعة مسلوبة الهوية..أقلب المحطات على بلاد عربستان محطة محطة : استشهاد شعب كامل ممسوح الهوية ، اعتقال شعب كامل مصادر الهوية ، احتجاز شعب كامل بحجة عدم حمل هوية...هؤلاء هم (فاشيو) عروبتي..يا أبا زيد
أيها (الديمقراطي) المرصع بالجماجم ورموش الرضع ودموع الأمهات، دعني أسألك . من قتل عبير؟من بتر ساق سعد، وأبكى كاظم ؟ من أفزع الحمام النائم، من أهدى بطاقة الموت لكل الأرامل..ديمقراطيتك أم فاشيتنا؟..
تعال لنتبادل ديمقراطيتكم بفاشيتنا إذن..
__________________
لم أفتح خزانة حياتي كلها، فليس من الضروري أن ننبش كل الخصوصيات
هناك أشياء عزيزة ونفيسة نؤثر أن نبقيها كامنة في زاوية من أرواحنا بعيدة عن العيون المتطفلة فلابد من إبقاء الغلالة مسدلة على بعض جوانب هذه الروح صوناً لها من الإبتذال