تأتي الذكرى الخامسة لتفجيرات عمان الارهابية والاردنيون عازمون ومصممون على مواصلة المسيرة وتعزيز فضاءات الحرية والديمقراطية على الرغم من حالة الحزن ومشاعر الاسى التي اصابتهم يوم التاسع من تشرين الثاني من العام 2005 .
غدا الثلاثاء وهو اليوم الذي يوافق الذكرى الاليمة يصوت الاردنيون لانتخاب مجلس النواب السادس عشر ومن بينهم المصابون وذوو الشهداء الذين قضوا في الحادث ليكون الاردن دائما الافضل والاقوى مصممين على التغلب على نتائج الحادث المادية والمعنوية التي لم تستطع النيل من عزيمتهم واصرارهم على اداء دورهم في الحياة . قبل خمس سنوات وتحديدا في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء ذلك اليوم الاليم دوت في ثلاثة فنادق ( حياة عمان وراديسون ساس وديز ان) في عاصمتنا الحبيبة عمان انفجارات راح ضحيتها ستين شهيدا من الأبرياء ونحو مئتي جريج من بينهم عرب وأجانب ضيوف على المملكة .
لم تكن احداث ذلك اليوم الاليم التي اصابت الأردنيين عادية لكنها لم تؤثر على إرادتهم المستمدة من قيادتهم الهاشمية الحكيمة , فقد سارع جلالتا الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله لزيارة المصابين الذين تلقوا العلاج في مستشفيات عمان والاطمئنان عليهم يشدون من عزمهم ويبثون فيهم روح التحدي للتغلب على هذا المصاب التي لم تعتد عليه عمان . استهدفت التفجيرات فنادق كانت تتردد فيها أغاني الأفراح وتجمع لقاءات ثقافية وعائلية وأصدقاء اشتاقوا لحنين الماضي حيث كان المخرج العالمي السوري الاصل مصطفى العقاد صاحب الروائع الفنية مثل فيلمي الرسالة وعمر المختار ، من بين الضحايا هو وابنته ريما .
ورغم ان التفجيرات اغتالت فرحة العروسين اشرف دعاس ونادية العلمي وهما في قمة سعادتهما ليتحول حفل الزفاف الى مجزرة فقدا فيها 26 شخصا من أفراد عائلتيهما الا انهما ومن منطلق إيمانهما بقضاء الله وقدره صمما على إكمال حياتهما وتكوين أسرة حيث رزقهما الله سبحانه وتعالى بطفلة أطلقا عليها اسم جدتها لوالدتها ( هالة ) التي استشهدت في الحادث . في كل عام يستذكر الأردنيون تفجيرات عمان من خلال إقامة مناسبات عدة تذكرنا بمن فقدوا في هذه الحادثة حيث افتتحت العام الماضي حديقة مهداة لأرواح الشهداء تقع في منطقة دير غبار على مساحة تقارب عشرة دونمات تشتمل على كل تجهيزات الحديقة من ممرات وأشجار وغيرها كما تحتوي على نصب تذكاري يضم أسماء جميع الشهداء الذين قضوا في الحادث إضافة إلى شجرة زيتون قديمة رومانية عمرها يصل إلى 150 سنة وهي شجرة الحياة.
دائما يثبت الأردنيون قدرتهم على التغلب على التحديات والصعوبات , وقدرتهم على الصمود والنهوض بالوطن ليبقى الاردن واحة امن واستقرار ومثالا للديمقراطية والحرية .