صورة اشرف و ناديا ضحايا تفجيرات عمان
أشرف وناديا يستعيدان ذكريات يوم 9- 11 المشؤوم
أشرف وناديا يستعيدان ذكريات يوم 9- 11 المشؤوم
تجاوز عريس وعروس عمان محنتيهما بعد ست سنوات على مرور التفجيرات الارهابية الثلاثة في فنادق العاصمة، وتولد لديهما التحدي والاصرار على التمسك بالحياة ونبذ العنف والارهاب أنى كان مصدره.
ويستعيد أشرف دعاس وزوجته ناديا العلمي ذكرياتهما في ذلك اليوم المشؤوم، وهما يمحوان أحزانهما باعادتهما لتخليد أسماء فقدوها في الحادثة الاليمة ،بعد أن انجبا طفلهما الثاني اخيرا ليأخذ اسم جده لابيه "خالد" ، فيما اطلقا اسم " هالة " على طفلتهما الاولى لتأخذ اسم جدتها لامها، والجد والجدة قضيا نحبهما في حادثة تفجيرات عمان.
يؤكد الزوجان وهما يحييان اسماء من فقدوا في الحادثة الارهابية ، قدرتهما على محو الاحزان وتجاوز محنة الالم والمعاناة ،بالتمسك بنعمة الامن والاستقرار التي طالما تغنى بها الاردن .
يقول دعاس "إن الحياة يجب أن تستمر ، ولن يتمكن الارهابيون من ان يحرمونا نعمتها حتى لو أخذت منا من نحب ، ولن يفقدونا لذة التمتع بها".
وتشاركه الرأي زوجته نادية العلمي التي فقدت والديها في حادثة التفجيرات الى جانب والد اشرف و17 شهيدا من افراد اسرتهما باصرارها "أن علينا ان نتجاوز ما حصل في تلك الحادثة التي ما زالت راسخة في وجداننا وافكارنا ، بالعمل والمزيد من العطاء لأسرتنا وأهلنا وبلدنا " .
ويؤكد الزوجان ان الحادثة ، "وان خسرنا فيها أحباء ،الا أنها منحتنا المزيد من التصميم على الحياة ،والتطلع إلى ما فيها من جماليات ، حيث أصبحنا أكثر تقديرا للأمن والامان الذي ننعم به في الاردن " ، معتبرين أن ما حدث هو أشبه ما يكون بمحاولة فاشلة لزعزعة ثقتنا بأمننا واماننا الذي تنعم به بلادنا الغالية .
أكثر ما يؤلم الزوجان وهما ينظران إلى عيون طفليهما ( هالة و خالد) فيجدان في اشعاعهما الوانا تذكرهما باغلى الناس " من الذين فقدناهم في ليلة كان من المفترض أن تكون من أجمل أيام عمرنا ،فكان الاهل ينتظرونها بفارغ الصبر لرؤية ابنائهما في ثوب الزفاف ،ولكن وان كانت يد الارهاب قد سرقت منا الفرح ولكنها لم تسرق منا الامل والفرحة ونحن ننظر الى عيون اطفالنا ونرى المستقبل فيهما".
ويشدد الزوجان على ان الأمان هو أغلى ما يمكن أن يمنح لاطفالهما، فهي نعمة لا تضاهى باي ثمن ، وان الحادثة الاليمة لن تستطيع ان تنال من عزيمتنا وقوتنا وسيواصلان دورهما في الحياة في البناء والعمل والنهضة لرفعة الاردن في مختلف المجالات.
ويثبت الاردنيون في الذكرى السادسة لتفجيرات عمان الارهابية ، أنهم عازمون ومصممون على مواصلة المسيرة وتعزيز فضاءات الحرية والديمقراطية على الرغم من حالة الحزن ومشاعر الاسى التي اصابتهم يوم التاسع من تشرين الثاني عام 2005 ، عندما حدثت تفجيرات ارهابية في ثلاثة فنادق في عمان هي (حياة عمان وراديسون ساس وديز إن ) ، راح ضحيتها 60 شهيدا من الأبرياء ونحو مئتي جريج من بينهم عرب وأجانب كانوا ضيوفا على المملكة في ذلك الوقت. قبل ست سنوات وتحديدا في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء ذلك اليوم الاليم دوت الانفجارات في عاصمتنا الحبيبة عمان ، مستهدفة فنادق كانت تتردد فيها أغاني الأفراح وتجمع لقاءات ثقافية وعائلية وأصدقاء اشتاقوا لحنين الماضي، وكان المخرج العالمي السوري الاصل مصطفى العقاد صاحب الروائع الفنية مثل فيلمي الرسالة وعمر المختار من بين الضحايا هو وابنته ريما.
وكان الانفجار الاكثر ألما في فندق راديسون ساس عندما اغتالت الانفجارات فرحة العروسين اشرف دعاس ونادية العلمي وهما في قمة سعادتهما ليتحول حفل الزفاف الى مجزرة فقدا فيها 26 شخصا من أفراد عائلتيهما ،الا انهما ومن منطلق إيمانهما بقضاء الله وقدره صمما على إكمال حياتهما وتكوين أسرة ، ورزقهما الله سبحانه وتعالى بطفلين أطلقا عليهما اسم جدتها لوالدتها (هالة) التي استشهدت في الحادت ،و(خالد ) اسم جده لابيه. لم تكن احداث ذلك اليوم الاليم التي اصابت الأردنيين عادية ،لكنها لم تؤثر على إرادتهم المستمدة من قيادتهم الهاشمية الحكيمة , فقد سارع جلالتا الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله لزيارة المصابين الذين تلقوا العلاج في مستشفيات عمان والاطمئنان عليهم يشدون من عزمهم ويبثون فيهم روح التحدي للتغلب على هذا المصاب الذي لم تعتد عليه عمان.
في كل عام يستذكر الأردنيون تفجيرات عمان من خلال إقامة مناسبات عدة تذكرنا بمن فقدوا في هذه الحادثة ،حيث افتتحت حديقة مهداة لأرواح الشهداء تقع في منطقة دير غبار على مساحة تقارب عشرة دونمات، تشتمل على كل تجهيزات الحديقة من ممرات وأشجار وغيرها ،كما تحتوي على نصب تذكاري يضم أسماء جميع الشهداء الذين قضوا في الحادث إضافة إلى شجرة زيتون قديمة رومانية عمرها يصل إلى 150 سنة وهي شجرة الحياة.
وفي العام الماضي وفي يوم الذكرى كان الاردنيون يصوتون لانتخاب مجلس النواب السادس عشر ،بمشاركة من مصابين وذوي شهداء قضوا في الحادث الارهابي، ليكون الاردن دائما الافضل والاقوى ويثبت بذلك تصميمه على التغلب على نتائج الحادث المادية والمعنوية التي لم تستطع النيل من عزيمتهم واصرارهم على اداء دورهم في الحياة. يجدد الاردنيون في الذكرى السادسة لتفجيرات عمان تصميمهم على الحياة ومكافحة الارهاب اينما كان ، لحماية ابنائهم وليتمتعوا بنعمة الاستقرار في هذا الوطن الغالي ،ويثبتوا قدرتهم على التغلب على التحديات والصعوبات , والصمود والنهوض بالوطن ليبقى الاردن واحة امن واستقرار ومثالا للديمقراطية والحرية.