عجز
مشهد العارضات الساحر على شاشة التلفزيون ، حرّك في نفسه مواجع كانت ساكنة ، كان يسترق النظرات إلى زوجته (( خديجة ))
بين الفينه والفينه ويكبت ويحرق علبة جديدة من التبغ تقوم وتصلي ثم تعود بلباسها المحتشم ..تجلس تمسك بيدها سبحة طويلة لم يظهر منها سوى أصابع يديها الأكثر خشونه من أصابعي وكعبي قدميها المتشققين دليل كاف على مدى الأهتمام .
والعارضات بدأن بقهري من جديد .. ثياب شفافه قصيرة لا تستر سوى القليل من الجسد وتاركه الكثير ...نهود مندفعه تحرض فيك أشياء منسيه .. فتعود مرة أخرى (( لخديجة )) كيس من اللحم المترهل يزداد نبض قلبك فتغير إلى محطة أخرى ...تختار الأخبار ... (( غاره أسرائيلية تقتل خمسة فلسطينين ...وبعض الدول العربية تشجب وتستنكر )) .
يعود إلى حفلة العارضات ...تقوم زوجته بصمت وتذهب للفراش .. تتركه وحيدًا .. ومازال (( عبد الحي )) يمارس حرق السجائر بشراهة ..... أصبح بحاجة لبعض القهوة .. يقوم يوقظ إبنته ثم يعاود الجلوس أمام التلفزيون .
الرجل حينما يتجاوز الأربعين بحاجة لزوجة يافعة .... تشعل في دمك فتيل الرغبة ... أذا نهضت من جانبك تهتز اردافها ليرتفع فجأة مؤشر الحراره إلى الحد الذي بدأت فيه تفقد السيطره على أشياء كانت نائمه لينتصب أمامك السؤال الاكثر الحاحًا .... لماذا هكذا الزوجات تغادرهن الأنوثة مبكرًا .
يبدأ شخير زوجتة يصل إليه كلما هدأ صوت التلفزيون يغير إلى قناة أخرى ..... فيلم عربي ومناظر أكثر سخونة وجرأة .... أحسّن أنه بحاجة ماسة لزوجة في هذه اللحظات العصيبة قام ... مشى على أطراف أصابع قدميه ... كقط يحاول اقتناص فريسه ........ ينظر إلى زوجته .. يصاب بصداع .... يعاود الجلوس وحيدًا ...يطفئ التلفزيون لكنه أشتعل فيه شيء أخر لا يستطيع أحد اطفاءه .
الروائي والشاعر / رشاد جودت رداد .