|
| رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
KLIM
| موضوع: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:26 | |
| لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق ؟ ولماذا استحق هذا اللقب ؟ رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ بقلم العبد الفقير إلى الله معاذ عليان
لماذا رسول الإسلام أشرف الخلقلماذا رسول الإسلام أشرف الخلق
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا من وسيئاتنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن الله لا إله إلا هو , هو من أرسل إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم جميعاً وهو منزل التوراة والإنجيل والقرآن خالق السماء والأرض وأشهد أن محمد رسول الله وخاتم النبيين وأشرف الخلق أجمعين هو من نزل عليه القرآن الذي تحدى به الثقلين الإنس والجن .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .. وبعد
يخرج علينا المشككين من النصارى وغيرهم بمحاولات للطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم كسابقه من الأنبياء فموسى أتُهم بالكذب والسحر والمسيح نفسه أتهمه اليهود بأنه ابن زنا وأنه ساحر وغير ذلك من الاتهامات ونفس هذه الاتهامات حاولوا اتهام النبي صلى الله عليه وسلم فيسألون أسئلة رد عليهم القرآن قبل أهل الإسلام وهي كالآتي : ·هل كان رسول الإسلام أشرف الخلق ؟ ·رسول الإسلام لا يستحق لقب أشرف الخلق . ·أذكر بعض مكارم الأخلاق في نبي الإسلام . ·هل ذُكر أن نبي الإسلام هو أشرف الخلق ؟ وغير ذلك من الاتهامات الباطلة التي يوجهها أعداء الحق للحق كسابقهم من اليهود وغيرهم ..
وفي هذا البحث الصغير سوف نتناول بعض الأخلاق التي دعى لها رسول الله وقبل أن يدعوا لها كان هو في أكمل صورة من أخلاق فلا بعد قول الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم4 , وما أمر به رسول الإسلام المسلمالواجب على العاقل إذا ما أراد التعرف على دين ما؛ النظر في أصوله بعيداً عن تصرفات أبنائه واتهامات أعدائه، فما من دين ولا فكر إلا ويوجد خطأ وجنوح في بعض المنتسبين إليه، من غير أن يجنح أحد إلى تعميم الأحكام، فالحكم على الهيئات فضلاً عن الأديان إنما يرجع فيه إلى الأصول، لا إلى السلوك الأرعن أو الخاطئ من بعض الأتباع، لذا كان من الواجب أن نفهم الإسلام كما هو، كما أنزله الله بعيداً عن الأحكام المسبقة المثقلة بأوهام الاستشراف وإفكه.
وإذا أردنا التعرف على الإسلام عن طريق أصوله؛ فإنا لن نجد مدخلاً أفضل من تدبر الحوار الذي جرى بين جبريل عليه السلام أمين الوحي من أهل السماء، والنبي محمد r أمين الوحي من أهل الأرض، حيث أتى جبريل النبي r فسأله عن مراتب الدين، ليُسمع الصحابة إجابته، فيفقهوا دينهم، قال جبريل: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله r: ((الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله r، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)). قال: صدقت. قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه!. قال جبريل: فأخبرني عن الإيمان؟ فأجابه r : ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) قال: صدقت. قال جبريل: فأخبرني عن الإحسان؟ فقال r: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).([1]) فهذه أصول الإسلام بإجمال، فأي شيء يعاب منها؟ ولقد أطلق الله هذا الاسم الشريف (الإسلام) على المؤمنين في كل حين، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ﴾(الحج: 78) ...
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:26 | |
| الإســــــلام :
هو الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماًلأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقادلأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا الإسلام . إن الذي يقرأ القرآن الكريم يعرف الدين الإسلامي ، فهو التوجه إلى الله رب العالمين في خضوع خالص لا يثوبه شرك ، وفي إيمان واثق مطمئنبكل ما جاء من عنده على أي لسان وفي أي زمان أو مكان دون تمرد على حكمه ، ودونتمييز شخصي أو طائفي ، أو عنصري بين كتاب وكتاب من كتبه ، أو بين رسول ورسول منرسله ، هكذا يقول القرآن:) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( البينة 5 ويقول :) قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ( البقرة136
غير أن كلمة الإسلام قد أصبح لها في عرف الناس مدلول معين ،هو مجموعة الشرائع والتعاليم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم أو التي استنبطت مما جاء به ، كما أن كلمة اليهودية أو الموسوية تخص شريعة موسى وما اشتق منها ،وكلمة النصرانية أو المسيحية تخص شريعة المسيح عيسى وما تفرع منها .
وله خمس أركان وهي :
شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع .
والشهادتان معناهما :توحيد اللهوالإخلاص له ، والإيمان بأن محمدا رسوله إلى الناس كافة ، وهاتان الشهادتان هما أصلالدين ، وهما أساس الملة ، فلا معبود بحق إلا الله وحده ، وهذا هو معنى لا إله إلاالله ، كما قال عز وجل : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) لقمان30
وأما شهادةأن محمداً رسول الله فمعناها :أن تشهد عن يقين وعلم أن محمد بن عبد الله بنعبد المطلب الهاشمي هو رسول الله حقاً . وأن الله بعثه للناس عامة . إلى الجنوالإنس ، إلى الذكور والإناث ، إلى العرب والعجم ، إلى الأغنياء والفقراء ، إلىالحاضرة والبادية . ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف158 فهو رسول الله إلى الجميع ، من اتبعه فله الجنة ، ومن خالف أمرهفله النار ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى)(*)
فهذه العقيدة الإسلاميةالعظيمة مضمونها :توحيد الله ، والإخلاص له ، والإيمان برسوله محمد صلى الله عليهوسلم ، والإيمان بجميع المرسلين ، مع الإيمان بوجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ،والإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ،والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله . هذه هي العقيدة الإسلامية المحمدية .
وسنذكر فيما بعد أركان الإسلام بالتفصيل ..
فهل أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) يعلموا معنى كلمة الإسلام :
يبدو أن أهل الكتاب لا يعلموا معنى كلمة ( الإسلام ) الذي يمقتونه ويرفضونه ، وإلالكان لهم موقف آخر من المسلمين غير هذا الموقف البغيض العدائي ..
فنحن إن أخذنا كلمة الإسلام بمعناها القرآني نجدها لا تدع مجالاً لهذا السؤال عن العلاقة بين الإسلام وبين سائر الأديان السماوية ، فالإسلام في لغة القرآن ليس اسماً لدين خاص وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء ، وانتسب إليه كل أتباع الأنبياء....
فلترى معي التالي ...
هكذا نرى نوحاً يقول لقومه :) وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (يونس72
- وما فتئ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام يدعوان الله أن يجعلهما من المسلمين:﴿ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك﴾(البقرة: 128).
- وقبيل وفاة يعقوب عليه السلام جمع أبناءه، وأوصاهم بالاستمساك بملة إبراهيم الحنيف المسلم﴿إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون * أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ﴾ (البقرة:131- 133).
- كما طلب موسى عليه السلام من قومه الإذعان لمقتضيات الإسلام الذي دخلوا فيه، فقال: ﴿ يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين﴾ (يونس : 84)، فاستجاب لندائه سحرة فرعون وقالوا: ﴿ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين﴾ (الأعراف: 126).
- وبمثل هذا دعا يوسف عليه السلام ربه حين طلب من الله أن يميته ويحشره مع المسلمين الصالحين: ﴿توفني مسلماً وألحقني بالصالحين﴾ (يوسف: 101).
- ولما دخلت ملكة سبأ بلاط سليمان، ورأت علامات نبوته؛ نادت بنداء الإيمان فقالت: ﴿رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين﴾ (النمل: 44).
والحواريون يقولون للمسيح عيسى :( الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران52
بل إن فريقاً من أهل الكتاب حين سمعوا القرآن : ( وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) القصص53
ويقول الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم : ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) آل عمران67
- ثم نرى القرآن الكريم يجمع هذه القضايا كلها في قضية واحدة يوجهها إلى قوممحمد صلى الله عليه وسلم ويبين لهم فيها أنه لم يشرع لهم ديناً جديداً ، وإنما هودين الأنبياء من قبلهم قال الله تعالى: ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) الشورى13
- وقد أوضح خاتم النبيين محمد r وحدة دين الأنبياء فقال: ( أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة ، والأنبياء أخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد ) (2)
وهكذا فإن دين الأنبياء جميعاً واحد، بني على أساس واحد يدعو إلى توحيد الله وإفراده وحده بالعبادة، والاستسلام لأوامره، فهو الإسلام دين الله تعالى: ﴿ إن الدين عند الله الإسلام ﴾(آل عمران: 19)، وهو الدين الذي لا يقبل الله من الناس ديناً سواه ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ (آل عمران: 85). وقد صدق الله إذ قال لنبيه r ﴿قل ما كنت بدعاً من الرسل﴾(الأحقاف: 9) فأصول جميع ما أتى به النبي r قد سبقه إلى الإتيان بها إخوانه من الأنبياء ﴿إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبوراً﴾ (النساء: 163).
فالإسلام هو بكل بساطة معناه
معناه الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك ..
علاقة الإسلام بالديانات السماوية السابقة :
إن علاقة الإسلام بالديانات السماويةفي صورتها الأولى هي علاقة تصديق وتأييد أي أن المسلم مؤمن بأن الله تعالى أرسل للبشر أنبياء برسالات مختلفة بتشريعات للبشر ولكن العقيدة واحدة وتم تحريف هذه الديانات ، أما عن علاقته بها في صورتهاالمنظورة فهي علاقة تصديق لما تبقى من أجزائها الأصلية ، وتصحيح لما طرأ عليها من البدع والإضافات الغريبة عنها فتغيرت وتحرفت
إن ما جاء به الإسلام لم يكن جديداًبقدر ما كان تصحيحاً للرسالات التي سبقته وكيف أن الإسلام كان مجدداً بالدرجةالأولى لما أوحاه الله على أول الأنبياء .
إن الإسلام دين الأنبياء جميعاً، الذي رضيه الله للبشر جميعاً منذ آدم إلى محمد ، عليهم الصلاة والسلام . وهوبمفهومه العام يعني الانقياد لأحكام الله ، بإتباع أوامره واجتناب نواهيه ، أيإخلاص العبادة لله ، وكل الأنبياء دعوا إلى ذلك . فجوهر رسالة الإسلام يشتمل علىرسالة كل نبي وكل كتاب أنزل ، فالأنبياء جميعاً جاءوا بالإسلام . لذلك نرى أن أسسرسالات الرسل ومبادئ دعوتهم واحدة ، لأنهم رسل من مرسل واحد.
(*) صحيح : رواه البخاري 7280 .
(2 ) صحيح : رواه البخاري 3443
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:27 | |
|
أخلاق نبي الإسلام
الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وبما أنه دين الأخلاق فلا عجب أن يكون رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الناس أخلاقاً , ولقد مدح الله تعالى نبيه مُحمد فقال:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم 4 وعن عائشة رضي الله عنها لما تكلمت عن خُلق النبي قالت:( كان خلقه القرآن ) (3) ولقد جعل الله سبحانه الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله تعالى :وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{133} الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{134} أل عمران . وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }المؤمنون96 ..
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال :( اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )(4) سأترك التعليق للقارئ هذه أخلاق ديننا وأخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم ولكن يجب عليكَ أن لا تَنسى سؤال هام من هذا النبي الذي جاء أضاء قلوب أكثر من مليار وخمسمائة مليون مسلم بنور التوحيد والصدق والعفاف والإخلاص والأمانة والعدل والشجاعة والرفق والصبر والرحمة والعزة والتواضع والحياء والبر والإحسان والقناعة والإيثار والوفاء والعفو وحفظ اللسان والتعاون على الخير وعدم التعاون على الشر والعمل الصالح والشورى والحكمة والثبات والاستئذان والمحبة والحب للغير والبر لغير المسلم والمن وغض البصر , هو الذي نهى عن التفاخر والحسد والكيد والغرور والجبروت وغير ذلك الكثير ...
فما أمرنا به رسولنا إلا التوحيد الخالص , توحيداً بلا شرك فلا نصلي إلا لله ولا نسجد إلا لله حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض السجود له !! بالله عليكم لو كان هذا النبي نبي شيطاني وحاشاه أن يكون ذلك هل كان يرفض أن يٌسجد له ! بل على العكس فلو كان نبي كاذب وحاشاه لكان طلب السجود له بل لكان أدعى أنه ابن الله كما كان يؤمن اليهود والنصارى في عزير والمسيح ! ولكنه صلى الله عليه وسلم قال : (لا تطروني ، كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) رواه البخاري 3445 ..
فهل هذا النبي يطلب المجد لنفسه ؟ وحتى لا أطيل عليكَ أن تنظر إلى ما دعى له وإلى أخلاقه صلى الله عليه وسلم وإليك جملة من الأخلاق الرفيعة التي دعانا إليها الإسلام , ووجدناها في صاحب الخُلق العظيم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم وسأترك كامل التعليق لكَ ولكن عليكَ أن تَحكُم بالعَدل ..
(3) صحيح : صحيح الجامع للإمام الألباني 4811 .
(4) صحيح : عارضة الأحوذي لابن العربي 4/349 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:28 | |
| الصدق
وهو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع , وهو الصدق في الظاهر والباطن , وقد أمر الله تعالى بالصدق , فقال الله تعالى : - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 - { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }النساء122 ،فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله عز وجل , وقال تعالى :{ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ }الأحزاب22
لا صدق إلا بإخلاص : والصدق التزام بالعهد ، كقوله تعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 ، والصدق نفسه بجميع معانيه يحتاج إلى إخلاص لله عز وجل ، وعمل بميثاق الله في عنق كل مسلم ، قال تعالى : وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً{7} لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً{8} سورة الأحزاب ,فإذا كان أهل الصدق سيُسألون ، فيكف يكون السؤال والحساب لأهل الكذب والنفاق ؟
يقول الحارث المحاسبي : ( واعلم رحمك الله أن الصدق والإخلاص : أصل كل حال ، فمن الصدق يتشعب الصبر ، والقناعة ، والزهد ، والرضا ، والأنس ، وعن الإخلاص يتشعب اليقين ، والخوف ، والمحبة ، والإجلال والحياء ، والتعظيم ، فالصدق في ثلاثة أشياء لا تتم إلا به : صدق القلب بالإيمان تحقيقـًا ، وصدق النية في الأعمال ، وصدق اللفظ في الكلام ) .
الأنبياء والصدق : قال عن النبي إبراهيم:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً }مريم41 وعن النبي إسماعيل:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }مريم54 وعن النبي يوسف:{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ }يوسف46 وعن النبي إدريس:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً }مريم56
أما صدق النبي صلى الله عليه وسلم : هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنّته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدق ومنامه صدق , فهو أصدق من تكلم، لم يعرف الكذب في حياته جادّا أو مازحا، بل حرّم الكذب وذمّ أهله ونهى عنه، وقال ( إنّ الصدق يهدي إلى البر، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ، حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) (5)
وأخبر أن المؤمن قد يبخل وقد يجبن، لكنه لا يكذب أبدا، وحذر من الكذب في المزاح لإضحاك القوم، فعاش عليه الصلاة والسلام والصدق حبيبه وصاحبه، ويكفيه صدقا صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن الله بعلم الغيب ، وائتمنه الله على الرسالة ، فأداها للأمة كاملة تامة، لم ينقص حرفا ولم يزد حرفا، وبلّغ الأمانة عن ربه بأتمّ البلاغ، فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّ وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحلّه وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، وفتاويه وقصصه، وقوله ونقله، وروايته ودرايته، بل معصوم من أن يكذب، فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين، قد أقام لسانه وسدّد لفظه، وأصلح نطقه وقوّم حديثه، فهو الصادق المصدوق، الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه ، فلما كان يوم فتح مكة ، أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : اقتلوهم ! وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ، عكرمة ابن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد ابن أبي السرح . . . فقال : أما كان فيكم رجل رشيد ، يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته ، فيقتله فقالوا : وما يدرينا ، يا رسول الله ما في نفسك ؟ هلا أوأمات إلينا بعينك ، قال : إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين ) (6)
فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه، صادق مع نفسه، صادق مع الناس، صادق مع أهله، صادق مع أعدائه، فلو كان الصدق رجلاً لكان محمداً صلى الله عليه وسلم، وهل يتعلم الصدق إلا منه ؟ وهل يُنقل الصدق إلا عنه ؟ فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوّته وإكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟!
أنواع الصدق : 1- الصدق مع الله:وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله، والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب منه. 2- الصدق مع الناس:فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت به كاذب ) (7) 3- الصدق مع النفس: فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ) (8)
فضل الصدق: أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى: {أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177 وقال تعالى: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة119 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:( إنّ الصدق يهدي إلى البر، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ، حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) (9)
أما عن الكذب : وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب .وإذا وعد أخلف .وإذا ائتمن خان ) (10)
والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا،فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم). قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم). قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) . (11)
والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه. وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب مكروه منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا .... فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: ( دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة )(12)
الكذب المباح ثلاثاً : ( بحيث لا تُعاقب عليه بل تُأجر )
1- الصلح بين المتخاصمين: فإذا علمتَ أن اثنين من أصدقائك قد تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما، فلا مانع من أن تقول للأول: إن فلانًا يحبك ويصفك بالخير.. وتقول للثاني نفس الكلام...وهكذا حتى يعود المتخاصمان إلى ما كان بينهما من محبة ومودة. 2- الكذب على الأعداء: فإذا وقع المسلم في أيدي الأعداء وطلبوا منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم بما يريدون، بل يعطيهم معلومات كاذبة حتى لا يضر بلاده. 3- في الحياة الزوجية: فليس من أدب الإسلام أن يقول الرجل لزوجته: إنها قبيحة وذميمة، وأنه لا يحبها، ولا يرغب فيها، بل على الزوج أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها بالجمال، ويبين لها سعادته بها -ولو كان كذبًا-، وكذلك على المرأة أن تفعل هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من الكذب، بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله رب العالمين.
المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح : وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم ولو كذبًا، فقال صلى الله عليه وسلم:( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب )(13) وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له ) (14) وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء و إن كان محقا ، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) (15) هذا ما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم فأين ما يأمركم به إيمانكم ؟!
(5) صحيح : صحيح الجامع للإمام الألباني 1665 .
(6) صحيح : صحيح النسائي للإمام الألباني 4078 .
(7) إسناده جيد : تخريج الإحياء للعراقي 3/165 .
(8) صحيح : القاصد الحسنة لابن حبان 256 .
(9) صحيح : صحيح الجامع للإمام الألباني 1665 .
(10) صحيح : مسلم 59 .
(11) حسن : التمهيد لابن عبد البر 16/253 .
(12) حسن : صحيح أبي داود للإمام الألباني 4991 .
(13) صحيح : صحيح الأدب المفرد للإمام الألباني 259 .
(14) حسن : سنن الترمذي 2315 .
(15) حسن : صحيح الجامع للألباني 1464 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:29 | |
| لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق ؟ ولماذا استحق هذا اللقب ؟ رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ بقلم العبد الفقير إلى الله معاذ عليان
الإخلاص
وهو أن يجعل المسلم كل أعماله لله سبحانه ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة . قال تعالى في كتابه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء }البينة5 وقال تعالى:{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } الزمر3 وعن أبو أمامة الباهلي قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ، ما له ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيء له . فأعادها ثلاث مرات ، يقول له رسول الله : لا شيء له ، ثم قال : إن الله لا يقبل من العمل ، إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه ) (16)
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه) (17)
ولقد أثنى الله على كثير من أنبيائه بالإخلاص ... - قال تعالى عن موسى عليه السلام : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }مريم51 - ووصف الله عز وجل إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام بالإخلاص، فقال تعالى: وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ{45} إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ{46} وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ{47} سورة ص
الإخلاص واجب في كل الأعمال: على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه؛ لأن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى. قال تعالى في كتابه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء }البينة5 , ولقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ، ما له ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا شيء له . فأعادها ثلاث مرات ، يقول له رسول الله : لا شيء له ، ثم قال : إن الله لا يقبل من العمل ، إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه ) (18)
أنواع الإخلاص : 1- الإخلاص في النية: ذهب قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: يا رسول الله، نريد أن نخرج معك في غزوة تبوك، وليس معنا متاع ولا سلاح. ولم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعينهم به، فأمرهم بالرجوع؛ فرجعوا محزونين يبكون لعدم استطاعتهم الجهاد في سبيل الله، فأنزل الله عز وجل في حقهم قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة:لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{91} وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ{92} فلما ذهب صلى الله عليه وسلم للحرب قال لأصحابه:لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه ( يعني يأخذون من الأجر مثلنا ) قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة فقال حبسهم ( أي منعهم ) العذر )(*) 2- الإخلاص في العبادة: لا يقبل الله تعالى من طاعة الإنسان وعبادته إلا ما كان خالصًا له، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن رب العزة:(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه) (19)
فالمسلم يتوجه في صلاته لله رب العالمين، فيؤديها بخشوع وسكينة ووقار، وهو يصوم احتسابًا للأجر من الله، وليس ليقول الناس عنه: إنه مُصَلٍّ أو مُزَكٍّ أو حاج، أو صائم، وإنما يبتغي في كل أعماله وجه ربه.
3- الإخلاص في الجهاد: إذا جاهد المسلم في سبيل الله؛ فإنه يجعل نيته هي الدفاع عن دينه، وإعلاء كلمة الله، والدفاع عن بلاده وعن المسلمين، ولا يحارب من أجل أن يقول الناس إنه بطل وشجاع، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله ، إني أقف الموقف أريد وجه الله، وأريد أن يرَى موطني (أي: يعرف الناس شجاعتي). فلم يرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزلت: { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف 110 .. ) (20)
- وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! الرجل يقاتل للمغنم . والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه . فمن سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله ) . (21)
جزاء المخلصين: المسلم المخلص يبتعد عنه الشيطان، ولا يوسوس له؛ لأن الله قد حفظ المؤمنين المخلصين من الشيطان، ونجد ذلك فيما حكاه القرآن الكريم على لسان الشيطان:قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{40} سورة الحجر . وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين وجزائهم في الآخرة:{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء146
أما عن الـريـاء: وهو أن ينشط المرء في عمل الخيرات إذا كان أمام الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويجتهد إذا أثنى عليه الناس، وينقص من العمل إذا ذمه أحد، وقد ذكر الله صفات هؤلاء المرائين المنافقين، فقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142 فالرياء صفة من صفات المنافقين، والمسلم أبعد ما يكون عن النفاق، فهو يخلص قلبه ونيته دائمًا لله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) (22)
الرياء شرك بالله: المسلم لا يرائي؛ لأن الرياء شرك بالله والمرائي لا يأخذ جزاءً على عمله؛ لأنه أراد بعمله الحصول على رضا الناس ومدحهم والمكانة بينهم، فليس له من أجرٍ يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم:(إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ) (23)
المرائي في النار: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في إحدى الغزوات أن فلانًا سيدخل النار، وكان فلان هذا يقاتل مع المسلمين، فتعجب الصحابة، وراقبوا الرجل ليعرفوا حاله؛ فوجدوه يقاتل قتالا شديدًا؛ فازداد عجب الصحابة، ولكن بعد قليل حدث أمر عجيب؛ فقد جُرح هذا الرجل؛ فأخذ سيفه، وطعن به نفسه؛ فقال له بعض الصحابة: ويلك! أتقتل نفسك، وقد كنت تقاتل قتالا شديدًا؟ فقال الرجل: إنما كنتُ أقاتل حميةً (عزة للنَّفْس)، وليرى الناس شجاعتي، ثم مات الرجل، وصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرياء يبْطِلُ العبادات: إذا أدَّى الإنسان عبادته، وليس فيها إخلاص لله، فإنه لا يأخذ عليها أجرًا ولا ثوابًا، بل عليه الوزر والعقاب؛ لأنه لم يخلص لله رب العالمين. قال الله تعالى :فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ{6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ{7} سورة الماعون ,والذين يتصدقون، ولكن يمُنُّون بأعمالهم، ولا يخلصون فيها لله، فإنهم لا يأخذون على صدقتهم أجرًا من الله، وتصبح مثل الأرض الصلبة التي لا تخرج زرعًا كما وصف القرآن الكريم المرائي بقوله تعالى:{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ }البقرة264 كما جعل الله عز وجل عبادة المرائين عديمة الفائدة لهم، يقول تعالى:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }الفرقان23
(16) حسن صحيح : صحيح النسائي للألباني 3140 .
(17) صحيح : صحيح أبي داود للألباني 2201 .
(18) حسن صحيح : صحيح النسائي للألباني 3140 .
(*) صحيح : صحيح أبي داود للألباني 2508.
(19) صحيح : مسلم 2985 .
(20) صحيح أو حسن : الترغيب والترهيب للمنذري 1/49 .
(21) صحيح : مسلم 1904 .
(22) صحيح : مسلم 4651 .
(23) صحيح : صحيح الجامع للألباني 1555 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:30 | |
| الحيــــــــاء
وهو أن تخجل النفس من العيب والخطأ. والحياء جزء من الإيمان. - فعن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان)(24)
- وعن عبد الله بن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهما , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لكل دين خلقا ، و خلق الإسلام الحياء .) (25)
- وعن أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان. )(26)
وخلق الحياء لا يمنع المسلم من أن يقول الحق، أو يطلب العلم، أو يأمر بمعروف، أو ينهي عن منكر. فهذه المواضع لا يكون فيها حياء، وإنما على المسلم أن يفعل كل ذلك بأدب وحكمة، والمسلم يطلب العلم، ولا يستحي من السؤال عما لا يعرف، وكان الصحابة يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن أدق الأمور، فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم عنها دون خجل أو حياء...
حياء الرسول صلى الله عليه وسلم : قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ }الأحزاب53
وروي عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :الحياء لا يأتي إلا بخير (27) فصفة الحياء عند النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن صفة طارئة، بل كانت صفة ملازمة له في كل أحيانه وأحواله؛ في ليله ونهاره، وفي سفره وإقامته، وفي بيته ومجتمعه، ومع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والعالم والجاهل .
1- أول مظاهر حياء النبي وأولاها : وذلك يتجلى في جانب خالقه سبحانه وتعالى؛ ولهذا لما طلب موسىعليه السلام من نبينا صلى الله عليه وسلم أن يراجع ربه في قضية تخفيف فرض الصلاة، وذلك في ليلة الإسراء والمعراج، قال صلى الله عليه وسلم لموسى: ( استحييت من ربي ) (28) فبعد أن سأل نبينا ربه عدة مرات أن يخفف عن أمته من عدد الصلوات، إلى أن وصل إلى خمس صلوات في اليوم والليلة، منع خُلق الحياء نبينا صلى الله عليه وسلم من مراجعة ربه أكثر من ذلك .
2- النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً : بل أشد حياء من الفتاة في بيت أهلها , وكان إذا كره شيئًا عرفه الصحابة في وجهه. حيث يروي لنا أبو سعيد الخدري رضى الله عنه فيقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه . (29)
3- لا يجرح مشاعر الآخرين : وكان من حيائه صلى الله عليه وسلم، أنه إذا بلغه عن الرجل أمر غير جيد، أو رأى منه سلوكًا غير قويم، لا يخاطب ذلك الشخص بعينه، ولا يوجه كلامه إليه مباشرة، حياءً منه، ولكي لا يجرح مشاعره أمام الآخرين، بل كان من خلقه وهديه في مثل هذا الموقف أن يوجه كلامه إلى عامة من حوله، من غير أن يقصد أحدًا بعينه، وهذا من حيائه صلى الله عليه وسلم، وتقديره للآخرين أن يجرح مشاعرهم، أو يشهِّر بهم أمام أعين الناس . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا بلغه عن الرجل الشيء ، لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ! ) (30)
4- يغتسل بعيد عن أعين الناس : نعم فلم تكن الحمامات يومئذ في البيوت، كما هو شأنها اليوم ولم يكن لأحد أن يراه، وما ذلك إلا من شدة حيائه. أخبرنا بهذا ابن عباس رضي الله عنه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من وراء حجرات، وما رأى أحد عورته قط ) ...
5- لا يخيب من يقصده بطلب : ومن صور حيائه ما أخبرنا به أنس بن مالك رضي الله عنه فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت ) (31) وهذا من طبع الحيي أنه لا يرد سائله، ولا يخيب طالبه وقاصده .
6- لا يستحي من الحق : فلقد كان النساء من الصحابة، يسألن رسول الله عن شؤون دينهن، وقد صح أن الصحابية أم سُليم رضي الله عنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل، إذا هي احتلمت ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم، إذا رأت الماء ).(32) فقد علمت رضي الله عنها أن دينها يفرض عليها أن تتعلم أمور دينها، لذلك لم تستحِ من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عما دعت الحاجة إليه، وقدمت لسؤالها بقولها: ( إن الله لا يستحيي من الحق ) حتى تقطع الطريق على من قد يسمع سؤالها، فيتبادر إلى ذهنه أن سؤالها هذا ينافي الحياء ويجافيه . لذلك , فالحياء لا ينبغي أن يكون مانعًا للمسلم أبدًا من أن يتعلم أمور دينه ودنياه؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون رسول الله عن كل ما يعنيهم في أمر دينهم أو دنياهم، حتى ورد في الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم علم صحابته كل شيء، حتى الأمور المتعلقة بقضاء الحاجات؛ كالدخول إلى الحمام بالرجل اليسرى، والخروج منها باليمنى، وعدم استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، وعدم استعمال اليد اليمنى حال إزالة النجاسة، ونحو ذلك من الأمور التي لم تمنع الصحابة من أن يسألوا عنها لتعلقها بعبادتهم ونظافتهم .
7- إذا لم تستحي فاصنع ما شئت : يخبرنا أبو مسعود عقبة بن عمرو أنه صلى الله عليه وسلم قال :(إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )(33)
أنواع الحياء:
1- الحياء من الله:المسلم يتأدب مع الله سبحانه ويستحيي منه؛ فيشكر نعمة الله، ولا ينكر إحسان الله وفضله عليه، ولا يجاهر بالمعصية، ولا يفعل القبائح والرذائل؛ لأنه يعلم أن الله مُطَّلِعٌ عليه يسمعه ويراه، وقد قال الله تعالى عن الذين يفعلون المعاصي دون حياء منه سبحانه:{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ }النساء108
والمسلم الذي يستحي من ربــه إذا فعـل ذنبًا أو معصية، فإنه يخجل من الله خجلا شديدًا، ويعود سريعًا إلى ربه طالبًا منه العفو والغفران.فعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : استحيوا من الله تعالى حق الحياء ، من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء .(34)
2- الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم: فالمسلم يستحي من النبي صلى الله عليه وسلم، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة، ويتمسك بها.
3- الحياء من الناس , وهذا النوع له عدة أوجه :
- المسلم لا ينكر معروفًا صنع معه : فعن أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) (35)
- المسلم يستحي من الناس، فلا يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه، ولا يخاطب الناس بسوء : فحياء المؤمن يجعله لا يعرف الكلام الفاحش، ولا التصرفات البذيئة، ولا الغلظة ولا الجفاء، إذ إن هذه من صفات أهل النار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار ) (36)
- المسلم لا يكشف عورته ويغض بصره : فقد قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله عوراتنا ما نأت منها وما نذر قال احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قال قلت يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض قال إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها قال قلت يا رسول الله إذا كان أحدنا خاليا قال الله أحق أن يستحيى منه من الناس ) (37)
وقال الله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور30 , وقال : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور31
ولقد خلَّد القرآن الكريم ذكر امرأة من أهل الحياء ، قال الله عنها: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }القصص25 فهذه الآية تدل على حياء تلك المرأة من وجهين : الأول: أنها جاءت إليه على استحياء بلا تبختر أو تبذل ولاإغراء . الثاني: مخاطبتها لموسى عليه السلام بالمختصر المفيد بلاخضوع في القول .
بالتالي من حياء المسلم أن يغض بصره عن الحرام، وعن كل منظر مؤذٍ، مما يقتضي غض البصر، ومن الحياء أن تلتزم الفتاة المسلمة في ملابسها بالحجاب، فلا تظهر من جسدها ما حرَّم الله، وتجعل الحياء عنوانًا لها وسلوكًا يدلُّ على طهرها وعفتها، وشعار عفتها دوماً : زِينَتِي دَوْمـًا حيائـي واحْـتِشَامِي رَأسُ مـَالِي
وكان الإمام أحمد بن حنبل يكثر من قول :
إذا ما قال لــي ربي ... أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي ... وبالعصيــان تأتيني
فما قـولي له لــما ... يعاتبنــي ويُقصيني
فضل الحياء: الحياء له منزلة عظيمة عند الله ، فهو يدعو الإنسان إلى فعل الخير، ويصرفه عن الشر، ومن هنا كان الحياء كله خيرًا وبركة ونفعًا لصاحبه , فعن عمران بن حصين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :الحياء لا يأتي إلا بخيروقال: ( الحياء خير كله ) أو (الحياء كله خير) (39)
(24) صحيح : رواه البخاري 9 .
(25) صحيح : سلسلة الصحيح للألباني 940 .
(26) صحيح : صحيح الجامع للألباني 2800 .
(27) صحيح : رواه مسلم 37 .
(28) صحيح : رواه البخاري 349 .
(29) صحيح : رواه البخاري 6102 .
(30) صحيح : صحيح أبي داود للألباني 4788 .
(31) صحيح : صحيح الجامع للإمام الألباني 4854 .
(32) صحيح : رواه البخاري 282 .
(33) صحيح : رواه البخاري 6120 .
(34) حسن : صحيح الجامع للألباني 935 .
(35) حسن صحيح : سنن الترمذي 1955 .
(36) حسن صحيح : سنن الترمذي 2009 .
(37) صحيح : تهذيب السنن لابن القيم 11/56 .
(39) صحيحان : رواهما مسلم 37 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:30 | |
| الرحمـــــــة
وهي العطف والرقة والمغفرة. والمسلم رحيم القلب، يغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاجين، ويعطف على الفقراء والمحرومين، ويمسح دموع اليتامى؛ فيحسن إليهم، ويدخل السرور عليهم.
(1) رحمة الله عز وجل : يقول الله تعالى:{ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأنعام54 ,ويقول الله تعالى: { فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }يوسف64 , ونحن دائمًا نردد في أول أعمالنا: (بسم الله الرحمن الرحيم).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:( إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق : إن رحمتي سبقت غضبي ، فهو مكتوب عنده فوق العرش ) (40)
فرحمة الله سبحانه واسعة، ولا يعلم مداها إلا هو، فهو القائل:{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ }الأعراف156 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:( جعل الله الرحمة مائة جزء . فأمسك عنده تسعة وتسعين . وأنزل في الأرض جزءا واحدا . فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق . حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه ) (41)
(2) رحمة النبي صلى الله عليه وسلم :
الرحمة والشفقة من أبرز أخلاقه ، وقد وصفه الله في القرآن الكريم بذلك، فقال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} التوبة 128,وقال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107, وقال تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }آل عمران159
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما أنا رحمة مهداة )(42)
فرحمته عامة تشمل الحيوان والإنسان سواء كان مسلم أو كافر , رجل أو امرأة , صغير أو كبير ... تدبر معي الأحاديث التالية :
- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته :
1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (إبراهيم 36) وقول عيسى عليه السلام : ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( المائدة 118) فرفع يديه وقال اللهم أمتي، وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل، اذهب إلى محمد وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قاله وهو أعلم . فقال الله يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )(43)
2- لكل نبي دعوة مستجابة . فتعجل كل نبي دعوته . وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة . فهي نائلة ، إن شاء الله ، من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ) (44) أرأيت رحمة نبينا بأمته !!
3- قال رجل : يا رسول الله ، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان ، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ ، فقال : أيها الناس ، إنكم منفرون ، فمن صلى بالناس فليخفف ، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة . ) (45)
4- ويقول: ( خذوا من العمل ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا )(46)
5- وما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، وأنكر على الثلاثة الذين شدّدوا على أنفسهم في العبادة، وقال : ( أما و الله إني أخشاكم لله ، و أتقاكم له ، لكني أصوم و أفطر ، و أصلي و أرقد ، و أتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )(47)
6- وقال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك ) (48)
وهذا اليسر في حياته عليه الصلاة والسلام يوافق يُسر الملة وسهولة الشريعة، وهو امتثال منه صلى الله عليه وسلم لقول ربه : {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى }الأعلى8 ، {لاَ يُكَلِّفُاللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} البقرة 286، {فاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن 16،{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} البقرة 185،{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} الحج 78.. وغيرها من الآيات.
- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال :
1- كان صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة، وهو ينوي إطالتها، فإذا سمع طفلاً يبكي سرعان ما يخففها إشفاقًا ورحمة على الطفل وأمه. فعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إني لأدخل في الصلاة، فأريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي؛ فأتجوَّز مما أعلم من شدة وَجْدِ (حزن) أمه من بكائه) (49) 2- عن أبو قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها .)(50)
3- جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ) .(51)
4- يحدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول :( كان أرحم الناس بالصبيان و العيال ) (52)
- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة :
فلقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير، إشارة إلى ما فيهن من الصفاء والنعومة والرقة، وإلى ضعفهن وقلة تحملهن؛ ولذا فإنهن يحتجن إلى الرفق .. فانظر معي ماذا قال .
1- فلقد كانت أم سليم في الثقل ، وأنجشة غلام النبي صلى الله عليه وسلم يسوق بهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أنجش ، رويدك سوقك بالقوارير )(53) .
2- والقائل أيضا: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و خياركم خياركم لنسائهم )(54)
3- وشدّد على من يظلم حق المرأة فقال :(اللّهم إنّي أحرّج حقّ الضعيفين اليتيم والمرأة )(55) أحرج تعني : أي ألحق الحرج، وهو الإثم، بمن ضيع حقهما، وأحذر من ذلك وأزجر عنه بشدة
بل الأكبر والأعظم منذلك وهو ما لم يفعله أيّ زعيم في العالم , حيث أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأكد على حقوق المرأة عندمعاينة الموت , فهل سمعت يوما بعظيم من العظماء في آخر لحظات حياته يوصي بحقالمرأة و الإحسان إليها ؟لن تجد أبدا من فعل ذلك ، فعند الموت كل إنسان منشغلبنفسه . أمّا محمد الرسول فقد تجلت عظمته واحترامه للمرأة والدفاع عنها والرحمةبها في مثل هذا الموقف العصيب فهو يصارع سكرات الموت ، وأوصى الرجال بالإحسان إلىالمرأة بل حثهم على أن يوصى بعضهم بعضا بالإحسان إلى المرأة.فقال : ( استوصوابالنساء خيرا )
4- ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، و استوصوا بالنساء خيرا ) (56)
5- وقال : استوصوا بالنساء خيرا ؛ فإن المرأة خلقت من ضلع ، و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه ؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته ، و إن تركته لم يزل أعوج ؛ فاستوصوا بالنساء خيرا ) (57)
رحمته صلى الله عليه وسلم بالضعفاء عمومًا :
سواء كان ذلك مع المرأة أو الأرامل أو الأيتام أو المساكين أو الخدم وغيرهم من الضعفاء انظر معي الأحاديث التالية :
1- فلقد حث صلى الله عليه وسلم على كفالة الأيتام لضعفهم وحاجتهم للرعاية،فقال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا . وقال بإصبعيه السبابة والوسطي . (58)
2- وحث صلى الله عليه وسلم على إعالة الأرامل والمساكين،فقال : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو : كالذي يصوم النهار ويقوم الليل ) (59)
3- عن أبو ذر الغفاري قال : إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم :يا أبا ذر ، أعيرته بأمه ، إنك امرو فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم ( أي من يخدمونكم )، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم .(60)
5- وروي عن أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله أكلة أو أكلتين ، أو لقمة أو لقمتين ، فإنه ولي حره وعلاجه )(61)
6- وقال صلى الله عليه وسلم :( من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه ) (62)
7- يقول أبو مسعود عقبة بن عمرو كنت أضرب غلاما لي بالسوط . فسمعت صوتا من خلفي ( اعلم ، أبا مسعود ! ) فلم أفهم الصوت من الغضب . قال : فلما دنا مني ، إذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا هو يقول ( اعلم ، أبا مسعود ! اعلم ، أبا مسعود ! ) قال : فألقيت السوط من يدي . فقال ( اعلم ، أبا مسعود ! أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام ) قال فقلت : لا أضرب مملوكا بعده أبدا . وفي رواية : غير أن في حديث جرير : فسقط من يدي السوط ، من هيبته . ) (63)
8- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة لم يا رسول الله قال إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المساكين وفربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة )(64)
9- ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده . ولا امرأة . ولا خادما . إلا أن يجاهد في سبيل الله . وما نيل منه شيء قط . فينتقم من صاحبه . إلا أن ينتهك شيء من محارم الله . فينتقم لله عز وجل . ) .(65)
10- قال أنس بن مالك : ( خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشيء لم أفعله : ألا كنت فعلته ؟ ولا لشيء فعلته : لم فعلته ؟ ) (66) - رحمته صلى الله عليه وسلم بالأعداء : - نهى صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان والأجير، ما داموا غير مشاركين في قتال المسلمين , فلقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فقال اغزوا بسم الله وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله ؛ اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا)(67)
- كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار ) (68)
- قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال " إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة ) (69)
- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوان :
1- يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فعن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)، فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له). فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟ قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي كل كائن حي ثوابًا) (70)
2- يحدثنا عبد الله بن مسعود فيقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : من حرق هذه قلنا : نحن قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار )(71)
3- عن عبد الله بن عباس يقول : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها قال : أفلا قبل هذا ؟ ( أي أن يحد شفرته قبل أن يضجع الذبيحة ). أو تريد أن تميتها موتات ؟ ! )(72)
4- عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه يقول : أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت فقال من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله فقال أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ) (73)
بكت عيني والله , من قراءة هذا الحديث اللهم اجعل من أخلاقنا الرحمة واحشرنا مع نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
5- يحدثنا سعيد بن الجبير فيقول : مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه . وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم . فلما رأوا ابن عمر تفرقوا . فقال ابن عمر : من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ ، شيئا فيه الروح غرضا . ) (74)
نعود لتكملة أنواع الرحمة .. ذكرنا رحمة الله , ورحمة رسول الله مُحمد
(3) رحمة البشر : قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( ارحم من في الأرض ، يرحمك من في السماء )(75) وقال صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (76) والمسلم رحيم في كل أموره؛يعاون أخاه فيما عجز عنه؛ فيأخذ بيد الأعمى في الطرقات ليجنِّبه الخطر، ويرحم الخادم؛ بأن يحسن إليه، ويعامله معاملة كريمة، ويرحم والديه، بطاعتهما وبرهما والإحسان إليهما والتخفيف عنهما. والمسلم يرحم نفسه،بأن يحميها مما يضرها في الدنيا والآخرة؛ فيبتعد عن المعاصي، ويتقرب إلى الله بالطاعات، ولا يقسو على نفسه بتحميلها ما لا تطيق، ويجتنب كل ما يضر الجسم من أمراض، فلا يؤذي جسده بالتدخين أو المخدرات... إلى غير ذلك. والمسلم يرحم الحيوان، فرحمة المسلم تشمل جميع المخلوقات بما في ذلك الحيوانات.
أما عن الغلظة والقسوة: حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلظة والقسوة, قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس ) (78) وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار من أجل قسوتها وغلظتها مع قطة، فيقول صلى الله عليه وسلم:(دخلت امرأة النار في هرة (قطة) ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعْها تأكل من خشاش الأرض (دوابها كالفئران والحشرات )(79)
(40) صحيح : رواه البخاري 7554 .
(41) صحيح : رواه مسلم 2752 .
(42) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 2345 .
(43) صحيح : رواه مسلم 202 .
(44) صحيح : رواه مسلم 199 .
(45) صحيح : رواه البخاري 90 .
(46) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 3218 .
(47) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 1336 .
(48) صحيح : رواه البخاري 7240 .
(49) صحيح : رواه البخاري 710 .
(50) صحيح : رواه الألباني في صحيح أبي داود 917 .
(51) صحيح : رواه البخاري 5998 .
(52) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 4797 .
(53) صحيح : رواه البخاري 6202 .
(54) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 1232 ..
(55) حسن : صحيح ابن ماجه للألباني 2982 .
(56) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 6503 .
(57) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 960 .
(58) صحيح : رواه البخاري 6005 .
(59) صحيح : رواه البخاري 6006 .
(60) صحيح : رواه البخاري 30 .
(61) صحيح : رواه البخاري 5460 .
(62) صحيح : صحيح أبي داود للألباني 5168 .
(63) صحيح : رواه مسلم 1659 .
(64) صحيح : صحيح الترمذي للألباني 2352 .
(65) صحيح : رواه مسلم 2328 .
(66) صحيح : صحيح الأدب المفرد للألباني 211 .
(67) صحيح : صحيح الترمذي للألباني 1408 .
(68) صحيح : رواه البخاري 1356 .
(69) صحيح : رواه مسلم 2599 .
(70) صحيح : رواه البخاري 6009 .
(71) صحيح : رواه الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 878 .
(72) صحيح : رواه الألباني في صحيح الترغيب 1090 .
(73) صحيح : صحيح أبي داود الألباني 2549 .
(74) صحيح : رواه مسلم 1958 .
(75) صحيح : الألباني صحيح الجامع 896 .
(76) صحيح : رواه مسلم 2586 .
(78) صحيح : رواه البخاري 7376 .
(79) صحيح : رواه البخاري 3318 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:31 | |
| التواضـع
هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله تعالى بالتواضع، فقال:{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الشعراء215 , وقال : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
تواضع النبي صلى الله عليه وسلم : التواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة، فكان يرحم نساءه، ويساعدهن في أعمال البيت، لشعوره بحاجة الزوجة إلى هذا العون،وهذا العمل لا يتنافي مع العظمة، ولا مع الرجولة، كما يتوهم بعض الأزواج .. بل العكس والله ذلك دليل على رحمته وتواضعه .
انظر معي للأحاديث التالية : - السيدة عائشة رضي الله عنها سُئِلَتْ: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله ، تعني خدمة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . )(80)
وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه، ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه , ويلبس الصوف ويأكل الشعير , وربما مشي حافيا , يونام في المسجد , ويركب الحمار , ويردف على الدابة , ويعاون الضعيف , كان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا فأرعد فقال (هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد )(81)
وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته. ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) (سيرة ابن هشام ).
أما عن التكبر: فلا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:قال الله تعالى : ( الكبرياء ردائي ، و العظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار )(82)
والإنسان المتكبر يشعر بأن منزلته ومكانته أعلى من منزلة غيره؛ مما يجعل الناس يكرهونه ويبغضونه وينصرفون عنه، كما أن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل، فلا يُصْغِي لنصح، ولا يقبل رأيا، ويصير من المنبوذين.
قال الله تعالى:{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }لقمان18 ، وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد، فقال: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }الأعراف146 ، وقال تعالى: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35,والله تعالى يبغض المتكبرين ولا يحبهم، ويجعل النار مثواهم وجزاءهم، يقول تعالى:{ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ }النحل23 ، ويقول تعالى:{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ }الزمر60
صور التكبر: ومن الناس من يتكبر بعلمه، ويحتقر غيره، ويغضب إذا رده أحد أو نصحه، فيهلك نفسه، ولا ينفعه علمه، ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه؛ فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله. ومن الناس من يتكبر بالسلطان والجاه والقوة فيعجب بقوته، ويغتر بها، ويعتدي ويظلم، فيكون في ذلك هلاكه ووباله. ومنهم من يتكبر بكثرة ماله، فيبذِّر ويسرف ويتعالى على الناس؛ فيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله.
جزاء المتكبر: ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال:( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )(83)
وقد خسف الله الأرض برجل لتكبره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(بينما رجل يمشي في حُلَّة (ثوب) تعجبه نفسه، مُرَجِّل جُمَّتَه (صفف شعر رأسه ودهنه)، إذ خسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) (84)
ويقول صلى الله عليه وسلم:(يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال) (85)
ويقول صلى الله عليه وسلم عندما سبقت ناقة الأعرابي ناقة رسول الله فشق ذلك على المسلمين قال : ( حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه)(86)
فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛ فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام ..
(80)صحيح : رواه البخاري 676 .
(81)صحيح : المزي – تهذيب الكمال 2 / 141 .
(82)صحيح : رواه الألباني صحيح الجامع 4311 .
(83)صحيح : رواه مسلم 91 .
(84)صحيح: الألباني صحيح الجامع 2875 .
(85)صحيح : رواه الترمذي 2492 .
(86)صحيح : رواه البخاري 2872 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:32 | |
| بر الوالدين
هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال تعالى :{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23 وقال تعالى:{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14
- بر الوالدين بعد موتهما : فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما. يحكي أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل بقي من بر والدي شيء بعد موتهما ؟ قال : نعم خصال أربع الصلاة عليهما و الاستغفار لهما و إنفاذ عهدهما بعد موتهما وإكرام صديقهما و صلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما )(87)
وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال:{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41 ، وقال:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً }نوح28
- رضا الوالدين من رضا الله: المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم:(رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) (88)
- الجنة تحت أقدام الأمهات: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) (89)
- الفوز بمنزلة المجاهد: - أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه , قال : هل بقي من والديك أحد ؟ قال : أمي , قال : قابل الله في برها , فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد .)(90)
- وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما)(91)
- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : ( أحي والداك ) . قال : نعم ، قال : ( ففيهما فجاهد ) (92) والمقصود بالجهاد هنا : الصبر عليهما وطاعتهما والحرص على رضاهم .
- الفوز ببرِّ الأبناء: إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله تعالى سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه،روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا تعف نساؤكم ، ومن تفضل إليه فلم يقبل لن يرد علي الحوض ) (93)
- الوالدان المشركان: يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين. كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع، فقال لها سعد: تعلمين والله لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي. فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى:{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}لقمان15 (94)
وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:قدمت علي أمي وهي مشركة ، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصل أمي ؟ قال : ( نعم ، صلي أمك ) .(95)
أما عن عقوق الوالدين:
حذَّر الله تعالى المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما، وفعل ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى:{ فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23,ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما .
جزاء العقوق: قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور . قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت .) (96)
(87)حسن : الفتوحات الربانية 4 / 106 .
(88) صحيح : رواه الألباني في السلسلة الصحيحة 516 .
(89)صحيح : صحيح ابن ماجة 2259 .
(90)صحيح : تخريج الأحياء 2 / 270 .
(91)صحيح : رواه مسلم 2549 .
(92) صحيح : رواه البخاري 3004 .
(93) صحيح : رواه محمد جار الله الصعدي – النوافح العطرة 86 .
(94) صحيح : رواه مسلم 1784 .
(95)صحيح : رواه البخاري 2620 .
(96) صحيح : رواه البخاري 2654 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:33 | |
| العفة
وهي البعد عن الحرام وعن سؤال الناس .
أنواع العفة :
1- عفة الجوارح : المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى:وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }النور33
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة، حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أداء حقوق الزوجية) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء (أي وقاية). (97)
ولنتذكر امرأة العزيز، عندما وسوس لها الشيطان أن تعصي الله مع النبي يوسف ، فانتظرت خروج العزيز وقامت بغلق الأبواب جيدًا، واستعدت وهيأت نفسها، ثم دعت يوسف إلى حجرتها، لكن نبي الله يوسف أجابها بكل عفة وطهارة، قائلا:{مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}يوسف23أي معاذ الله أن أجيبكِ إلى ما تريدين، وأُنَفِّذ ما تطلبين، وإن كنتِ قد أغلقتِ الأبواب، فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
2- عفة الجسد: المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله تبارك وتعالى:{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} النور31 ،وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30 , وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }النور31 وقال سبحانه: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
أما عن النظرة الفجأة : سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة (وهي النظرة التي لا يقصدها الإنسان ولا يتعمدها)، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) (98)
3- العفة عن أموال الغير: فالمسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق , وكذلك مال اليتيم يتعفف المسلم عنه إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله عز وجل ، يقول تعالى:{ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ }النساء6
4- عفة المأكل والمشرب: المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه ، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }البقرة172 وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده )(99)
5- عفة اللسان: المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله تعالى يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24].ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله:{إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10] . ويأمرنا الله سبحانه أن نقول الخير دائمًا، فيقول تعالى:{وقولوا للناس حُسنًا } [البقرة: 83]. وقال صلى الله عليه وسلم :(ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) (100)
وقال الله صلى الله عليه وسلم:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) (101)
-والمسلم لا يتحدث فيما لا يُعنيه قال الله صلى الله عليه وسلم:( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )
6- التعفف عن سؤال الناس: المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى:{ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً }البقرة273, وقال الله صلى الله عليه وسلم:اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غنى ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله . )(102)
فضل العفة : وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله، قال الله صلى الله عليه وسلم:(ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) (103)
ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول:(اللهم إني أسألك الْهُدَى والتُّقَى والعفاف والغنى) وفي رواية والعفة . )(104)
وقال الله صلى الله عليه وسلم:( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عدل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)(105) .
ولقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين بحفظهم لفروجهم وعفتهم عن الحرام، فقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} سورة المؤمنون
(97) صحيح : رواه مسلم 1400 .
(98)صحيح : مجموع الفتاوى ابن تيمية – 22/128 .
(99)صحيح : رواه البخاري 2072 .
(100)صحيح : صحيح الترمذي الألباني 1977 .
(101)صحيح : رواه مسلم 47 .
(102)صحيح : رواه البخاري 1427.
(103)صحيح : رواه البخاري 1469.
(104)صحيح : رواه مسلم 2721 .
(105)صحيح : رواه البخاري 1423 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:34 | |
| [i]الصبر
و هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته. يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153
الصبر خلق الأنبياء: ضرب أنبياء الله صلوات الله عليهم أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله، , ولقد وصف الله تعالى كثيرًا من أنبيائه بالصبر، فقال تعالى:وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ{85} وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ{86} سورة الأنبياء ,وقال الله تعالى:{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}الأحقاف35 ,وأولوا العزم من الرسل هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه.
وقال تعالى عن نبيه أيوب:{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص44
صبر النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم : حياته صلى الله عليه وسلم كلها صبر ومصابرة ، وجهاد ومجاهدة ، ولم يزل عليه الصلاة والسلام في جهد ، وعمل متواصل ، وصبرٍ لا ينقطع ، منذ أن نزلت عليه أول آية ، وحتى آخر لحظة في حياته . - صبره على الأذى الجسدي : من المواقف التي يتجلّى فيها صبره عليه الصلاة والسلام لما تعرض له من أذى جسدي من قومه وأهله وعشيرته وهو بمكة يبلغ رسالة ربه ،(106)ما جاء عن البخاري أن عروة بن الزبير سأل عبد الله بن عمرو بن العاصعن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : رأيت عقبة بن أبي معيط ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا ، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه ، فقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم . )
وكان أبو لهب يتْبَع النبي صلى الله عليه وسلم في مجامع الناس وأسواقهم ، ويكذّبه ، بينما كانت امرأته أم جميل تجمع الحطب والشوك وتلقيه في طريقه صلى الله عليه وسلم ,قال الله تعالى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ{2} سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ{3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ{5} سورة المسد
- صبره على الأذى النفسي : وهو الأذى المتمثّل في ردّ دعوته وتكذيبه ، واتهامه بأنه كاهن وشاعر ومجنون وساحر ، وادعاء أن ما أتى به من آيات ما هي إلا أساطير الأولين ،قال الله تعالى : {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ }الصافات36 . ولقد اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا ، فجاءت امرأة فقالت : يا محمد ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا . فأنزل الله عز وجل : { والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى } .(107)
- صبره يوم العقبة : فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا . )(108)
- صبره على قومه والدعاء لهم :
حيث كان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى:(كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء , ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) (109)
- صبره على موت أولاده وبناته : لقد صبر أيّام موت أولاده وبناته ، حيث كان له من الذرية سبعةٌ ، توالى موتهم واحداً تلو الآخر حتى لم يبق منهم إلا فاطمة رضي الله عنها ، فما وهن ولا لان ، ولكن صبر صبراً جميلاً ، حتى قال يوم وفاة ولده إبراهيم :إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون .)(110)
- صبره على طاعة الله : حيث أمره ربّه بذلك في قوله : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}الأحقاف35 ، وقوله : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}طه132 ، فكان يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام ، ويكثر من الصيام والذكر وغيرها من العبادات ، وكان شعاره في ذلك : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ , فعن السيدة عائشة رضي الله عنها تقول :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى ، قام حتى تفطر رجلاه . قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا ) .(111)
فضل الصبر: - أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى:وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} سورة البقرة ,ويقول الله تعالى :{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10
- عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال :(إن ناسا من الأنصار ، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى نفذ ما عنده ، فقال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) .(112)
- ويقول صلى الله عليه وسلم:(ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) , ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ , حتى الشوكة يُشَاكُها , إلا كفَّر الله بها من خطاياه) (113)
أنواع الصبر: 1- الصبر على الطاعة:فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }الكهف28, ويقول تعالى:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }طه132
2- الصبر عن المعصية:المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه و يده ، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ؛ وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه ، و أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل . )(114)
3- الصبر على المرض:صبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة , عن عبد الله بن عباس قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي ، قال : ( إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ) . فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها . )(115)
- ويقول الله تعالى في الحديث القدسي:إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ( يريد بعينيه ) ثم صبر عوضته منهما الجنة . )(116)
4- الصبر على المصائب:المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو أهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ، إذا قبضت صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه ، إلا الجنة . )(117)
5- الصبر على ضيق الحياة ( الفقر ) :المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين،- كان يمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد في بيوتهم شيء من النار لا لخبز ولا لطبيخ قالوا بأي شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة قال الأسودان التمر والماء وكان لهم جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا لهم منائح يرسلون إليهم شيئا من لبن .)(118)
6- الصبر على أذى الناس:قال صلى الله عليه وسلم: ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم ، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) (119)
الصبر المكروه: الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا. والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، أما الصبر المحمود فهو الصبر على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه، أو بلاء ليس فيه ضرر بالشرع. أما إذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا.قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97
الأمور التي تعين على الصبر: 1- معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها. 2- معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله تعالى أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى. 3- التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل96 3- اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} سورة الشرح 4- الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله تعالى:{ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46 5- الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله. 6- الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{23} سورة الحديد 7- الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.
(106)صحيح : رواه البخاري 3678 .
(107)صحيح : رواه البخاري 4950 .
(108) صحيح : رواه البخاري 3231 .
(109)صحيح : رواه البخاري 3477 .
(110)صحيح : رواه البخاري 1303 .
(111)صحيح : رواه مسلم 2820 .
(112)صحيح : رواه البخاري 1469 .
(113)صحيح : رواه البخاري 5641 .
(114) صحيح : صحيح الجامع الألباني 1129 .
(115)صحيح : رواه البخاري 5652 .
(116)صحيح : الألباني صحيح الجامع 4302 .
(117)صحيح : رواه البخاري 6424 .
(118) صحيح : مجمع الزوائد رواه الهيثمي 10 / 318 .
(119)صحيح : صحيح الترمذي الالباني 2507 . | |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:35 | |
| الإحسان
وهو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله, فهو مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه , وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم ، فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته )(120)
أنواع الإحسـان :
1- الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.قال صلى الله عليه وسلم:(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )(121)
2- الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23 - ولقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) . (122)
-قال رسول الله صلى الله عليه سلم :( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور . قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت ) (123)
3- الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى:{واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1]. - وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (أي يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له في أثره (أي يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) (124)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَصِل رحمه) (125)
,وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قاطع رحم )(126)
- كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم:( الصدقة على المسكين صدقة ، و هي على ذي الرحم اثنتان : صدقة و صلة )(127)
4- الإحسان إلى الجار: - فالمسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه )(128)
- ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله عليه وسلم:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره , ..... إلى نهاية الحديث ) (129)
5- الإحسان إلى الفقراء: المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، ولابد للمسلم أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون عمله خالصًا لوجه الله. قال تعالى:{قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }البقرة263
6- الإحسان إلى اليتامى والمساكين: - أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال:فقال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا . وقال بإصبعيه السبابة والوسطى . )(130)
- وقال صلى الله عليه وسلم: ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو : كالذي يصوم النهار ويقوم الليل )(131)
7- الإحسان إلى النفس: المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى:{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ }الإسراء7
8- الإحسان في القول: الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى:{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}الحج24 ،وقال تعالى:{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }البقرة83
9- الإحسان في التحية: والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله تعالى:{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}النساء86
10- الإحسان في العمل: والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم:( إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )(132)
11- الإحسان في الزينة والملبس: قال تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}الأعراف31
جزاء الإحسان: المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60 وقال:{ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }الكهف30 وقال:{ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195
(120)صحيح : صحيح النسائي الألباني 4417 .
(121)صحيح : صحيح الجامع الالباني 2762 .
(122)صحيح : رواه البخاري 5971 .
(123)صحيح : رواه البخاري 2654 .
(124)صحيح : رواه البخاري 5985 .
(125)صحيح : مشكلة الفقر الألباني 42 .
(126)صحيح : رواه مسلم 2556 .
(127)صحيح : صحيح الجامع الألباني 3858 .
(128) صحيح : رواه البخاري 6015 .
(129) صحيح : رواه البخاري 6018 .
(130)صحيح : رواه البخاري 6005 .
(131)صحيح : رواه البخاري 6006 .
(132) صحيح : صحيح الجامع الألباني 1880 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:36 | |
| الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، وفريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، يقول تعالى:{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72 وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى:{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }النساء58, ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم:(لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له )(133)
الأنبياء والأمانة : الأنبياء و الرسل هم أمناء الله في أرضه على شرائعه و دينه لذلك كانت الأمانة واجبة لهم كما قال هود عليه السلام :{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }الأعراف68, وكما قال يوسف عليه السلام : {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }يوسف54 , وكما قالت ابنة شعيب عليه السلام في وصف موسى عليه السلام حيث قالت : {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }القصص26
أمانة النبي صلى الله عليه وسلم : - أمانته بحمل رسالة الإسلام : لقد كان مثالاً للأمانة كيف لا و قد ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة فكان خير من أدى هذه الأمانة إلى حد الكمال فقد قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3
- لُقِب قبل البعثة بالصادق الأمين : الأمانة من أَخَصِّ الأوصاف التي اتصف بها منذ نشأته صلى الله عليه وسلم حتى لَصِقت به قبل بعثته، فنعتته قريش بالصادق الأمين، واشتُهِر بذلك عند أهل مكة فحكَّموه في خصوماتهم، واستودعوه أماناتهم، فما حُفظت عنه غدرة، ولا عُرفت له في أمانته زلة , نعم , فقد كان المشركين يتركون ودائعهم عنده ليحفظها لهم؛ وحينما هاجر من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.
- أمانته مع السيدة خديجة ( تجارة أموالها ) : لقد استأمنته السيدة خديجة رضي الله عنها على أموالها فاتجر بها، وأربحها ضِعْفَ ما كان يُربحُهَا غيرَه، فما كتمها شيئا، ولا أخفاه عنها وكان ذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وقبل أن يتزوج بها , ثم تزوج بها وكانت أول زوجة له , وأول من صدقه واتبعه من الناس .
- أول ما دعا إليه الأمانة : كان من أوائلِ ما دعا الناسَ إليه إبَّان بعثته صلى الله عليه وسلم: أداءُ الأمانة، ودليل ذلك أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قابل النجاشي رحمه الله تعالى، وسأله النجاشي عن دينهم، أجابه جعفر رضي الله عنه فقال له: (أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ ما كنا نَحْنُ نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ...)(134)
- شهد بأمانته أعدائه قبل أصدقائه : نعم شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه و سلم أعدائه قبل أصدقائه و صحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل إسلامه يشهد للنبي صلى الله عليه و سلم بصفة الأمانة لما سأله عظيم الروم هرقل عن ذلك ثم قال هرقلٌ: (وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كان يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ والصدق وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وَهَذِهِ صِفَةُ النبي) (135)
أنواع الأمانة:
1- الأمانة في العبادة: فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.
2- الأمانة في حفظ الجوارح: وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله سبحانه ؛ فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل أمانة ... وهكذا , قال تعالى : {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
3- الأمانة في الودائع: ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين , قال تعالى:{ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ } البقرة283
4- الأمانة في العمل: ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
5- الأمانة في الكلام: ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24 ,وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله سبحانه مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال:{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال:إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه . )(136) والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث :(والكلمة الطيبة صدقة) (137)
6- المسئولية أمانة: كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم:( ألا كلكم راعٍ . وكلكم مسئول عن رعيته . فالأمير الذي على الناس راعٍ ، وهو مسئول عن رعيته . والرجل راعٍ على أهل بيته ، وهو مسئول عنهم . والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهي مسئولة عنهم . والعبد راعٍ على مال سيده ، وهو مسئول عنه . ألا فكلكم راعٍ . وكلكم مسئول عن رعيته ) (138) 7- الأمانة في حفظ الأسرار: فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة ) (139) 8- الأمانة في البيع: المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه،فعن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام . فأدخل يده فيها ، فنالت أصابعه بللا . فقال : يا صاحب الطعام ما هذا ؟ قال : أصابته السماء ، يا رسول الله ! قال : أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ؟ ثم قال : من غش فليس منا .) (140) فضل الأمانة: عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }المؤمنون8,وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. أما عن الخيانة: كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }النساء107 , وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27 وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم:(أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك)(141) جزاء الخيانة: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة) (142) .. ويا لها من فضيحة وسط الخلائق !! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه. الخائن منافق: الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان) (143)
(133)صحيح : صحيح الجامع الألباني7179 .
(134)صحيح : مسند أحمد 1766 .
(135)صحيح : رواه البخاري 2941 .
(136) صحيح : السلسلة الصحيحة الألباني 888 ,
(137)صحيح : رواه البخاري 2989.
(138)صحيح : رواه مسلم 1829 .
(139)صحيح : السلسلة الصحيحة الألباني 1090 .
(140)صحيح : صحيح الترمذي الألباني 1315 .
(141)صحيح : صحيح الترمذي الألباني 1264 .
(142) صحيح : صحيح الجامع الألباني 5168 .
(143) صحيح : رواه البخاري 33 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:38 | |
| القناعة
وهي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) (144)
قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة رضي الله عنها فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه.
وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه، فأرادوا أن يعدوا له وطاء ( فراشًا لينًا ) يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها).(145)
انظر معي .. كيف يُعلم النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام القناعة : - عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي : ( يا حكيم ، إن هذا المال خضر حلو ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى ) . قال حكيم : فقلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا ، حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله ، فقال يا معشر المسلمين ، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه . فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله .)(146)
فضل القناعة:
1- القناعة سبب البركة: قال الله صلى الله عليه وسلم:(من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )(147)
و قال الله صلى الله عليه وسلم:( اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ..... إلى نهاية الحديث )(148)
- والإنسان الطماع لا يشبع أبدًا، ويلح في سؤال الناس، ولا يشعر ببركة في الرزق، قال الله صلى الله عليه وسلم:لا تلحفوا ( أي لا تلحوا ) في المسألة . فوالله ! لا يسألني أحد منكم شيئا ، فتُخْرِجُ له مسألته مني شيئا ، وأنا له كاره ، فيبارك له فيما أعطيته .)(149)
- وقال الله صلى الله عليه وسلم:( اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غنى ، ومن يستعففْ يعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يغْنِهِ الله ) (150)
2- القناعة طريق الجنة: بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المسلم القانع الذي لا يسأل الناس ثوابُه الجنة، فقال:( من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا )(151)
3- القناعة عزة للنفس: القناعة تجعل صاحبها حرًّا؛ فلا يتسلط عليه الآخرون، أما الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين. قال أحد الحكماء: من أراد أن يعيش حرًّا أيام حياته؛ فلا يسكن قلبَه الطمعُ. وقيل: عز من قنع، وذل من طمع.
4- القناعة سبيل للراحة النفسية: المسلم القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أما الطماع فإنه يعيش مهمومًا، ولا يستقر على حال. وفي الحديث القدسي:(يقول الله سبحانه يا ابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك غِنًى وأَسُدَّ فقرك وإن لم تفعل ملأتُ صدرك شُغْلا ولم أسُدَّ فقرك) (152)
(144)صحيح : رواه مسلم 1054 .
(145)صحيح : صحيح الترمذي الألباني 2377 .
(146)صحيح : رواه البخارى 2750 .
(147)صحيح : صحيح الترمذي الألباني 2346.
(148)حسن : صحيح الجامع 100 .
(149)صحيح : رواه مسلم 1038 .
(150)صحيح : رواه البخاري 1427.
(151)صحيح : صحيح أبي داود للألباني 1643 .
(152)صحيح : صحيح ابن ماجة للألباني3331 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:41 | |
| الاعتدال
وهو يعني التوسط والاقتصاد في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المؤمن ليؤدي ما عليه من واجبات نحو ربه، ونحو نفسه، ونحو الآخرين. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتدال في كل شيء؛ حيث قال:(لن ينجي أحدا منكم عمله ، و لا أنا ، إلا إن يتغمدني الله برحمته ، و لكن سددوا و قاربوا ، و اغدوا و روحوا ، و شيء من الدلجة و القصد القصد تبلغوا)(153) أرأيت قال : وَالقَصْدَ القَصْدَ تبلغوا (أي الزموا التوسط في تأدية أعمالكم تحققوا ما تريدونه على الوجه الأتم))
وهذا الاعتدال أو الاقتصاد خلق ينبغي أن يتحلى به المسلم في كل جوانب حياته من غير أن يكلف نفسه فوق طاقتها، قال الله تعالى :{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }البقرة286 , وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن الدين يُسْرٌ , ولن يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه , فسددوا وقاربوا , وأبشروا، واستعينوا بالغُدْوَة (أي السير أول النهار) والرَّوْحَة (أي السير بعد الظهيرة) وشيء من الدُّلجة (أي السير آخر النهار)(154) والمقصود: استعينوا على أداء العبادة بصفة دائمة بفعلها في الأوقات المنشطة.
اعتدال الرسول صلى الله عليه وسلم:
فقد كان صلى الله عليه وسلم معتدلاً مقتصدًا في كل أمور حياته .
- اعتداله في العبادة : فكان معتدلا في صلاته، وفي خطبته فلا هي بالطويلة ولا هي بالقصيرة، وكان يصوم أيامًا ويفطر أيامًا، وكان يقوم جزءًا من الليل، وينام جزءًا آخر. فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول : ( كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات . فكانت صلاته قصدا . وخطبته قصدا ) (155)
- اعتداله في الضحك والمزاح : فهو يضحك ويمازح ولكن لا يتعدى ذلك قول غير الحق , فهو لم يضحك ضحكاً يصل على حد إسقاط الهيبة ولم يكن مقطب الجبين بل كان يتبسم ويضحك حتى تبدو نواجذه , فمن صفة ضحكه أنه ( كان لا يضحك إلا تبسما)(156)
وضحكته تربية وتوجيهاً، ودعوة ومداعبة، ومواساة ، فكان من هديه ألا يُكثر الإنسان من الضحك، وألا يبالغ فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأبو هريرة : ( كن ورعاً تكن أعبد الناس ، و كن قنعاً تكن أشكر الناس ، و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً ، و أقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )(157)
فمن ممازحته صلى الله عليه وسلم :قوله لأنس بن مالك : يا ذا الأذنين ) (158) وكذلك , كان يلاعب زينب بنت أم سلمة و يقول : يا زوينب ! يا زوينب ! مرارا ) (159)
النبي صلى الله عليه وسلم المُعلم للتوسط والاعتدال : فعن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153.. ) (160)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .(161).
أنواع الاعتدال :
1- الاعتدال في إنفاق المال : وهو يتحقق حينما ينفق المسلم دون إسراف أو بخل، يقول الله تعالى:{وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }الإسراء29 ,وهذا الاعتدال من صفات عباد الرحمن الصالحين الذين مدحهم الله عز وجل بقوله:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }الفرقان67
2- الاعتدال في الطعام والشراب: يعتدل المسلم في طعامه وشرابه بأن يتناول منهما على قدر حاجته ولا يخرج عن الحد المطلوب، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الطعام والشراب، فقال:(ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْنَ صُلْبَه، فإن كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه)(162)
3- الاعتدال في الملبس: على المسلم أن يقتصد في ارتداء ملابسه؛ فلا يسرف فيها بأن يتباهى بها ويختال؛ فيجعل من نفسه معرضًا للأزياء ليفتخر بها بين الناس. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ) .(163) وهذا لا يعني أن يرتدي المسلم الملابس القبيحة المرقعة، وإنما يجب عليه أن يقتصد في ملابسه من حيث ثمنها وألوانها وكميتها دون إسراف أو تقتير، وليعمل بقول القائل:البس من ثيابك ما لا يزدريك (يحتقرك) فيه السفهاء، وما لا يعيبك به الحكماء.
4- الاعتدال في العمل والراحة: المسلم يعتدل في عمله، فلا ينهك جسمه ويتعبه، ولا يجعل عمله يؤثر على عبادته أو على واجباته الأخرى، وإذا ما شعر بالإجهاد الشديد في عمله فعليه أن يستريح؛ حتى يستطيع مواصلة العمل بعد ذلك؛ عملاً بالقول المأثور: إن لبدنك عليك حقًّا.
5- الاستفادة من الوقت: المسلم يحافظ على وقته، فيقوم بتنظيمه بحيث لا يطغي جانب من جوانب حياته على آخر , لذلك يحافظ عليه وينتفع به بما هو مفيد ، ولا يضيعـه فيما لا يفيد؛ لأن في الحفاظ عليه المحافظة على حياته، وهو مسئول عن عمره فيما أفناه، وصدق من قال:دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائقٌ وثوان .
6- الاعتدال في الكلام: المسلم يجتنب الكلام الزائد عن الحاجة؛ لأن ذلك يُعَدُّ من قبيل الثرثرة. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون ( أي الذين يكثرون الكلام دون ضرورة)، والمتشدقون ( أي الذين يتحدثون بالغريب من الألفاظ)، والمتفيهقون. قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) (165)
والاقتصاد في الحديث يجنب المسلم الوقوع في الخطأ؛ لأن من كثر كلامه كثر خَطَؤُه، وكما قيل: خير الكلام ما قل ودل. والمسلم يصمت عن الكلام إذا رأى في صمته خيرًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت) (166)
7- الاعتدال في المشي : أي التوسط بين الدبيب والإسراع فلا اختيال ولا تكبر ولا مسكنة ولا ذلة .قال الله تعالى : {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً }الإسراء37 وقال تعالى :{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }لقمان18, وقال تعالى : {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }لقمان19 - ولقد قال عبد الله بن عباس واصفاً مشية النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز و لا كسلان .) (167)
فضل الاعتدال: 1- الاعتدال يجعل صاحبه يعيش عزيز النفس محبوبًا من الله ومحبوبًا من الناس. 2- الاعتدال من أخلاق الأنبياء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الهدي الصالح والسَّمْتَ الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة) (168)
3- الاعتدال يعين المسلم على تأدية كل جوانب حياته المختلفة، وإذا أسرف المسلم في تأدية جانب معين فإنه يُقَصِّر في جانب آخر، فمن يسرف في عبادته مثلا يقصر في عمله، ومن يسرف في عمله يقصر في راحة بدنه. وصدق معاوية إذ يقول: ما رأيتُ إسرافًا في شيء إلا وإلى جانبه حق مضيع.
ولقد أحسنَ مَنْ قال:إذا خرجَ الشَّيءُ عن حَدّه انقلبَ إلى ضِدِّه، فالشَّجاعةُ إذا لم تُضْبَطْ صارَتْ تهوُّراً، والجُودُ إذا لم يُضْبَطْ صار إسْرافاً، والتَّواضُعُ إذا لم يُضْبَطْ صارَ ذِلَةً ومَهانةً وخُنُوعاً، وهكذا، وخَيْرُ الأُمُورِ أوسْاطها كما قال الحسَنُ البَصْرِي.
(153)صحيح : صحيح الجامع الألباني 5229 .
(154)صحيح : الجامع الصحيح الألباني 39 .
(155)صحيح : رواه مسلم 866.
(156) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 4861 .
(157) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 4580 .
(158) صحيح : الشمائل المحمدية للألباني 200 .
(159) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 5025 .
(160) صحيح : صحيح ابن ماجه للألباني 11 .
(161) صحيح رواه البخاري 5063 .
(162) صحيح : صحيح الترمذي للألباني 2380 .
(163)إسناده صحيح : مسند أحمد صححه أحمد شاكر 8/43 .
(165)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 2018.
(166) صحيح : صحيح ابن ماجه للألباني 3222 .
(167) حسن لشواهده : السلسلة الصحيحة للألباني 2140 .
(168) إسناده صحيح : مسند أحمد للعلامة أحمد شاكر 4/245 . | |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:46 | |
| الكرم
يطلق على كل ما يُحمد من أنواع الخير والشرف والجود والعطاء والإنفاق , والكرم صفة من صفات الله سبحانه فهو الكريم أي كثير الخير، الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه. - سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ قال : ( أتقاهم لله ) .قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : ( فأكرم الناس يوسف نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن نبي الله، ابن خليل الله ) ..... إلى نهاية الحديث ) (169). فالرسول صلى الله عليه وسلم وصف يوسف عليه السلام بالكرم لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدنيا والدين، وهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي.
كرم النبي صلى الله عليه وسلم : - كان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس شرفًا ونسبًا، وأجود الناس وأكرمهم في العطاء والإنفاق، فلقد حدثنا أنس بن مالك : ( أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين . فأعطاه إياه . فأتى قومه فقال : أي قوم ! أسلموا . فو الله ! أن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر . فقال أنس : إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا . فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها )(170) .
- كما تروي عنه السيدة عائشة رضي الله عنها : ( أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي منها ؟ قلت : ما بقي منها إلا كتفها . قال : بقي كلها غير كتفها ) (171)
- ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يتعوذ من البخل في دعائه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات ، كما تعلم الكتابة : ( اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وعذاب القبر ) (172)
أنواع الكرم:
1- الكرم مع الله: وذلك بالإحسان في العبادة والطاعة، ومعرفة الله حق المعرفة، وفعل كل ما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه. 2- الكرم مع النبي صلى الله عليه وسلم: ويكون بالاقتداء بسنته، والسير على منهجه، وإتباع هديه، وتوقيره. 3- الكرم مع النفس: فلا يهين الإنسان نفسه، أو يذلها أو يعرضها لقول السوء أو اللغو، وقد وصف الله عباد الرحمن بأنهم:{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }الفرقان72
4- الكرم مع الأهل والأقارب: المسلم يكرم زوجه وأولاده وأقاربه، وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة، والإنفاق عليهم، فخير الإكرام والإنفاق أن يبدأ المسلم بأهله وزوجته. قال الله صلى الله عليه وسلم:(دينار أنفقتَه في سبيل الله. ودينار أنفقته في رقبة (أي إعتاق عبد). ودينار تصدقتَ به على مسكين . ودينار أنفقتَه على أهلك . أعظمها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك)(173)
- وقال الله صلى الله عليه وسلم:(إذا أنفق المسلم نفقة على أهله , وهو يحتسبها (أي ينوي عند إنفاقها أنها خالصة لوجه الله)، كانت له صدقة)(174)
فالصدقة على القريب لها أجر مضاعف؛ لأن المسلم يأخذ بها ثواب الصدقة وثواب صلة الرحم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:( الصدقة على المسكين صدقة ، و هي على ذي الرحم اثنتان : صدقة و صلة )(175)
5- إكرام الضيف: قال النبي صلى الله عليه وسلم:من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .) (176)
6- الكرم مع الناس: طرق الكرم مع الناس كثيرة؛ فالتبسم في وجوههم صدقة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ) (178). وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )(179)
- وقال صلى الله عليه وسلم:( كل معروف صدقة )(180)
7- الكرم والإنفاق في حوائج المسلمين: المسلم يجب عليه أن ينفق في حوائج المسلمين، فمثلا في وقت الحروب يجب عليه أن يكثر من الإنفاق لتجهيز جيش المسلمين، وفي أزمات التعليم ينفق في تيسير التعليم، وإن كان هناك وباء أو مرض مثلاً، فعليه أن يتبرع بالمال مساهمة منه في القضاء على هذا المرض، ولو علم المسلم بحاجة أخيه المسلم في بلد إسلامي معين إلى دواء أو غذاء، فعليه أن يسارع إلى معاونته. فضل الجود والكرم : 1- ثواب الجود والإنفاق عظيم، وقد رغَّبنا الله فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم، قال الله تعالى:{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261 , وقال تعالى:{ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272,ولقد جعل الله جزاء المنفقين الفوز والفلاح؛ حيث قال:{وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}الحشر9
2- ما يتصدق به الإنسان في سبيل الله هو الذي يبقي يوم القيامة، ولا يفنى إلا ما استعمله في هذه الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل عزا ، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر .... إلى نهاية الحديث ) (181) 3- الكرم بركة للمال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من يوم يصبح العباد فيه , إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا) (182) وقال الله في الحديث القدسي:(أنْفِقْ يا بن آدم أُنْفِقْ عليك) (183) 4- الكرم عِزُّ الدنيا، وشرف الآخرة، وحسن الصيت، وخلودُ جميل الذكر. 5- الكرم يجعل الإنسان محبوبًا من أهله وجيرانه وأقاربه والناس أجمعين. أما عن البخل: خلق ذميم يبغضه الله سبحانه والناس أجمعون، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق ) (184) جزاء البخل: لقد ذم الله البخل وحذرنا منه ، فقال عز وجل:{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }آل عمران180 ,والبخل يرتد على صاحبه، فلا يذوق راحة أبدًا، يقول الله تعالى:{ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء}محمد38
- ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:( اتقوا الظلم . فإن الظلم ظلمات يوم القيامة . واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم . حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم )(185)
ويقول صلى الله عليه وسلم: ثلاث منجيات : خشية الله تعالى في السر و العلانية ، و العدل في الرضا و الغضب ، والقصد في الفقر والغنى ، و ثلاث مهلكات : هوى متبع ، و شح ( أي بخل ) مطاع ، و إعجاب المرء بنفسه (186)
فأين من يشكك في نبينا صلى الله عليه وسلم من افتراءات أبناء الصليب !!
(169) صحيح : رواه البخاري 3383 .
(170) صحيح : رواه مسلم 2312 .
(171) صحيح : رواه الترمذي في سننه 2470.
(172) صحيح: رواه البخاري 6390 .
(173) صحيح : رواه مسلم 995 .
(174) صحيح : رواه البخاري 5351 .
(175) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 3858 .
(176)صحيح : رواه البخاري 6018 .
(178) صحيح : رواه الألباني في صحيح الترغيب 2685 .
(179) صحيح : رواه مسلم 2626.
(180) صحيح : رواه البخاري 6021 .
(181) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 3024 .
(182) صحيح : رواه البخاري 1442 .
(183) صحيح : رواه البخاري 5352 .
(184) إسناده صحيح : مسند عمر لابن جرير الطبري 1/101 .
(185) صحيح : رواه مسلم 2578 .
(186) حسن : رواه الألباني في صحيح الجامع 3039 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:47 | |
| الإيثار
وهو أن يقدم الإنسان حاجة الآخرين على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوعليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) (187).
-جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود . فأرسل إلى بعض نسائه . فقالت : والذي بعثك بالحق ! ما عندي إلا ماء . ثم أرسل إلى أخرى . فقالت مثل ذلك . حتى قلن كلهن مثل ذلك : لا . والذي بعثك بالحق ! ما عندي إلا ماء . فقال ( من يضيف هذا ، الليلة ، رحمه الله ) فقام رجل من الأنصار فقال : أنا . يا رسول الله ! فانطلق به إلى رحله . فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا . إلا قوت صبياني . قال : فعلليهم بشيء . فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل . فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه . قال : فقعدوا وأكل الضيف . فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم . فقال ( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) (188). الإيثار من علامات محبة الله عز وجل : فقال ابن القيم أن هناك علامتين من علامات محبة الله عز وجل : الأولى : أن يسترخص العبد كل تضحية في سبيل محبوبه , مثل أهل الشهادة الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الله . الثانية : أن يخالف هواه وإرادته ويجعل إرادته تابعة لإرادة حبيبه , مثل أن أتنازل عمّا أحب من ملذات الحياة لأجل من أحب وهو الله فأنفق الغالي والنفيسوأعطي لخلقِه ما يعز عليّ تقربا له سبحانه ومخالفة لهوى نفسي التي تأمرني بتحقيق كلشهواتها ولو على حساب الآخرين.
مراتب الإيثار , كما قسمها الإمام ابن القيم رحمه الله : 1- أن تُؤْثِرَ الخلقَ على نفسك فيما يرضي اللهورسوله وهذه هي درجات المؤمنين من الخلق، والمحبين من خلصاء الله. 2- إيثارُ رضاء الله على رضاء غيره وإن عظُمت فيه المحن، ولو أغضب الخلْق. وهي درجةالأنبياء، وأعلاها لِلرسل عليهم صلوات الله وسلامه. 3- أن تنسب إيثارك إلى الله لا إلى نفسك , فالله هو المعطي لا أنت .
إيثار النبي صلى الله عليه وسلم : - جاءت امرأة ببردة ، قال : أتدرون ما البردة ؟ . فقيل له : نعم ، هي الشملة ، منسوج في حاشيتها . قالت : يا رسول الله ، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ، فخرج إلينا وإنها إزاره ، فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، اكْسُنِيها . فقال : ( نعم ) . فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ، ثم رجع فطواها ، ثم أرسل بها إليه ، فقال له القوم : ما أحسنت ، سألتها إياه ، لقد علمت أنه لا يرد سائلا . فقال الرجل : والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت . قال سهل : فكانت كفنه . ) (189)
النبي المُعلم للإيثار : لقد علم النبي صلى اللهعليه وسلم أصحابه وأمته من بعدهم معنى الإيثار فعاشوه في تفاصيل حياتهم وفي حلهم وترحالهم حتى سهل عليهم أن يؤثروا اللهورسوله بأموالهم وأرواحهم فترجم النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعانيأمامهم كي لا يبقى نظريةً جامدة لا حراك فيها , فسمى وعلا صلى الله عليه وسلم بنفوسهموارتقى بها أيما مرتقى وعلى بهممهم حتى كادت تطاول الجبال الشم برغم ما كانوايقاسون من الجوع وضيق العيش .. انظر معي الحديث التالي : أن أبا هريرة كان يقول : آلله الذي لا إله إلا هو ، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر ، فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي عمر ، فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، فتبسم حين رآني ، وعرف ما في نفسي وما في وجهي ، ثم قال : ( يا أبا هر ) . قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : ( إلحق ) . ومضى فاتبعته ، فدخل ، فأستأذن ، فأذن لي ، فدخل ، فوجد لبنا في قدح ، فقال : ( من أين هذا اللبن ) . قالوا : أهداه لك فلان أو فلانة ، قال : ( أبا هر ) . قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : ( إلحق إلى أهل الصفة فادعهم لي ) . قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها ، فساءني ذلك ، فقلت : وما هذا اللبن في أهل الصفة ، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها ، فإذا جاء أمرني ، فكنت أنا أعطيهم ، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا ، فاستأذنوا فأذن لهم ، وأخذوا مجالسهم من البيت ، قال : ( يا أبا هر ) . قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : ( خذ فأعطهم ) . قال : فأخذت القدح ، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح ، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح ، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم ، فأخذ القدح فوضعه على يده ، فنظر إلي فتبسم ، فقال : ( أبا هر ) . قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : ( بقيت أنا وأنت ) . قلت : صدقت يا رسول الله ، قال : ( اقعد فاشرب ) . فقعدت فشربت ، فقال : ( اشرب ) . فشربت ، فما زال يقول : ( اشرب ) . حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ، ما أجد له مسلكا ، قال : ( فأرني ) . فأعطيته القدح ، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة .)(190)
أرأيت إيثار ورحمة النبي المُهداة مُحمد صلى الله عليه وسلم , جعل الجميع يشربوا حتى أصبح الأخير وبقى له القليل فحمد الله على هذه الشربة وشربها
فضل الإيثار :
1- مدح الله أهل الإيثار بأنهم المفلحون الفائزون فقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التغابن16 وقال : {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9 ... والخصاصة : أي شدة الحاجة
2- الإيثار عطاء يُوجب الجنة , فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : (جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها . فأطعمتها ثلاث تمرات . فأعطت كل واحدة منهما تمرة . ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها . فاستطعمتها ابنتاها . فشقت التمرة ، التي كانت تريد أن تأكلها ، بينهما . فأعجبني شأنها . فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال " إن الله قد أوجب لها بها الجنة . أو أعتقها بها من النار ) (191)
أما عن الأثرة : وهي الأنانية وحب النفس وهي منأقبح الأخلاق و من أخطر ما قد يهدد المجتمعات ويتسبب في انهيار منظومتها الأخلاقية،فبالأثرة يشيع حب التملك والسطوة ويقدم كل إنسان مصلحة نفسه على مصالح إخوانه وعلى مصلحةالمجتمع بشكل عام، ويتحول العبد مع مرور الوقت إلى عبد للمادة فيقضي حياته لاهثاً وراءالماديات ساعياً في جمعها فيعيش لنفسه ولنفسه فقط ..
(187)صحيح : رواه البخاري 13 .
(188)صحيح : رواه مسلم 2054 .
(189)صحيح : رواه البخاري 2093 .
(190)صحيح : رواه البخاري 6452.
(191) صحيح : رواه مسلم 2630 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:48 | |
| الحلم
و هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم. والحلم صفة من صفات فهو الحليم، يرى معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم , قال تعالى:{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة235
حلم الأنبياء : الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم:{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114 ،وقال عن إسماعيل: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }الصافات101
حلم النبي صلى الله عليه وسلم : كان أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن بعض المسلمين من أخطاء، بل يكظم غيظه ويعفو ويصفح ويغفر لمن يزلّ، ويتنازل عن حقوقه الخاصة ما لم تكن حقوقا لله , وذلك لأن خلقه القرآن , وليس ذلك فحسب بل وكان يعلم أصحابه ضبط النفس . فقد بلغ بحلمه إطفاء نار العداوات ممتثلاً قول ربه {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ }المؤمنون96 , والآن انظر معي لمواقفه في الحلم . 1 - كان يبلغه الكلام السيئ فيه، فلا يبحث عمن قاله ولا يعاتبه ولا يعاقبه : - لما كان يوم حنين ، آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا في القسمة ، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل ، وأعطى عيينة مثل ذلك ، وأعطى أناسا من أشراف العرب ، فآثرهم يومئذ في القسمة ، قال رجل : والله إن هذه القسمة ما عدل فيها ، وما أريد بها وجه الله . فقلت : والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيته فأخبرته ، فقال : فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ، رحم الله موسى ، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر . )(192)
2- خبت وخسرت إن لم أكن أعدل : فمن حديث أبو سعيد الخدري قال : (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال : ( ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ) ..... إلى نهاية الحديث )(193)
3- حليماً يدعو للناس ولا يدعو عليهم . قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه ، على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس ، قال : ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) . (194)
4- حلمه على الأعداء ( إسلام فضالة ) : قال ابن هشام : وحدثني أن فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح ؛ فلما دنا منه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضالة ؟ قال : نعم فضالة يا رسول الله ؛ قال : ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ قال : لا شيء ، كنت أذكر الله ؛ قال : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : استغفر الله ، ثم وضع يده على صدره ، فسكن قلبه ؛ فكان فضالة يقول : والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه . قال فضالة : فرجعت إلى أهلي ، فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها ، فقالت : هلم إلي الحديث ، فقلت : لا ، وانبعث فضالة يقول : قالت هلم إلى الحديث فقلت لا * يأبى عليك الله والإسلام لوما رأيت محمداً وقبيله * بالفتح يوم تكسر الأصنام لرأيت دين الله أضحى بينا * والشرك يغشى وجهه الإظلام - لا يغضب إلا إذا انْتُهِكَتْ حرمة من حرمات الله : فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده . ولا امرأة . ولا خادما . إلا أن يجاهد في سبيل الله . وما نيل منه شيء قط . فينتقم من صاحبه . إلا أن ينتهك شيء من محارم الله . فينتقم لله عز وجل ).(195)
فضل الحلم : 1- الحلم صفة يحبها الله عز وجل، فلقد قال صلى الله عليه وسلم للأشج عبد القيس : ( .... إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة ) (196)
2- الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ؛ دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق ( يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء ) (197) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تغضب ، و لك الجنة ) (198)
3- الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (أي مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) (199)
4- الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء، قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34 5- الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، ويُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء .
أما عن الغضب: الغضب هو إنفاذ الغيظ وعدم السيطرة على النفس، وهو خلق ذميم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني ، قال : ( لا تغضب ) . فردد مرارا ، قال : ( لا تغضب ) (200)
أنواع الغضب : 1- الغضب المحمود:هو الذي يحدث بسبب انتهاك حرمة من حرمات الله، ويكون هدفه الدفاع عن العرض أو النفس أو المال أو لرد حق اغتصبه ظالم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدوة والأسوة الحسنة لا يغضب أبدًا إلا أن يُنْتَهك من حرمات الله شيء. 2- الغضب المذموم: وهو الذي يكون لغير الله، أو يكون سببه شيئًا هينًا، فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على نفسه، وقد ينتهي أمره إلى ما لا يحمد عقباه، ومن الغضب المذموم أن يغضب المرء في موقف كان يستطيع أن يقابل الإساءة بالحلم وضبط النفس.
علاج الغضب : وذلك كما بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم
1- السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا غضب أحدكم فليسكت )(201)
2- الجلوس على الأرض :قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( .... ألا وإن الغضب جمرة ( أي مثل النار الملتهبة ) في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حُمْرة عينيه وانتفاخ أوداجه ( أي ما أحاط بالحلق من العروق ) فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض .... إلى نهاية الحديث )(202)
3- تغيير الوضع الذي عليه :قال الله صلى الله عليه وسلم: إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس ؛ فإن ذهب عنه الغضب و إلا فليضطجع ( أي ينام على جنبه أو يتكئ ) (203)
4- تدريب النفس على الحلم :وهو أهم وسائل العلاج، وقد أمر الله به، فقال : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199 ، ووصف به عباده فقال: { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
(192)صحيح : رواه البخاري 3150 .
(193)صحيح : رواه البخاري 3610 .
(194)صحيح : رواه البخاري 2937 .
(195)صحيح : رواه مسلم 2328 .
(196)صحيح : رواه مسلم 17 .
(197)حسن : صحيح الترغيب الألباني 2753 .
(198)صحيح : صحيح الجامع الألباني 7374 .
(199)صحيح : رواه البخاري 6114.
(200) صحيح : رواه البخاري 6116.
(201)صحيح : صحيح الجامع الألباني 693 .
(202)صحيح : سنن الترمذي 2191 .
(203)صحيح : صحيح الجامع الألباني 694 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:55 | |
| الرفق
هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199 ,وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34 ,وهو خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (أي حسنه وجمله)، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (أي عابه) (204)
رفق النبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم .
1 - تحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم بها لله .) (205)
2 - وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا) (206)
3 - وعن أنس بن مالك يقول : بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي .فقام يبول في المسجد .فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه ( أي اترك ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزرموه . دعوه " ( أي لا تقطعوا بوله ) فتركوه حتى بال . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر . إنما هي لذكر الله عز وجل ، والصلاة ، وقراءة القرآن " ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فأمر رجلا من القوم ، فجاء بدلو من ماء ، فشنه عليه . )(207)
4- عن السيدة عائشة رضي الله عنها : استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ، فقلت : بل عليكم السام واللعنة ، فقال : ( يا عائشة ، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) . قلت : أولم تسمع ما قالوا : قال : ( قلت : وعليكم ) . (208)
5- عن معاوية بن الحكم السلمي : ( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فعرفت أنهم يصمتوني فقال عثمان فلما رأيتهم يسكتوني لكني سكت قال فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي ما ضربني ولا كهرني ولا سبني ....... إلى نهاية الحديث)(209)
بصدق ما شعورك بعد هذه الأحاديث , فما وجدنا خلق جميل وإلا ونبي الرحمة يتمثل به ..
أنواع الرفق:
1- الرفق بالناس: فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }آل عمران159 , والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم و لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف , وقتاله كفر) (210) وقال : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) (211) 2- الرفق بالخدم:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. فعن زادان رضي الله عنه : أتيت ابن عمر ، وقد أعتق مملوكا . قال : فأخذ من الأرض عودا أو شيئا . فقال : ما فيه من الأجر ما يسوى هذا . إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه ) (212) 3- الرفق بالحيوانات: نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد وترمي حتى الموت)(213) 4- الرفق بالجمادات: المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال. فضل الرفق: حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال: ( يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق . ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . وما لا يعطي على ما سواه )(214) والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا ؟ على كل هين ، لين ، قريب ، سهل ) (215) وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله سبحانه سيرفق به يوم القيامة، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: ( .... , اللهم ! من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم ، فاشقق عليه . ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم ، فارفق به ) (216)
(204)صحيح : رواه مسلم 2594 .
(205)صحيح : رواه البخاري 6126 .
(206)صحيح : صحيح الجامع الألباني 8086 .
(207)صحيح : رواه مسلم 285 .
(208)صحيح : رواه البخاري 6927.
(209)صحيح : صحيح أبي داود للألباني 930 .
(210)صحيح : رواه البخاري 48 .
(211)صحيح : رواه مسلم 41 .
(212)صحيح : رواه مسلم 1657 .
(213)صحيح : رواه مسلم 1956 .
(214)صحيح : رواه مسلم 2593 .
(215)صحيح : صحيح الجامع الألباني 2609 .
(216)صحيح : رواه مسلم 1828 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:56 | |
| عفو الأنبياء :
1- نبي الله يوسف عليه السلام مع إخوته: فبعد أن حسدوه إخوته لمحبة أبيه له، فألقوه في البئر ليتخلصوا منه، وتمرُّ الأيام ويهب الله ليوسف عليه السلام الملك والحكم، ويصبح له القوة والسلطان بعد أن صار وزيرًا لملك مصر. وجاء إليه أخوته ودخلوا عليه يطلبون منه الحبوب والطعام لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر، ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم عن نفسه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف بنفسه، فتذكروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير، لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح الجميل، وقال لهم: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}.
2- عفو النبي صلى الله عليه وسلم : انظر للأحاديث التالية فوالله كل حديث منهم أجمل وأبلغ من سابقه .
1 - تحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده . ولا امرأة . ولا خادما . إلا أن يجاهد في سبيل الله . وما نيل منه شيء قط . فينتقم من صاحبه . إلا أن ينتهك شيء من محارم الله . فينتقم لله عز وجل . )(218)
2- غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة نجد ، فلما أدركته القائلة ، وهو في واد كثير العضاه ، فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه ، فتفرق الناس في الشجر يستظلون ، وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا ، فإذا أعرابي قاعد بين يديه ، فقال : ( إن هذا أتاني وأنا نائم ، فاخترط سيفي ، فاستيقظت وهو قائم على رأسي ، مخترط صلتا ، قال : من يمنعك مني ؟ قلت : الله ، فشامه ثم قعد ، فهو هذا ) . قال : ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .)(219)
3 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ، ضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) (220)
4- وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟).قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)(221)
5- ويتجلى عفو الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي : عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا . )(222)
أرأيت كان بإمكانه أن يدعو عليهم ويستجيب له الله , لكنه الرحمة المهداة العفو الحليم لم يقبل بذلك فصبر وعفا عنهم . من كان سيلاقي مثل ما لاقي من السب والإيذاء ومحاولات القتل وغيرها , ثم يصبر ويعفو ولا يدعو عليهم ... من ؟؟؟
فضل العفو: 1- مغفرة الله عز وجل : قال تعالى: { وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ؛ دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق ( يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء )(223)
2- اكتساب العزة من الله , واحترام الجميع : فليعلم المسلم أنه بعفوه سوف يكتسب العزة من الله، وسوف يحترمه الجميع، ويعود إليه المسيء معتذرًا.يقول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت34 , ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً . وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله )(224)
(217)صحيح : سنن الترمذي 3513 .
(218)صحيح : رواه مسلم 2328 .
(219) صحيح : رواه البخاري 4139 .
(220) صحيح : رواه البخاري 3477.
(221) [سيرة ابن هشام].الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص 514
(222)صحيح : رواه البخاري 3231.
(223)صحيح : صحيح الترغيب الألباني 2753.
(224)صحيح : رواه مسلم 2588 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:57 | |
| العدل
العدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. فالشريعة الإسلامية جاءت لتخرج الناس من جور الأديان إلى عدالة الإسلام ، وأنزل الله خير كتبه وبعث خير رسله ليقيم العدل ويُرسي دعائم الحق ، لتعود الحقوق إلى أصحابها ، ويشعر الناس بالأمن والأمان ، وبهذا أُمر النبي صلى الله عليه وسلم: { وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ }الشورى15
عدل الله تبارك وتعالى : العدل صفة من صفاته الله سبحانه , وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، يقول تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى}النحل90 , ويقول تعالى: { وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ }النساء58 , ويقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى : ( يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا ) (225)
عدل النبي صلى الله عليه وسلم : العدل من الأخلاق النبويّة والشمائل المحمديّة التي اتّصف بها صلى الله عليه وسلم ونشأ عليها ، عدله شمل القريب والبعيد ، والصديق والعدوّ ، والمؤمن والكافر ، عدلٌ يزن بالحقّ ويقيم القسط ، بل ويحفظ حقوق البهائم والحيوانات ، إلى درجة أن يطلب من الآخرين أن يقتصّوا منه خشية أن يكون قد لحقهم حيفٌ أو أذى. انظر معي للمواقف التي تشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بعدله :
- قوله : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتشفع في حد من حدود الله ) . ثم قام فاختطب ثم قال : ( إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) . وأيم ( أداة قسم )(226)
- قوله : قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل . فمن حديث أبو سعيد الخدري قال (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة ، وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال : ( ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ) ..... إلى نهاية الحديث )
- عدل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته بين زوجاته : عن عائشة رضي الله عنها زوجة النبي تقول :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) (227)
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين زوجاته رضوان الله عليهن بالعدل، ويقول: ( اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) (228)
أما عن الغيرة بين الزوجات يحدثنا أنس بن مالك فيقول : ( أهدت بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى النبي صلى الله عليه و سلم طعاما في قصعة فضربت عائشة القصعة بيدها فألقت ما فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم طعام بطعام وإناء بإناء )(229)
- عدل النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم : حيث يقرر حقوقهم , ويحذر الناس من بخسها فمن حديث أبو ذر الغفاري يقول له النبي : إخوانكم خولكم ( أي من يخدمونكم ) ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم . )(230)
- عدل النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوانات وإقرار رعايتها : فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه يقول : أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا من الناس وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت فقال من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله فقال أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ) (231)
النبي صلى الله عليه وسلم المُعلم للعدل :
ذات يوم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: ( أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار ) (232)
لذلك فلنحذر الظلم ونعدل , حتى لا نكون من المفلسين ونطرح في النار
أنواع الـعـدل: 1- العدل بين المتخاصمين: كان صلى الله عليه وسلم مثالا في تطبيق العدل، فقد سمع يوماً خصومة بباب حجرته ، فخرج إليهم ، فقال : ( إنما أنا بشر ، وإنه يأتيني الخصم ، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض ، فأحسب أنه صدق ، فأقضي له بذلك ، فمن قضيت له بحق مسلم ، فإنما هي قطعة من النار ، فليأخذها أو فليتركها ) (233)
2- العدل في الميزان والمكيال: المسلم يوفي الميزان والكيل، ويزن بالعدل، ولا ينقص الناس حقوقهم، ولا يكون من الذين يأخذون أكثر من حقهم إذا اشتروا، وينقصون الميزان والمكيال إذا باعـوا، وقـد توَّعـد الله من يفعـل ذلك، فقـال الله تعالى: وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ{1} الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ{2} وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ{3} أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ{4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ{5} سورة المطففين ,وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ }الرحمن9
3- العدل بين الزوجات: والمسلم يعدل مع زوجته فيعطيها حقوقها، وإذا كان له أكثر من زوجة فإنه يعدل بينهن في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت والنفقة، قال الله صلى الله عليه وسلم: ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) (234)
والميل الذي حذر منه هذا الحديث هو الجور على حقوقها .
4- العدل بين الأبناء: فالمسلم يسوِّي بين أولاده حتى في القُبْلَة، فلا يُفَضِّل بعضهم بهدية أو عطاء؛ حتى لا يكره بعضهم بعضًا، وحتى لا تُوقَد بينهم نار العداوة والبغضاء. يقول النعمان بن بشير: أعطاني أبي عطية ، فقالت عمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية ، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله ، قال : ( أعطيت سائر ولدك مثل هذا ) . قال : لا ، قال : ( فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) . قال : فرجع فرد عطيته . )(235)
5- العدل مع كل الناس: المسلم مطالب بأن يعدل مع جميع الناس سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالله يأمر بعدم إنقاص الناس حقوقهم، قال تعالى : {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ }الشعراء183,وقال تعالى: { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }المائدة8 أي: لا تحملكم عداوتكم وخصومتكم لقوم على ظلمهم، بل يجب العدل مع الجميع سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء.
فضل العدل : 1- العدل له منزلة عظيمة عند الله،قال تعالى: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9 2- العدل أمان للإنسان في الدنيا . 3- العدل أساس الملك . 4- العدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويُشْعره بالعزة والفخر. 5- العدل يشيع الحب بين الناس، وبين الحاكم والمحكوم. 6- العدل يمنع الظالم عن ظلمه، والطماع عن جشعه، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض.
أما عن الظلم: حذَّر الله تعالى من الظلم، فقال عز وجل: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42 ,وقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ }الزخرف65 , وقال تعالى: { أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }هود18
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا من الظلم، فقال: (اتقوا الظلم . فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ..... إلى نهاية الحديث ) (236)
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات :دعوة الصائم ، و دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر )(237)
وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) (238)
أنواع الظلم : 1- ظلم الإنسان لربه: وذلك بألا يؤمن الإنسان بخالقه ويكفر بالله عز وجل وقد جعل الله الشرك به سبحانه من أعظم الظلم، فقال: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13 2- ظلم الإنسان للإنسان: وذلك بأن يعتدي الظالم على الناس في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم، فشتم المسلمين ظلم، وأخذ أموالهم ظلم، والاعتداء عليهم ظلم، والمسلم بعيد عن كل هذا. 3- ظلم الإنسان لنفسه: وذلك بارتكاب المعاصي والآثام، والبعد عن طريق الله سبحانه وإتباع طريق الشيطان.
جزاء الظلم : لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الحقوق إلى أصحابها، قبل أن يأتي يوم القيامة فيحاسبهم الله على ظلمهم، قال الله صلى الله عليه وسلم: (لَتُؤَدَّن الحقوقُ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقَاد (أي يُقْتَص) للشاة الجلحاء ( أي التي ليس لها قرون ) من الشاة القرناء)(239)
الله أكبر , أرأيت !!! كل مخلوق سوف يأخذ حقه يوم القيامة، حتى النعجة التي ليس لها قرون (جلحاء) إذا ضربتْها في الدنيا نعجة ذات قرون (قرناء)، فإن الأولى سوف تقتص وتأخذ حقها من الثانية .
فكل إنسان يظلم ويأخذ ما ليس حقًّا له فسوف يكون عليه وبالا في الآخرة، وسوف يعذَّب يوم القيامة عقابًا له على ظلمه في الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لَيمْلِي للظالم (أي يؤخر عقابه)، حتى إذا أخذه لم يفْلته) ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }(240)
(225)صحيح : رواه مسلم 2577.
(226)صحيح : رواه البخاري 3475.
(227)صحيح : رواه البخاري 2593.
(228)صحيح : هداية الرواة 3 / 293 .
(229)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 1359 .
(230)صحيح : رواه البخاري 30 .
(231)صحيح : صحيح ابو داود للألباني 2549.
(232)صحيح : رواه مسلم 2581 .
(233)صحيح : رواه البخاري 2458.
(234)صحيح : صحيح ابو داود للألباني 2133.
(235)صحيح : رواه البخاري 2587.
(236) صحيح : رواه مسلم 2578.
(237)صحيح : صحيح الجامع الألباني 3030 .
(238) صحيح: رواه البخاري 2442 .
(239)صحيح : رواه مسلم 2582 .
(240)صحيح : رواه البخاري 4686. | |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 15:58 | |
| الوفاء
وهو أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات، وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد، فقال جل شأنه: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }الإسراء 34 , وقال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ }النحل 91 , وقال تعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
وفاء النبي صلى الله عليه وسلم :
- وفاء النبيً مع زوجاته : لقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة رحيمة تعطف على النبي صلى الله عليه وسلم، وتغمره بالحنان، وتقدم له العون، وقد تحملت معه الآلام والمحن في سبيل نشر دعوة الإسلام، ولما توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها ظل النبي صلى الله عليه وسلم وفيَّا لها، ذاكرًا لعهدها، فكان يفرح إذا رأى أحدًا من أهلها، ويكرم صديقاتها. لكن السيدة عائشة رضي الله عنها تغار منها وهي في قبرها، فقالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها قال أبدلني الله خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس)(241)
أرأيت وفاؤه لزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها حتى بعد وفاتها !!!
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :استأذنت هالة بنت خويلد ، أخت خديجة ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك ، فقال : ( اللهم هالة ) . قالت : فغرت ، فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ، حمراء الشدقين ، هلكت في الدهر ، قد أبدلك الله خيرا منها .)(242)
- وفاء النبي مع أقاربه وأصحابه : نعم كان وفياً لأقاربه ، فلم ينس مواقف عمه أبي طالب من تربيته وهو في الثامنة من عمره ، ورعايته له ، فكان حريصاً على هدايته قبل موته ، ويستغفر له بعد موته حتى نهي عن ذلك .
وكان من وفائه لأصحابه موقفه مع حاطب بن أبي بلتعة مع ما بدر منه حين أفشى سر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في أشد المواقف خطورة ، حيث كتب إلى قريش يخبرها بمقدم رسول الله وجيشه، فعفى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفاءاً لأهل بدر ، وقال : ( ... إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) (243)
- وفاء النبي مع أعدائه :
عن البراء بن عازب :أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر ، أرسل إلى أهل مكة ، يستأذنهم ليدخل مكة ، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ، ولا يدعو منهم أحدا ، قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ، فقالوا : لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك ، ولكن اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، فقال : ( أنا والله محمد بن عبد الله ، وأنا والله رسول الله ) . قال : وكان لا يكتب ، قال : فقال لعلي : ( امح رسول الله ) . فقال علي : والله لا أمحاه أبدا ، قال : ( فأرينه ) . قال : فأراه إياه فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده . فلما دخل ومضى الأيام ، أتوا عليا فقالوا : مر صاحبك فليرتحل ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( نعم ) . ثم ارتحل . )(244)
ومن وفاؤه لأعدائه الكفار ما جاء في صلح الحديبية الذي ابرمه النبي صلى الله عليه وسلم مع مندوب قريش سهيل بن عمرو، فكان ملتزماً ووفياً بشروط هذا الصلح ، فعن أنس رضي الله عنه : أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم . فيهم سهل بن عمرو . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) . قال سهيل : أما باسم الله ، فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم . ولكن اكتب ما نعرف : باسمك اللهم . فقال ( اكتب من محمد رسول الله ) قالوا : لو علمنا أنك رسول لاتبعناك . ولكن اكتب اسمك واسم أبيك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اكتب من محمد بن عبد الله ) فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم . ومن جاءكم منا رددتموه علينا . فقالوا : يا رسول الله ! أنكتب هذا ؟ قال ( نعم . إنه من ذهب منا إليهم ، فأبعده الله . ومن جاءنا منهم ، سيجعل الله له فرجا ومخرجا )(245)
ولقد هرب أبو بصير وهو رجل من ثقيف حليف لقريش، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلت قريش في طلبه رجلين، فرده النبي صلى الله عليه وسلم بموجب اتفاقية صلح الحديبية. وفي هذا دليل على كمال وفاء النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه للعهود والمواثيق، حتى ولو كان في ظاهر هذا العهد إجحاف بحق المسلمين .. راجع الحديث .. ) (246)
أنواع الوفاء :
1- الوفاء مع الله: بين الإنسان وبين الله سبحانه عهد عظيم مقدس هو أن يعبده وحده لا يشرك به شيئًا، وأن يبتعد عن عبادة الشيطان وإتباع سبيله، يقول الله عز وجل: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{61} سورة يس ,فالإنسان يدرك بفطرته السليمة وعقله أن لهذا الكون إلهًا واحدًا مستحقًّا للعبادة هو الله سبحانه، وهذا هو العهد الذي بيننا وبين الله.
2- الوفاء بالعقود والعهود: فالمسلم يفي بعهده ما دام هذا العهد فيه طاعة لله رب العالمين، أما إذا كان فيه معصية وضرر بالآخرين، فيجب عليه ألا يؤديه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلمون على شروطهم ، ما وافق الحق من ذلك )(247) الراوي: عائشة و أنس بن مالك - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6716- خلاصة الدرجة: صحيح
3- الوفاء بالكيل والميزان: فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأن الله تعالى قال: {أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } هود85
4- الوفاء بالنذر: والمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد الله على أدائه. والنذر: هو أن يلتزم الإنسان بفعل طاعة لله سبحانه. ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر، يقول تعالى:{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً }الإنسان7 , ويشترط أن يكون النذر في خير، أما إن كان غير ذلك فلا وفاء فيه.
5- الوفاء بالوعد: المسلم يفي بوعده ولا يخلفه؛ لأنه يعلم أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) (248)
أما عن الغدر والخيانة:
الغدر خلق ذميم، والخيانة هي عدم الوفاء بالعهود، وهي الغش في الكيل والميزان.. وما شابه ذلك. يقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ }الأنفال58 , وقال تعالى: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }البقرة27 ,وقال تعالى : {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }الرعد25
(241)حسن : مجموع الزوائد رواه الهيثمي 9 /227 .
(242)صحيح : رواه البخاري 3821 .
(243)صحيح : رواه البخاري 3007 .
(244)صحيح : رواه البخاري 3184.
(245)صحيح : رواه مسلم 1784.
(246)صحيح : رواه البخاري 2731.
(247)صحيح : صحيح الجامع الألباني 6716.
(248) صحيح : رواه البخاري 23.
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:00 | |
| الشكر
وهو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.
شكر الأنبياء : فقال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{120} شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{121} سورة النحل,وقال الله عنه نوح عليه السلام : {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً }الإسراء3 , وعن سليمان عليه السلام :{ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
شكر النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ), فعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )(249)
وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي فتقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى ، قام حتى تفطر رجلاه . قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا " . )(250)
أنواع الشكر:
1- شكر الله : نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تُحْصَى، يقول تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا }النحل18 فالمسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي أنعم بها عليه، فلا يكفر بنعم الله إلا جاحد، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }البقرة152.
ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }الضحى11 وقال الله صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر ، و تركها كفر ، و من لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ، و من لا يشكر الناس لا يشكر الله .... إلى نهاية الحديث ) (251)
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها)(252)
وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده )(253)
والرضا بقضاء الله شكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم . فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون : نعم . فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه : بيت الحمد ) (254)
2- شكر الوالدين : أمر الله عز وجل بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى: { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14 فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما.
3- شكر الناس: المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير. قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) (255)
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) (251) فضل الشكر: إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى: { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } إبراهيم 7 وقال سبحانه: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً }النساء147 عدم الشكر وآثاره: المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله سبحانه على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى: { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40 ,وقال تعالى: { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7 ,فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين. وإليك هذه القصة ( الأبرص والأقرع والأعمى ) : إن ثلاثة في بني إسرائيل . أبرص وأقرع وأعمى . فأراد الله أن يبتليهم . فبعث إليهم ملكا . فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس . قال فمسحه فذهب عنه قذره . وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا . قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ( أو قال البقر . شك إسحاق ) - إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما : الإبل . وقال الآخر البقر - قال فأعطى ناقة عشراء . فقال : بارك الله لك فيها . قال فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس . قال فمسحه فذهب عنه . وأعطي شعرا حسنا . قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر . فأعطي بقرة حاملا . فقال : بارك الله لك فيها . قال فأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس . قال فمسحه فرد الله إليه بصره . قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم . فأعطي شاة والدا . فأنتج هذان وولد هذا . قال : فكان لهذا واد من الإبل . ولهذا واد من البقر . ولهذا واد من الغنم . قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين . قد انقطعت بي الحبال في سفري . فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك . أسألك ، بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتبلغ عليه في سفري . فقال : الحقوق كثيرة . فقال له : كأني أعرفك . ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر . فقال : إن كنت كاذبا ، فصيرك الله إلى ما كنت . قال وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا . ورد عليه مثل ما رد على هذا . فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . قال وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين وابن سبيل . انقطعت بي الحبال في سفري . فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك . أسألك ، بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري . فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري . فخذ ما شئت . ودع ما شئت . فوالله ! لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله . فقال : أمسك مالك . فإنما ابتليتم . فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك ) (252) وهكذا يكون الأعمى قد نجح في الامتحان؛ فشكر ربه وتصدَّق مما رزقه الله؛ فزاد الله عليه النعمة وباركها له، بينما بخل الأقرع والأبرص ولم يشكرا ربهما؛ فسلب الله منهما النعمة...
(249)صحيح : صحيح أبي داود للألباني 1522.
(250)صحيح : رواه مسلم 2820 .
(251)صحيح : صحيح الجامع للألباني 3014.
(252)صحيح : الشمائل المحمدية للألباني 166
(253)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 2819.
(254)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 1021.
(255)صحيح : صحيح الجامع للألباني 7719 .
(251)صحيح : صحيح الجامع للألباني 6368.
(252)صحيح : رواه مسلم 2964 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:01 | |
| حفظ اللسان
هو ألا يتحدث الإنسان إلا بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، وغير ذلك. والإنسان مسئول عن كل لفظ يخرج من فمه؛ حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ق18 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تُكَفِّر اللسان (أي تذل له وتخضع) فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا)(253)
النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ اللسان :
1-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيمُ إيمان عبد حتى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه )(254)
2- تحكي السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال غير مسدد تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ( أي لعكرته من قبحها ونتانتها) ...... إلى نهاية الحديث )(255)
ضوابط الكلام : من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية: 1- لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره. 2- أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال. 3- أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، وحسبما يحتاج إليه الموقف، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه، ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ. 4- أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به ، فكلامه عنوان على عقله وأدبه، وكما قيل: يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله.
5- عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام. والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛ لأن التمادي في المدح يؤدي بالمرء إلى الافتراء والكذب. 6- أن لا يُرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، و من أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس ) (256)
7- ألا يتمادى في إطلاق وعود لا يقدر على الوفاء بها وتنفيذها , يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3} سورة الصف 8- أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح، قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون ( أي الذين يكثرون الكلام دون ضرورة)، والمتشدقون ( أي الذين يتحدثون بالغريب من الألفاظ)، والمتفيهقون. قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) (257)
9- ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش. وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها. 10- أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب. رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي )(258)
فضل حفظ اللسان:
1- من صفات المؤمنين : فهم يحفظون لسانهم من الخوض في أعراض الناس، ويبتعدون عن اللغو في الكلام، قال الله عز وجل : { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }الفرقان72 ,وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) (259)
2- نجاة المؤمن : فعن عقبة بن عامر يقول : ( لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ! ما نجاة المؤمن ؟ قال : يا عقبة بن عامر ! أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك ) (260)
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم: ( قالوا : يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده )(261)
أما عن الغيبة :
هي أخطر أمراض اللسان، وقد نهانا الله سبحانه عن الغيبة، وشبَّه من يغتاب أخاه، ويذكره بما يكره، ويتحدث عن عيوبه في غيابه، كمن يأكل لحم أخيه الميت، فقال الله تعالى:{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12 وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته من الغيبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة ؟ ذكرك أخاك بما يكره ، إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، و إن لم يكن فيه فقد بهته )(262)
آثار الغيبة :
1- تقطيع روابط الألفة والمحبة بين الناس:فهي تزرع بين الناس الحقد والضغائن والكره، وهي تدل على خبث مَنْ يقولها وامتلاء نفسه بالحسد والظلم ، وقد شبَّه الإمام علي رضي الله عنه أصحاب الغيبة بأنهم أشرار كالذباب، فقال: الأشرار يتبعون مساوئ الناس، ويتركون محاسنهم كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة. 2- تفسد على المسلم سائر عباداته : فمن صام واغتاب الناس ضاع ثواب صومه، وكذلك الحال مع بقية العبادات. 3- عقابها أليم يوم القيامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما عُرِجَ بي (أي في رحلة الإسراء) مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخْمِشُون ( أي يجرحون ) وجوههم وصدورهم، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس , ويقعون في أعراضهم) (263)
وهناك أمور أباح الإسلام فيها للمسلم أن يذكر عيوب الآخرين: ولا يعد هذا من قبيل الغيبة التي يُعاقَب عليها المرء، وهذه الأمور هي :
1- التظلم إلى القاضي أو الحاكم: فيجوز للمظلوم أن يشكو إلى القاضي أن غيره قد ظلمه. 2- تغيير المنكر ورد العاصي إلى الرشد والصواب: فيجوز للمسلم أن يقول: فلان يفعل كذا وكذا من المنكر حتى يزدجر ويرجع عما يفعله، طالما أنه لا يستجيب لنصح ولا ينفع معه ستر، ولكن يشترط أن يكون القصد هو تغيير المنكر وليس التشهير بالعاصي. 3- تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم: فيجوز للمسلم أن ينصح أخاه بالابتعاد عن أحد الأشخاص لما فيه من صفات ذميمة تجلب الشر والخسران. 4- المجاهرة بالفسق والبدع: فإذا كان من الناس مَنْ يفعل الذنوب علانية؛ كأن يشرب الخمر، أو يظلم الناس، فإنه يجوز ذكر عيوبه؛ حتى يرتدع ويرجع إلى الله. 5- التعريف: فإذا كان بعض الناس لا يعرف إلا بلقب يسمى به بين الناس كأن نقول: فلان الأعمش أو الأحول، فإن ذلك يجوز إذا كان الغرض معرفة الإنسان، ولا يجوز إذا كان الغرض سبه وتنقيصه.وكما قال الحسن: لا غيبة إلا لثلاثة: فاسق مجاهر بالفسق، وذي بدعة، وإمام جائر.
(253)حسن : صحيح الجامع للألباني 351.
(254)حسن : صحيح الترغيب للألباني 2554.
(255)صحيح : صحيح أبي داود للألباني 4875.
(256)صحيح : صحيح الجامع للألباني 6010 .
(257)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 2018.
(258)صحيح : عمدة التفاسير أحمد شاكل 1 / 127.
(259)صحيح : رواه مسلم 47.
(260)صحيح : تاريخ بغداد يحي بن معين 8 / 265.
(261)صحيح : رواه البخاري 11.
(262)صحيح : صحيح الجامع للألباني 86.
(263)صحيح : صحيح أبي داود للألباني 4878 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:03 | |
| الستر الستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم.
ستر الله لعباده : الله سبحانه سِتِّير يحب الستر، ويستر عباده في الدنيا والآخرة. عن عبد الله بن عمر يقول رضي الله عنه يقول : أن رجلا سأل ابن عمر : كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى ؟ قال : ( يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه ، فيقول : أعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، ويقول : أعملت كذا وكذا ؟ فيقول نعم ، فيقرره ثم يقول : إني سترت عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ) (264)
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله عز وجل حَيِي ستِّير يحب الحياء والستر..... إلى نهاية الحديث) (265)
أنواع الستر: انتبه لها , وانظر لخُلق النبي صلى الله عليه وسلم بها .
1- ستر العورات: المسلم يستر عورته، ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها , قال تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} سورة المؤمنون وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت يا رسول الله أرأيت إن كان القوم بعضهم في بعض قال فإن استطعت أن لا تريها أحدا فلا ترينها قلت يا رسول الله فإن كان أحدنا خاليا قال فالله أحق أن يستحيا منه من الناس ((266)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل . ولا المرأة إلى عورة المرأة . ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد . ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد . وفي رواية : مكان عورة عرية الرجل وعرية المرأة .)(267)
2- الستر عند الاغتسال: فالمسلم إذا أراد أن يغتسل أو يستحم يستتر؛ حتى لا يطَّلع على عورته أحد لا يحق له الاطلاع عليها، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل استتر عن الناس، ثم اغتسل. فعن أبو السمح يُحدثنا فيقول : كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أراد أن يغتسل قال ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به) (268)
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ) (269)
3- الستر عند قضاء الحاجة: إذا أراد المسلم أن يقضي حاجته من بول أو غائط (براز)، فعليه أن يقضيها في مكان لا يراه فيه أحد من البشر؛ حتى لا يكون عرضة لأنظار الناس , وليس من الأدب ما يفعله بعض الصبية من التبول في الطريق، فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة . ثم أخذ جريدة رطبة ، فشقها نصفين ، فغرز في كل قبر واحدة . قالوا : يا رسول الله ، لم فعلت هذا ؟ قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) (270)
4- ستر أسرار الزوجية: المسلم يستر ما يدور بينه وبين أهله، فلا يتحدث بما يحدث بينه وبين زوجته من أمور خاصة أمرنا الدين الحنيف بكتمانها، وعدَّها الرسول صلى الله عليه وسلم أمانة لا يجوز للمرء أن يخونها بكشفها، وإنما عليه أن يسترها , قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة , الرجل يُفْضِي إلى امرأته، وتُفْضِي إليه , ثم يَنْشُرُ سرها) (271)
5- ستر الصدقة: المسلم لا يبتغي بصدقته إلا وجه الله سبحانه، لذا فهو يسترها ويخفيها حتى لا يراها أحد سوى الله عز وجل، وقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة274 كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم : سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عدل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه . )(272)
وقال صلى الله عليه وسلم: (صدقة السر تطفئ غضب الرب) (273)
6- ستر الرؤيا السيئة: إذا رأى المؤمن في نومه رؤيا حسنة فليستبشر بها، وليعلم أنها من الله، وليذكرها لمن أحب من إخوانه الصالحين، أما إذا رأى رؤيا سيئة يكرهها فليتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من شر هذه الرؤيا، ولا يذكرها لأحد، وليعلم أنها من الشيطان، ولا تضره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات ، ويتعوذ من شرها ، فإنها لا تضره . وقال أبو سلمة : وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل ، فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها .)(274)
7- ستر وساوس الشيطان: إذا تحدث المؤمن في نفسه بشَرٍّ، أو نوى أن يقوم بمعصية، لكنه عاد إلى رشده؛ فإن عليه ألا يذكر ما جال بخاطره وما حدثتْه به نفسه من الشر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به ) (275)
شروط الستر :
1- الموعد : بأن يكون الستر في موعده المحدد له؛ فيستر المسلم أخاه عند فعله للمعصية وبعدها، بألا يتحدث للناس بأن فلانًا يرتكب المعاصي. 2- لا تضر أحد : بأن تكون المعصية التي فعلها المسلم لا تتعلق بغيره ولا تضر أحدًا سواه، أما إذا وصل الضرر إلى الناس فهنا يجب التنبيه على تلك المعصية لإزالة ما يحدث من ضرر. 3- إصلاح المستور : بأن يكون الستر وسيلة لإصلاح حال المستور بأن يرجع عن معصيته ويتوب إلى الله تعالى ، أما إذا كان المستور ممن يُصِرُّ على الوقوع في المعصية، وممن يفسد في الأرض، فهنا يجب عدم ستره حتى لا يترتب على الستر ضرر يجعل العاصي يتمادى في المعصية. 4- عدم إذلال المستور : ألا يكون الستر وسيلة لإذلال المستور واستغلاله وتعييره بذنوبه. 5- لا يمنع من أداء الشهادة : وذلك إذا طُلبت ، {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }البقرة283 6- رد المظالم : فالستر مرهون برد المظالم، فإذا لم ترد فالساتر شريك للمستور عليه في ضياع حق الغير.
فضل الستر:
- الستر في الدنيا والآخرة : حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على ستر العورات؛ فقال: ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ) (276)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته ) (277)
أما عن المجاهَرة بالمعاصي: المسلم إذا فعل ذنبًا فإنه يبادر بالتوبة والاستغفار والندم على فعله؛ حتى يعافيه الله ويتوب عليه، أما الذين لا يندمون على ذنوبهم بل إنهم يتباهون بالمعصية، فإن هؤلاء لا يعافيهم الله، وقد سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمجاهرين، فقال: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه )(278)
والذين لا يسترون الناس ويشيعون بينهم الفاحشة، فإن لهم العذاب الأليم من الله تعالى حيث يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19 وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته )(279)
(264)صحيح : رواه البخاري 7514 .
(265)صحيح : صحيح أبي داود للألباني 4011 .
(266)صحيح : صحيح ابن ماجة للألباني 1572.
(267)صحيح : رواه مسلم 338.
(268)صحيح : صحيح ابن ماجة 503.
(269)صحيح : صحيح أبي داود 4011 .
(270)صحيح : رواه البخاري 218.
(271)صحيح : رواه مسلم 1437 .
(272) صحيح : رواه البخاري 1423.
(273)صحيح : صحيح الجامع للألباني 3759.
(274)صحيح : رواه البخاري 5747.
(275)صحيح : رواه مسلم 127.
(276)صحيح : صحيح ابن ماجة للألباني 2078.
(277)صحيح : صحيح ابن ماجة للألباني 2079.
(278)صحيح : رواه البخاري 6069.
(279) صحيح : صحيح ابن ماجة للألباني 2079 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:04 | |
| الكتمان
الكتمان هو حفظ الأسرار، وإخفاء ما لا يجب أن يعرفه الناس من الأمور الخاصة.
يُحدثنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه فيقول : أن عمر بن الخطاب ، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا ، توفي بالمدينة ، قال عمر : فلقيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ، قال : سأنظر في أمري ، فلبث ليالي ، فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا ، فكنت عليه أوجد مني على عثمان ، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك ؟ قلت : نعم ، قال : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت ، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لقبلتها)(280)
أنواع الكتمان:
1- كتمان السر: المسلم يحتفظ بالسر سواء أكان هذا السر خاصًّا به أم أنه يتصل بشخص آخر ائتمنه عليه، فإذا حفظ المسلم السر فإن نفسه تكون مطمئنة لا يخاف من شيء، أما إذا أعلن سره للآخرين فإن ذلك يكون سببًا في تعرضه للمضار والأخطار.واحتفاظ المسلم بالسر دليل على أمانته، مما يجعل الناس يثقون به ويسعون إلى صداقته، أما إذا كان من الذين يفشون الأسرار، فإن الناس سيكرهونه ولن يثقوا به، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا حدَّث الرجلُ الحديثَ ثم التفت فهي أمانة)(281) ولقد قيل : أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره.
2- كتمان الحاجات: إذا أراد المسلم أن يقوم بعمل ويؤديه على خير وجه، فعليه أن يكتمه حتى ينفذه أو ينهيه، ولا يُحدِّث كل من يقابله بما يريد فعله. وقد أوصي النبي صلى الله عليه وسلم بالكتمان في قضاء الحوائج، فقال: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود) (282) 3- كتمان أسرار البيت: ما يحدث في البيوت إنما هو أسرار يجب على الإنسان أن يكتمها ولا يفشيها للآخرين؛ فلا يتحدث مع الناس بما يحدث في بيته، وعليه أن يلتزم بالكتمان في علاقته مع زوجته، فلا يفشي ما يحدث بينهما؛ لأنه أمانة. قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة , الرجل يُفْضِي إلى امرأته، وتُفْضِي إليه , ثم يَنْشُرُ سرها) (283) 4- كتمان عورات المسلمين: المسلم لا يتحدث عن الآخرين بما يؤذيهم، بل إنه يستر عوراتهم، ويغض بصره عن محارمهم، وقد توعد الله سبحانه من يقومون بهتك أستار المسلمين بالعذاب الأليم، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19 أما عن حالات الكتمان المُحرم : 1- الشـهادة: فلا يجوز للمسلم أن يكتم الشهادة، بل عليه أن يؤديها كما رأى، وقد أمر الله تعالى بعدم كتمان الشهادة، فقال: {وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }البقرة283وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة140 2- البيع والشراء: على البائع المسلم أن يبين ما في سلعته، وأن يصدق في بيعه، حتى يبارك الله عز وجل له في تجارته. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ) (284) 3- العلم : فلا يجوز للمسلم أن يكتم العلم؛ لأن كتمانه ذنب عظيم يُعاقب عليه أشد العقاب، وكتمان العلم يؤدي إلى لعنة الله على من يكتمه , قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }البقرة174 , وقال تعالى: {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة42
ويأتي كاتم العلم يوم القيامة وعلى فمه لجام من النار؛ لأنه كتم العلم وبخل به على الناس، يقول صلى الله عليه وسلم: ( من سئل عن علم فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار )(285)
(280)صحيح : رواه البخاري 4005 .
(281)حسن: سنن الترمذي 1958.
(282)صحيح : صحيح الجامع للالباني 943 .
(283)صحيح : رواه مسلم 1437 .
(284)صحيح : رواه البخاري 2110.
(285)صحيح : صحيح الجامع للألباني 6284 . | |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:05 | |
| العزة
و هي الرفعة والبعد عن مواطن الذل والمهانة. فالله يأمرنا أن نكون أعزاء، لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع إنما يكون له وحده، فالمسلم يعتز بدينه وربه، ويطلب العزة في رضا الله سبحانه، وقد قيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله. وقيل: الذلة لرب العباد عزة، والذلة للعباد ذلة.
معاني العزة في القرآن : 1 ـ العظمة: ومنه قول الله تعالى { وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ }الشعراء44 , وقوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82 2 ـ المَنَعة: ومنه قول الله تعالى { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139 3 ـ الحميَّة : ومنه قول الله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }البقرة206، وقوله تعالى : {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ }ص2
مصدر العزة ( الله ) : الله تعالى هو المصدر والالتجاء يكون إليه فهو يُذِلُّ من يشاء ويُعِزُّ من يشاء , قال تعالى : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26 وقال تعالى: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8
أسباب العزة: 1 ـ الإيمان بالله تعالى وطاعته. 2 ـ الإيمان باليوم الآخر. 3 ـ الجهاد في سبيل الله. 4 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 5 ـ التواضع. 6 ـ العلم الشرعي. 7 ـ العفو عن الناس مع المقدرة. 8 ـ اليقين بأن المستقبل لهذا الدين. 9 ـ الثقة بنصر الله وانتصار الدين.
عزة المسلم : من عزة المسلم ألا يكون مستباحًا لكل طامع، أو غرضًا لكل صاحب هوى، بل عليه أن يدافع عن نفسه وعِرْضِهِ وماله وأهله، والمسلم يرفض إذلال نفسه، حتى لو قتل في سبيل عزته وكرامته، ويبدو ذلك واضحًا في موقف الرجل الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال : يا رسول الله ! أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال " فلا تعطه مالك " قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال " قاتله " قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال " فأنت شهيد " قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال " هو في النار " .)(286)
فالعزة خلقاً كريما ًووصفاً حميداً إذا قامت على الحق والعدل واستمدها صاحبها من حمى ربه لا من سواه: {أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139 ولكي يحافظ المسلم على عزته، ويجعل دينه عزيزًا ودولته عزيزة، يجب عليه أن يعمل، ويكد ويتعب؛ حتى تتحقق له القوة، فلا عزة للضعفاء الذين يمدون أيديهم للناس ويأكلون بلا تعب.
ولننتبه : العزة ليست تكبراً أو تفاخراً وليست بغياً أو عدواناً وكذلك ليست هضماً لحقٍ أو ظلماً لإنسانٍ وإنما هي الحفاظ على الكرامة والصيانة لما يجب أن يصان ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة بل لعل خير الأعزاء هو من يكون خير الرحماء وهذا يذكرنا بأن القرآن الكريم قد كرَّرَ قوله عن رب العزة: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } ثلاثة عشر مرة منها تسع مرات في سورة الشعراء , والأربعة الباقية في سور أخرى , ثم أغلب المواطن التي جاء فيها وصف الله باسم [العزيز] قد اقترن فيها هذا الاسم باسم [الحكيم]. والحكيم هو الذي يوجد الأشياء على غاية الإحكام والضبط فلا خلل ولا عيب.
أقسام العزة : 1 ـ عزةٌ شرعية: وهي التي ترتبط بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فيعتز المرء بدينه ويرتفع بنفسه عن مواضع المهانة فهو لا يُريق ماء وجهه ولا يبذل عرضه فيما يدنسه فيبقى موفور الكرامة مرتاح الضمير مرفوع الرأس شامخ العرين سالماً من ألم الهوان متحرراً من رق الأهواء ومن ذل الطمع لا يسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه والحق الذي يحمله ويدعو إليه
2 ـ عزةٌ غير شرعية: وهي التي ترتبط بالكفر والفسق و النسب والوطن والمال ونحوها. فكل هذه مذمومة. ولها عدة صورٌ منها: - الاعتزاز بالكفار من يهودٍ ونصارى ومنافقين وعلمانيين وحداثيين وغيرهم. - الاعتزاز بالآباء والأجداد. - الاعتزاز بالقبيلة والرهط. - الاعتزاز بالكثرة, سواء كان بالمال أو العدد. - الاعتزاز عند النصح والإرشاد, وذلك بعدم قبول النصيحة. - الاعتزاز بجمال الثياب. - الاعتزاز بالأصنام والأوثان. - الاعتزاز بالجاه والمنصب.
(286)صحيح : رواه مسلم 140 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:07 | |
| الشجاعة
هي جرأة القلب وقوة النفس عند مواجهة الأمور الصعبة, وهي من أكرم الخصال التي يتصف بها الرجال، فهي عنوان القوة، وعليها مدار إعزاز الأمة، ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على القوة، فقال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تَعْجَزْ . وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا . ولكن قل: قدَّر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان) (287)
شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، فقد فرت منه جيوش الأعداء وقادة الكفر في كثير من المواجهات الحاسمة، بل كان يتصدر صلى الله عليه وسلم المواقف والمصاعب بقلب ثابت وإيمان راسخ . فعن أنس بن مالك يقول عن النبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس قال وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا قال فتلقاهم النبي صلى الله عليه و سلم على فرس لأبي طلحة عري وهو متقلد سيفه فقال لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجدته بحرا يعني الفرس .) (288)
وفي غزوة حنين حين اضطرب المسلمون، وفرَّ عدد كبير منهم، وقتل وأصيب آخرون، ظل النبي صلى الله عليه وسلم ثابتًا في مكانه لا يتزحزح، يقاتل ، مناديا بأعلى صوته: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، وما إن سمع المسلمون هذا النداء حتى عادت إلى قلوبهم الشجاعة، والتفوا مرة أخرى حول الرسول صلى الله عليه وسلم يقاتلون، حتى تحقق لهم النصر. وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، فتعلم الصحابة الشجاعة منه، وكانوا قادة أَكْفَاء وقدوة في التضحية والفداء.
فعن أنس بن مالك قال : قال له رجل : يا أبا عمارة وليتم يوم حنين ؟ قال : لا والله ما ولى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ولى سرعان الناس ، فلقيتهم هوازن بالنبل ، والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب )(289)
أنواع الشجاعة:
1- الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقال الله تعالى : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41 , وقال كذلك: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122 وقال صلى الله عليه وسلم: ( ..... من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه . ومن لم يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان )(290)
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( صل من قطعك ، و أحسن إلى من أساء إليك ، و قل الحق و لو على نفسك )(291)
2- الشجاعة في طلب العلم: المسلم يسعى دائمًا إلى طلب العلم، ويسأل ويستفسر عما لا يعرفه؛ لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه، ويستفسرون منه عما لا يعرفونه دون خجل؛ وكان الرجل منهم والمرأة رضي الله عنهم في ذلك الأمر سواء.
3- الشجاعة في الاعتراف بالخطأ: المسلم دائمًا يميل للحق والصواب، وإذا أخطأ يسارع بالاعتراف بخطئه والندم عليه والتوبة إلى الله. ومن ذلك موقف سيدنا آدم عليه السلام حينما أكل من الشجرة المحرَّمة وعصى ربه، فسارع بالاعتراف بخطئه واستغفر ربه حتى تاب الله عليه. قال تعالى : {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }37 البقرة , وقال تعالى : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } 23الأعراف , وكذلك نبي الله يونس عليه السلام حينما التقمه الحوت، لجأ إلى ربه ذاكرًا مستغفرًا، حتى نجَّاه الله مما هو فيه، وكان يدعو ربه، ويقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, قال تعالى : {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87
4- الشجاعة في القتال: المسلم لا يخشى الموت في سبيل الله، فهي منزلة عظيمة عند الله سبحانه , ولقد أمر الله المسلمين أن يستعدوا لمواجهة أعدائه، فقال تعالى:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ } الأنفال60 وأمر الله المسلمين أن يقاتلوا المشركين بقوة وثبات وهم يد واحدة، فقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ }الصف4 وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }الأنفال45, وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ }الأنفال15
(287)صحيح :رواه مسلم 2664 .
(288)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 1687.
(289)صحيح : رواه البخاري 2844 .
(290)صحيح : رواه مسلم 49 .
(291)صحيح : صحيح الجامع للألباني 3769 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:08 | |
| العمل
هو المِحورُ الذي تدور حولَه الحياةُ، فلا غنى للمجتمع الصالح عنه، ويشمل عمل الدنيا والآخرة. - عمل الدنيا: ويطلق على كل سعي دنيوي مشروع، ويشمل ذلك العمل اليدوي وأعمال الحرف والصناعة والزراعة والصيد والتجارة والرعي وغير ذلك من الأعمال. - عمل الآخرة: ويشمل طاعة الله وعبادته والتقرب إليه، والله تعالى يقول: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ }آل عمران195 , ولقد سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله . قيل : ثم ماذا ؟ قال جهاد في سبيل الله . قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور . ) (292)
أمر الله عز وجل ورسوله بالعمل, وإتقانه :
فقال سبحانه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الجمعة10 , وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }الملك15 , وقال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }التوبة105 وعلى كل مسلم أن يؤدي ما عليه من عملٍ بجد وإتقان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بإحسان العمل وإتقانه، والمسلم لا يتوقف عن العمل مهما كانت الظروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ) (293)
نهي الله ورسوله عن الجلوس بدون عمل :
لقد نهى الإسلام عن أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، وقد وصف الله تعالى فقراء المؤمنين بالعفة، فهم مهما اشتد فقرهم لا يسألون الناس ولا يلحُّون في طلب المال، يقول تعالى: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً }البقرة273 والذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: (اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله).(294)
وقال صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده ، لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيحتطب على ظهره ، خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أو منعه . )(295)
العمل خلق الأنبياء :
دين الإسلام دين عمل وجد واجتهاد فقد عمل رسول الله مُحمد صلى الله عليه وسلم برعي الغنم في صغره وعمل أيضا بالتجارة , وليس ذلك فحسب بل كان في مهنة أهله , فكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب, سألت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في البيت ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله ، فإذا سمع الآذان خرج . )(296)
وكذلك كان حال كل الأنبياء عليهم السلام فعمل نوح عليه السلام نجاراً وقد أمره الله بصنع السفينة ليركب فيها هو ومن آمن معه, واشتغل يعقوب عليه السلام برعي الغنم , وعمل يوسف عليه السلام وزيرًا على خزائن مصر , والنبي إدريس عليه السلام كان خياطا , والنبي زكريا عليه السلام نجارا , والنبي موسى عليه السلام عمل برعي الغنم , ولقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نبي الله داود عليه السلام لأنه كان مَلِكًا، ومع كونه ملكًا له من الجاه والمال الكثير، إلا أنه كان يعمل ويأكل من عمل يده؛ فقد كان يشتغل بالحدادة، ويصنع الدروع الحديدية وآلات الحرب بإتقان وإحكام. حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما أكل أحدٌ طعامًا قط , خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده) (297)
هذا كان حال الأنبياء عليهم السلام , مع تحمل أعباء الرسالة والنبوة والدعوة في سبيل الله , فإنهم كانوا يعملون ويجتهدون في عملهم , لأن الطعام الذي يأتي من عمل اليد هو خير الطعام وأفضله , وكذلك أحوال الصحابة رضوان الله عليهم تدلنا على أنهم كانوا يعملون وكانوا أغنياء من أعمالهم , كأبي بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام الذي كان تاجرا , وكان يخرج نصف تجارته في سبيل الله كلما تاجر .
انتبه : العمل لا يتعارض مع الزهد :
فقد يظن البعض أن العمل من أجل لقمة العيش فيه تعارض مع الزهد عن الدنيا , فهذا مناف للحقيقة , لأن الأنبياء عملوا في الدنيا , ولوجود مفهوم خاطئ عن الزهد وهو أن الزهد هو ترك العمل وسؤال الناس , وهذا خطأ فحقيقة الزهد هو أن تملك الدنيا ثم تنفقها في سبيل الله ولا تشغلك عن طاعة الله .
فضل العمل :
1- تحقيق الإنسانية :المسلم يعمل حتى يحقق إنسانيته؛ لأنه كائن مُكلَّف بحمل رسالة، وهي عمارة الأرض بمنهج الله القويم، ولا يتم ذلك إلا بالعمل الصالح، كما أن الإنسان لا يحقق ذاته في مجتمعه إلا عن طريق العمل الجاد.
2- الحصول على المال الحلال : وهو المالالذي ينفق منه على نفسه وأهله، ويسهم به في مشروعات الخير لأمته، ومن هذا المال يؤدي فرائض الله؛ فيزكي ويحج ويؤدي ما عليه من واجبات، وقد أمر الله عباده بالإنفاق من المال الطيب، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ }البقرة267 وقد ربط الله عز وجل بين العمل والجهاد في سبيل الله، فقال تعالى: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } المزمل20
3- جهاد في سبيل الله : جعل النبي صلى الله عليه وسلم من يخرج ليعمل ويكسب من الحلال؛ فيعف نفسه أو ينفق على أهله، كمن يجاهد في سبيل الله. فقد مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فرأى الصحابة جده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين , فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يَعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان) (298)
أخلاقيات العمل في الإسلام : نظم الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًا وواجبات.
أولا: حقوق العامل : ضمن الإسلام حقوقًا للعامل يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها:
1- الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، قال الله تعالى: { وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }هود85 , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) (299)
2- الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية , قال تعالى: { {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} البقرة286.ومن حديث أبو ذر الغفاري يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ...إخوانكم خولكم (أي من يخدمونكم) ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم .)(300)
3- الحقوق الاجتماعية: وهي التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (مَنْ كان لنا عاملا , فلم يكن له زوجة , فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم فليكتسب له خادمًا، فإن لم يكن له مسكن , فليكتسب مسكنًا, من اتخذ غير ذلك فهو غَالٌّ أو سارق) (301) ثانيا: واجبات العامل : وكما أن العامل له حقوق فإن عليه واجبات، ومن هذه الواجبات: 1- الأمانة: فالغش ليس من صفات المؤمنين، فمن حديث أبو هريرة يخبرناأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام . فأدخل يده فيها . فنالت أصابعه بللا . فقال " ما هذا يا صاحب الطعام ؟ " قال : أصابته السماء . يا رسول الله ! قال " أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني " . )(302)
2- الإتقان والإجادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) (303)
3- التبكير إلى العمل: حيث يكون النشاط موفورًا، وتتحقق البركة، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) (304)
4- التشاور والتناصح: حيث يمكن التوصل للرأي السديد، قال صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) . (305)
5- حفظ الأسرار: يجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد خارج عمله عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل. 6- الطاعة: فيجب على العامل أن يطيع رؤساءه في العمل في غير معصية، وأن يلتزم بقوانين العمل.
(292)صحيح : رواه البخاري 1519 .
(293)صحيح : صحيح الجامع للألباني 1424.
(294)صحيح : رواه البخاري 1427.
(295)صحيح : رواه البخاري 1470 .
(296)صحيح : رواه البخاري 5363.
(297)صحيح : رواه البخاري 2072 .
(298)صحيح : صحيح الجامع للألباني 1428.
(299)صحيح :صحيح ابن ماجة للألباني 1995 .
(300) صحيح : رواه البخاري 30.
(301)صحيح : الجامع الصحيح للألباني 6486 .
(302)صحيح : رواه مسلم 1002.
(303)صحيح : صحيح الجامع للألباني 1880 .
(304)صحيح : صحيح ابن ماجة للألباني 1832.
(305)صحيح : رواه مسلم 55. | |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:09 | |
| التعاون
هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات. وقد أمر الله سبحانه بالتعاون، فقال: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2, والله سبحانه خير معين، فالمسلم يلجأ إلى ربه دائمًا يطلب منه النصرة والمعونة في جميع شئونه، ويبتهل إلى الله سبحانه في كل صلاة مستعينًا به، فيقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5 ولا يقتصر ذلك على البشر , بل التعاون فطرة في جميع مخلوقاته، حتى في أصغرهم حجمًا، كالنحل والنمل وغيرها من الحشرات، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها، وتتحد كذلك في صد أعدائها. والإنسان أولى بالتعاون لما ميزه الله به من عقل وفكر.
التعاون في حياة الأنبياء : - إبراهيم عليه السلام : حيث أمره الله أن يرفع جدران الكعبة، ويجدد بناءها، فقام إبراهيم عليه السلام على الفور لينفذ أمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل عليه السلام أن يعاونه في بناء الكعبة، فأطاع إسماعيل أباه، وتعاونا معًا حتى تم البناء، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127
- موسى عليه السلام : حيث عندما أرسله الله إلى فرعون؛ ليدعوه إلى عبادة الله وحده، طلب موسى عليه السلام من الله سبحانه أن يرسل معه أخاه هارون؛ ليعاونه ويقف بجانبه في دعوته، فقال: وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي{32}سورةطه , فاستجاب الله تعالى لطلب موسى، وأيده بأخيه هارون، فتعاونا في الدعوة إلى الله؛ حتى مكنهم الله من النصر على فرعون وجنوده.
- أما النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم : فيظهر تعاونه وحثه على التعاون في المواقف التالية .
1- كان في خدمة أهل بيته : فعنالسيدة عائشة رضي الله عنها سُئِلَتْ: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله ، تعني خدمة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة .)(306) , وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب .
2- حث على معونة الخدم : فمن حديث أبو ذر الغفاري يقول له النبي : إخوانكم خولكم ( أي من يخدمونكم ) ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم . )(307)
3- تعاونه مع الصحابة في بناء المسجد : فكان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة هو بناء المسجد، فتعاون الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى هيئوا المكان، وأحضروا الحجارة والنخيل التي تم بها بناء المسجد، فكانوا يدًا واحدة حتى تم لهم البناء.وكان الصحابة يدًا واحدة في حروبهم مع الكفار، ففي غزوة الأحزاب اجتمع عليهم الكفار من كل مكان، وأحاطوا بالمدينة، فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر خندق عظيم حول المدينة، حتى لا يستطيع الكفار اقتحامه. وقام المسلمون جميعًا بحفر الخندق حتى أتموه، وفوجئ به المشركون، ونصر الله المسلمين على أعدائهم.
فضل التعاون: 1- من ضروريات الحياة : إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. عن أبو سعيد الخدري يقول : بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء رجل على راحلة له . قال : فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له . ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ) . قال : فذكر من أصناف المال ما ذكر ، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل .)(308)
2- توفير الوقت والجهد : فحينما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، فيصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان؛ لأن التعاون يوفر في الوقت والجهد، وقد قيل في الحكمة المأثورة: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه , وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) (309)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( يد الله مع الجماعة ) (310)
وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا . وشبك بين أصابعه . )(311)
3- التيسير والعون من الله :فالمسلم إذا كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. وقال صلى الله عليه وسلم:(من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... إلى نهاية الحديث) (312)
أما عن التعاون المرفوض : وهو التعاون على الشر , لقد نهى عنه الله , لما في ذلك من فساد كبير فقال الله تعالى:{وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2 , وكذلك على المسلم إذا رأى أحدًا ارتكب معصية فعليه ألا يسخر منه، ولا يستهزئ به، فيعين الشيطان بذلك عليه، وإنما عليه أن يأخذ بيده، وينصحه، ويُعَرِّفه الخطأ.
(306)صحيح : الجامع الصحيح للألباني 67.
(307)صحيح :رواه البخاري 30 .
(308) صحيح : رواه مسلم 1728.
(309)صحيح : رواه مسلم 2586 .
(310)صحيح : صحيح الترمذي للألباني 2166 .
(311)صحيح : رواه البخاري 2446.
(312)صحيح : رواه مسلم 2699.
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:10 | |
| الشورى
الشورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة، ويستشيرهم حتى يتبين له الصواب فيتبعه، ويتضح له الخطأ فيجتنبه، والحكم في الإسلام يقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: العدل والمساواة والشورى، مما يُبين أن الشورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي ، وقد سمى الله تعالى سورة في القرآن الكريم باسم الشورى.
انتبه : الشورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله، أو أمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إنه لا شورى مع وجود نص شرعي .
الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم :
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يشاور المسلمين، ويأخذ بآرائهم، فقال سبحانه: { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159,فبالرغممن أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أسدُ الناس رأياً و أصوبهم صواباً ، ومع ذلك كان يستشير أصحابه في الأمور التي تشكل عليه ما لم ينزل فيها قرآن، فإذا كان هناك وحي من الله طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير.
انظر معي للحديث التالي : - خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه ، فلما أتى ذا الحليفة ، قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة ، وبعث عينا له من خزاعة ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه ، قال : إن قريشا جمعوا لك جموعا ، وقد جمعوا لك الأحابيش ، وهم مقاتلوك ، وصادوك عن البيت ، ومانعوك . قال : ( أشيروا أيها الناس علي ، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت ، فإن يأتونا كان الله عز وجل قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين ) . قال أبو بكر : يا رسول الله ، خرجت عامدا لهذا البيت ، لا تريد قتل أحد ، ولا حرب أحد ، فتوجه له ، فمن صدنا عنه قاتلناه . قال : ( امضوا على اسم الله ) . (313)
فضل الشورى:
1- من صفات المُستجيبين لله : فقال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38 2- عدم الندم , والتوفيق من الله : نعم , فالذي يستشير الناس لا يندم ، والله سبحانه يوفقه للخير، ويهديه إلى الصواب. 3- الاستفادة من تجارب الغير , وتجنب الخطأ : فالمشاورة عين الهداية، وهي دليل على الحزم وحسن التصرف والتدبير. وبها يستفيد الإنسان من تجارب غيره، ويشاركهم في عقولهم، وبذلك يتجنب الخطأ والضرر، ويصبح على صواب. 4- اكتشاف الموهوبين فكرياً : وهم الذين بإمكانهم وضع خطط يُؤخذ بها في المواقف الطارئة , ومن ثم استثمار هذه المواهب والطاقات الفكرية .
الاستخارة:
إذا كان المسلم يأخذ آراء العقلاء من الناس ويستشيرهم في أموره، فإن الله سبحانه أقرب من نلجأ إليه حين تختلط علينا الأمور؛ فنطلب منه الهداية والرشاد، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة، فعن جابر رضي الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( هنا تسمي حاجتك ) خير لي ، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ( هنا تسمي حاجتك ) شر لي ، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال : في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به . قال : ويسمي حاجته . )(314) لذلك على المسلم أن يحرص على تلك الصلاة ويستخير ربه في كل أموره.
(313)صحيح : رواه البخاري 4178.
(314)صحيح :رواه البخاري 1162.
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:11 | |
| التأني
هو التَّثَبُّت والتمهُّل وعدم التعجُّل. قال تعالى : { خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ } الأنبياء37 , والمسلم يحرص على التأني والتمهل في أموره كلها، فهو لا يُهمل في عمله، وإنما يؤدي ما عليه بتأنٍّ وإخلاص وإتقان .
النبي صلى الله عليه وسلم وخُلق التأني :
عن أسامة بن زيد يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة ، قال : فصبحنا القوم فهزمناهم ، قال : ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ، قال : فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، قال : فكف عنه الأنصاري ، فطعنته برمحي حتى قتلته ، قال : فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فقال لي : ( يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ) . قال : قلت : يا رسول الله ، إنما كان متعوذا ( بمعنى أنه قالها لينجو من القتل ) ، قال : ( أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ) . قال : فما زال يكررها علي ، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم .)(315)
أشكال التأني :
1- التأني في العمل : فلا يكون بطيء وإنما يتمهل ليصل إلى الإتقان , وقد قال الإمام علي رضي الله عنه:لا تطلب سرعة العمل، واطلب تجويده، فإن الناس لا يسألون في كم فرغ، وإنما ينظرون إلى إتقانه وجودته.
2- التأني في العبادة : المسلم يخشع في عبادته، ويؤديها بتمهل وتأنٍّ وإتقان؛ فإن كان مصليَّا صلى في خضوع وخشوع لله رب العالمين، وإن كان يدعو ربه دعاه في تضرع وتذلل، يبدأ دعاءه بحمد الله وتمجيده، والصلاة على رسوله،فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى فقال اللهم اغفر لي وارحمني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجلت أيها المصلي ! إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله ، وصل علي ، ثم ادعه . قال ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أيها المصلي ادع تجب )(316)
وعلى المسلم ألا يتعجل إجابة الدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يُسْتَجَابُ لأحدكم ما لم يَعْجَل؛ يقول: دعوتُ فلم يُسْتَجَبْ لي)(317)
3- التأني في المذاكرة : الطالب يتأنى في مذاكرته، ويفهم دروسه جيدًا، وقد قال بعض الحكماء: من أسرع في الجواب حاد عن الصواب. وقال آخر: من تأنَّى نال ما تمنى.
4- التأني والتأكد من الأخبار التي تصلنا : فالمسلم لا يصدق كل ما يصله من أنباء , ولكن يتأكد حتى لا يظلم أحد ومن ثم يندم , قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
5- التأني في القضاء : وذلك بأن يسمع القاضي لطرفي النزاع فيسمع من الثاني كما سمع من الأول فإنه أحرى أن تبين له القضاء .
فضل التأني:
- قال صلى الله عليه وسلم: ( التؤدة ( تعني التأني والتمهل ) ، والاقتصاد ، و السَّمْتُ الحسن جزء من أربعة و عشرين جزءا من النبوة ) (318)
- ولقد قال صلى الله عليه وسلم للأشج عبد القيس : ( .... إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة )(319)
- وقال صلى الله عليه وسلم: التأني من الله ، والْعَجَلَةُ (أي التسرع في غير موضعه) من الشيطان ) (320)
العجلة في الخيرات:
فالمسلم إذا أراد أن يفعل خيرًا، فإنه يَقْدم على فعله، ولا يتأخر، فإذا أراد أن يتصدق بصدقة، فعليه أن يسرع في إخراجها. كذلك إذا فعل طاعة معينة فعليه أن يبادر بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التُّؤدة في كل شيء خير , إلا في عمل الآخرة) (321)
كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتعجيل الفطر عند الصيام؛ فقال: (لا يزال الناس بخير ما عَجَّلوُا الفطر)(322)
ويتضح من هذا أنه ليس هناك تأنٍّ في فعل الخيرات، قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133 , وهكذا فإن العجلة تكون في سبيل الفوز بالجنة، أما ما سوى ذلك من أمور الدنيا، فالمسلم يتأنى فيها ويتمهل.
(315)صحيح : رواه البخاري 6872.
(316)صحيح : صحيح الترغيب للألباني 1643.
(317)صحيح : الجامع الصحيح 6340 .
(318) صحيح : صحيح الجامع للألباني 3010.
(319)صحيح : رواه مسلم 17 .
(320)صحيح : صحيح الجامع للألباني 3011.
(321)صحيح : صحيح الجامع للألباني 3009.
(322)صحيح : رواه مسلم 1098.
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:12 | |
| الأمل والتفاؤل
هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات؛ بحيث ينتظر المرء الفرج واليسر لما أصابه، والأمل يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فيه من قبل، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه , وهذا مما يميز الإنسان عن سائر الحيوان , وإذا فقد الإنسان الأمل بالكلية لا يستطيع العيش .
اقتران الأمل بالعمل:
الأمل في الله ورجاء مغفرته يقترن دائمًا بالعمل لا بالكسل والتمني، قال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110 ,وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة218 ,فلا يقول الإنسان: إن عندي أملا في الله، وأُحسن الظن بالله، ثم بعد ذلك نراه لا يؤدي ما عليه اتجاه الله من فروض وأوامر، ولا ينتهي عما نهى الله عنه، والذي يفعل ذلك إنما هو مخادع يضحك على نفسه , وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن حسن الظن من حسن العبادة ) (323)
الأمل والتفاؤل عند الأنبياء:
الأمل والتفاؤل خلق من أخلاق الأنبياء، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذى؛ أملاً في هدايتهم في مقتبل الأيام.
1- الأمل والتفاؤل عند نوح عليه السلام : ظل نبي الله نوح عليه السلام يدعو قومه إلى الإيمان بالله ألف سنة إلا خمسين عامًا، دون أن يمل أو يضجر أو يسأم، بل كان يدعوهم بالليل والنهار.. في السر والعلن.. فُرَادَى وجماعات.. لم يترك طريقًا من طرق الدعوة إلا سلكه معهم أملاً في إيمانهم بالله: { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً{5} فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً{6} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً{7} ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً{8} ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً{9} نوح ,فأوحى الله تعالى إليه أنه لن يؤمن معه أحد إلا من اتبعه، فصنع السفينة، ونجاه الله هو والمؤمنين.
2- الأمل والتفاؤل عند يعقوب عليه السلام: ابتلى الله سبحانه نبيه يعقوب عليه السلام بفقد ولديْه: يوسف وبنيامين، فحزن عليهما حزنًا شديدًا حتى فقد بصره، لكن يعقوب عليه السلام ظل صابرًا بقضاء الله، ولم ييأس من رجوع ولديه، وازداد أمله ورجاؤه في الله سبحانه أن يُعِيدَهما إليه، وطلب يعقوب عليه السلام من أبنائه الآخرين أن يبحثوا عنهما دون يأس أو قنوط، لأن الأمل بيد الله، فقال لهم: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87 ,وحقق الله أمل يعقوب ورجاءه، وَرَدَّ عليه بصره وولديه.
3- الأمل والتفاؤل عند موسى عليه السلام: وذلك مع قومه، حينما طاردهم فرعون وجنوده، فظنوا أن فرعون سيدركهم، وشعروا باليأس حينما وجدوا فرعون على مقربة منهم، وليس أمامهم سوى البحر، فقالوا لموسى: { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }الشعراء61 ,فقال لهم نبي الله موسى عليه السلام في ثقة ويقين: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }الشعراء62 فأمره الله سبحانه أن يضرب بعصاه البحر، فانشق نصفين، ومشى موسى وقومه، وعبروا البحر في أمان، ثم عاد البحر مرة أخرى كما كان، فغرق فرعون وجنوده، ونجا موسى ومن آمن معه.
4- الأمل والتفاؤل عند أيوب عليه السلام: ابتلى الله سبحانه نبيه أيوب عليه السلام في نفسه وماله وولده إلا أنه لم يفقد أمله في أن يرفع الله الضر عنه، وكان دائم الدعاء لله؛ يقول تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83 , فلم يُخَيِّب الله أمله، فحقق رجاءه، وشفاه الله وعافاه، وعوَّضه عما فقده.
5- أما أمل وتفاؤل النبي عليه الصلاة والسلام :
لقد كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً عنده الأمل في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل . قالوا : وما الفأل ؟ قال : كلمة طيبة )(324)
- تفاؤله في هداية قومه : ففي ظل حرصه على هداية قومه، لم ييأس يومًا من تحقيق ذلك وكان دائمًا يدعو ربه أن يهديهم، ويشرح صدورهم للإسلام, فعن السيدة عائشة رضي الله عنها : أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا .)(325)
- تفاؤله وثقته في نصر الله : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واثقًا في نصر الله له، وبدا ذلك واضحًا في رده على أبي بكر الصديق، أثناء وجودهما في الغار ومطاردة المشركين لهما، فقال له بكل ثقة وإيمان :{ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} ... )(326)
وعن أبي بكر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم ، فقلت : يا نبي الله ، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا ، قال : ( اسكت يا أبا بكر ، اثنان الله ثالثهما ) .(327)
- تفاؤله بشفاء المريض وزوال وجعه : (كان إذا دخل على مريض يعوده قال : لا بأس ، طهور إن شاء الله )(328)
النبي صلى الله عليه وسلم المُعلم لخلق الأمل :
لقد ضرب الأمثال لقضية الأمل والأجل في أحاديث كثيرة , منها التالي : 1- خط النبي خطا مربعا ، وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به ، أو قد أحاط به ، وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا .)(329)
2- كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا . فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا . فهل له من توبة ؟ فقال : لا . فقتله . فكمل به مائة . ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم . فقال : إنه قتل مائة نفس . فهل له من توبة ؟ فقال : نعم . ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا . فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم . ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء . فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت . فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله . وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط . فأتاه ملك في صورة آدمي . فجعلوه بينهم . فقال : قيسوا ما بين الأرضين . فإلى أيتهما كان أدنى ، فهو له . فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد . فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذكر لنا ؛ أنه لما أتاه الموت نأى بصدره .)(330)
فضل الأمل: 1- الأمل يدفع الإنسان دائمًا إلى العمل : فلولا الأمل لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها، ولولاه لسيطر اليأس على قلبه، وأصبح يحرص على الموت .لذلك قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة , وقيل: لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس. فالأمل طاقة يودعها الله في قلوب البشر؛ لتحثهم على تعمير الكون، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة ( أي نخلة صغيرة )، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها ) (331)
2- إتباع صراط الله المستقيم : فالمسلم لا ييأس من رحمة الله , لأن الأمل في عفو الله هو الذي يدفع إلى التوبة وإتباع صراط الله المستقيم، وقد حث الله عز وجل على ذلك، ونهى عن اليأس والقنوط من رحمته ومغفرته، فقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
3- تحققت الإنجازات التي وصلت إليها البشرية : وذلك لأن المخترع لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة في أغلب الأحيان، وإنما حاول تحقيقه مرة بعد مرة دون يأس أو ملل، ولذلك قيل: الأمل يُنَمِّي الطموح والإرادة، واليأس يقتلهما. فليحرص المسلم على الأمل في كل جوانب حياته، ولْيتمسك به تمسكه بالحياة، ولا يستسلم لليأس والقنوط أبدًا , وكذلك فليصبر الإنسان على ضيق العيش في الدنيا على أمل أن يفرج الله همومه، ويوسع عليه ، يقول الله سبحانه: { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
*-*-*-*
(323)صحيح : مسند أحمد لأحمد شاكر 15/104 .
(324)صحيح : رواه البخاري 5776.
(325)صحيح : رواه البخاري 3231.
(326)صحيح : رواه البخاري 3652.
(327)صحيح : رواه البخاري 3922.
(328)صحيح : صحيح الجامع لألباني 4718.
(329) صحيح : صحيح الترغيب للألباني 3344.
(330) صحيح : رواه مسلم 2766.
(331) صحيح : رواه الألباني في صحيح الجامع 1424 .
| |
| | | KLIM
| موضوع: رد: رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ 26/11/2011, 16:14 | |
| خاتمة تم نقل هذا البحث كاملا يوضح صفات الرسول عليه افضل الصلاة و السلام ردا على الزنادقه في التشكيك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم محبتكم كلام
خاتمة أسئل الله أن يغفر لي تقصيري فالموضوع يطيل فيه الكلام فأخلاق النبي بحار ونحن نأخذ منها قطرات فأرجوا أن لا ينظر القارئ لهذه الكلمات المكتوبة بحروف من ذهب نظرة العابر وكأن لم يكن شيئاً بل يفكر في شخص هذا النبي العظيم فهو من قال (اتقوا الظلم . فإن الظلم ظلمات يوم القيامة . واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم . حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) (332)
وهو من قال (إن الله كتب الإحسان على كل شيء . فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة . وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح . وليحد أحدكم شفرته . فليرح ذبيحته ) . (333)
وهو من قال عنه معاوية بن الحكم (بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ عطس رجل من القوم . فقلت : يرحمك الله ! فرماني القوم بأبصارهم . فقلت : واثكل أمياه ! ما شأنكم ؟ تنظرون إلي . فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم . فلما رأيتهم يصمتونني . لكني سكت . فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه . فوالله ! ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني . قال " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس . إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " . .. ) (334)
وهو من قال عندما سأله أحد الصحابة فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) . (335)
وهو من قال صلى الله عليه وسلم : (عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله . ) (336)
وفي أجمل صور العدل والخوف من الله يروي أبى هريرة رضي الله تعالى عنه فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني لأنقلب إلى أهلي ، فأجد التمرة ساقطة على فراشي ، فأرفعها لآكلها ، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها . )(337)
وهو من قال عنه عائشة رضي الله تعالى عنها ( فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش . فالتمسته . فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد . وهما منصوبتان . وهو يقول " اللهم ! أعوذ برضاك من سخطك . وبمعافاتك من عقوبتك . وأعوذ بك منك . لا أحصى ثناء عليك . أنت كما أثنيت على نفسك " . ) (338) بالله عليكم هل لو كان رسول كاذب وحاشاه هل سيقول هذا الكلام !!
وهو صلى الله عليه وسلم من قال (يسروا ولا تعسروا ، وسكنوا ولا تنفروا ) (339)
وهو من قال (رحم الله رجلا ، سمحا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى ) (340)
وهو من قال (إن الصدق بر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإن الكذب فجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذابا ) (341)
و قال (من سره أن يبسط له في رزقه ، أو ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ) (342)
ويقول أيضاً (إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما ) (343)
فأين أنبيائكم ؟ وأين صفاتهم وأخلاقهم من صفات رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو بحق وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة . وأول من ينشق عنه القبر . وأول شافع وأول مشفع ) (344)
والله لو كتبت أكثر مما كتبته عشرات المرات لن تنتهي أخلاقه صلى الله عليه وسلم فأسئل الله أن يغفر لي تقصيري ويعفوا عني وأسئل الله أن يجمعني وجميع الموحدين بحق مع نبي الله الخاتم سيد ولد آدم وأشرف المرسلين مع جنة عرضها السموات والأرض ...
والحمد لله الذي بنعمته وفضله تتم الصالحات ..
(332) صحيح : رواه مسلم 2578
(333) صحيح : رواه مسلم 1955 .
(334) صحيح : رواه مسلم 537 .
(335) صحيح : رواه البخاري 5971.
(336) حسن : رواه الترمذي في سننه 1639 .
(337) متفق عليه : رواه البخاري 2432 , ومسلم 1070 .
(338) صحيح : رواه مسلم 486 .
(339) صحيح : رواه البخاري 6125 .
(340) صحيح : رواه البخاري 2076 .
(341) صحيح : رواه مسلم 2607 .
(342) صحيح : رواه البخاري 2067 .
(343) صحيح : صحيح الجامع – الألباني 698 .
(344) صحيح : رواه مسلم 2278 . | |
| | | | رداً على زكريا بطرس وأبناء ملته ممن يقولون هل كان رسول الإسلام على خلق وهل كان يستحق لقب أشرف المرسلين ؟ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |