توجيهي أدبي * طلعت شناعة
داخ الفنان مؤيد عبده موسى ال ( 7) دوخات وهو يبحث عن مدرسة حكومية او خاصة يتوفر فيها (صف) ثانوي أدبي لكي يستطيع إكمال دراسته الثانوية في الفرع الأدبي من أجل الحصول على معدل وبالتالي إكمال دراسته الفنية التي برع فيها وصار واحدا من أهم عازفي الكمان في الوطن العربي.
كل المدارس الخاصة ـ كما قال مؤيد ـ لا تقوم بتدريس الفرع « الأدبي « بل « العلمي « و « الآي تي « أي إدارة المعلومات. واشار بعضهم أن الفرع « الأدبي « قد « انقرض» في مدارس الاردن وعلى جميع الطلبة التوجه لدراسة الفرع « العلمي « أو « الآي تي» حتى لو كانت ميولهم « أدبية « مثل الفنان « مؤيد» وغيره من الطلبة الموهوبين ممن يفضلون « الادبي « على « العلمي « والمسألة في النهاية « مزاج « و « ميول».
أذكر أنني عندما أخبرتني المدرسة أنني قبلت في الفرع « الأدبي « ( طرتُ ) من الفرح وقفزتُ مترين عن سطح الأرض وكدت ( أروح فيها ) لولا رحمة الله. فقد كان « الأدبي « يتناسب تماما مع ميولي وحبي للغة العربية والأدب العربي والشعر والقصة والمسرح الذي قمتُ بالتمثيل به لمرة واحدة في مسرح المدرسة وجسدتُ شخصية « طالب مهمل» غير مكترث بالدراسة ، يعني « صايع «.
وكبرنا وظلت الميول أدبية وصحفية أيضا. وسارت الامور في الاتجاهين ولعلي نجحت فيهما حيث اصدرت ( 16) كتابا ادبيا منها ثلاثة كتب صحفية. يعني ماشي الحال.
وحين عرض عليّ الفنان « الصغير « / سنا ، في الصف العاشر وهو ما كان يعادل الصف الأول ثانوي زمان.. المشكلة،
حزنت لأن الطلبة مضطرون لدراسة الفرع العلمي والآي تي، سواء كان ذلك ضمن ميولهم ام ضد رغبتهم وهو ما يعني عدم التوفيق في الثانوية العامة.
لا أدري إن كانت وزارة التربية والتعليم على علم بهذه المشكلة. صحيح ان القضية لا تتعلق بالفنان مؤيد عبده موسى بل بكثيرين ممن لا يحبون الانخراط بالفرع العلمي لسبب يخصهم وليست لديهم ميول « ادارة المعلومات «، فأين يذهبون؟
هل حقا انقرض الفرع « الأدبي « بحجة ان « السوق « لا يعترف الا بالعلم ودراسة الكمبيوترات والانترنتات وغيرها من العلوم.؟
دعونا نردد اغنية فريد الأطرش» إن لم يكن أدبي، فخلقك كان أولى أن يردك».
ولا عزاء للأدبي!