من أين تبدأ مشاكل الطفل:
· إنها تبدأ من المجتمع الذى يرفض كل ماهو غريب أو غير مألوف فالطفل المبدع قد يدرك أشياءاً وكأنه يرى الأمور بأعينٍ غير أعيننا أحياناً.إضافة إلى ذلك قد ينفر منه أقرانه أحياناً لعدم قدرتهم على فهمه والتجاوب معه أو قد تكون استجابتهم تجاهه مشبعة بالغيرة نحو تفوقه ولاعجب إذن إذا عرفنا أن بعض الأطفال المبدعين يقللون بل ويحبطون قدراتهم متظاهرين بالغباء أحياناً حتى لايخسروا من حولهم إنها الرغبة فى الإنتماء وإقامة العلاقات.
· التباين الواضح بين قدرات الطفل العقلية ونضج المشاعر يخلق لديه صعوبة فى التكيف بنحوٍ عام فنضجه العاطفى واحتياجاته قد لاتختلف عن باقى الأطفال الأمر الذى قد لاتدركه الأسرة أحياناً ويخلق نوعاً من التشويش والإضطراب فى التعامل مع الطفل.
· عدم ملائمة المناهج التدريسية وأساليب التعليم -التى تعتمد فى كثيرٍ من الأحيان على التلقين والحفظ- لطبيعة الطفل التى تأبى إلا الحوار والمناقشة والإقناع.
· عدم احترام الأسرة للطفل فكثيراً مايحب الأباء أطفالهم لكن لايدركون معنى احترام الطفل وعدم جرح مشاعره إذا مارفض أن يمتثل إلى الأوامر والنواهى حسب قوانين الأسرة الأمر الذى يرفضه ذلك المتمرد الصغير.
· الضغط على الطفل ودفعه إلى مزيد من الإنتاجية وتكليفه بأعمال قد تفوق طاقاته أو دفعه لنوع من الدراسة الذي لايشعر بميل ورغبة نحوه.
· الإستغلال العاطفى للطفل لتعويض مافات الأبوين وهم في نفس عمر ابنهم في مختلف النواحي العلمية أو المهنية والفكرية، فالأب الذي كان يطمح أن يكون طبيباً يوماً ما ولم تمكنه قدراته من ذلك وانتهى به الأمر إلى أي عمل آخر، يعوّض عن ذلك بضغطه على الابن لتحقيق ما لم يستطيع تحقيقه ويزج بالطفل إلى مجالات لايصلح لها بالمرّة لأنها لاتتناسب مع ميوله واتجاهاته، وهذا ناتج لضآلة الثقافة التربوية والنفسية.
· ضياع الموهبة إذا لم تتوفر لها بيئة خصبة للنمو من الناحية الإقتصادية التى توفر الإمكانيات اللازمة للطفل من كتب ومجلات ووسائل إلكترونية حتى تتسع معرفته وكذلك من الناحية الثقافية حتى يستطيع الوالدين فهم الطفل وكيفية التعامل معه.وفى البيئات ذات الثقافة المحدودة قد لايتوقف الأمر عند عدم الإهتمام بمواهب الطفل وقدراته بل يصل إلى ماهو أكثر إيلاماً وهو السخرية من قدرات الطفل.
· ومن العوامل التى تحد بل وتهدم قدرات الطفل هى قلق الأباء حيال مسألة التعليم الأمر الذى يجعلهم لايشجعون إلا أساليب التحصيل التقليدي المبني على التلقين والقائم على الحفظ، ويقللان من شأن قدرات الابتكار والمواهب والإبداع الخاصة التي تتجلّى في الأنشطة الغير مدرسية.ولكن فى نظرهم لاوقت إلا لعمل وأداء الواجبات المدرسية.
مشكلة التأخر الدراسى!!!
هل يمكن أن يكون الطفل الموهوب أو المبدع متأخراً دراسياً؟
الإجابة نعم !!
ظهرت قضية الموهوبين متدني التحصيل لأول مرة بجامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة الأمريكية عام (1981) علي يد نخبة من علماء التربية الخاصة. ويعتبر التحصيل المتدني من المشكلات الشائعة لدى الموهوبين بنسبة قد تصل إلى (15 – 50%) من الموهوبين متدني التحصيل ، ومن (10%- 20%) من الذين يتسربون من المدرسة العليا أو يتركون الدراسة بها يقعون في عداد مرتفعي الذكاء. وقد يكون تدنى التحصيل عارضاً لظرف شخصي أو أسرى وقد يكون متأصلاً مضى عليه سنوات ، كما قد يكون مقصوراً على مادة دراسية بعينها أو شاملاً لجميع المواد الدراسية . ويعرف بعض الباحثين تدني التحصيل بأنه شرخ وفجوة وتناقض بين أداء الطفل الدراسي المدرسي والطاقة المختزنة لقدراته الفعلية مثل : الذكاء ، الإنجاز، نتائج الإبداع، أو بيانات الملاحظة.
والسؤال الأن ما هوالسبب أو الأسباب الكامنة وراء مشكلة التأخر الدراسى لدى الطفل الموهوب؟
· عوامل مدرسية(وجود الأطفال الموهوبين فى فصولٍ دراسية عادية لاتتفق مع قدرتهم العالية على التعلم وكذلك لاتتلاءم مع أسلوب التعلم الذى يناسبهم وهو المبنى على المناقشة والحوار- غياب التقدير والاحترام الفردي للطفل داخل المدرسة ، المناخ المدرسي شديد التنافس ، التركيز على التقييم الخارجي ، الأساتذة المتسلطون ، أن تكون المناهج غير مشجعة و الخوف المدرسي
· عوامل أسرية(الروح المعنوية الضعيفة للأسرة ، التفكك الأسري ، التسلط والسيطرة من قبل الأبوين ، الحماية الزائدة.)
· العوامل الشخصية: (التدني في تقدير الذات ، اللامبالاة نحو المدرسة، سرعة الملل ، الضبط الشخصي المتدني في حياتهم.)
ولكن ماذا عن المشكلات التى تواجه أسرة الطفل الموهوب؟
· رغبة الأسرة الواعية فى تلبية احتياجات الطفل قد تدفع بالأسرة إلى التضحية بالجهد والمال الكثير حتى لاتضيع الموهبة.
· الصراع أحياناً بين الوالدين حينما يختلفان فى أسلوب معاملة الطفل الأمر الذى قد يستخدمه ذلك المراوغ الصغير فى اللعب بهم من أجل الوصول إلى أهدافه.
· الحماية المفرطة والخوف على الطفل لإدراك الأسرة لنفور من هم فى مثل سنه ورفضهم له فى كثير من الأحيان.
· أسرة الطفل الموهوب أقل رضاء وأكثر تذمرا من المدرسة من أسرة الطفل العادي وخصوصا إذا كان الطفل شديد الموهبة فبعد أن يتم اكتشاف الطفل الموهوب تبدأ الأسرة بشن حملة شعواء على المدرسة والمدرسين .
وتصب اللوم على المدرسة في العديد من الأمور، فإذا قصر الطفل في إحدى المواد اتهمت المعلمين بعدم تشجيع الطفل ، وإذا أساء الطفل السلوك اتهمت المنهج بأنه لا يتحدى عقل الطفل ، وإذا كره الطفل الواجبات المدرسية اتهمت المدرسة بالضغط على الطفل , ويقع الطفل ضحية بين هذين الطرفين المتنازعين.
· علاقة الطفل الموهوب بإخوته :
من الأمور التي تقلق أسرة الطفل الموهوب علاقة الطفل الموهوب بإخوته ، إذ تشير الدراسات في هذا المجال إلى أن الإخوة غير الموهوبين يعانون من مشكلات التوافق النفسي، والقلق وتدني مستوى تقدير الذات بسبب وجود طفل آخر موهوب في الأسرة