لقد اثبتت العديد من الدراسات أن الافراد الموهوبين الذين يتمتعون بذكاء عال قد يفشلون في الحياة العملية إذا لم يمتلكوا الذكاء العاطفي الذي يجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع مشاعر الفشل في الإحباط والغضب والانفعال, وأكثرقدرة على التعاطف مع الآخرين, وعلى استخدام المهارات الاجتماعية التي تجعلهم أكثر كفاية في حل المشكلات.
ولقد تبين أنه كلما كانت الفجوة في القدرات العقلية للطفل الموهوب كبيرة بينه وبين افراد أسرته كان تأثير الطفل الموهوب أكبر سلبية عليها.
وفي دراسة على عدد من أسر الأطفال الموهوبين بين الدرورس المستفادة من البيئة المبكرة للأطفال الموهوبين, الذين أظهروا موهبة خارقة في سن مبكرة, ولقد حددها على النحو الاتي:-
* الدرس الأول المستفاد من البيئة الأسرية المبكرة للطفل الموهوب هو أن شغف الطفل بالتعلم كان بمنزلة عمله اليومي في ظل أبوين يمتلكان توقعات عالية جدا لأداء طفليهما العبقري.
* الدرس الثاني من حياة الأطفال الموهوبين أن بيئتهم الأسرية كانت تتسم بالصرامة والضغط الشديدين لدفع الطفل نحو التميز,ويبدو أن اسر هؤلاء الأطفال تستثمر قدرا هائلا من الجهد والطاقة في الطفل, خوفا على موهبته من الضياع, وبأسلوب مبالغ فيه, والطفل المبدع لايستطيع أن يتنفس إلا في جو مليء بالحرية ولايمكن لموهبته أن تنمو وتزدهر إلا في مناخ يتيح له الاستقلالية والاعتماد على النفس, لذا فإن الصراع الأسري بين الطفل الموهوب وأسرته يحتدم عندما يعيش الطفل الموهوب في هذا النوع من الأسر.
* الدرس الثالث المستفاد هو أن الأطفال الموهوبين يأتون من أسر يتمتع أحد الوالدين أوكلاهما بمستوى عال من التعليم, ويشعر بتقدير وحماس شديدين للعلم, إلا أنه يصر على دفع طفله منذ الصغر على التحصيل العلمي والتفوق الدراسي.