استأثر رئيس الوزراء د. معروف البخيت بردود فعل غير مسبوقة تجاه اي رئيس وزراء اردني في الحياة الاردنية المعاصرة، وذلك لما يثيره من حالة مد وجزر في الشارع السياسي والشعبي الاردني، وهو الذي استلم رئاسة الحكومة في العام 2005 عبر فريق حكومي لم يكن بذات التطلعات المأمولة، واكتمل المشهد وقتذاك برصد اكبر عملية تزوير انتخابات لم يتوانَ البخيت عن التلميح بوجودها حقيقة بعد تركه لمنصبه، الا ان ما سجله البخيت من حضور سياسي على الشأن الاردني داخليا وخارجيا ظل راهنا وقائما في المعترك السياسي عامة حتى بعد خروجه من الواجهة السياسية لحين عودته اليها بتكليف جلالة الملك له بتشكيل حكومةٍ تخلف حكومة الازمات لحكومة سمير الرفاعي .
وفي اجواء من الشد والجذب، تماما كما استقبل الارنيون حكومة البخيت في العام 2005 وهو الرجل القادم من المعسكر ومن خارج الكواليس والصالونات السياسية، استقبل الشارع الاردني رجوع البخيت للساحة السياسية بمزيد من الترقب لما قد يحمله برنامجه الفعلي غير المعلن من محاولات وخطط - قد تكون جادة - باتجاه عملية اصلاح عميقة تحتاج الى جراحة عاجلة وجريئة يتفق معارضو ومتفقو شخص البخيت بانه قادر عليها، وهو الرجل الذي مارس ديبلوماسية رسمية افرزت احد اهم وأخطر المراحل الاردنية لما يعرف لاتفاقية وادي عربة، فقبل استلامه لمنصب السفير الاردني في تل ابيب على الرغم من ادراكه الكامل لرفض الشارع الاردني للاتفاقية ، كان البخيت احد اهم شخوص الوفد الاردني لمحادثات السلام الاردني الاسرائيلي ، الا ان نشاطه السياسي أعرض عنه الشارع السياسي قبل الشعبي لاسباب عدة !!
العمل الدبلوماسي لم يتعارض مع الدكتور معروف البخيت صاحب القسمات الجدية التي اكتسبها من عمله طويلا في المؤسسة العسكرية التي تولى فيها مهمات عديدة منها مدير التطوير والدراسات ومدير شؤون الافراد ومدير المشتريات ، اضافة لمنصبه كنائب لرئيس جامعة مؤتة للشؤون العسكرية ، وهو الحاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإستراتيجية من المملكة المتحدة.
في حين احتل الدبلوماسي القادم من المؤسسة العسكرية مقعده في نادي رؤساء الوزارات ، كما احتل مقعده في مجلس الاعيان ليكون شريكا في اداء السلطة التشريعية ، وهو العارف جيدا بأسرار عمل السلطة التنفيذية ، وطبيعة الخطوط والنوافذ السرية والعلنية المفتوحة بين السلطتين ، ليحط بكامل ثقله وخبرته السياسية والعسكرية رئيسا للوزراء.
معروف البخيت المولود عام(1947 -)، استطاع ماضيه السياسي ان يلفت جلالة الملك عبدالله الثاني لدعوته تشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة السيد سمير الرفاعي، تكون مهمتها الرئيسية "اتخاذ خطوات عملية وسريعة وملموسة، لإطلاق مسيرة إصلاح سياسي حقيقي، تعكس رؤية الملك الإصلاحية التحديثية التطويرية الشاملة، وهكذا كان ، لتجيء ثقة المجلس النيابي بواقع ( 63 ) صوتا عكست تماما موقع الرجل لدى المؤسسة البرلمانية التي استكانت بصورة ما لوعود الرجل بتوفير سيل من الوظائف ، مع ما يرافق ذلك من تسليم للمؤسسة البرلمانية بأ، البخيت أفضل الموجود !!
حالة التسليم ومنح الثقة لحكومة البخيت تضعه في اختبار حقيقي وجديد بوصفه أحد اهم رؤساء الوزارات الاردنية خبرة وحنكة وديبلوماسية لا تخلو من عسكرية فيها من التكتيك والمراس العسكري ما يؤهله لادارة حكومة تحتاج الى سياسات صارمة تدفعها باتجاه العمل والانجاز تماما كما اراد لها سيد البلاد وكما سينجح بها رئيس الوزراء البخيت.
خالد الرواضيه
موضوع: رد: الجنرال مجددا في الواجهة الحكومية .. د. البخيت والامتحان الصعب !! 7/5/2011, 11:42
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
theredrose
موضوع: رد: الجنرال مجددا في الواجهة الحكومية .. د. البخيت والامتحان الصعب !! 7/5/2011, 21:05
تسلم يا خالد
الجنرال مجددا في الواجهة الحكومية .. د. البخيت والامتحان الصعب !!