اختِناقُ روحْ..!
مَدِخلْ
اشتقت إليكم كثيراً
وها أنا ذا أنتظرك
أنتظرك ذات حلم لكي تخبرني بأنك لم تقصد كلامك الجارح
وأنك كنت تعبث وتمزح وتمرح..
أنتظر شتاءاً محملاً بالخيبات يأتيني فيه اتصالٌ منك:
وأنَتظرُ هَمساً يخاطبُ فيَّ قلباً مُعذبا:
يا ثاكلَ الأمْس كفكفْ دُموعَك
فإن اليومَ عِيد!
اشْشْ..!
دعنِي أحلمْ ..
اصْمت أكثرْ، حتَى أسمعَ منك مَا أريدُ سمَاعهَ أنَا
أرجوك لا تَنْطقِ، فبدَاخلِي جروحٌ لمَا تلتئم بعدُ !
مَا زلتُ بيَن زحَام كلماتك المتَضارِبَة
أراقِبُ كلَ الوجُوهْ
أواجِه كُل العيونْ
أسَارعُ مَدَ الخُطى
لَعَلِي أجِدُ طَريقًا أتسل منهُ إلى حيْث لا يوجدُ الحب والإحساس
إلى حيثُ لا تُسمعُ الأصْوات..
إلى حيثُ تفنَى الذاكِرة ..
وانْسَي أنِي انَزعجْتُ من صمتك
وأني كنْتُ أريد ُسمَاعك
لأني بصمتك أعيش انعتاقا
وبكلامك أعيشُ فناءاً ..
كلامك أنت كأنه ريحُ إعصَارٍ جارفٍ..
أصرخُ من وقعهِ صُراخا تتصدَعُ له الجبالُ العاتية
والصخورُ القاسيةْ
وتسمعنِي كلُ الدنيا..
إلا أنت!!
تلفحُني تعابِيرك ... أكتَوي بصَهْدِهَا وبَرْدِهَا.
قاتلةٌ هيَ ..
قاتلةٌ هيَ ادعاءاتك
قاتلة هي برودتك ..
قاتلٌ هو تمثيلك ..
سأمضِي الآنْ
فعند هذا الحد ..
يُصبحُ الحديثُ عنك ومنك وإليِك ..
دامعاً ومرعشاً ومخنوقا..
سأمضي..
وأبعث مرسولاً من هذا الجفن المعذب ليترصد قدومك إلى باب المستحيل
في لحظة اشتياق عنيفةٍ ..
ليخبرك بأني ما زلت في شوق
وأني ما زلتُ أحبك ..
" دمتم بكل خير