[center]اعداد الاستاذة انتصار القليب
طرابلس الجماهيرية
دراسة حول متطلبات السلوك الانسانى من ضمن محتويات مادة الادارة والتنظيم د. طارق تنتوش
2008 -2007
الفصل الأول :
دراسة السلوك الإنساني في المنظماتملاحظة هامة : قبل الشروع في تفاصيل الدراسات التي أجريت في السلوك الإنساني :
[ البشر هم الذين يخلقون الحركة في المنظمات ، وهم الذين يبعثون في المنظمات مظاهر النشاط والعمل ]أولاً : تقوم النظرة
المعاصرة لتحليل أداء المنظمات بشكل عام على فكرة بسيطة هي أن أداء
المنظمات يحركه ويشكله سلوك العنصر الإنساني .ثانياُ : العنصر الإنساني يلعب دوراً حيوياً في كافة مستويات الأداء التنظيمي .... ابتداءً من ............ الأعمال التنفيذية والتشغيليه البسيطة .إلى ............ أعمال الإدارة العليا .ومن نتائج هذا الدور تتحرك وتنشط :1- عمليات الإنتاج .2- تعاملات المنظمة وأنشطتها .v ومن محددات ذلك الدور مؤشرات أداء المنظمة من حيث الأتي :[ إنتاج ، بيع ، تبادلات ، تكاليف ، إيراد ، ربح ]
ومن خلال هذا التوضيح يتبين لنا الأتي :- أهمية العنصر البشري في المنظمات .- العنصر البشري هو الذي يصيغ طبيعة المنظمة .- العنصر البشري يصيغ اتجاهات ومسارات أداء المنظمة .- العنصر البشري قراراته هي تحدد كيان المنظمة ، وبناء عملياتها .- العنصر البشري يصيغ قرارات وأهداف وبرامج وسياسة المنظمة.ويقوم العنصر البشري بهذا الدور في المنظمات لأن المنظمات تعتبر أدواتهم للإنتاج والتبادل وإشباع الاحتياجات .§ المنظمات : هي
الأطر والقنوات التي تنظم علاقات الأفراد في المجتمع ، وهي المنافذ التي
تنظم من خلالها أنشطة وجهود أفراد المجتمع لإشباع احتياجاتهم . ونظراً لأهمية العنصر البشري في المنظمات ، فإذاً من الضروري لفهم متأن وواع وغير متسر لطبيعة السلوك الإنساني .وبالتالي ، ومن خلال فهمنا للسلوك الإنساني نستطيع فهم وأداء وسلوك المنظمات ذاتها في كافة أوجه النشاط التي تمارسها .ويعتبر هذا الفهم للسلوك الإنساني الخطوة الأولى لتحسين أداء المنظمات ، وهو السبيل لتطويع سلوك المنظمة من خلال صنع صياغة القرارات بحسب أهدافها وبرامجها وسياستها .إذاً الإدراك الصادق
والفهم الحقيقي للسلوك الإنساني في المنظمات : هو البداية التي بدونها لا
يمكن دفع أو ترشيد أو تطوير أداء سلوك المنظمات في اتجاهات فعالة .فهم طبيعة ( سلوك الإنسان )يكشف عن محددات السلوك الإنسانيتحليل عناصر السلوك الإنسانييؤدي ذلك إلى
فهم وتفسير كافة جوانب الأداء التنظيمي
وحتى تقوم برامج وأساليب إدارة العنصر البشري وحل المشكلات الناجمة عن استخدامه في المنظمات على أسس سليمة لا بد علينا :· فهم طبيعة هذا العنصر [ تفسير طبيعة العنصر الإنساني ] .· معرفة العوامل المحركة والمحددة لسلوكه .حيث لا يكتب النجاح
للبرامج المعمول بها في المنظمات ما لم تكن مقرونة ومبنية على معرفة طبيعة
السلوك الإنساني والعوامل المحددة له ( العوامل المحركة لدوافع الأفراد ،
وللعمل ، والأداء ) .وتلك البرامج في المنظمات مثل :- برامج دراسة القوى العاملة .- برامج دراسة العمل وتقييمه .- برامج الاختيار .- برامج التدريب .- برامج الأجور والحوافز .الهدف من الدراسة العلمية للسلوك الإنساني في المنظمات : هو حتى نتمكن من
فهم طبيعة هذا السلوك والعوامل المحددة له ...... والتي تعتبر أساس
...... لازماً لبناء وتصميم برامج وسياسات القوى العاملة في المنظمات .
ويقودنا هذا إلى أن
الإدارة الفعالة للعنصر البشري ..... لا بد أن تستند على حصيلة من معرفة
وفهم السلوك الإنساني ومحدداته ( العوامل المحركة لدوافع الأفراد للعمل
والأداء ) .وحتى تكون هذه الحصيلة
أساساً صادقاً يمكن الاعتماد عليه والاهتداء به في بناء سياسات برامج
القوى العاملة للمنظمات ينبغي أن تكون من خلال منهج علمي سليم ، حيث المنهج
العلمي هو الذي يجعل المعرفة المستقاة أكثر صدقاً .مسلمات الدراسة العلمية للسلوك الإنساني في المنظماتتستند الدراسة العلمية للسلوك الإنساني إلى مجموعة من المسلمات ومحور هذه المسلمات
يتمثل في أنالسلوك الإنساني شأنه شأن بقية الظواهر الأخرى يمكن إخضاعه للمنهج العلمي في البحث
مع اختلافتطبيق طرق وأساليب وضوابط البحث العلمي عن المستخدمة في بقية الظواهر
إلا أن هناك قياساً مشتركبين
مناهج البحث وضوابطه العامة ،،،، وأيضاً بين المسلمات التي تستند عليها
البحوث في الدراسات الإنسانية والاجتماعية ،،،، وكذلك البحوث الخاصة
بميادين العلوم الطبيعية
ý وتقوم البحوث الإنسانية والاجتماعية مثلها مثل البحوث الطبيعية على مسلمتين رئيسيتين :1- انتظام السلوك .2- قابلية القياس العلمي التجريبي .مسلمة انتظام السلوك الإنساني والاجتماعي : تتحرك
تتغير
تختلف
تتشابه
تلتقي
تتوقف إمكانية دراسة ظواهر معينه دراسة علمية ... على تسليمنا بأن ظواهر السلوك الإنساني والاجتماعي ليست ظواهر عشوائية .انطلاقاً من الصدفة البحتة أبداً أي لا وإنما تنتظم في نسق يتكون من مسارات وعلاقاتوالهدف من دراسة ظواهر السلوك الإنساني : هو استخلاص التعميمات المتعلقة بالدراسة
الخلاصة :يتوجب على الباحثين.... فهم سلوك الإنسان .... كيف .... من خلال دراسة المنهج العلمي الخاصة بالسلوك الإنساني
ومن مسلمات الدراسة العلمية للسلوك الإنساني ومحورها الأساسيهو أن السلوك الإنساني شأنه شأن بقية الظواهر الأخرى يمكن إخضاعه للمنهج العلمي في البحث
للحصول على
التعميمات
المتعقلة بالدراسة ، والتي تكشف عن الأسباب والعلاقات والقوانين حتى نتمكن
من التعرف على بعض جوانب الانتظام الذي يحكم مسارات وعلاقات هذه الظواهر
من خلال استخدام الباحث الأدوات
التي ترتقي وتحكم ضوابط دراسته والتي تساعده في استخلاص التجارب
فسعي الإنسان في الحياة لإشباع حاجاته وللحصول على :- خبرات السعادة وتجنب الألم .- قيامه بأنشطة الإنتاج والتبادل في المنظمات .- تكيفه مع ظروف بيئته .- تغير سلوكه مع تغير مراحل حياته وخبرته .- دخوله في علاقات اجتماعيه مع آخرين .- مشاركته في تفاعلاتهم .وكل هذا السعي من العنصر البشري لا يعتبر ظواهر عشوائية بل على العكس تماماً
القول بانتظام الظواهر السلوكية والاجتماعية في المنظمات يعني ضمنياً :أن الأنساق التي تشكل إطار العلاقات بين الظواهر السلوكية ليست انساقاً فرديه خالصة بل انساقاً
جماعياً .لأن هناك وحدة تشابه
بين تصرفات الأفراد والجامعات ، فالأفراد والجماعات المتشابهون في خصائصهم
يميلون إلى التصرف بطرق متشابهة عندما يواجهون مواقف شبيه .وأما الاختلافات التي نشاهدها فهي ترجع إلى :- اختلاف خصائصهم .- اختلاف الظروف والمواقف التي تواجههم .- أو كليهما معاً .ومعنى هذا أن الطريق الوحيد للباحث إلى للتعرف على النسق
الذي ينتظم فيه الظواهر الإنسانية والاجتماعية: هو مسلمة منهج وضوابط البحث العلمي .
والتسليم بوجود هذا النسق هو المبرر الأول لقيام المجهودات البحثية والكشفية .
والنسق : يعتبر هو الدافع الرئيسي لضبط وأحكام المنهج والضوابط المستخدمة في هذه المجهودات .
وطالما هذه المسلمة ( مسلمة وجود نسق
) لازمة لدراسة السلوك الإنساني والاجتماعي ........... فهي بالتبعية تكون لازمة لدراسة السلوك الإنساني دراسة علمية في المنظمات .دراسة السلوك الإنساني في المنظمات : لا بد من التسليم بوجود :1- مسلمة وجود نسق
: ينتظم فيه الظواهر الإنسانية في المنظمات .2- مسلمة الانتظام : النسق
الذي ينتظم فيه الظواهر الإنسانية ومعرفة من خلال المنهج وضوابط البحث العلمي .3- مسلمة أن هذه التصرفات ليست عشوائية .... وأنها لا تمثل حالة من الفوضى ... وإنما هي نتاج منتظم لمجموعة من العوامل والأسباب .4- مسلمة
قابلية الظواهر السلوكية للقياس والرصد العلمي التجريبي : القول ( أو
التسليم ) بانتظام الظواهر السلوكية ووحدتها لا يكفي لقيام بحوث علمية
تجريبية ، ما لم يدعم بالتسليم بإمكانية تكوين المعرفة العلمية عن سلوك الظواهر الإنسانية والاجتماعية بتتبع وقياس رصد هذه الظواهر ذاتها ، ومن هذا لا بد لنا من التسليم بقابلية الظواهر للقياس .فالمعرفة العملية التجريبية عن الظواهر تتطلب القيام بمشاهدات عن سلوك
الظواهر ، ورصد هذه المشاهدات وتحليل دلالاتها وعلاقاتها أما أن تكون :
1- مشاهدات مباشرة .2- مشاهدات غير مباشرة .فالتجريب هو منهج المعرفة العلمية المعاصرة
وهو يعني التعرف علمياً على طبيعة وواقع أي ظواهر بها وجود محسوس ، ويتم ذلك برصد حركة وخصائص هذه الظواهر .
وهذا النهج التجريبييستند إلى مبدأ مؤداه أن دراسة الواقع
هو أصدق أساليب تكوين المعرفة عن هذا المواقع
ومن نتائج المحصلة العلمية يؤكد أن الظواهر السلوكية تنتظم في نسق
يمكن قياس متغيراته ، ويمكن التعرف على علاقاته .ومن الضروري معرفة أنه
ليس من السهل قياس الظواهر والمتغيرات المتعلقة بسلوك الأفراد والجماعات
حيث أنه تكتنفه صعوبات جمة ( تشوبه صعوبات )... ولكن ليس من المستحيل
دراسته ، حيث أنه كثير من الأدوات المتاحة والمستخدمة في البحث العلمي
لظواهر السلوك الإنساني لا زالت في كثير من الجوانب غير مكتملة .والقول بوجود صعوبات
هو تسليم بإمكانية القيام بالبحث التجريبي ، ولكن مع ضرورة تحسين
وصقل أساليب وأدوات القياس والرصد والتحليل المستخدمة في ذلك ، حيث يرتقي
مستوى البحث على جودة الأدوات المستخدمة .v القياس التجريبي للظواهر السلوكية : ينقسم إلى قسمين
1- مباشر : يكون عندما تستطيع أساليب القياس أن ترصد خصائص وتغيرات السلوك محل الدراسة دون وسيط .
مثل : قياس انتظام الفرد في العمل من خلال قياس معدلات غيابه وتأخره أو عدم وجوده في موقع العمل . 2- غير مباشر : هو استخدام سلوكاً وسيطاً لمعرفة خصائص وتغيرات السلوك محل الدراسة .
مثل : قياس اتجاهات
الفرد النفسية أو إدراكه لخصائص عمله من خلال سؤاله عن مشاعره أو انطباعاته
، ويعتبر سلوكاً وسيطاً لأنه يوجه أسئلة من أجل التعرف على خصائص ذهنية
متعلقة باتجاهات نفسيه أو إدراكه . عموماً فمسلمة قابلية
الظواهر للقياس والرصد التجريبي تعني ضمنياً أن تكون
المعلومات والبيانات التي تولدها أساليب القياس المستخدمة معبرة بصدق وبدقة
عن حقيقة الظواهر محل الدراسة .وإذا كانت عكس ذلك فسوف تكون المعلومات المستقاة من المقاييس غير صادقة بالتبعية .
[/center]