موضوع: المدير الاستراتيجي .. إدارة إستراتيجية 20/3/2011, 07:32
فن الإدارة المدير الاستراتيجي .. إدارة إستراتيجية
لقد ظهرت فكرة التخطيط منذتأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة على يد الرسول الكريم، فقد حددصلى الله عليه وسلم الأهداف وأولوياتها، والاحتياجات اللازمة لتحقيق هذه الأهدافوفقًا للسياسات التي نزلت بها الشريعة السمحة، وقد تم حصر الإمكانات الماديةوالبشرية المتوافرة آنذاك للعمل على استكمالها من أجل تحقيق أهداف الدولة الناشئة. ومن ثَم يمكن القول بأن إدارة الدولة الإسلامية لم تكن تتبع الأساليبالعشوائية وإنما كانت تتم بأسلوب علمي وموضوعي بأخذ الأسباب لمواجهة توقعاتالمستقبل. ولقد كان التخطيط آنذاك تخطيطًا شاملاً لمجالات الحياة كافة. والتخطيط الاستراتيجي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيئة الخارجية وخصوصًاالسياسية، والسياسة في الإسلام تتميز بالاستقرار لأنها سياسية شرعية، وهذاالاستقرار والوضوح يؤديان إلى وضوح الخطط وسهولة تنفيذها. - يرجع أصل كلمةإستراتيجية إلى الجيش حيث كان تعني الخطة التي توضع لحماية الوطن وهزيمة الأعداء،وعندما انتقلت كلمة 'إستراتيجية' إلى المجال المدني تضمنت نفس المعنى تقريبًا،فالإستراتيجية: هي خطة لزيادة حصة المنظمة على حساب المنافسين. كما أنالإستراتيجية في المنظمات التي لا تهدف إلى تحقيق ربح Non profit organization تهدفإلى زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر المعاملين، فهي انتصار على مستويات الأداءالسابقة ومحاولة لزيادة رضاء المواطن والمستفيد من خدمات المنظمة التي لا تسعىلتحقيق الربح. - والإدارة الإستراتيجية تختلف عن الإدارة العادية في توجههاالرئيسي، ففي حين تهتم الإدارة العادية بالمنظمة من الداخل فإن الإدارةالإستراتيجية تهتم بالعميل والبيئة. - والإدارة الإستراتيجية محاولة لتعديلاتجاهات المنظمة وجعلها أكثر ملائمة مع البيئة الخارجية ويتطلب ذلك رصد ومراقبةدائمة للأحداث الخارجية وما تتضمنه من تغيير، وتقييم ذلك لمعرفة حجم وقوة التغييرواتجاهه. - فالمدير يقوم برصد التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصاديةوالتكنولوجية والتغيرات في سلوك المنافسين والموردين والعملاء ويتحرك استراتيجيًابطريقة أفضل من المنافسين للاستفادة من التغيير الذي حدث. والمخططالاستراتيجي لا ينتظر أن يحدث التغيير ويقوم برصده ولكن يتنبأ به، ويعد المنظمةاستراتيجيًا لمواجهته.
الفكر الاستراتيجي:
- ويعتمد الفكرالاستراتيجي على الابتكار وتقديم أفكار جديدة يصعب على المنافسين تقليدها إلابتكلفة عالية أو بعد وقت كبير، ومعظم الأفكار الجديدة في مجال الإدارة ظهرت في مناخديمقراطي يسمح باشتراك أكبر عدد من الأفراد مع إعطائهم أكبر قدر من الحرية المنظمةللتغيير عن آرائهم. تعريف الإدارة الإستراتيجية: الإدارةالإستراتيجية هي العملية التي تتضمن تصميم وتنفيذ وتقييم القرارات ذات الأثر طويلالأجل، والتي تهدف إلى زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر العملاء المساهمين والمجتمعككل. أهداف الإدارة الإستراتيجية: 1- تهيئة المنظمة داخليًا بإجراءالتعديلات في الهيكل التنظيمي والإجراءات والقواعد والأنظمة والقوى العاملة بالشكلالذي يزيد من قدرتها على التعامل مع البيئة الخارجية بكفاءة وفعالية. 2- تحديد الأولويات والأهمية النسبية بحيث يتم وضع الأهداف طويلة الأجل والأهدافالسنوية والسياسات وإجراء عمليات تخصيص الموارد بالاسترشاد بهذه الأولويات. 3- إيجاد المعيار الموضوعي للحكم على كفاءة الإدارة. 4- زيادةفاعلية وكفاءة عمليات اتخاذ القرارات والتنسيق والرقابة واكتشاف وتصحيح الانحرافاتلوجود معايير واضحة تتمثل في الأهداف الإستراتيجية. 5- التركيز على السوقوالبيئة الخارجية باعتبار أن استغلال الفرص ومقاومة التهديدات هو المعيار الأساسيلنجاح المنظمات. 6- تجميع البيانات عن نقاط القوة والضعف والتهديدات بحيثيمكن للمدير اكتشاف المشاكل مبكرًا وبالتالي يمكن الأخذ بزمام القيادة بدلاً من أنتكون القرارات هي رد فعل لقرارات واستراتيجيات المنافسين. 7- وجود نظامللإدارة الإستراتيجية يتكون من إجراءات وخطوات معنية يشعر العاملون بأهمية المنهجالعلمي في التعامل مع المشكلات. 8- تسهيل عملية الاتصال داخل المنظمة حيثيوجد المعيار الذي يوضع الرسائل الغامضة. 9- وجود معيار واضح لتوزيعالموارد وتخصيصها بين البدائل المختلفة. 10- تساعد على اتخاذ القراراتوتوحيد اتجاهاتها. تعريف بعض المصطلحات: 1- الرؤية: Vision هي أحلام المنظمة وطموحاتها التي لا يمكن تحقيقها في ظل الإمكانات الحاليةوإن كان من الممكن الوصول إليها في الأجل الطويل. 2- رسالة المنظمة: Mission هي وثيقة مكتوبة تمثل دستور المنظمة والمرشد الرئيسي لكافةالقرارات والجهود وتغطي عادة فترة زمنية طويلة نسبيًا ويمكن تحقيقها بالإمكاناتالحالية. 3- الفرص والتهديدات: الفرص هي التغيرات المواتية فيالبيئة الخارجية للمنظمة والتي تؤثر إيجابيًا عليها. والتهديدات هيالتغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية في غير صالح المنظمة وتؤثر سلبًا. وتقاس الفرص والتهديدات بالنسبة لنقاط القوة والضعف للمنظمة. 4- نقاط القوة والضعف: نقاط القوة هي المزايا والإمكانات التي تتمتع بهاالمنظمة بالمقارنة بما يتمتع به المنافسون، وتتمثل نقاط الضعف في قصور الإمكانات،والمشكلات التي تعوق المنظمة عن المنافسة بفاعلية كما أنها تقلل من رضاء المتعاملينمعها. 5- البيئة الخارجية: تتكون البيئة الخارجية من المؤسساتوالأفراد والقوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التيتؤثر على المنظمة في حين أن المنظمة ليس لها تأثير عليها. 6- البيئة الداخلية: وتتكون من الخصائص المادية والمعنوية التي تميز وحدات المنظمةالإدارية ومواردها البشرية والمادية والتي تميز الحضارة السائدة فيها، والقيموالعادات التي تحكم الممارسات الإدارية والفنية والإنسانية. 7- الإستراتيجية: هي قرارات مهمة ومؤثرة تتخذها المنظمة لتغطية قدرتها منالاستفادة مما تتيحه البيئة من الفرص ولوضع أفضل الوسائل لحمايتها مما تفرضه البيئةعليها من تهديدات، وتتخذ على مستوى المنظمة ومستوى وحداتها الاستراتيجية وكذلك علىمستوى الوظائف. 8- السياسات: مجموعة من العبارات الموجزة التي توضعبقصد إرشاد المديرين عند تعاملهم مع المواقف المتكررة.
الاتجاهات الحديثة للفكر الاستراتيجي:
يعتمد الفكر الاستراتيجي الحديث على مفاهيم أساسيةتعتبر المرشد الأساسي للمنظمات التي تسعى للفوز على المنافسين، وأهم اتجاهات هذاالفكر:
1- العولمة: يعتمد هذا الفكر على إدراك أن البيئة هي وحدةكونية متكاملة، فالبيئة التي تعمل فيها المنظمات لا تقتصر على البيئة المحلية بلتمتد لأبعد من ذلك بحسب طبيعة نشاط المنظمة وحجمها. 2- الجودة الشاملة: لم يعد مقبولاً استراتيجيًا الاعتماد على فكرة الميزة التنافسية الوحيدة،فلم تعد المنظمات قادرة على الاعتماد على ميزة تنافسية وحيدة مثل الاعتماد علىتقديم سلعة رخيصة بل تحولت المنظمات لفكرة الجودة الشاملة، والتي تعني أن المنظمةتتنافس على كل خصائص السلعة، وعلى جودة كل ما تقدمه من خدمات وما تقوم به من أعمالوأنشطة. 3- زيادة أهمية العميل: أدركت المنظمات المعاصرة أنالتنظيم الداخلي والإجراءات والقواعد ينبغي أن توضع من أجل العميل ولزيادة رضاه. 4- نسبية الفرص والتهديدات والقوة والضعف: أدركت المنظمات أن تحديدالفرص والتهديدات يتوقف على إمكانية المنظمات تمثله في نقاط قوتها وضعفها والاختلاففي القوة والضعف بالمقارنة بالمنافسين هو الذي يؤخذ في الحسبان.
التحديات الإستراتيجية: تواجه المنظمات عدة تحديات إستراتيجية لا يمكن مواجهتهاوالاستفادة منها إلا إذا أُديرت المنظمة إدارة إستراتيجية.وأهم هذه التحديات: 1- ازدياد سرعة التغيرات: يلاحظ أن معدل التغيرات الاقتصاديةوالاجتماعية والسياسية والتكنولوجية قد أخذت في التسارع خلال السنوات القليلةالماضية، والتغير هو الذي يصنع الفرص والتهديدات. 2- ازدياد حدة المنافسة: لم تعد المنافسة بين المنظمات تقتصر على السلعة وجودة المنتج فقط، كما كانالوضع في الماضي، بل تعددت أسس المنافسة لتشمل كل أنشطة المنظمة. 3- تغير هيكل العمالة: لم تعد المنظمات تعتمد على العامل غير الماهر القادر فقط علىالقيام بأعمال بسيطة متكررة والذي من السهل تدريبه ونقله من عمل لآخر، بل أصبح نجاحالمنظمات العصرية يتوقف على توافر الخبراء ذوي المعرفة المتخصصة في الإنتاجوالتسويق والتمويل والذين يمتلكون المعرفة والخبرة التي من الممكن أن تسهم في وضعاستراتيجيات ذات كفاءة وفاعلية في زيادة رضاء العميل عما تقدمه المنظمة من منتجاتوخدمات. 4- ندرة الموارد: أصبح الصراع على موارد الطاقة والماءوالكفاءات النادرة سمة العصر، وأصبح على المنظمات وضع الاستراتيجيات التي تضمنتوفير الموارد بالقدر وبالمواصفات اللازمين وفي الوقت المناسب. 5- الاهتمام بالبيئة: تعاظم الاهتمام بحماية البيئة ازدادت قوة جماعات حماية البيئةوتعاظم تأثيرها على صانعي القرارات السياسية. 6- ازدياد أهمية الإستراتيجية: بات واضحًا أن نجاح المنظمات العصرية هو نتاج استراتيجياتمبتكرة وضعها استراتيجيون على مستوى عال من الكفاءة، تدفع لهم المنظمات ملايينالدولارات من أجل فكرهم الاستراتيجي، وأصبح التنافس عليهم بالغًا لأنه أصبح ضروريًالمواجهة المنافسة العالمية القوية. الخلاصة: الإدارة الإستراتيجية علم له خطوات ومراحل متفق عليها في الفكر الإداري، والإدارة الإستراتيجية علم وفن ،ويتمثل العلم في مجموعة من المبادئ المستقرة في الفكر الإداري، ويتمثل الفن في قدرة المدير على تطويع تلك المبادئ بما يتفق مع طبيعة المنظمة التي يعمل بها.
خالد الرواضيه
موضوع: رد: المدير الاستراتيجي .. إدارة إستراتيجية 20/3/2011, 11:43
مواضيعك دائما متالقه وانت مبدعه اشكرك على اختيارك المفضل
KLIM
موضوع: رد: المدير الاستراتيجي .. إدارة إستراتيجية 23/3/2011, 04:05