الزلازل الارتدادية و السابقة و العواصف الزلزالية
عادة ما يتبع زلزال هام ذو بؤرة سطحية بالعديد من الهزات الأضعف قريبة من منطقة المصدر الرئيسي، و هذا الأمر يجب توقعه كون الفالق المتصدع الذي ينتج زلزالاً هاماً لا يحرر كامل الطاقة التشوهية دفعةً واحدة، يضاف إلى ذلك أن تغير توضع الطبقات بفعل الزلزال الرئيسي يسبب زيادةً في الإجهادات و التشوهات للعديد من الأماكن المجاورة لمنطقة البؤرة، مؤدياَ إلى وصول صخور القشرة إلى نقطةٍ قريبةٍ من إجهادات الانكسار. في بعض الحالات قد يصل تواتر الزلازل الارتدادية إلى ما يزيد عن 1000 هزة في اليوم.
أحياناً تلي الهزة الرئيسية هزة ضخمة من نفس البؤرة تقريباً و ذلك خلال ساعة أو ربما يوم، و في بعض الحالات الشديدة تتوالى العديد من الهزات القوية بعد الهزة الرئيسية، إلا أنه غالباً ما تكون هذه الهزات ذات طاقة أقل بكثير من الهزة الرئيسية.
معظم الزلازل الضخمة تحدث دون إنذار مسبق بتحرر الطاقة إلا أن بعض الزلازل سُبقت بعدد من الهزات السابقة، في بعض الأحيان يحدث عدد كبير من الزلازل الصغيرة في منطقة ما و على مدى فاصل زمني قد يصل إلى بضعة أشهر و بدون حدوث الهزة الرئيسية، و على سبيل المثال نذكر الزلازل التي حدثت في منطقة ماتسوشيرو في اليابان بين آب 1965 و 1967 و المؤلفة من مئات الآلاف من الهزات و كان بعضها قوي كفايةً (قيمة تزيد عن 5 ريختر) ليسبب خسائر مادية دون حصول خسائر في الأرواح. و قد سجل التواتر الأعظم يوم 17 نيسان 1966 و بلغ 6.780 هزة.
إن هذه السلسلة من الهزات تدعى بالعواصف الزلزالية Swarms و هي غالباً ما تترافق مع الزلازل البركانية، بالرغم من حدوث عدد من العواصف الزلزالية في عدد من المناطق غير البركانية