العلاج بالفن Art Therapy
يلعب الفن دورا هاما ومؤثرا في تنمية وإثراء وعلاج عملية الاتصال لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرا بات في النمو أو اضطرا بات في مهارات الاتصال . ويعتبر الفن لغة في حد ذاته تتيح للأفراد سواء كانوا أطفالا أو مراهقين عاديين أو ذوى الاحتياجات الخاصة فرصة للتعبير عما بداخلهم والاتصال بالآخرين ومن هنا يصبح الفن بجانب أنه وسيلة تطهيرية وسيلة تساعد على علاج المشكلات الاتصالية لدى الأفراد ويعمل الفن على إيجاد علاقة اتصالية بين الفرد والقطعة الفنية وبالتالي يبدأ يتسع نطاق الاتصال بالبيئة المحيطة به سواء هذه البيئة أشياء أو أفراد .
والأنشطة الفنية تعتبر من أهم الأنشطة التي تقدم للأطفال التوحديين ذلك لأنها تساعد هؤلاء الأطفال في تنمية إدراكهم الحسي وذلك من خلال تنمية إدراكهم البصري عن طريق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم والإدراك باللمس عن طريق ملامسة السطوح ومن هنا يعتبر الفن الوسيط الناجح في علاج الاضطرابات المختلفة التي يعاني منها الكثير من الأفراد .كما أنها جزء اساسى من برامج تنمية المهارات للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وبالطبع منهم الأطفال التوحديين .
وهناك عدة متطلبات للعلاج بالفن يجب أن تتوافر لكى يحقق العلاج بالفن اهدافه ومن هذه المتطلبات المواد والمكان وتنظيم عملية العلاج أما عن الزمن فيجب تحديد زمن كل جلسة على حسب حالة كل طفل وحسب طريقة العلاج فرديا أو جماعيا أما عن الأنشطة الفنية فنعني بها تلك الأنشطة الفعلية في العلاج بالفن وهناك أنشطة فنية يطلب من المريض القيام بها وهناك أنشطة فنية حرة يترك له الخيار فيها وأما عن المواد المستخدمة فأهمها ألوان الباستيل - الفلوماستر- وألوان المياه – الفرش – الصلصال – الورق – المقصات – وأشغال فنية – الطباعة – الصمغ . أما عن مضمون الجلسة فإنه يتفاوت من البساطة إلى التعقيد حسب المواد المتوافرة وحسب الزمن المتاح وحسب ما إذا كان العلاج فرديا أم جماعيا وحسب هدف العلاج وحسب مهارات الطفل والبرنامج الذي يتم تطبيقه عليه .
وللعلاج بالفن فوائد عديدة للأطفال التوحديين فهو يساعد على
إطلاق الشعور التعبيري والانفعالي لدى الطفل وذلك من خلال تطور التفاعل الإنساني بينه وبين العمل الفني وبين المعالج
كما أنه يعمل على تنمية وعي الطفل بنفسه وأنه قادر على إخراج عمل جميل ومتميز
وأيضا في تنمية إحساس الطفل بنفسه حتى ينمو إحساسه بالبيئة من حوله
كما إن العلاج بالفن يثري الأسلوب النمطي الروتيني الذي يتبعه التوحديين في الرسم ويجعل أسلوبهم أكثر ليونة فيما يتعلق بالأعمال المصنعة ومن خلال هذه الطرق يتعلم الطفل الكثير من طرق التواصل مع البيئة المحيطة تلك الطرق التى يحرم منها العديد من الأطفال التوحديين .
وهنا لابد أن اذكر رأى شخصي لى فالبر غم من اننى لا أنكر دور الفن في المساعدة في عملية العلاج ولكن لا يستطيع الفن وحده تقديم العلاج الشافي لطفل التوحد فهو قد يقوم بدور الوسيط في تنمية بعض المهارات لدى الطفل أو المساعدة في تنمية عمل بعض الحواس