السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
“ارباكلوفين”،”اوكسيتوسين” لتحسين اعراض التوحد
يفتح العلماء جبهة جديدة ضد متلازمة “التوحد” باستخدام عقاقير لتغيير كيمياء الدماغ الذي قد يحسن أسوأ أعراض هذه الحالة.
وتم تجريب العلاجات مع ما لا يقل عن ثلاثة مجاميع وتسود آمال قوية بأن تساعد في تحسين المهارات اللغوية والاجتماعية وتمكينهم من التفاهم بشكل أفضل مع الآخرين.
والتوحد الذي يؤثر بشكل أكبر على الصبيان قد وصف بأنه حالة “دماغية ذكورية متطرفة” ويتميز بالحب إلى الروتين وفهم فقير للمناخ الاجتماعي وفقدان الدفء وعدم المبالاة بالتواصل الاجتماعي.
والأدوية الموجودة حاليا هي للتحكم فقط بالعدوانية والقلق والتي تصيب بعضا ممن يعانون متلازمة التوحد. لكن التجارب على أدوية جديدة التي تستهدف الأعراض الكلاسيكية للتوحد بدأت الآن.
وأظهرت نتائج استخدام عقار اسمه “ارباكلوفين”، تم تقديمه في مؤتمر بحوث التوحد الدولي في فيلاديلفيا الأسبوع الماضي، أنه قد يكون له تأثير على تحسين المهارات الاجتماعية لدى الأشخاص الذين يعانون متلازمة أكس الهشة والتوحد بما فيها التواصل مع الآخرين والنشاط الاجتماعي ويقلل من حالات الانفجار والتهيج. وتصيب متلازمة “أكس الهش” واحدا من 3000 شخص على المستوى العالمي وهي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتوحد.
ونقلا عن صحيفة الاندبندنت اللندنية، قال راندال كاربنتر من مركز “سيسايد ثيرابيوتكس” في كمبردج في ولاية ماساشوسيتس حيث يجرب العقار إن “الأشخاص يتعلمون أكثر ويتعلمون الكلام بشكل أفضل ويتواصلون بشكل أفضل”.
واشتغل الباحثون على فرضية أن غياب جين أكس الهش يتسبب في الاختلالات عند نقاط الاشتباك العصبية وقد يكون ذلك هو السبب وراء أعراض التوحد. لذلك فإن علاجًا ناجحًا لجين أكس الهش قد يكون له تأثير من تخفيف هذه الأعراض. وأشركت التجربة 63 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 6 و40 سنة.
من جانبها قالت اليزابيث بيري كرافيس التي ترأست دراسة سابقة في المركز الطبي لجامعة راش في شيكاغو إن بعض المرضى أظهروا سلوكًا هادئًا وانخفض لديهم النشاط المفرط والقلق.
وأضافت الدكتورة كرافيس: “حاليا هناك أدوية في السوق لمعالجة نقص الادراك ذي العلاقة بمتلازمة أكس الهش. وهذه الدراسة الريادية لعقار فينوبام شخصت التأثيرات المفيدة الممكنة له لكن مع ذلك يتطلب إجراء دراسة أخرى”.
وفي تطور ثالث أعلن علماء فرنسيون في فبراير(شباط) الماضي أنهم جربوا بخاخا عبر الانف، يحتوي على هورمون أوكسيتوسين، على ثلاثة عشر شخصًا يعانون درجة عالية من متلازمة التوحد مع ذكاء متوسط أو عال. وتمكن أولئك الذين تنشقوا البخاخ من التفاعل بشكل أسهل مع الآخرين.
وكتبت اليسار أنداري من معهد علوم الإدراك إن المشاركين في التجربة “قد ردوا على الآخرين بشكل أقوى وأظهروا علامات على سلوك اجتماعي أنسب”.
ومن المعروف أن هورمون الـ “اوكسيتوسين” هو “مادة كيميائية دافئة” لأنها تحفز على تقوية الآصرة بين الأم والطفل عند الولادة. وأثبتت دراسة أخرى قادتها ايفدوكيا اناغنوستو اختصاصية أعصاب الأطفال في معهد بلورفيو للبحوث في تورنتو الكندية أن الأشخاص المصابين بالتوحد والذين أعطوا الهورمون لستة أسابيع بمعدل مرتين في اليوم قد تحسن أداؤهم الاجتماعي. ووجد الباحثون أنهم كانوا أفضل في إدراك المشاعر وأصبحت لديهم نوعية حياة أفضل مقارنة بالآخرين الذين أعطوا دواء غير حقيقي