في حياتنا أوراق كتبناها بأيدينا .. وطويناها
صفحة بعد صفحة .. فمنها ما كان ناصع البياض ومنها ما كان أسود اللون كاتم على القلب
ومهما كان اللون فنحن من كتبها ولوّنها بكتاب طريق الزمن ...
وجاء الوقت بالنسبة لي لأحول كتابي للون واحد أعتز وأفتخر به ...
لأتمكن من التقلب بين صفحاته والتنفس من هوائه ... ولن يكون ذلك إلا بقرار صعب
ولكنه أسهل من أن أبقيها بسوادها فتعكر بياضها ...
وحان الوقت لرميها في سلة مهملاتي ورقة بعد ورقة ... وإليكم بعض أوراقي ...
الورقة الاولى
عندما نضحي ونحرق عصب عروقنا .. وتغلي دمائنا ..
ونشغل بالنا وفكرنا
ونجند أنفسنا لغيرنا ونحرم أجسادنا وقلوبنا من مرح الدنيا وجمالها المشروع ..
ونغضب ونقهر ليفرح من معنا .. ونقلق ونتقلب لينام حبيبنا ...
وتتفجر أجسامنا ألف مرة في اللحظة الواحدة ... ونناضل ونعارك
وتموت طموحاتنا ثم نعود من أجلهم ... فيكون بديل كل ذلك بالجحود !!!
وليكون بديله المزيد من الاستنزاف دون العطاء ...
ويكون بديله الخداع والقتال عندما نحتاج إلى وقوفهم بجانبنا ...
ويحقر ويصغر صورتك في اعتقاده بأن ذلك يزيد من جمال صورته ... !
ليضع كل ما بينه وبينك تحت أقدامه ربما لإذلالك !!!
تكون هذه الورقة من الأوراق السوداء في حياتنا ... ومن الصعب علينا الرجوع إليها !
والنظر فيها فهي الورقة التي لا بد علينا إسقاطها ... وأنا الآن أسقطها ...
الورقة الثانيه
عندما نخجل ممن أمامنا فنعمل لأننا نحب العمل معهم ...
فنتنازل عن حقوقنا .. وفي اعتقادنا بأن الوجه المقابل سوف يخجل ويقدر جهودنا
وعندما نرى حقوقنا تضيع بسببهم ومن أجلهم ...
وعندما نرى المستقبل مظلم لأننا ندعمهم...
فتعوّض أنت بعد ذلك منه .. بغطرسة وغرور الإنسان الضعيف
ويفسر خجلك بالضعف والجهل بحقوقك ...
فتغسل وتستنزف ليشرب المزيد من دمك !
وأنت تخجل وقد رفع هو غطاء الحياء والخجل ..
فستكون هذه ورقة سوداء في حياتنا
ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ...
فهي الورقة التي لابد أن نسقطها .. وأنا الآن أسقطها ...
الورقة الثالثه
مقربون مقربون ... شئنا أم أبينا مقربون
نقدم ونتنازل ونخلص ونكون أصحاب المواقف معهم
وفي النهاية نحن معدمون... مقربون منهم وهم غرباء عنا
نقف بمصائبهم وحاجاتهم ليكون هو الواجب علينا ...
فيقفون بجوارنا ليكون المقابل بالنسبة وبعدد معلوم ...
مقربون وهم يكرهون الخير لك ... مقربون وهم ينظرون
للقمة العيش التي كان صاحب الفضل فيها هو رب العزة والجلالة.
مقربون وهم يتمنون الخير لغيرك ..
فهم المقربون والحاسدون والورقة السوداء في حياتنا
ومن الصعب علينا الرجوع إليها والنظر فيها ...
فهي الورقة التي لابد أن نسقطهاا .. وأنا الآن أسقطهاا ...
الورقة الرابعه
طيبتنا مع ناس لا يستحقون ذرة طيب
نقنع انفسنا بأنهم سوف يقدرون ما نفعل من أجلهم
ونصبر انفسنا قائلين : سيفهمون مانفعله غدا
ولكن دون جدوى ودون ( احساس ) فنسبقهم في عمل
واجباتهم , لا ننتظر كلمة شكر وكل مانريده هو :
( لمسة إحساس ) تجعلنا نصبح اكبر من كل هذا الكون
ولكن يتضح في النهاية أن مانفعله في وجهة نظرهم
هو واجب علينا ويجب ان نفعله من دون شكر
فهي الورقة التي لابد أن نسقطها .. وأنا الآن أسقطها ... !!!