وأخيراً أميط اللثام عن فم المدينة بعد ان كادت تختنق بالقماش والصور وبحبال البلاستيك ورائحة الدهان و"ثقل" الكلام المكتوب..فتنفّست وعاد جمال وجهها الذي نعشق..
**
في هذه اللحظات تُزال الصور على عجل بعد ان علقت على مهل، وتقطع اليافطات بيأس بعد ان علقت بتفاؤل ،وتعدم اللوحات بقسوة بعد ان نصبت برفق..هذه الدنيا ؛ أناس وظيفتهم أن "يعلّقوا ويعلنوا" واناس وظيفتهم ان "يزيلوا ويلعنوا" ..
**
في نهاية اليوم ، ستحتار الأمانة والبلديات في الطريقة الأمثل للتخلص من مهملات الكلام والابتسامات المجفّفة "حصيلة الازالة" ..ثم تهتدي أخيراً الى القلاّبات البرتقالية لتحمل شعارات ووعود وبرامج الناجحين والراسبين على حدٍ سواء وتمضي بها جميعاً الى الخلاء، حيث أنقاض البناء،وطمم الحفريات، وعوادم المنازل والشوارع، والناس..
**
كلما شاهدت اختلاط ورق الصور بورق اللافتات ، بورق بيانات الانتخاب ، بورق "الفولوسكاب" في كلمات افتتاح المقرات ، بورق خطابات عريفي الحفل ،بورق كلمات المؤازرة ،بورق القصائد النبطية ..بورق الاقتراع ، بورق قوائم الانتخاب ، بورق النتائج ،بورق المحارم ، بورق "التوفي"...أدركت كم كانت فيروز محقّه عندمّا غنّت: "ناس من ورق"..
***
أضيف لفيروز...."ناس من ورق" و وطني دفتر...
احمد حسن الزعبي