[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حمد حسن الزعبي
لا استطيع أن أصدّق ان الفساد انتشر في وجه الدولة الأردنية فجأة مثل «حبّ الشباب» في السنوات العشر الأخيرة ، وأنه سيزول لا محالة بقليل من الحمية الإدارية والكريمات القضائية وعامل العمر..فأنا متيّقن تماماً أن الفساد في بلدنا «تراثي» ومورث أصيل مثل «الشامة فوق الخد» و»الدبكة» في العرس و»غزّ الرايات «في الطهور..ولو يشدّ علماء الآثار «حيلهم»قليلاً..و»بحبشوا» أكثر في عاصمة الأنباط وضواحيها لوجدوا أدلة كثيرة على غرق المدينة الوردية بملفات فساد من «راسها لأساسها» كتلك الموجودة في عمان وأكثر..
مثلاً قد يكتشفوا مخطوطا قديماً يعود الى 7.ق.م. منقوش على جلد «واوي» مكتوب عليه..تحويل أمين عام « بوابة التيمينوس» السابق «اوماريو مآنيو» الى النائب العام بتهمة الإخلال بالوظيفة..وآخر منحوت على قطعة صخرية بيضوية الشكل مكتوب عليها « عونينوس الخصاونينوس : قريباً ستحال ملفات «نبط» كبرى الى القضاء»..وعلى مقربة من الخزنة الى عمق اليمين وتحت صخرة يبدو انها منقولة من مكانها حيث يميل لونها الى الرمادي الداكن ..قد يجد الباحثون منقوشاً كبيراً مكتوب باللغة النبطية « النواب النبطيون سينبطون قريباً ملف التخاصية الوردية « كما سيجدون بعدها مباشرة وعلى عمق 40 سم منحوتة اخرى مكتوب عليها « باسميوس أودا ليوس نبط براءة وعدم مسؤولية «..وستكتشف ملفات كثيرة حول فساد في «نظام الري « و إدارة «الدير» و مشروع «سكن نمطي لمواطن نبطي
ومشروع «مواردوس»،و»البوتاسيوس» و»الفوسفاتيوس» ،والــ»مصفاتيوس» «و»مضافة الأسد» كما قد تكتشف تجاوزات مالية في المذبح ،وتسجيل أراضي نبطية في وادي موسى ، وتلزيم عطاء السيق لأحد المتنفّذين النبطيين بطريقة غير مشروعة ...
ومع «طولة الروح» سيكتشف باحثونا ايضاَ ..ان ثمة هياكل عظمية موجودة في مركز المدينة الوردية يرجّح أنها كانت لمعتصمين انباط..تظاهروا ضد الفساد ذات جمعة ..لأنه كان واضحاً أنهم جميعاً وجدوا بنفس الوضعية وبنفس حركة الفك وبنفس حركة اصبع السبابة ...كما وجد على مقربة منهم هيكل عظمي يطل عليهم من شرفة نبطية رسمية ويشير اليهم بالاصبع الأوسط...كما قد يرجح بعض علماء المستحاثات وجود هيكل عظمي ما زال عالقا على عظامه «شبّاحاً وسروالاً ابيض» ، يجلس في وضعيه تربيع وهو يرفع ذراعيه فوق رأسه ..يرجح ان يكون لكاتب صحفي «قد نبطوه كتله حشي جلده»..
فسادنا قديم قديم جداً..وتغييرنا صعب صعب جداً.. وعليه:
غطيني يا «كرمسيوس العليسوس» ما فيش فايدة