الحركة العلمية في العصر الأموي في المشرق الإسلامي
الباحث:
أ/ عبد الرحمن احمد حفظ الدين المصنف
الدرجة العلمية:
ماجستير
تاريخ الإقرار:
2000 م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
ملخص المؤلف:-
إن من المعلوم بأن التاريخ بشكل عام ، والتاريخ الإسلامي بشكل خاص لا يعني دراسة الأوضاع السياسية فقط والاهتمام بها كونها تمثل في المقام الأول الخاصة من أولياء أمور المسلمين من خلفاء وأمراء وقادة وغيرهم في تلك الفترة ، والذين يعدون عجلة التاريخ كما يعتبر البعض ذلك ، بل هو التاريخ الذي يهتم بالأوضاع السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية وغيرها ، لكل فئات المجتمع الإسلامي المعاصر لتلك الفترة ، كون عناصر المجتمع الإسلامي أفرادا أو جماعات هم المؤثرين والمتأثرين بالأحداث المختلفة والتي تعد عطاء ونتاج عصرهم وتأثيرة سلبا أو إيجابا على الأجيال القادمة .
إن الاهتمام بدراسة الجانب العلمي في صدر الإسلام مهم للغاية ، والاهم من ذلك أيضا ، دراسة فترة النشأة لمختلف العلوم وعلى وجه الخصوص العلوم الشرعية واللغوية ، والاجتماعية ، والطبيعية ، والتي تعني بإبراز نشاط علماء الصحابة والتابعين العلمي طلبا وتصنيفا ومدى ما وصلت إلية تلك العلوم من تطور ورقي . ولذلك فقد تبادر إلى ذهني منذ البداية بأن يكون موضوع بحثي في الجانب العلمي ، وتنظرا لقلة الدراسات وندرتها عن الجانب العلمي في العصر الأموي ، بالرغم من أهمية ذلك العصر في المجال العلمي – لكونه العصر الذي تم فيه تدوين العلوم المختلفة ، فقد رأيت بعد إطلاع وقراءة وبحث واستمارة أساتذتي في قسم التاريخ – أن يكون موضوع بحثي عن ( الحركة العلمية في العصر الأموي في المشرق الإسلامي ) ولم أكتفي بذلك ، بل قمت بمراسلة بعض الجامعات العربية العريقة للتأكد فيما إذا كان هذا الموضوع قد تم بحثة أم لا ، فكان الرد من تلك الجامعات مفاداة أن الموضوع لم يبحث ، الأمر الذي شجعني على المضي في هذا البحث رغم الصعوبات التي تكتنفه والمتمثلة في طول الفترة المطلوب دراستها ، إضافة إلى تعدد العلوم واتساع مساحة الدولة – التي كان المشرق الإسلامي يمثل معظمها في تلك الفترة .
أما سبب اختياري لهذه الفترة – العصر الأموي – كموضوع للدراسة فمرجعة الأتي :-
- أن هذا العصر شهد حياة جيلين فريدين ، جيل الصحابة المتلقي عن النبي r ، وجيل التابعين والذي دخل ضمن الخيرية التي أطلقها الرسول r ، على أجيال الأمة الإسلامية حيث قال r " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم .. " .
- إن هذا العصر يمثل أساس الحركة العلمية في العصور الإسلامية جميعها ، حيث تم فيه التدوين العلوم لأول مرة – رسميا – في تاريخ الدولة الإسلامية .
- شهد هذا العصر توسعا كبيرا للدولة الإسلامية ، نتج عن ذلك دخول شعوب جديدة ذات حضارات قديمة ، كان لها إسهام في تطور العلوم في العصر الأموي .
أما المنهجيٍٍٍٍٍٍٍة التي أتبعتها في كتابة فصول البحث ومحاورة ، فقد قمت بتتبع حياة العلماء العلمية مهما أسهموا في نشر وتطور العلوم في العصر الأموي – من الصحابة والتابعين – من خلال مختلف المصادر التي تسنى لي الحصول عليها ، ومن ثم دراستها ووضع كل معلومة في المكان المناسب ، ثم بعد ذلك مقارنة الروايات بعضها ببعض ، ثم تحليل ما يمكن تحليلة من هذه المعلومات ، وقد كانت كتب التراجم في مقدمة المصادر التي اعتمدت عليها ، كونها تهتم بالدرجة الأولى بالعلم ورجالة .
ومن أهم هذه الكتب : سير أعلام النبلاء للذهبي ، والذي يعتبر بحق جامعا كل ما سبق من كتب التراجم والطبقات ، ولهذا كان جل اعتمادي علية بالدرجة الأولى ، ثم الطبقات الكبرى لأبن سعد ، وكتاب مشاهير علماء الأمصار هو أعلام فقهاء الأقطار لأبن حبان البستي ، وكتاب صفة الصفوة ، والمنتظم لأبن الجوزي ، وبعض كتب السيوطي مثل : تاريخ الخلفاء ، وحسن المحاضرة ، والإتقان في علوم القرءان وغيرة ، وأخيرا كتابي : الفهرست لأبن النديم ، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ، والذين لاغنى لأي باحث في المجال العلمي عنهما .