لكل نظام ماسوني نظام للتاريخ يختلف عن غيره ونعرض لهذه النظم المختلفة من خلال جدول لتسهيل المقارنة:
النظام الماسوني
التاريخ المستخدم
التعليل
المحافل الزرقاء
سنة النور Annu Lucis (A.L.)
أضف 4000 للسنة الميلادية
بداية العالم وفق التاريخ الذي حدده الأسقف أوشر وهو 4000 قبل الميلاد
العقد الملكي
سنة الاكتشاف Annu Inventionis (A. Inv.)
أضف 530 عاما للسنة الميلادية
بدأ إنشاء الهيكل الثاني في 530 قبل الميلاد واكتشفت أشياء معينة به
الماسونية اللغزية
سنة الإيداع Annu Depositionis (A. Dep.)
أضف 1000 عام للسنة الميلادية
أنشأ الهيكل الأول في عام 1000 قبل الميلاد وأودعت به أشياء
قيادة فرسان المعبد
سنة النظام Annu Ordinis (A.O.)
قم بطرح 1118 عاما من السنة الميلادية
أنشأ نظام فرسان المعبد في عام 1118 خلال الحروب الصليبية
الطقس الاسكتلندي
سنة العالم Annu Mundi (A.M.)
حتى سبتمبر أضف 3759 للسنة الميلادية. بعد سبتمبر اضف 3760 للسنة الميلادية
تاريخ بداية العالم وفق التقويم العبري 3760 قبل الميلاد
النظام الأعلى للقساوسة
سنة المباركة Annu Benefacionis (A.B.)
أضف 1913 للسنة الميلادية
تمت مباركة إبراهيم من قبل ملكيصادق في عام 1913 قبل الميلاد
قساوسة فرسان المعبد للعقد الملكي المقدس
سنة الإحياء Annu Renascent (A.R.)
قم بطرح 1686 من السنة الميلادية
تم إحياء فرسان المعبد في 1686
الماسونية وارتباطها بالرموز التوراتية وبناء الهيكل:
لم يعد خافيا أن الماسونية التي تدعي عدم كونها ديانة، تتخذ من رموز التوراة والتاريخ اليهودي أساسا لعملها ودرجاتها وطقوسها. فهي تدعي أن مؤسس الماسونية هو الملك النبي سليمان، وأن حيرام المذكور في طقوسها هو حيرام أبيف مهندس الهيكل الذي قتل غدرا. ونجد أن الدرجات الثلاث الأولى من الماسونية مبنية على تلك الأساطير. وفي الدرجات العليا في طقس يورك والطقس الاسكتلندي نجد أن الموضوع الرئيسي هو خراب الهيكل على يد البابليين وإعادة بنائه. غير أن الحقيقة هي أن الماسونية قد أسست على يد هيرود أجريبا الأول حاكم فلسطين المعين من قبل الرومان. والذي كان جده هيرود أجريبا المعروف بالكبير، أحد الأتباع المخلصين لأغسطس قيصر الرومان، وقام بمساعدته في هزيمة كليوباترا ملكة مصر. وبهذا فإن هيرود أجريبا وعائلته لم يكونوا مخلصين للديانة اليهودية بل هم وثنيون رومانيون. وقد نال هيرود ولاية فلسطين مكافأة له على مساعدته للرومان.
وإذا تتبعنا تاريخ هيرود نجد أنه من عائلة إدومية وهي تلك العائلات الوثنية التي تحولت إلى اليهودية في عام 130 قبل الميلاد أي أنهم ليسوا من اليهود الخالصين. وهيرود ذاته ولد لأب إدومي وأم هي أميرة عربية من البتراء. وقد تولى والده حكم ولاية يهوذا في عام 47 قبل الميلاد وعين ابنه هيرود حاكما للجليل. وبعد مقتل والده تولى هيرود حكم يهوذا في عام 43 قبل الميلاد. ثم أعلنه مارك أنطونيو ملكا على يهوذا في عام 40 قبل الميلاد. وفي عام 36 ق.م. عين أريستوبولوس أخو زوجته الأميرة مريمني كاهنا أعلى خوفا من أن ينافسه على حكم يهوذا. ثم اغرقه في العام التالي. وفي عام 31 ق.م. انقلب ضد مارك أنطونيو وأعلن ولائه لأغسطس. وفي عام 29 ق.م. أعدم زوجته مريمني بتهمة الزنا. وتزوج لاحقا من امرأة بنفس الاسم. وفي عام 7 ق.م. أعدم ولديه من مريمني بتهمة محاولة قتله، وعين ابنه أتيباتر وريثا وحيدا للعرش. ثم عاد وأعدمه في عام 4 ق.م. بعد أن اتهمه بمحاولة اغتياله. وقسم مملكته بين أبنائه الثلاثة الذين كان منهم هيرود أنتيباس الذي قتل النبي يحيى (يوحنا المعمدان) بعد أن رفض الزواج المحرم الذي تم بين أنتيباس وزوجة أخيه هيروديا. ثم شارك في محاولة صلب المسيح.
وكان الولاء الحقيقي لهيرود وعائلته هو للمال. فهم قد استمروا في الإخلاص للرومان لكي يمكنوهم من البقاء في الحكم. وعندما كثر اتباع المسيح، بدأ هيرود أجريبا الأول ابن هيرود أنتيباس، ومن حوله في البحث عن وسائل للقضاء على انتشار أتباع المسيح وتعاليمه وذلك ليس خوفا على ديانتهم اليهودية بل خوفا على مصالحهم المالية التي سيقضي انتشار تلك التعاليم عليها. فتلك التعاليم تحث على مساعدة الفقراء والمساواة والعدالة. وهو ما لم يكن حاكم اليهود وحاشيته على استعداد لكي يسمحوا به. ومن هذا المنطلق تفتق ذهن مستشار الملك واسمه حيرام أبيود عن وسيلة تمكنهم من القضاء على أتباع المسيح. واتبعوا في سبيل ذلك طريقين متوازيين. الطريق الأول كان إنشاء جمعية سرية تتكون إدارتها من الملك ومستشاريه حيرام ابيود ومؤاب لافي وعدد من كبار التجار اليهود. وهم جميعا يلتقون حول حماية مصالحهم المالية والسياسية. وقد نجح هؤلاء في تجنيد عدد كبير من الأعضاء في فترة وجيزة بفضل نفوذ الملك السياسي والنفوذ المالي لباقي المؤسسين. واستغلوا جمعيتهم في قتل واضطهاد أتباع المسيح رغبة منهم في كسر شوكتهم. وقد أفلحت هذه الطريقة غلى حد ما غير أنها لم تكن ذات أثر عميق، فالناس التفت حول تعاليم المسيح لكونها تمنحهم العدل.
ونظرا لعدم الفاعلية المستمرة للحل الأول للقضاء على أتباع المسيح، فقد كان اليهود مستعدين بحل آخر بدأ العمل به قبل ذلك بأعوام، حيث قاموا بدس أحد أتباعهم وهو شاؤول الطرسوسي الذي عرف فيما بعد بالقديس بولس وجعلوه يدمر الديانة المسيحية من الداخل بتغيير تعاليمها ووضع منظوره الخاص لها. وقد كان بولس من عائلة يهودية تحمل المواطنة الرومانية في طرسوس بسوريا. ثم التحق بطائفة الفريسيين حيث تلقى تعليمه علي يد الحبر جماليل. وتولى بعد ذلك محاكمة المسيحيين. ثم ادعى أنه تلقى رؤيا من المسيح فغير ديانته وبدأ يدعوا للتعاليم المسيحية حتى أصبحت رؤيته هي الرؤية المسيحية السائدة الآن. وقد فند تلك الرؤية الباحث فيكتور جارافا في بحثه المنشور باسم المؤامرة البولوسية Pauline Conspiracy.
وقد توالى ازدهار الجمعية اليهودية ومؤامراتها عبر القرون فعرفت في البداية باسم القوة الخفية ثم بأبناء الأرملة ثم بالبنائين الأحرار. وأعيد تاسيسها في لندن في عام 1717 وتم تدليس تاريخها القديم حتى على أعضائها. حتى نشر جزء منه في أواخر القرن التاسع عشر على يد اللبناني البرازيلي عوض الخوري بعد أن سمح له أحد أحفاد مؤسسي الماسونية بترجمة جزء من مخطوطة تضم تاريخ الجمعية عبر العصور. وسوف نرجع لاحقا لجزء منها. وقد نشرها عوض الخوري تحت عنوان تبديد الظلام.
الماسونية وعبادة الشيطان:
ليست الماسونية هي أقدم الجمعيات السرية التي مازالت على قيد الحياة فقط. بل هي كذلك النظام الذي يعمل من أجل خدمة الدجال ويوطد أركان ملكه. وسوف نجد تضاربا في بعض الأحيان أو تداخلا في أحيان أخرى حول كون الماسونية تخدم الدجال أو الشيطان. وسنرى في الجزء الأخير بعض علامات الاستفهام حول ما إذا كانا شخصين مختلفين أو هما وجهان لعملة واحدة.
تصب شعارات الماسونية كلها حول شخص الشيطان، فهناك النجمة الخماسية التي ترمز للشيطان وهي شعار لكثير من منظمات الماسونية كما رأينا سابقا. وهناك كلمات النور التي يرمز بها الماسون- كما علمنا من كتابات حبرهم ألبرت بايك- إلى إبليس. وفي رسالة أرسلها ألبرت بايك إلى 23 سيادة ماسونية حول العالم في عام 1889 خلال مؤتمرهم بباريس، وتم نشرها في مجلة المحفل الأعظم الفرنسي في نفس العام ، وأعيد نشرها بالإنجليزية في مجلة Freemason التي تصدر في إنجلترا في عدد 19 يناير 1935، قال :
" إليكم أيها المفتشون العموميون (حاملي الدرجة 33)، نقول هذا، إنكم تستطيعوا أن تكرروا لإخواننا في الدرجات 30،31، و32، أن الديانة الماسونية يجب أن يحافظ عليها من قبلنا نحن الحاصلين على الدرجات العليا في إطار نقاء المذهب الإبليسي.
لو أن إبليس ليس إلها، فهل أدوناي رب المسيحيين كذلك؟ والذي أثبتت أعماله عنفه، وخيانته، وحقده على البشر. وبربريته وتجاهله للعلم. فهل سيكذب أدوناي وكهنته بشأنه؟
نعم إن إبليس إله، ومع الأسف فأدوناي إله كذلك. لأن القانون القديم يقول بعدم وجود ضوء بدون ظل، ولا جمال بدون قبح، ولا أبيض بدون اسود، لأن المطلق يوجد فقط في صورة إلهين، الظلام ضروري ليخدم النور كغطاء، كما أن القاعدة مهمة للتمثال، والمكبح مهم للقطار.
في الديناميكيات الكونية يعتمد المرء فقط على الذي سيقاوم. ولهذا فالكون متوازن بين قوتين تعملين على تحقيق التعادل. قوة التجاذب وقوة التنافر. هاتان القوتان موجودتان في الفيزياء والفلسفة والدين. وتلك الحقيقة العلمية حول الثنائية تظهر من خلال ظاهرة القطبية والقانون الكوني للتجاذب والتنافر. ولهذا فإن الأتباع الأذكياء لزرادشت، ومن بعدهم الغنوصيون والمنشيون وفرسان المعبد اعترفوا بمفهوم ميتافيزيقي عقلاني وحيد وهو نظام المبادئ الإلهية المتحاربة إلى الأبد. ولا يصدق المرء بأن أحدهما أدنى من الآخر.
لهذا فإن المذهب الشيطاني هو الذي يجب اتباعه. والدين الفلسفي الحقيقي والنقي هو الإيمان بإبليس. ند أدوناي. ولكن إبليس إله النور والخير، يجاهد من أجل الإنسانية ضد أدوناي إله الظلام والشر".
ونجد أن كثيرا من أتباع الماسونية المباشرة والمقنعة يظهرون علامات مذهبهم الشيطاني مثل جورج يوش الابن وبيل كلينتون والأمير وليام. وكان جون كينيدي صديقا حميما لأنطون لافاي مؤسس عبدة الشيطان.
لكون الماسونية هي المصدر لكل الشرور، والنبع الأساسي لكل أعداء الرب الواحد، فإننا نجدها مذكورة بتكرار في الوثيقة الشهيرة المعروفة ببروتوكولات حكماء صهيون.
وبروتوكولات حكماء صهيون لمن لم يسمع بها، هي وثيقة تتكون من 24 بروتوكولا. تشرح جميعها مخططا للسيطرة على العالم تحت حكم ملك من نسل داود (طبعا المقصد الحقيقي منه هو الدجال). ومن نص البروتوكولات يبدو أنها لم تكن هي الوثيقة الكاملة بل أجزاء متفرقة من وثيقة أشمل لم يتح لمن سرب البروتوكولات أن يحصل على كافة أجزائها. وقد حاول الباحثون تكذيب نسبة الوثيقة لليهود، غير أن أحداث التاريخ التي لحقت نشر البروتوكولات للمرة الأولى في عام 1905 على يد العالم الروسي سيرجي نيلوس، أثبتت أن البروتوكولات صحيحة تماما. فما تحدثت عنه البروتوكولات من أكثر من 100 عام تحقق معظمه ولم يبق إلا الجزء الخاص بإحداث قلاقل اقتصادية ينتج عنها ثورة الناس في أرجاء الأرض على الحكومات التي عينها الماسون في الأساس، غير أنهم في هذه الحالة يعملون وفق توزيع للأدوار، فسوف تظهر حكومات عملاء الماسونية بمظهر الشرير، بينما تظهر القيادة الماسونية التي يرأسها الدجال بمظهر المنقذ الذي يمتلك كافة وسائل الإنقاذ الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية. وحينها يطلب الناس منه أن يتولى الحكم.
وقد عمل الماسون على تدمير نسخ البروتوكولات وشرائها أينما تمكنوا من ذلك، وحينما شاء الله لها أن تتسرب بعد نشرها باللغة الإنجليزية في عام 1925، بذل الماسون كافة جهدهم لتكذيبها وتلفيق البراهين التي تضحدها. أم سيرجي نيلوس العالم الروسي الذي نشرها للمرة الأولى، فقد قامت حكومة البلاشفة -التي كان معظمها من الماسون واليهود كما سنرى لاحقا- باعتقاله وتعذيبه حتى توفي، وذلك إثر ثورتهم الماسونية في عام 1917 أي بعد 12 عاما من نشره للبروتوكولات.
وسوف نضع هنا الأجزاء التي تحدثت عن الماسونية في البروتوكولات وندعها تتحدث عن نفسها:
· من البروتوكول الثالث: ... اننا نقصد أن نظهر كما لو كناالمحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقاتجيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين. ونحن على الدوام نتبنى الشيوعيةونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعاً لمبدأ الأخوة والمصلحة العامةللانسانية، وهذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية...
· البروتوكول الخامس عشر:سنعمل كل ما في وسعنا على منع المؤامرات التي تدبر ضدنا حين نحصل نهائياً على السلطة، متوسلين إليها بعدد من الانقلابات السياسية coups detat المفاجئة التي سننظمها بحيث تحدث في وقت واحد في جميع الاقطار، وسنقبض على السلطة بسرعة عند اعلان حكوماتها رسمياً انها عاجزة عن حكم الشعوب، وقد تنقضي فترة طويلة من الزمن قبل أن يتحقق هذا، وربما تمتد هذه الفترة قرناً بلا رحمة في كل من يشهر أسلحة ضد استقرار سلطتنا.
أن تأليف أي جماعة سرية جديدة سيكون عقابه الموت ايضاً، واما الجماعات السرية التي تقوم في الوقت الحاضر ونحن نعرفها، والتي تخدم، وقد خدمت، اغراضنا ـ فاننا سنحلها وننفي اعضاءها إلى جهات نائية من العالم. وبهذا الأسلوب نفسه سنتصرف مع كل واحد من الماسونيين الأحرار الأمميين (غير اليهود) الذين يعرفون أكثر من الحد المناسب لسلامتنا. وكذلك الماسونيون الذين ربما نعفو عنهم لسبب أو لغيره سنبقيهم في خوف دائم من النفي، وسنصدر قانوناً يقضي على الاعضاء السابقين في الجمعيات السرية بالنفي من أوروبا حيث سيقوم مركز حكومتنا.
وستكون قرارات حكومتنا نهائية، ولن يكون لأحد الحق في المعارضة. ولكي نرد كل الجماعات الأممية على اعقابها ونمسخها ـ هذه الجماعات التي غرسنا بعمق في نفوسها الاختلافات ومبادئ نزعة المعارضة Protestant للمعارضة ـ سنتخذ معها اجراءات لا رحمة فيها. مثل هذه الاجراءات ستعرف الأمم ان سلطتنا لا يمكن أن يعتدى عليها، ويجب الا يعتد بكثرة الضحايا الذين سنضحي بهم للوصول إلى النجاح في المستقبل.
ان الوصول إلى النجاح، ولو توصل إليه بالتضحيات المتعددة، هو واجب كل حكومة تتحقق ان شروط وجودها ليست كامنة في الامتيازات التي تتمتع بها فحسب، بل في تنفيذ واجباتها كذلك.
والشرط الاساسي في استقرارها يمكن في تقوية هيبة سلطاتها، وهذه الهيبة لا يمكن الوصول إليها الا بقوة عظيمة غير متأرجحة Unshakable، وهي القوة التي ستبدوا انها مقدسة لا تنتهك لها حرمة، ومحاطة بقوة باطنية Mystic لتكون مثلاً من قضاء الله وقدره.
هكذا حتى الوقت الحاضر كانت الأوتوقراطية الروسية Russian Autocracy عدونا الوحيد إذا استثنينا الكنسية البابوية المقدسة Holy see اذكروا أن إيطاليا عندما كانت تتدفق بالدم لم تمس شعرة واحدة من رأس سلا Sillaوقد كان هو الرجل الذي جعل دمها يتفجر ونشأ عن جبروت شخصية سلا Silla أن صار إلها في أعين الشعب، وقد جعلته عودته بلا خوف إلى ايطاليا مقدساً لا تنتهك له حرمة Ruviolable فالشعب لن يضر الرجل الذي يسحره hypnosis بشجاعته وقوة عقله.
والى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة، سنحاول ان ننشيء ونضاعف خلايا الماسونيين الاحرار في جميع انحاء العالم وسنجذب إليها كل من يصير أو من يكون معروفاً بأنه ذو روح عامة Pubic spirit وهذه الخلايا ستكون الاماكن الرئيسية التي سنحملها على ما نريد من اخبار كما انها ستكون افضل مراكز الدعاية.
وسوف نركز كل هذه الخلايا تحت قيادة واحدة معروفة لنا وحدنا وستتألف هذه القيادة من علمائنا، وسيكون لهذه الخلايا ايضاً ممثلوها الخصوصيون، كي نحجب المكان الذي نقيم فيه قيادتنا حقيقة. وسيكون لهذه القيادة وحدها الحق في تعين من يتكلم عنها وفي رسم نظام اليوم، وسنضع الحبائل والمصايد في هذه الخلايا لكل الاشتراكيين وطبقات المجتمع الثورية. وان معظم الخطط السياسية السرية معروفة لنا، وسنهديها إلى تنفيذها حالما تشكل.
وكل الوكلاء Agents في البوليس الدولي السري تقريباً سيكونون اعضاء في هذه الخلايا.
ولخدمات البوليس أهمية عظيمة لدينا، لأنهم قادرون على أن يلقوا ستاراً على مشروعاتنا Enterprises، وأن يستنبطوا تفسيرات معقولة للضجر والسخط بين الطوائف. وأن يعاقبوا أيضاً أولئك الذين يرفضون الخضوع لنا.
ومعظم الناس الذين يدخلون في الجمعيات السرية مغامرون يرغبون ان يشقوا طريقهم في الحياة بأي كيفية، وليسوا ميالين إلى الجد والعناء.
وبمثل هؤلاء الناس سيكون يسيراً علينا أن نتابع أغراضنا، وأن نجعلهم يدفعون جهازنا للحركة.
وحينما يعاني العالم كله القلق فلن يدل هذا الا على أنه قد كان من الضروري لنا أن نقلقه هكذا، كي نعظم صلابته العظيمة الفائقة. وحينما تبدأ المؤامرات خلاله فإن بدءها يعني أن واحداً من اشد وكلائنا اخلاصاً يقوم على رأس هذه المؤامرة. وليس الا طبيعياً أننا كنا الشعب الوحيد الذي يوجه المشروعات الماسونية. ونحن الشعب الوحيد الذي يعرف كيف يوجهها. ونحن نعرف الهدف الأخير لكل عمل على حين أن الأمميين (غير اليهود) جاهلون بمعظم الأشياء الخاصة بالماسونية ولا يستطيعون ولو رؤية النتائج العاجلة لما هم فاعلون. وهم بعامة لا يفكرون الا في المنافع الوقتية العاجية، ويكتفون بتحقيق غرضهم، حين يرضي غرورهم، ولا يفطنون إلى أن الفكرة الأصلية لم تكن فكرتهم بل كنا نحن انفسنا الذين اوحينا اليهم بها.
والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض. أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يغشاها أيضاً لانه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء امام المحافل. والأمميون يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان ونحن نوزعها جزافاً بلا تحفظ، ولهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم. لكي نوجه لخدمة مصالحها كل من تتملكهم مشاعر الغرور، ومن يتشربون افكارنا عن غفلة واثقين بصدق عصمتهم الشخصية، وبانهم وحدهم أصحاب الآراء، وانهم غير خاضعين فيما يرون لتأثير الآخرين.
وانتم لا تتصورون كيف يسهل دفع امهر الامميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة Naivite باثارة غروره واعجابه بنفسه،كيف يسهل من ناحية أخرى ـ ان تثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة، ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك تدفعه إلى حالة خضوع ذليل كذل العبد إذ تصده عن الأمل في نجاح جديد، وبمقدار ما يحتقر شعبنا النجاح، ويقصر تطلعه على رؤية خططه متحققة، يحب الاميون النجاح،ويكونون مستعدين للتضحية بكل خططهم من اجله.
ان هذه الظاهرة Feature في اخلاف الأمميين تجعل عملنا ما نشتهي عمله معهم ايسر كثيراً. ان اولئك الذين يظهرون كأنهم النمور هم كالغنم غباوة، ورؤوسهم مملوءة بالفراغ. سنتركهم يركبون في أحلامهم على حصان الآمال العقيمة، لتحطيم الفردية الانسانية بالافكار الرمزية لمبدأ الجماعية Collectivism. انهم لم يفهموا بعد، ولن يفهموا، ان هذا الحلم الوحشي مناقض لقانون الطبيعة الأساسي هو ـ منذ بدء التكوين ـ قد خلق كل كائن مختلفاً عن كل ما عداه. لكي تكون له بعد ذلك فردية مستقلة.
أفليست حقيقة اننا كنا قادرين على دفع الاميين إلى مثل هذه الفكرة الخاطئة ـ تبرهن بوضوح قوي على تصورهم الضيق للحياة الانسانية إذا ما قورنوا بنا؟ وهنا يكمن الأمل الأكبر في نجاحنا.
ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما اخبرونا انه للوصل إلى غاية عظيمة حقاً يجب الا نتوقف لحظة أمام الوسائل. وأن لا نعتد بعدد الضحايا الذين تجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية.. اننا لم نعتمد قط بالضحايا من ذرية أولئك البهائم من الأمميين (غير اليهود)، ومع أننا ضحينا كثيراً من شعبنا ذاته ـ فقد بوأناه الآن مقاماً في العالم ما كان ليحلم بالوصول إليه من قبل. أن ضحايانا ـ وهم قليل نسبياً ـ قد صانوا شعبنا من الدمار. كل إنسان لا بد أن ينتهي حتماً بالموت. والأفضل أن نعجل بهذه النهاية إلى الناس الذين يعوقون غرضنا، لا الناس الذين يقدمونه.
اننا سنقدم الماسون الاحرار إلى الموت بأسلوب لا يستطيع معه أحد ـ الا الاخوة ـ أن يرتاب أدنى ريبة في الحقيقة، بل الضحايا انفسهم أيضاً لا يرتابون فيها سلفاً. انهم جميعاً يموتون ـ حين يكون ذلك ضرورياً ـ موتاً طبيعياً في الظاهر. حتى الاخوة ـ وهم عارفون بهذه الحقائق ـ لن يجرأوا على الاحتجاج عليها.
وبمثل هذه الوسائل نستأصل جذور الاحتجاج نفسها ضد أوامرنا في المجال الذي يهتم به الماسون الاحرار. فنحن نبشر بمذهب التحررية لدى الامميين، وفي الناحية الأخرى نحفظ شعبنا في خضوع كامل.
وبتأثيرنا كانت قوانين الامميين مطاعة كأقل ما يمكن: ولقد قوضت هيبة قوانينهم بالافكار التحررية Liberal التي أذعناها في أوساطهم.وان اعظم المسائل خطورة، سواء أكانت سياسية أم أخلاقية، انما تقرر في دور العدالة بالطريقة التي شرعها. فالأممي القائم بالعدالة ينظر إلى الأمور في أي ضوء نختاره لعرضها.
وهذا ما انجزناه متوسلين بوكلائنا وبأناس نبدو أن لا صلة لنا بهم كآراء الصحافة ووسائل أخرى، بل أن أعضاء مجلس الشيوخ Senators وغيرهم من أكابر الموظفين يتبعون نصائحنا اتباعاً أعمى.
وعقل الأممي ـ لكونه ذا طبيعة بهيمية محضة ـ غير قادر على تحليل أي شيء وملاحظته، فضلا عن التكهن بما قد يؤدي إليه امتداد حال من الأحوال إذا وضع في ضوء معين.
وهذا الاختلاف التام في العقلية بيننا وبين الأمميين هو الذي يمكن ان يرينا بسهولة آية اختيارنا من عند الله، واننا ذوو طبيعة ممتازة فوق الطبيعة البشرية Super humanatury حين تقارن بالعقل الفطري البهيمي عند الأمميين. انهم يعاينون الحقائق فحسب. ولكن لا يتنبأون بها، وهم عاجزون عن ابتكار أي شيء وربما تستثني من ذلك الأشياء المادية. ومن كل هذا يتضح ان الطبيعة قد قدرتنا تقديراً لقيادة العالم وحكمه. وعندما يأتي الوقت الذي نحكم فيه جهرة ستحين اللحظة التي نبين فيها منفعة حكمنا، وسنقوم كل القوانين.وستكون كل قوانينا قصيرة وواضحة وموجزة غير محتاجة الى تفسير، حتى يكون كل انسان قادراً على فهمها باطناً وظاهراً. وستكون السمة Future الرئيسية فيها هي الطاعة اللازمة للسلطة، وان هذا التوفير للسلطة سيرفعه إلى قمة عالية جداً. وحينئذ ستوقف كل أنواع اساءة استعمال السلطة لأن كل إنسان سيكون مسؤولاً امام السلطة العليا الوحيدة: أي سلطة الحاكم. وان سوء استعمال السلطة من جانب الناس ما عدا الحاكم سيكون عقابه بالغ الصرامة إلى حد أن الجميع سيفقدون الرغبة في تجربة سلطتهم لهذا الاعتبار.
وسنراقب بدقة خطوة تتخذها هيئتنا الادارية التي سيعتمد عليها عمل جهاز الدولة، فانه حين تصير الادارة بطيئة ستبعث الفوضى في كل مكان. ولن يبقى بمنجاة من العقاب أي عمل غير قانوني، ولا أي سوء استعمال للسلطة.
ستزول كل أعمال الخفاء والتقصير العمد من جانب الموظفين في الادارة بعد أن يروا أوائل أمثلة العقاب.
وستستلزم عظمة سلطتنا توقيع عقوبات تناسبها، أو أن تلك العقوبات ستكون صارمة Harsh ولو عند أدنى شروع في الاعتداء على هيبة سلطتنا من أجل مصلحة شخصية للمعتدي أو لغيره. والرجل الذي يعذب جزاء أخطائه ـ ولو بصرامة بالغة ـ انما هو جندي يموت في معترك Battlefield الادارة من أجل السلطة والمبدأ والقانون، وكلها لا تسمح بأي انحراف عن الصراط العام Public path من أجل مصالح شخصية، ولو وقع من اولئك الذين هم مركبة الشعب Public chariot وقادته. فمثلاً سيعرف قضاتنا أنهم بالشروع في اظهار تسامحهم يعتدون على قانون العدالة الذي شرع لتوقيع العقوبة على الرجال جزاء جرائمهم التي يقترفونها، ولم يشرع كي يمكن القاضي من اظهار حلمه. وهذه الخصلة الفاضلة لا ينبغي ان تظهر الا في الحياة الخاصة للانسان، لا في مقدرة القاضي الرسمية التي تؤثر في أسس التربية للنوع البشري.
ولن يخدم أعضاء القانون في المحاكم بعد سن الخامسة والخمسين للسببين الآتيين:
أولهما: أن الشيوخ أعظم أصراراً وجموداً في تمسكهم بالافكار التي يدركونها سلفاً، وأقل اقتداراً على طاعة النظم الحديثة.
وثانيهما: أن مثل هذا الاجراء سيمكننا من احداث تغييرات عدة في الهيئة Staff الذين سيكونون لذلك خاضعين لأي ضغط من جانبنا. فإن أي إنسان يرغب في الاحتفاظ بمنصبه سيكون عليه كي يضمنه أن يطيعنا طاعة عمياء.
وعلى العموم سيختار قضاتنا من بين الرجال الذين يفهمون ان واجبهم هو العقاب وتطبيق القوانين، وليس الاستغراق في أحلام مذهب التحررية Liberalism الذي قد ينكب النظام التربوي للحكومة، كما يفعل القضاة الأمميون الآن. وان نظام تغيير الموظفين سيساعدنا أيضاً في تدمير أي نوع للاتحاد يمكن أن يؤلفوه فيما بين أنفسهم، ولن يعملوا الا لمصلحة الحكومة التي ستتوقف حظوظهم ومصايرهم عليها. وسيبلغ من تعليم الجيل الناشيء من القضاة أنهم سيمنعون بداهة كل عمل قد يضر بالعلاقات بين رعايانا بعضهم وبعض.
ان قضاة الأممين في الوقت الحاضر مترخصون مع كل صنوف المجرمين، إذ ليست لديهم الفكرة الصحيحة لواجبهم، ولسبب بسيط أيضاً هو أن الحكام حين يعينون القضاة لا يشددون عليهم في ان يفهموا فكرة ما عليهم من واجب.
ان حكام الأممين حين يرشحون رعاياهم لمناصب خطيرة لا يتعبون انفسهم كي يوضحوا لهم خطورة هذه المناصب. والغرض الذي أنشئت من اجله، فهم يعملون كالحيوانات حين ترسل جراءها الساذجة بغية الافتراس. وهكذا تتساقط حكومات الأمميين بدداً على أيدي القائمين بأمورها. اننا سنتخذ نهجاً أدبياً واحداً أعظم، مستنبطاً من نتائج النظام الذي تعارف عليه الأمميون، ونستخدمه في إصلاح حكومتنا. وسنستأصل كل الميول التحررية من كل هيئة خطيرة في حكومتنا للدعاية التي قد تعتمد عليها تربية من سيكونون رعايانا. وستكون المناصب الخطيرة مقصورة بلا استثناء على من ربيناهم تربية خاصة للادارة.
واذا لوحظ أن اخراجنا موظفينا قبل الأوان في قائمة المتقاعدين قد يثبت أنه يكبد حكوماتنا نفقات باهظة ـ إذن فجوابي اننا، قبل كل شيء، سنحاول أن نجد مشاغل خاصة لهؤلاء الموظفين لنعوضهم عن مناصبهم في الخدمة الحكومية. أو جوابي أيضاً ان حكومتنا، على أي حال، ستكون مستحوذة على كل أموال العالم، فلن تأبه من أجل ذلك بالنفقات.
وستكون اوتوقراطيتنا مكينة في كل أعمالها، ولذلك فإن كل قرار سيتخذه أمرنا العالي سيقابل بالاجلال والطاعة دون قيد ولا شرط. وسنتنكر لكل نوع من التذمر والسخط، وسنعاقب على كل اشارة تدل على البطر عقاباً بالغاً في صرامته حتى يتخذه الآخرون لأنفسهم عبرة، وسنلغي حق استئناف الاحكام، ونقصره على مصلحتنا فحسب. والسبب في هذا الالغاء هو أننا يجب علينا الا نسمح أن تنمو بين الجمهور فكرة أن قضاتنا يحتمل ان يخطئوا فيما يحكمون.
واذا صدر حكم يستلزم اعادة النظر فسنعزل القاضي الذي اصدره فوراً، ونعاقبه جهراً، حتى لا يتكرر مثل هذا الخطأ فيما بعد.
سأكرر ما قلته من قبل، وهو أن أحد مبادئنا الأساسية هو مراقبة الموظفين الاداريين، وهذا على الخصوص لارضاء الأمة، فإن لها الحق الكامل في الاصرار على أن يكون للحكومة موظفون اداريون صالحون.
ان حكومتنا ستحيل مظهر الثقة الأبوية Patriarchal في شخص ملكنا، وستعده أمتنا ورعايانا فوق الأب الذي يعني بسد كل حاجاتهم، ويرعى كل حاجاتهم، ويرعى كل أعمالهم، ويرتب جميع معاملات رعاياه بعضهم مع بعض، ومعاملاتهم أيضاً مع الحكومة. وبهذا سينفذ الاحساس بتوقير الملك بعمق بالغ في الأمة حتى لن تستطيع ان تقدم بغير عنايته وتوجيهه.انهم لا يستطيعون ان يعيشوا في سلام الا به، وسيعترفون في النهاية به على أنه حاكمهم الاوتوقراطي المطلق.
وسيكون للجمهور هذا الشعور العميق بتوقيره توقيراً يقارب العبادة، وبخاصة حين يقتنعون بأن موظفيه ينفذون أوامره تنفيذاً أعمى، وانه وحده المسيطر عليهم. انهم سيفرحون بأن يرونا ننظم حياتنا our lives كما لو كنا آباء حريصين على تربية أطفالهم على الشعور المرهف الدقيق بالواجب والطاعة.
وتعتبر سياستنا السرية أن كل الأمم أطفال، وأن حكوماتها كذلك، ويمكنكم أن تروا بأنفسكم أني أقيم استدلالنا على الحق Right وعلى الواجب Duty. فإن حق الحكومة في الاصرار على أن يؤدي الناس واجبهم هو في ذاته فرض للحاكم الذي هو ابو رعاياه، وحق السلطة منحة له، لانه سيقود الانسانية في الاتجاه الذي شرعته حقوق الطبيعة، أي الاتجاه نحو الطاعة.
ان كل مخلوق في هذا العالم خاضع لسلطة، ان لم تكن سلطة إنسان فسلطة ظروف، أو سلطة طبيعته الخاصة فهي ـ مهما تكن الحال ـ سلطة شيء أعظم قوة منه، واذن فلنكن نحن الشيء الأعظم قوة من أجل القضية العامة.
ويجب ان نضحي دون تردد بمثل هؤلاء الافراد الذين يعتدون على النظام القائم جزاء اعتداءاتهم، لان حل المشكلة التربوية الكبرى هو في العقوبة المثلى.
ويوم يضع ملك إسرائيل على رأسه المقدس التاج الذي أهدته له كل أوروبا ـ سيصير البطريرك Patriarch لكل العالم.
ان عدد الضحايا الذين سيضطر ملكنا إلى التضحية بهم لن يتجاوز عدد اولئك الذين ضحى بهم الملوك الامميون في طلبهم العظمة، وفي منافسة بعضهم بعضاً.
سيكون ملكنا على اتصال وطيد قوي بالناس، وسيلقي خطباً من فوق المنابر Tribunes وهذه الخطب جميعاً ستذاع فوراً على العالم.
لكون الماسونية هي المصدر لكل الشرور، والنبع الأساسي لكل أعداء الرب الواحد، فإننا نجدها مذكورة بتكرار في الوثيقة الشهيرة المعروفة ببروتوكولات حكماء صهيون.
وبروتوكولات حكماء صهيون لمن لم يسمع بها، هي وثيقة تتكون من 24 بروتوكولا. تشرح جميعها مخططا للسيطرة على العالم تحت حكم ملك من نسل داود (طبعا المقصد الحقيقي منه هو الدجال). ومن نص البروتوكولات يبدو أنها لم تكن هي الوثيقة الكاملة بل أجزاء متفرقة من وثيقة أشمل لم يتح لمن سرب البروتوكولات أن يحصل على كافة أجزائها. وقد حاول الباحثون تكذيب نسبة الوثيقة لليهود، غير أن أحداث التاريخ التي لحقت نشر البروتوكولات للمرة الأولى في عام 1905 على يد العالم الروسي سيرجي نيلوس، أثبتت أن البروتوكولات صحيحة تماما. فما تحدثت عنه البروتوكولات من أكثر من 100 عام تحقق معظمه ولم يبق إلا الجزء الخاص بإحداث قلاقل اقتصادية ينتج عنها ثورة الناس في أرجاء الأرض على الحكومات التي عينها الماسون في الأساس، غير أنهم في هذه الحالة يعملون وفق توزيع للأدوار، فسوف تظهر حكومات عملاء الماسونية بمظهر الشرير، بينما تظهر القيادة الماسونية التي يرأسها الدجال بمظهر المنقذ الذي يمتلك كافة وسائل الإنقاذ الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية. وحينها يطلب الناس منه أن يتولى الحكم.
وقد عمل الماسون على تدمير نسخ البروتوكولات وشرائها أينما تمكنوا من ذلك، وحينما شاء الله لها أن تتسرب بعد نشرها باللغة الإنجليزية في عام 1925، بذل الماسون كافة جهدهم لتكذيبها وتلفيق البراهين التي تضحدها. أم سيرجي نيلوس العالم الروسي الذي نشرها للمرة الأولى، فقد قامت حكومة البلاشفة -التي كان معظمها من الماسون واليهود كما سنرى لاحقا- باعتقاله وتعذيبه حتى توفي، وذلك إثر ثورتهم الماسونية في عام 1917 أي بعد 12 عاما من نشره للبروتوكولات.
وسوف نضع هنا الأجزاء التي تحدثت عن الماسونية في البروتوكولات وندعها تتحدث عن نفسها:
· من البروتوكول الثالث: ... اننا نقصد أن نظهر كما لو كناالمحررين للعمال، جئنا لنحررهم من هذا الظلم، حينما ننصحهم بأن يلتحقوا بطبقاتجيوشنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين. ونحن على الدوام نتبنى الشيوعيةونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعاً لمبدأ الأخوة والمصلحة العامةللانسانية، وهذا ما تبشر به الماسونية الاجتماعية...
· البروتوكول الخامس عشر:سنعمل كل ما في وسعنا على منع المؤامرات التي تدبر ضدنا حين نحصل نهائياً على السلطة، متوسلين إليها بعدد من الانقلابات السياسية coups detat المفاجئة التي سننظمها بحيث تحدث في وقت واحد في جميع الاقطار، وسنقبض على السلطة بسرعة عند اعلان حكوماتها رسمياً انها عاجزة عن حكم الشعوب، وقد تنقضي فترة طويلة من الزمن قبل أن يتحقق هذا، وربما تمتد هذه الفترة قرناً بلا رحمة في كل من يشهر أسلحة ضد استقرار سلطتنا.
أن تأليف أي جماعة سرية جديدة سيكون عقابه الموت ايضاً، واما الجماعات السرية التي تقوم في الوقت الحاضر ونحن نعرفها، والتي تخدم، وقد خدمت، اغراضنا ـ فاننا سنحلها وننفي اعضاءها إلى جهات نائية من العالم. وبهذا الأسلوب نفسه سنتصرف مع كل واحد من الماسونيين الأحرار الأمميين (غير اليهود) الذين يعرفون أكثر من الحد المناسب لسلامتنا. وكذلك الماسونيون الذين ربما نعفو عنهم لسبب أو لغيره سنبقيهم في خوف دائم من النفي، وسنصدر قانوناً يقضي على الاعضاء السابقين في الجمعيات السرية بالنفي من أوروبا حيث سيقوم مركز حكومتنا.
وستكون قرارات حكومتنا نهائية، ولن يكون لأحد الحق في المعارضة. ولكي نرد كل الجماعات الأممية على اعقابها ونمسخها ـ هذه الجماعات التي غرسنا بعمق في نفوسها الاختلافات ومبادئ نزعة المعارضة Protestant للمعارضة ـ سنتخذ معها اجراءات لا رحمة فيها. مثل هذه الاجراءات ستعرف الأمم ان سلطتنا لا يمكن أن يعتدى عليها، ويجب الا يعتد بكثرة الضحايا الذين سنضحي بهم للوصول إلى النجاح في المستقبل.
ان الوصول إلى النجاح، ولو توصل إليه بالتضحيات المتعددة، هو واجب كل حكومة تتحقق ان شروط وجودها ليست كامنة في الامتيازات التي تتمتع بها فحسب، بل في تنفيذ واجباتها كذلك.
والشرط الاساسي في استقرارها يمكن في تقوية هيبة سلطاتها، وهذه الهيبة لا يمكن الوصول إليها الا بقوة عظيمة غير متأرجحة Unshakable، وهي القوة التي ستبدوا انها مقدسة لا تنتهك لها حرمة، ومحاطة بقوة باطنية Mystic لتكون مثلاً من قضاء الله وقدره.
هكذا حتى الوقت الحاضر كانت الأوتوقراطية الروسية Russian Autocracy عدونا الوحيد إذا استثنينا الكنسية البابوية المقدسة Holy see اذكروا أن إيطاليا عندما كانت تتدفق بالدم لم تمس شعرة واحدة من رأس سلا Sillaوقد كان هو الرجل الذي جعل دمها يتفجر ونشأ عن جبروت شخصية سلا Silla أن صار إلها في أعين الشعب، وقد جعلته عودته بلا خوف إلى ايطاليا مقدساً لا تنتهك له حرمة Ruviolable فالشعب لن يضر الرجل الذي يسحره hypnosis بشجاعته وقوة عقله.
والى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة، سنحاول ان ننشيء ونضاعف خلايا الماسونيين الاحرار في جميع انحاء العالم وسنجذب إليها كل من يصير أو من يكون معروفاً بأنه ذو روح عامة Pubic spirit وهذه الخلايا ستكون الاماكن الرئيسية التي سنحملها على ما نريد من اخبار كما انها ستكون افضل مراكز الدعاية.
وسوف نركز كل هذه الخلايا تحت قيادة واحدة معروفة لنا وحدنا وستتألف هذه القيادة من علمائنا، وسيكون لهذه الخلايا ايضاً ممثلوها الخصوصيون، كي نحجب المكان الذي نقيم فيه قيادتنا حقيقة. وسيكون لهذه القيادة وحدها الحق في تعين من يتكلم عنها وفي رسم نظام اليوم، وسنضع الحبائل والمصايد في هذه الخلايا لكل الاشتراكيين وطبقات المجتمع الثورية. وان معظم الخطط السياسية السرية معروفة لنا، وسنهديها إلى تنفيذها حالما تشكل.
وكل الوكلاء Agents في البوليس الدولي السري تقريباً سيكونون اعضاء في هذه الخلايا.
ولخدمات البوليس أهمية عظيمة لدينا، لأنهم قادرون على أن يلقوا ستاراً على مشروعاتنا Enterprises، وأن يستنبطوا تفسيرات معقولة للضجر والسخط بين الطوائف. وأن يعاقبوا أيضاً أولئك الذين يرفضون الخضوع لنا.
ومعظم الناس الذين يدخلون في الجمعيات السرية مغامرون يرغبون ان يشقوا طريقهم في الحياة بأي كيفية، وليسوا ميالين إلى الجد والعناء.
وبمثل هؤلاء الناس سيكون يسيراً علينا أن نتابع أغراضنا، وأن نجعلهم يدفعون جهازنا للحركة.
وحينما يعاني العالم كله القلق فلن يدل هذا الا على أنه قد كان من الضروري لنا أن نقلقه هكذا، كي نعظم صلابته العظيمة الفائقة. وحينما تبدأ المؤامرات خلاله فإن بدءها يعني أن واحداً من اشد وكلائنا اخلاصاً يقوم على رأس هذه المؤامرة. وليس الا طبيعياً أننا كنا الشعب الوحيد الذي يوجه المشروعات الماسونية. ونحن الشعب الوحيد الذي يعرف كيف يوجهها. ونحن نعرف الهدف الأخير لكل عمل على حين أن الأمميين (غير اليهود) جاهلون بمعظم الأشياء الخاصة بالماسونية ولا يستطيعون ولو رؤية النتائج العاجلة لما هم فاعلون. وهم بعامة لا يفكرون الا في المنافع الوقتية العاجية، ويكتفون بتحقيق غرضهم، حين يرضي غرورهم، ولا يفطنون إلى أن الفكرة الأصلية لم تكن فكرتهم بل كنا نحن انفسنا الذين اوحينا اليهم بها.
والأمميون يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض. أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يغشاها أيضاً لانه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء امام المحافل. والأمميون يبحثون عن عواطف النجاح وتهليلات الاستحسان ونحن نوزعها جزافاً بلا تحفظ، ولهذا نتركهم يظفرون بنجاحهم. لكي نوجه لخدمة مصالحها كل من تتملكهم مشاعر الغرور، ومن يتشربون افكارنا عن غفلة واثقين بصدق عصمتهم الشخصية، وبانهم وحدهم أصحاب الآراء، وانهم غير خاضعين فيما يرون لتأثير الآخرين.
وانتم لا تتصورون كيف يسهل دفع امهر الامميين إلى حالة مضحكة من السذاجة والغفلة Naivite باثارة غروره واعجابه بنفسه،كيف يسهل من ناحية أخرى ـ ان تثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة، ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له، وبذلك تدفعه إلى حالة خضوع ذليل كذل العبد إذ تصده عن الأمل في نجاح جديد، وبمقدار ما يحتقر شعبنا النجاح، ويقصر تطلعه على رؤية خططه متحققة، يحب الاميون النجاح،ويكونون مستعدين للتضحية بكل خططهم من اجله.
ان هذه الظاهرة Feature في اخلاف الأمميين تجعل عملنا ما نشتهي عمله معهم ايسر كثيراً. ان اولئك الذين يظهرون كأنهم النمور هم كالغنم غباوة، ورؤوسهم مملوءة بالفراغ. سنتركهم يركبون في أحلامهم على حصان الآمال العقيمة، لتحطيم الفردية الانسانية بالافكار الرمزية لمبدأ الجماعية Collectivism. انهم لم يفهموا بعد، ولن يفهموا، ان هذا الحلم الوحشي مناقض لقانون الطبيعة الأساسي هو ـ منذ بدء التكوين ـ قد خلق كل كائن مختلفاً عن كل ما عداه. لكي تكون له بعد ذلك فردية مستقلة.
أفليست حقيقة اننا كنا قادرين على دفع الاميين إلى مثل هذه الفكرة الخاطئة ـ تبرهن بوضوح قوي على تصورهم الضيق للحياة الانسانية إذا ما قورنوا بنا؟ وهنا يكمن الأمل الأكبر في نجاحنا.
ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما اخبرونا انه للوصل إلى غاية عظيمة حقاً يجب الا نتوقف لحظة أمام الوسائل. وأن لا نعتد بعدد الضحايا الذين تجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية.. اننا لم نعتمد قط بالضحايا من ذرية أولئك البهائم من الأمميين (غير اليهود)، ومع أننا ضحينا كثيراً من شعبنا ذاته ـ فقد بوأناه الآن مقاماً في العالم ما كان ليحلم بالوصول إليه من قبل. أن ضحايانا ـ وهم قليل نسبياً ـ قد صانوا شعبنا من الدمار. كل إنسان لا بد أن ينتهي حتماً بالموت. والأفضل أن نعجل بهذه النهاية إلى الناس الذين يعوقون غرضنا، لا الناس الذين يقدمونه.
اننا سنقدم الماسون الاحرار إلى الموت بأسلوب لا يستطيع معه أحد ـ الا الاخوة ـ أن يرتاب أدنى ريبة في الحقيقة، بل الضحايا انفسهم أيضاً لا يرتابون فيها سلفاً. انهم جميعاً يموتون ـ حين يكون ذلك ضرورياً ـ موتاً طبيعياً في الظاهر. حتى الاخوة ـ وهم عارفون بهذه الحقائق ـ لن يجرأوا على الاحتجاج عليها.
وبمثل هذه الوسائل نستأصل جذور الاحتجاج نفسها ضد أوامرنا في المجال الذي يهتم به الماسون الاحرار. فنحن نبشر بمذهب التحررية لدى الامميين، وفي الناحية الأخرى نحفظ شعبنا في خضوع كامل.
وبتأثيرنا كانت قوانين الامميين مطاعة كأقل ما يمكن: ولقد قوضت هيبة قوانينهم بالافكار التحررية Liberal التي أذعناها في أوساطهم.وان اعظم المسائل خطورة، سواء أكانت سياسية أم أخلاقية، انما تقرر في دور العدالة بالطريقة التي شرعها. فالأممي القائم بالعدالة ينظر إلى الأمور في أي ضوء نختاره لعرضها.
وهذا ما انجزناه متوسلين بوكلائنا وبأناس نبدو أن لا صلة لنا بهم كآراء الصحافة ووسائل أخرى، بل أن أعضاء مجلس الشيوخ Senators وغيرهم من أكابر الموظفين يتبعون نصائحنا اتباعاً أعمى.
وعقل الأممي ـ لكونه ذا طبيعة بهيمية محضة ـ غير قادر على تحليل أي شيء وملاحظته، فضلا عن التكهن بما قد يؤدي إليه امتداد حال من الأحوال إذا وضع في ضوء معين.
وهذا الاختلاف التام في العقلية بيننا وبين الأمميين هو الذي يمكن ان يرينا بسهولة آية اختيارنا من عند الله، واننا ذوو طبيعة ممتازة فوق الطبيعة البشرية Super humanatury حين تقارن بالعقل الفطري البهيمي عند الأمميين. انهم يعاينون الحقائق فحسب. ولكن لا يتنبأون بها، وهم عاجزون عن ابتكار أي شيء وربما تستثني من ذلك الأشياء المادية. ومن كل هذا يتضح ان الطبيعة قد قدرتنا تقديراً لقيادة العالم وحكمه. وعندما يأتي الوقت الذي نحكم فيه جهرة ستحين اللحظة التي نبين فيها منفعة حكمنا، وسنقوم كل القوانين.وستكون كل قوانينا قصيرة وواضحة وموجزة غير محتاجة الى تفسير، حتى يكون كل انسان قادراً على فهمها باطناً وظاهراً. وستكون السمة Future الرئيسية فيها هي الطاعة اللازمة للسلطة، وان هذا التوفير للسلطة سيرفعه إلى قمة عالية جداً. وحينئذ ستوقف كل أنواع اساءة استعمال السلطة لأن كل إنسان سيكون مسؤولاً امام السلطة العليا الوحيدة: أي سلطة الحاكم. وان سوء استعمال السلطة من جانب الناس ما عدا الحاكم سيكون عقابه بالغ الصرامة إلى حد أن الجميع سيفقدون الرغبة في تجربة سلطتهم لهذا الاعتبار.
وسنراقب بدقة خطوة تتخذها هيئتنا الادارية التي سيعتمد عليها عمل جهاز الدولة، فانه حين تصير الادارة بطيئة ستبعث الفوضى في كل مكان. ولن يبقى بمنجاة من العقاب أي عمل غير قانوني، ولا أي سوء استعمال للسلطة.
ستزول كل أعمال الخفاء والتقصير العمد من جانب الموظفين في الادارة بعد أن يروا أوائل أمثلة العقاب.
وستستلزم عظمة سلطتنا توقيع عقوبات تناسبها، أو أن تلك العقوبات ستكون صارمة Harsh ولو عند أدنى شروع في الاعتداء على هيبة سلطتنا من أجل مصلحة شخصية للمعتدي أو لغيره. والرجل الذي يعذب جزاء أخطائه ـ ولو بصرامة بالغة ـ انما هو جندي يموت في معترك Battlefield الادارة من أجل السلطة والمبدأ والقانون، وكلها لا تسمح بأي انحراف عن الصراط العام Public path من أجل مصالح شخصية، ولو وقع من اولئك الذين هم مركبة الشعب Public chariot وقادته. فمثلاً سيعرف قضاتنا أنهم بالشروع في اظهار تسامحهم يعتدون على قانون العدالة الذي شرع لتوقيع العقوبة على الرجال جزاء جرائمهم التي يقترفونها، ولم يشرع كي يمكن القاضي من اظهار حلمه. وهذه الخصلة الفاضلة لا ينبغي ان تظهر الا في الحياة الخاصة للانسان، لا في مقدرة القاضي الرسمية التي تؤثر في أسس التربية للنوع البشري.
ولن يخدم أعضاء القانون في المحاكم بعد سن الخامسة والخمسين للسببين الآتيين:
أولهما: أن الشيوخ أعظم أصراراً وجموداً في تمسكهم بالافكار التي يدركونها سلفاً، وأقل اقتداراً على طاعة النظم الحديثة.
وثانيهما: أن مثل هذا الاجراء سيمكننا من احداث تغييرات عدة في الهيئة Staff الذين سيكونون لذلك خاضعين لأي ضغط من جانبنا. فإن أي إنسان يرغب في الاحتفاظ بمنصبه سيكون عليه كي يضمنه أن يطيعنا طاعة عمياء.
وعلى العموم سيختار قضاتنا من بين الرجال الذين يفهمون ان واجبهم هو العقاب وتطبيق القوانين، وليس الاستغراق في أحلام مذهب التحررية Liberalism الذي قد ينكب النظام التربوي للحكومة، كما يفعل القضاة الأمميون الآن. وان نظام تغيير الموظفين سيساعدنا أيضاً في تدمير أي نوع للاتحاد يمكن أن يؤلفوه فيما بين أنفسهم، ولن يعملوا الا لمصلحة الحكومة التي ستتوقف حظوظهم ومصايرهم عليها. وسيبلغ من تعليم الجيل الناشيء من القضاة أنهم سيمنعون بداهة كل عمل قد يضر بالعلاقات بين رعايانا بعضهم وبعض.
ان قضاة الأممين في الوقت الحاضر مترخصون مع كل صنوف المجرمين، إذ ليست لديهم الفكرة الصحيحة لواجبهم، ولسبب بسيط أيضاً هو أن الحكام حين يعينون القضاة لا يشددون عليهم في ان يفهموا فكرة ما عليهم من واجب.
ان حكام الأممين حين يرشحون رعاياهم لمناصب خطيرة لا يتعبون انفسهم كي يوضحوا لهم خطورة هذه المناصب. والغرض الذي أنشئت من اجله، فهم يعملون كالحيوانات حين ترسل جراءها الساذجة بغية الافتراس. وهكذا تتساقط حكومات الأمميين بدداً على أيدي القائمين بأمورها. اننا سنتخذ نهجاً أدبياً واحداً أعظم، مستنبطاً من نتائج النظام الذي تعارف عليه الأمميون، ونستخدمه في إصلاح حكومتنا. وسنستأصل كل الميول التحررية من كل هيئة خطيرة في حكومتنا للدعاية التي قد تعتمد عليها تربية من سيكونون رعايانا. وستكون المناصب الخطيرة مقصورة بلا استثناء على من ربيناهم تربية خاصة للادارة.
واذا لوحظ أن اخراجنا موظفينا قبل الأوان في قائمة المتقاعدين قد يثبت أنه يكبد حكوماتنا نفقات باهظة ـ إذن فجوابي اننا، قبل كل شيء، سنحاول أن نجد مشاغل خاصة لهؤلاء الموظفين لنعوضهم عن مناصبهم في الخدمة الحكومية. أو جوابي أيضاً ان حكومتنا، على أي حال، ستكون مستحوذة على كل أموال العالم، فلن تأبه من أجل ذلك بالنفقات.
وستكون اوتوقراطيتنا مكينة في كل أعمالها، ولذلك فإن كل قرار سيتخذه أمرنا العالي سيقابل بالاجلال والطاعة دون قيد ولا شرط. وسنتنكر لكل نوع من التذمر والسخط، وسنعاقب على كل اشارة تدل على البطر عقاباً بالغاً في صرامته حتى يتخذه الآخرون لأنفسهم عبرة، وسنلغي حق استئناف الاحكام، ونقصره على مصلحتنا فحسب. والسبب في هذا الالغاء هو أننا يجب علينا الا نسمح أن تنمو