موضوع: أسرار من التاريخ (دراكولا) 12/7/2010, 05:53
في جنح الظلام المخيف، وفي أرض لا ترى فيها مظهراً من مظاهر الحياة الجميلة إطلاقاً، وتسمع فقط صرير الرياح مع نعيق الغربان وصوت البوم، وفي الأفق.. تلوح لك بناية مهجورة ضخمة مرعبة.. عندها.. ستعلم بأنك حللتَ ضيفاً عزيزاً في أرض الموت.. وعند مصاص الدماء المهول.. (دراكولا)!!!
هكذا.. رأينا وسمعنا عن (دراكولا) المفزع في القصص والروايات وأفلام الرعب السينمائية، بقامته الضخمة، ولونه الشاحب الرمادي، وجرحه المرسوم على جبهته، ولكن في النهاية.. هذه الصورة المخيفة ليست إلا اختراعاً هوليودياً من نسج الخيال وحبكته، ولكنك لن تصدق حينما أقول لك.. بأن (دراكولا) في الأصل.. شخصية حقيقية وليست بخيال!!
شخصية (دراكولا) الحقيقية ليست التي صورتها لنا هوليود إطلاقاً، بل ترجع إلى عهد غابر أيام الحروب العثمانية ضد مملكة المجر وما حولها.. فما هي القصة؟
(دراكولا) هو لقب الأمير الروماني (فلاد تيبيس) الرابع، المولود في رومانيا من شهر نوفمبر من عام 1431م، وأطلق عليه هذا اللقب نسبة إلى والده (دراكول) حيث أن معنى كلمة (دراكولا) هو: ابن الشيطان، وفي السنة التي ولد فيها (فلاد) تم تعيين أبيه حاكماً عسكرياً من قبل ملك المجر (سيجيسموند) على مقاطعة (ترانسلفانيا).
كانت الدولة العثمانية في صراع شرس مع مملكة المجر، وكان الملك (دراكول) والد (فلاد) خائفاً على ملكه من الضياع إن بقي محايداً بين الدولتين دون انضمام لإحداهما، فقرر الخضوع للأقوى وهم العثمانيون. ولكن هذا الخضوع كان ظاهرياً مؤقتاً، إذ ما لبث حتى أعلن الحرب بتحالف مع أمير الصرب ضد السلطان (مراد الثاني) بتحريض من ملك المجر، فحاربهما السلطان وانتصر عليهما، واقتاد من الأسرى 70000 أسير، من بينهم.. ابناه (فلاد) الذي نتكلم عنه الآن، وأخاه (راؤول) لضمان ولاء أبيهما للدولة العثمانية. وفي عام 1447م أطلق العثمانيون سراح (فلاد) بعد مقتل أبيه وأخيه الأكبر، وبقي (راؤول) يتربى في كنف السلطان (محمد الفاتح).
مضت سنوات استطاع (دراكولا) بعدها من استعادة ملك أبيه والانتقام من قتلة أبيه وأخيه بمساعدة من العثمانيين، ولكن الروح الصليبية لم تنفك من بين جنبيه فحملته على الغدر بأن أعلن الحرب على الدولة العثمانية وعلى رأسها.. السلطان (محمد الفاتح). سار السلطان (محمد الفاتح) لقتال (دراكولا) بجيش عرمرم أدرك (دراكولا) بأنه لا طاقة له بقتاله، فعمد إلى حيلة يكسب بها الوقت ويتجنب بها خطر المواجهة مع السلطان، وذلك بعرضه الخضوع للسلطان، ودفع الجزية للدولة العثمانية بناء على معاهدة سابقة أُبرمت مع العثمانيين عام 1393م مع السلطان (بايزيد)، فقبل السلطان منه ورجع عنه.
وسرعان ما تكشفت الحقيقة للسلطان بأنها فرصة اغتنمها (دراكولا) لاستكمال الاستعدادات العسكرية بتعاون مع ملك المجر ضد العثمانيين لمعاودة الحرب، فأرسل السلطان مندوبين ليستوضح الموقف، فقتلهما (دراكولا) خارقاً بذلك العرف الدولي آنذاك بأن (الرسل لا تقتل)، بعدها.. أغار (دراكولا) على بلغاريا التابعة للعثمانيين فقتل وسبى ونهب وعاث فيها فساداً وأسر خلقاً، فأرسل إليه السلطان يطلب منه إطلاق الأسرى، فلما مثل الرسل أمام (دراكولا) أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه، فرفضوا لأن هذا مخالف لتقاليدهم، فأمر بأن تسمر العمائم على رؤوسهم بمسامير من حديد!!
غضب (محمد الفاتح) لجرائم (دراكولا) فسار إليه بجيش هائل العدد، ومزق السلطان جيش (دراكولا) شر ممزق، وتمكن (دراكولا) من الهرب والالتجاء إلى حاكم المجر، وحينما دخل السلطان (محمد الفاتح) مدينة (بوخارست) وجد أن (دراكولا) قد ذبح جميع الأسرى المسلمين عن آخرهم، وعين عليها (راؤول) أخو (دراكولا) حاكماً عليها من قبله.
عاش (دراكولا) شريداً طريداً في المجر مدة 15 عاماً استطاع بعدها أن يجمع بعدها جيشاً لقتال العثمانيين، ولكنه هزم وقتل واحتز رأسه وطيف به في البلاد وبين العباد، وذلك عام 1476م.
هل كان (دراكولا) مصاصاً للدماء؟ لم يكن كذلك بالصورة المتبادرة للذهن بناء على ما ترسب في أذهاننا من تجسيد شخصيته في الأفلام، وإنما كان متعطشاً ومتلهفاً لسفك الدماء، ومتفنناً في ممارسته بأبشع الصور، ويكفيك أن تعرف بأنه أول من اخترع الإعدام على آلة (الخازوق)، والخازوق: رمح يُدق في مؤخرة الضحية حتى يخرج من عنقه أو صدره، وتقول الروايات بأنه قتل بها 40000 من البشر، وكان العثمانيون يسمونه (أبو الخوازيق).
وتحكى عنه قصص بشعة جداً في تنكيله بمن لا يحبهم أو يحاربهم، فمنها: 1- لم يعجبه منظر الفقراء في بلده وضاق بهم ذرعاً، فدعاهم جميعاً إلى مأدبة أقامها في قلعته صنع فيها ألوان المآكل والمشارب، فأخذوا يأكلون ويشربون وهم مندهشين لما يجري لهم غير مصدقين، فقال لهم: أتحبون أن أخلصكم مما أنتم فيه من الفقر وأحل مشكلتكم؟ قالوا: بلى. فخرج من عندهم وأمر جنود القلعة بالخروج معه، وأمرهم بأن يحكموا إغلاق جميع الأبواب في القلعة، ثم أمرهم بإحراق القلعة بالفقراء الذين فيها.
2- كان عدد الأسرى المسلمين الذين قتلهم عن بكرة أبيهم 25000 أسير.. قتلهم بالخوازيق.
3- قيل بأن تواجده في المجر في آخر حياته كان في السجن عند ملك المجر، حكوا عنه بأنه كان يجمع الطيور والفئران في سجنه يقوم بتعذيبها وقتلها دون رحمة.
يوسف علاوي
موضوع: رد: أسرار من التاريخ (دراكولا) 12/7/2010, 05:57
معلومة جديدة علي صدقا انا اعرف انها شخصية سينمائية
يسلموا يا مجد
theredrose
موضوع: رد: أسرار من التاريخ (دراكولا) 12/7/2010, 07:03
وانا اول مرة بسمع بهيك معلومات ويسلمو يا مجد
c0n@n
موضوع: رد: أسرار من التاريخ (دراكولا) 13/7/2010, 02:18
ياهلا فيكوا يوسف و وعد منورين الموضوع وسعيدة جدا باضافة معلومات اخرى الى الى معلوماتكم الرائعة حياكوا الله
theredrose
موضوع: رد: أسرار من التاريخ (دراكولا) 6/7/2011, 03:57
موضوع: أسرار من التاريخ (دراكولا) 
12/7/2010, 05:53
