موسم الهجرة الى سلحوب * يوسف غيشان
صبرنا ونلنا، فقد تم اتخاذ قرار – سينفذ قريبا- بإغلاق سجن سلحوب بقرار سياسي، بالتالي تعود المساواة، الشكلية على الأقل، بين المحكومين والموقوفين، وما شابههم من المحتجزين في مراكز الإصلاح والتأهيل، الذين كانوا يغارون من نزلاء سلحوب السياحي الخمس نجوم ونص .
أفتتح سجن سلحوب العام الماضي في غابة وصفي التل شمالي عمان ، وهي اكبر محمية للأشجار صنوبرية ومن أجمل مناطق الأردن السياحية ، إن لم تكن أجملها على الإطلاق. وتم تخصيصه لكبار المجرمين من كبار الشخصيات (اللحى الغانمة) الذي لا تقل هبشة الواحد منهم عن 20 مليون على الأقل. وكان يعتبر جوائز ترضية تمنح لهولاء في حال أدى صراع مراكز القوى الى ادانتهم، وأركز على ان ما نكشف من قضايا فساد ، انما انكشف خلال صراع مراكز القوى ،وليس نتيجة لحملات مكافحة الفساد.
الذي يهمنا في هذا الموضوع، أن هكذا أخطاء مكلفة جدا ، وهكذا قرارات تفوح منها رائحة الفساد، يتم الغاءها بجرة قلم (ولا من شاف ولا من دري)، دون ان نتابع من (ابتكر) الفكرة ومن أحال العطاء ومن نفذه ومن ومن ومن ..وبين جميع هذه (المنات) هناك عمولات ولعانة والدين.
كذا تم تجاوز من اعتدى على حقوق المواطنين وزور الانتخابات البلدية والنيابية أكثر من مرة، ولم يحاسب احد مع اعتراف الحكومة بحصول التزوير ، وهذا ما حصل من انشأ المؤسسات المستقلة ولهف الملايين ومن باع ومن لم يشتر ومن ومن ومن .....!!
يعني: يمكنك ان تكون فاسدا ومجرما ، وما دمت لم تقع في منطقة الإحتكاك بين مراكز القوى واصحاب المصالح والنفود والكومشن ، فلن يحاسبك احد، واذا تم اكتشاف الأمر لاحقا، فإن جريمتك ستذهب بالتقادم حتى لو مر عليها شهر واحد فقط لا غير.
كنت اتمنى أن ادبر نفسي بجريمة ما، ليس لغاية السرقة، انما لغاية أن أحظى بأن أكون نزيلا في منتجع سلحوب السياحي ، طبعا بالواسطة، فلدي بعض الأصدقاء الذين صاروا وزراء ،اضافة الى الكثير من المعارف الكبار الذين يعاملونني بود غاير ظاهر...لكن، راحت عليك يا يوسف راحت عليك !!