مأساة «سمبوسة»!
حشوة سمبوسة بالجبن تسببت في طلاق سيدة من زوجها بعد زواج دام عشرة أعوام خبر طريف نتج عن حادث تراجيدي..«سمبوسة» تنهي قصة عقد من الزواج.. سمبوسة تدمر بيتاً بأكمله.. امرأة مطلقة بسبب «سمبوسة».. وأبناء مشتتون بسبب «سمبوسة».. طلاق ثلاثي الأبعاد مثل شكل «السمبوسة».. غير أن مذاق «السمبوسة» هذه المرة جاء لاذعاً أكثر من اللازم، كان خطأ سيدة «السمبوسة» أنها حشتها بالجبن بدلاً من اللحمة المفرومة فما كان من الزوج إلا أن يفرم حياته وحياتها، اختلف مذاق «السمبوسة» واختلفت حياة أسرة بأكملها بقضمة طرف «السمبوسة».
انتهت الأسباب ولم نجد غير «السمبوسة» المسكينة حتى نثقل كاهلها بأخطائنا، وكأن حالات الطلاق ينقصها طبق «السمبوسة».
لا أعلم كيف يمكن أن يكون هذا الطبق الشهير على موائد الخليجيين بحباته المقرمشة بهذه القساوة؟!!! كيف يمكن لـ«سمبوسة» ألا تعي أنها في شهر رمضان شهر المودة والألفة والمحبة وتتسبب في خراب البيوت؟!!.. يبدو أنها غدت عادة عند بعض بني البشر أن يحولوا النعم إلى نقم.. أو أنه خطأ في عنوان الخبر «طلاق بسبب سمبوسة» الذي كان يجب أن يكون «استخدم السمبوسة ليطلق زوجته» وهنا سنفهم أن السمبوسة ماهي إلا عذر جديد للطلاق.
الطلاق كلمة يستسهلها البعض لينهي «وجع الرأس» ولا يعرف أن ضميره سيظل العمر كله يتألم، مهما كانت أسباب الطلاق يجب أن يكون عن تراض ووعي كما هو حال الزواج. الطلاق هو قرار لايملكه شخص واحد بل اثنان وربما أكثر في حال وجود أطفال. لست بصدد الحديث عن المجتمع ولا نظرته لهذه المسألة، بل الأفراد المستفيدين والخاسرين من فشل «الشركة»- والفائدة والخسارة هنا تخص القائمين على شركة الزواج هذه.. أتحدث هنا عن كيان وحياة من المؤكد أنها ستختلف جذرياً، كما أن الطلاق ارتبط بكلمة الفشل بطريقة ما، فشل هذه الشركة القائمة بين الزوجين على الاستمرار، وبنفس الوقت توحي كلمة الطلاق بالانطلاق نحو حياة جديدة، في اللغة هي تعني التخلية والإرسال واصطلاحاً هي حل عقد النكاح أو بعضه.
بقيمة الأشياء يجب أن تكون أعذارنا، فعذر «السمبوسة» ليس مقبولاً ولا مرحبا فيه ليكون سببا رئيسيا لإنهاء حياة بأكملها، ليس تقليلاً طبعاً من قيمة «السمبوسة» ولكن تقديراً لحياتنا، فالأطباق لايجب أن تتحمل تفاصيل حياة بأكملها.