مع إطلالة شهر رمضان كل عام تتبادر إلى الأذهان العديد من الأسئلة تخص شرائح مختلفة من المرضى، ومن هم الذين لا يجب عليهم أداء تلك الفريضة لأن الطبيب يحذرهم من أن الصوم سوف يرهقهم صحيا، ومن الذى سوف يصوم مع مراعاة العديد من النصائح الطبية حتى يقوى على الصيام دون التعرض إلى أية مضاعفات، وهنا يتساءل المرضى المصابون بارتفاع فى ضغط الدم عن أهم الإرشادات التى يجب اتباعها فى هذا الشهر، ويشير الدكتور حاتم غازى، أخصائى الحالات الحرجة وأمراض القلب إلى أن تقرير إمكانية الصيام أو عدمه ليس بالأمر السهل، ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى، بل ينبغى بحث كل مريض على حده، ولا يتيَّسر ذلك الأمر إلا للطبيب المختص، ومن أكثر الأمراض شيوعا فى المجتمع مرض الضغط المرتفع ولا مانع أن يصوم مريض الضغط ولكن ينصح بالإكثار من تناول السوائل والعصائر الطازجة لإمداد الجسم بمادة البوتاسيوم الذى يفيد فى تخفيض ضغط الدم فى فترة الإفطار، وكذلك حتى لا يصاب بالجفاف مثل اللبن خالى الدسم ومشروبات الكركدية والينسون والدوم، بالإضافة إلى عصير الجزر والتفاح، كما يمكن تناول عسل النحل النقى الذى يعمل على زيادة الماء فى الدم.
وينصح كذلك بتجنب والإقلال من تناول المشروبات الغنية بالكربوهيدرات والأملاح وخاصة العرقسوس والكافيين (الشاى والقهوة) وشهر الصوم يعتبر فرصة لكل مرضى القلب المدخنين للامتناع نهائيًّا عن التدخين، باعتباره أحد أهم عوامل الخطورة بالنسبة لأمراض القلب.
ويجب الابتعاد عن المخللات مع الطعام، حيث إنها تزيد من نسبة الصوديوم فى الجسم، مما يزيد من العطش خلال اليوم التالى، ويؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الشعور بالخمول مع ارتفاع درجة الحرارة خاصة فى فصل الصيف الحار.. وأيضًا البعد عن الأغذية الغنية بالدهون المشبعة التى تزيد من ترسيب الدهون والكولسترول فى الدم، وتؤدى إلى قصور الشريان التاجى.. ويستطيع مريض الضغط المرتفع أخذ الأدوية بأقل تكرار فى عدد الجرعات اليومية (مرة أو مرتين على الأكثر).فإذا كانت الجرعة مرتين فى اليوم فتؤخذ الجرعة الأولى بعد الإفطار مباشرة والجرعة الثانية مع السحور.
هناك بعض الأدوية التى يقلّ امتصاصها مع الأكل مثل الأدوية المثبطة للأنجيوتينسين فيجب أخذ هذه الأدوية بعد أذان المغرب مباشرة ثم الصلاة، وبعد ذلك العودة لتناول الإفطار أو تناولها بعد الإفطار بساعتين.. وبالنسبة لمدرات البول فيجب أخذ الجرعة الأولى (أو الأكبر) مع الإفطار مباشرة والأخرى قبل منتصف الليل أو قبل السحور بفترة، وذلك لعدم إدرار البول بكثرة فى فترة الصيام.
نظراً للتغيير فى النمط اليومى خلال شهر رمضان يجب قياس الضغط من فترة إلى أخرى من بداية الشهر، وذلك للتأكد من عدم اختلال قراءات ضغط الدم وتعديل العلاج عند الحاجة، حيث إن ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المزمنة التى يجب أخذ الدواء لها بشكل منتظم، حتى عندما تصبح قراءات ضغط الدم فى المعدل الطبيعى.. لذلك يجب عدم التوقف أو التهاون عن أخذ هذه الأدوية إلا باستشارة الطبيب المعالج لتفادى حدوث عواقب غير محمودة خاصة أن مرض ارتفاع الضغط من الأمراض الصامتة غالبا حتى ظهور المضاعفات.