يعانى الكثير من المصريين من مرض الكبد، سواء الذين يعانون من فيروس سى أو بى أو الذين يعانون من تليف فى الكبد أو استسقاء نتيجة مضاعفات هذه الفيروسات، وقد يجد المريض فى حيرة هل يستطيع الصوم أم لا، وما الذى يمكن أن يتناوله من طعام خلال شهر رمضان حتى لا يؤثر بالسلب على صحته، ومن هم المرضى المسموح لهم بالصيام ومن الممنوعون من الصوم بأمر الطبيب، ومن هم مرضى الكبد الذين يمثل الصوم فائدة كبيرة لهم فى هذا التحقيق ستعرف إذا كنت ممنوعاً من الصوم بأمر الطبيب أم يسمح لك بالصيام بأمر الطبيب أيضًا.
يقول الدكتور أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد واستشارى زراعة الكبد بكلية الطب جامعة القاهرة، هناك ثلاثة أنواع لمرضى الكبد النوع الأول هم المرضى الذين يعانون من التهاب مزمن بالكبد نتيجة الإصابة بفيروس سى أو بى أو أى مرض من الأمراض التى تؤدى إلى التهاب مزمن بالكبد وهؤلاء المرضى يمكنهم الصوم إذا كانت أنزيمات الكبد طبيعية مع تناول العلاج المناسب، أما بالنسبة للمرضى الذين يتناولون الإنترفيرون فيمكنهم الصوم فى حالة عدم وجود مضاعفات معينة جانبية نتيجة تناول الإنترفيرون والوحيد الذى يحدد ذلك هو استشارى الكبد، حيث إن العلاج بالإنترفيرون يتطلب تناول كميات كبيرة من الماء.
ويضيف، أما النوع الثانى فهم المرضى الذين يعانون من تليف مبكر بالكبد مع انضباط وظائف الكبد فهذا يعامل معاملة التهاب الكبد المزمن، وقد يسمح له بالصيام ما لم يعان المريض من أى مضاعفات أخرى.
والنوع الثالث هو المريض الذى يعانى من تليف بالكبد فى مراحله المتأخرة فهذا لا يسمح له بالصيام لأنه يحتاج إلى العلاج بصفة مستمرة فى أوقات معينة محددة ويحتاج إلى تناول السوائل بصفة مستمرة مما يتعذر له الصيام والاستسقاء هى أحد مضاعفات تليف الكبد نتيجة انهيار كفاءة الكبد وعدم إفرازة نسبة الزلال فى الدم بصورة مرضية مع ارتفاع فى ضغط الوريد ألبابى المغذى للكبد، والذى يؤدى إلى الاستسقاء، ومن المنطقى أن لا يسمح له بالصيام، فالذين يعانون من التليف مع وجود مضاعفات التليف مع وجود الاستسقاء، والذين يعانون من غيبوبة كبدية وتورم القدمين والقىء الدموى وكل هذه الأعراض نتيجة الإصابة بالتليف المتأخر فى الكبد فهؤلاء لا يسمح لهم بالصيام لأنه يضر نفسه.
ويؤكد هذا الدكتور سعيد شلبى ويضيف أن مريض الكبد والذى يعانى من انخفاض فى سكر الدم لا يمكنه الصوم أيضًا لأنه لا يستطيع تكملة اليوم نظرا لانخفاض مستوى السكر فى الدم.
من هم مرضى الكبد الذين يستفيدون من الصيام والصيام يعتبر وسيلة من وسائل علاجهم؟
يؤكد الدكتور أشرف عمر بالنسبة للمرضى الذين يعانون من تدهن الكبد فالصيام هو إحدى الوسائل الهامة فى الحفاظ على الوزن المثالى ويعتبر الصيام بالنسبة لهم إحدى وسائل العلاج لأنه عندما يصوم فإن وزنه ينخفض وهو أحد السبل لعلاج تدهن الكبد ولكن يجب أن يحرص خلال فترة الصوم أن يخفض من وزنه وعدم تناول الأغذية التى تحتوى على الدهون والسكريات.
أما الدكتور حسين عبد الحميد، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد، رئيس الرابطة الأفريقية الشرق أوسطية للجهاز الهضمى فيقول: بالنسبة لأصحاب الكبد الدهنى فهذا المرض فى العادة يعود إلى زيادة الوزن، وبالتالى لابد من إنقاص الوزن ومزاولة الرياضة البدنية، بالإضافة إلى تحليل الدهون فى الدم مثل الكوليستيرول والدهون الثلاثية، ويكون فى الأغلب هناك اختلال فى دهون الدم يترتب عليه ترسبها فى الكبد وفى هذه الحالة لابد من إعطاء مخفضات الدهون، والتى تعمل على تخفيض الدهون لمدد طويلة بالإضافة إلى عمل ريجيم غذائى بحيث يستبعد عنه الأغذية الغنية بالكلوليسترول مثل اللحم السمين والجمبرى والمخ والكبد والكلاوى وصفار البيض والسمن بنوعيها الطبيعى والصناعى ويستعمل بدلا منها الزيوت النباتية خصوصًا زيت الذرة أو زيت عباد الشمس أو زيت الزيتون ولا ينصح باستعمال زيت النخيل بتاتا، ومن المعروف أن مرض تدهن الكبد نوعان نوع مصحوب بأنزيمات طبيعية ونوع مصحوب بأنزيمات مرتفعة ويسمى النوع الأول تدهن الكبد البسيط ويسمى النوع الثانى بالتهاب الكبد الدهنى أو تدهن الكبد الالتهابى، والنوع الأول يستطيع الصوم بصورة عادية، أما النوع الثانى فلا بأس أيضًا من الصوم بشرط ألا تكون هناك مضاعفات وأن يكون هناك متابعة مستمرة من قبل الطبيب.
ما الأغذية التى يتناولها مريض الكبد وما الأطعمة التى يجب أن يتجنبها؟
يؤكد الدكتور أشرف أنه يجب الاعتدال فى الطعام ولابد من كسر الصيام بالإفطار على كوب من العصير بحيث تحتوى على كمية من السكريات لتعويض السكر المفقود ومن أفضل الأشياء هو التمر واللبن وعليه ألا يأكل أى شىء بعده مباشرة، وإنما يذهب إلى الصلاة ويكون قد مضى حوالى 20 دقيقة أو نصف ساعة وهذه الفترة تعتبر مهمة لتهيئة المعدة لعملية الهضم والطعام لأن التمر مفيد لأنه يحتوى على كمية من السكريات عالية جدا ويحتوى أيضًا على كمية كبيرة من الفيتامينات والأملاح مهمة جدا لتعويض الجسم عما فقده أثناء الصيام وفى نفس الوقت سهلة الامتصاص وأفضل شىء هو اتباع سنة رسول الله حتى لا يصاب بعسر هضم نتيجة تناول الأكل بسرعة وتناول كميات كبيرة من الدهون فى وقت قصير.
ويجب على مرضى الكبد تناول السلطة الخضراء لأنها تهيئ المعدة للطعام وسهلة الهضم وتساعد على عمل توازن للطعام، كما يجب على مريض الكبد عدم الإكثار من اللحوم الحمراء لأنها مضرة بالصحة لكل الناس ومريض الكبد بشكل خاص ويستحب تناولها مرة كل 10 أيام وممكن أن يتناول قطعة صغيرة من اللحم البتلو كل يوم ولكن حسب حالة المريض ولو أن حالة التليف متأخرة يجب ألا تزيد على 50 : 60 جراماً فى اليوم ويستحب عدم تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالخضراوات والبقوليات مثل الفول والعدس والقمح والفاصوليا والحلبة ويستحسن تناولها منبتة ويفضل تناول الأسماك عن اللحوم الحمراء وتحدد كمية الفراخ والأسماك حسب حالة المريض ونسبة التليف ويفضل الابتعاد عن الدهون والإكثار من الخضراوات والفاكهة.
متى يمكن تناول الحلويات؟
يستحب البدء فى تناول الحلويات بعد الطعام بساعة ونصف إلى ساعتين لأن تناول الحلويات بعد الطعام مباشرة يساعد على عسر الهضم والتعفن داخل المعدة.
متى يمكن تناول الأدوية؟
يقول الدكتور سعيد شلبى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بالمركز القومى للبحوث، رئيس قسم الطب التكميلى بالمركز القومى للبحوث يتم توزيع الأدوية على وجبتى الإفطار والسحور وفى حالة الأدوية التى يجب أن يتم تناولها ثلاث مرات فى اليوم فيمكن تناول المرة الثالثة بعد صلاة التراويح أو فى منتصف الليل وبالنسبة للفيتامينات يفضل تجنب الحقن أثناء الصيام ويمكن تناولها ليلا قبل الصيام.