من نحر نافذة قريتنا الجبلية
أرمق طلعتك بكرة وعشية
بين جبلين في الوادي المهتز بألوان الطبيعة
أرى تاريخ جمال طويل
يتمايل بين رقصة الشروق والغروب
أسمع صدى بسمة الزمان
ترددها أشكال الطيور
على إيقاع زغردة النسوان
ولهو الصبيان
ولحن تمايل الأفنان
ورقرقة عذب الجريان
أرى بصمة طفولتي ولهوي هناك
في كل مكان على الهضاب والتلال
بل حتى على سفح الجبل وبحيرة الوديان
على نسيم عبق الرياحين والشيح والزعتر
أرى رسوم الفرحة على على سحنة جدي الاواب الحليم
وعلى استعراض رقصة جدتي الحنونة قبل ان تضمني الى صدرها
في عشق وحنان .
تشم مفرق شعري وتصرخ في هيام
ما أسعدني ولدي حبيبي ما أسعدني
تهتر وتصرخ في هذيان أو تتاوه وتبتهل الى الله شكرا وذكرا
أن يحفظ فلذة كبدها الغالي العزيز....
رحمة الله عليهما ما دامت السماوات والارض.
تلك أيام خلت
فسقيا لأيام الطفولة
وسقيا لجمال الطفولة ولبراءة الطفولة
وسقيا لتلك الجبال والهضاب والوديان
ولاهل ذلك الزمان
رحمات ربي عليهم جميعا
وجعل مثواهم روضات الجنان.