عشقتهُ بجنون ..اندفعت إليه بحب متناه ..أحس الجميع
بذلك ..كان يبدو أنه يبادلها نفس المشاعر ..هكذا تراءي
للكل هنا ..عرفها الجميع به ..عندما يرون أحدهم فإن
الآخر حتما بجانبه ..
اسلمت له نفسها ..عقلها ..قلبها ..احاسيسها ..رسمت
قبلاتها علي كل محياه ..اعتاد هو علي دفئ احضانها
كانت في منتهي الجمال ..وفي منتهي الأنوثة أيضا ..
اعتقدت بشكل لا يقبل الشك لديها أن الحياة قد ابتسمت
لها وإلي الأبد ..
كفراشة كانت تطير من شدة الفرح بهذا الحبيب ..تنتظر
انبلاج فجر كل يوم جديد لتحتضنه وتملؤه حبا وغراما
ما عرفت احضانها غيره ..
كان الجميع يحلم بفتاة مثلها ..لكن صاحب السعد الأكبر
هذه المرة لديه كان هو فقط ..هو ذاك الذي اسدل لها
رموشه ذات يوم فوقعت في غرامه بلا وعي ..فكان تيار
حبها قويا جارفا ..
لكنها ذات يوم بالغ السوء عرفت كل الحكاية ..بل
عرفت نهاية الحكاية دفعةً واحدة ..
لقد كان في احضان صديقتها ..نعم لقد التقته هناك ذاك
الصباح في جلسة مملوءة بالعشق ..وكان يمسك بيديها
وهي هائمة في بحر عواطفه التي يلتقط بها وبقدرة
فائقة غيرها ايضا ..لكن فتاته الجديدة هذه لم تكن سهلة
عليه كما تلك المسكينة ..لقد كانت أكثر فطنة لحكاياته
المتكررة ولذا فقد اقتادته إلي بيت اهلها ..لقد اعلن
خطبته عليها ..
اما صاحبتنا فقد كان الحزن نصيبها ورفيق دربها منذ
ذلك اليوم ..فقدت ثقتها بنفسها وبكل من حولها جميعا
عرفت متأخرةً أنها تحطت حواجزا ما كان يجدر أن
تجتازها بتلك السهولة ..انهارت قواها ..لقد اعطت كل
شيء وفقدت ايضا كل شيء ..
سيدتي لقد قال لكِ البعض منا لا تُسرعي الخطا ..تمهلي
لا تندفعي عمياء هكذا ..ربما لم يحلو لكِ المقام هنا يوما
رفضتِ حتي مجرد التمعن في تلك النصائح البسيطة
من اصدقائكِ..لقد ركضتِ وراء سراب ..لكن ذلك السراب
قد افقدكِ القدرة علي العيش بكرامتكِ من جديد ..
وتلك مأساةٌ أخري ..قليلون هم من ينتبهون إليها ,,..