ولد نيفتالي ريكاردو في مدينة «بارال» وسط تشيلي في عام 1904م وهذا الاسم الحقيقي له ولكنه أشتهر ببابلو نيرودا، وقد أنهى دراسته في مجال تدريس اللغة الفرنسية في سان دييغو، بدأ باكرا في كتابة القصائد، فكانت قصيدة «أنشودة الحفل» هي التي عرفت عن بابلو، وقد لاقت ردود فعل جميلة وتلاها العديد من القصائد التي جعلت لبابلو مكانة هامة في عالم الشعر، وقد كان بابلو نيرودا يرتبط بصداقة الشاعر الأسباني فدريكو غارسيا لوركا، الذي جمعهم الفكر الحر البعيد عن الظلم والتسلط، وقد تأثر نيرودا عند مقتل لوركا في بداية الحرب الأهلية في أسبانيا، ومن أشهر ما كتب نيرودا «أسبانيا في القلب» في العام 1937.
إن كتابات وقصائد بابلو نيرودا تتمتع بالوضوح والنقد الصريح للأوضاع السياسية التي كانت تعيشها تشيلي في تلك الفترة، فمن ترجماته «لا تَخلق الثورة وأنت خارج حدود الوطن.. فالموت الثائر قد يقتل من أَحب في وطني «وكان لديه قناعات بضرورة تدريب عقل الإنسان على ما يدور من حوله من أحداث فخط نيرودا له قوة واضحة في الإقناع والدليل هو من بقي وأين الآخرون؟ فالإنسان بطبيعة الحال يريد من يقنعه، ومن يحرره من تجاربه القاسية.
أما رومانسية المشاعر في كتابات بابلو نيرودا فتجسدت في قصائده التي تضيء سماء الحب كقناديل معلقة في المساء، ترافقها نسماته زهرية عبرت عن المشاعر الإنسانية الغامضة، فخاطب الريح والزهر والبحر وأوجد من الكلمات كلمات أخرى، ومن ترجماته «كيف اجعل للحزن طريقا في السماء يسبح بين الكواكب حتى لا يصيب من أحببت»، وقد عبر أيضا أن الحب الصادق يخلق هاله من الهدوء تسكن الإنسان عندما يقع فيها، وقد يأتي الحب في لحظات الحزن من دون أن نعلم.
إن إبداعات بابلو نيرودا أوجدت جيلا من المهتمين بأعماله الأدبية التي عبرت عن حياتهم وأفكارهم والى الآن له مكانة هامة في الأدب العالمي، وقد ترجمت أعمالة لعدة لغات وحصل على العديد من الجوائز من أهمها نوبل للأدب في العام 1971، وقد نشرت له كتب ومذكراته بعد وفاة فقد رحل في عام 1973 تاركا ً فكراًو أعمال هامة.