تتجاوز «أتش بي» و «أمازون دوت كوم»
100 مليار دولار القيمة السوقية لـ «فيسبوك» العام المقبل
ارشيفية ©متظاهرون ضد انتهاك الخصوصية في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو
تاريخ النشر: السبت 23 يوليو 2011
بعد تحولها لشركة مساهمة عامة أضحت شركة فيسبوك نموذجاً صارخاً للارتفاع الصاروخي لقيمة شركات الشبكة العنكبوتية التي بها عدد محدود من المساهمين المهيمنين.
وكانت فيسبوك في أكتوبر 2007 عبارة عن شبكة تواصل اجتماعي ناشئة قيمتها السوقية 15 مليار دولار حين استثمرت مايكروسوفت فيها. ومنذ ذاك أخذت قيمة الشركة في الصعود على نحو مطرد. وبحلول شهر يناير الماضي بلغت قيمة فيسبوك 50 مليار دولار حين قامت مجموعة من المؤسسات المالية بتمويلها على رأسها جولدمان ساكس التي استثمرت 1,5 مليار دولار.
واليوم وطبقاً لتداول سهم فيسبوك في أسواق الأسهم الخاصة بلغت قيمة فيسبوك نحو 84 مليار دولار. ويعتقد البعض أنه إذا تحولت فيسبوك العام المقبل إلى شركة مساهمة عامة ستصل قيمتها إلى 100 مليار دولار لتتجاوز قيمة هيوليت باكارد الرأسمالية (البالغة حالياً 74 مليار دولار) وأمازون دوت كوم (البالغة حالياً 97 مليار دولار). وامتنع متحدث رسمي باسم فيسبوك عن التعليق على قيمة الشركة السوقية الحالية.
هذه الأرقام المحلقة تضع فيسبوك على رأس عدد من شركات الإنترنت التي اكتسبت قيماً هائلة في فترات قصيرة.
يذكر أن كلاً من جروبون وزينجا تعتزمان طرح أسهمهما في البورصات العالمية بقيم يتوقع البعض أن تصل إلى 20 مليار دولار لكل شركة منهما.
وأثارت تلك الأرقام الضخمة جدالاً محموماً وترددت تساؤلات من عديد من الأوساط عم إن كانت هذه الشركات تساوي تلك القيم؟ وهل ربما تساوي أكثر؟
عقدت صحيفة وول ستريت جورنال مقابلات مع شخصيات بارزة في الأوساط المالية ليدلوا بآرائهم في هذا الشأن في مسعى للبحث عن إجابات لهذه الأسئلة.
تزاحم “جوجل”
قال جيف يانج الخبير في المشاريع الرأسمالية بمؤسسة رد بوينت فنتشيرز في منلربارك كاليفورنيا التي تستثمر في شركات ناشئة تعمل في مجال التواصل الاجتماعي على الشبكة: “إن فيسبوك تخلق بيئة شاملة لشبكة تواصل اجتماعي عنكبوتية. ولدى فيسبوك المقومات التي تتيح زيادة قيمتها وربما على نحو قد تتفوق به على جوجل وهو ما يعزى إلى مجالها الواسع وقدرتها الهائلة على النمو”.
وأضاف: كانت سوق إعلانات الإنترنت تساوي 25 مليار دولار العام الماضي. وتبلغ حصة فيسبوك حالياً نحو 27 في المئة من إعلانات العرض. ويشير ذلك إلى أنه في عام 2015 ستبلغ سوق إعلانات الشبكة 45 مليار دولار وهو ما يتوقع معه أن تبلغ إيرادات فيسبوك من الإعلانات المعروضة نحو 7 مليارات دولار.
وقال إن سوق الإعلانات الأميركية بالغة الضخامة، إذ تبلغ إيراداتها اليوم 133 مليار دولار وتتزايد حصة الإنترنت فيها. وقد تبلغ قيمة هذه السوق نحو 150 مليار دولار بحلول عام 2015 ربما تحصل شبكة الإنترنت على 20 في المئة منها وتحصل فيسبوك بالتالي على 20 في المئة أخرى، وهو ما يضيف 6 مليارات دولار أخرى لإيرادات فيسبوك.
ثم هناك المكون الدولي، وعادة تبلغ الإيرادات الدولية ضعف الإيرادات بالولايات المتحدة وهو ما ينتظر أن يضيف 4,8 مليار دولار لإيرادات فيسبوك. كما أن هناك نظام ائتمان فيسبوك (نظام عملة فيسبوك الافتراضية) المنتظر أن يضيف 1,3 مليار دولار عام 2015.
ويبلغ مجموع هذه المكونات معاً 19 مليار دولار تشكل عائدات فيسبوك بحلول عام 2015. وأعرب عن أعتقاده أن هذا مجال أعمال شديد الجاذبية من حيث هامش الربح الذي يفترض أن يبلغ 40 في المئة قبل الضريبة.
وبذلك تكون نسبة السعر إلى الإيرادات 25 إلى 1 (وهي نسبة سعر سهم الشركة مقابل أرباح السهم) وبالتالي قد تصل قيمة فيسبوك السوقية إلي أقل قليلاً من 140 مليار دولار في عام 2015.
وفي مقابلة مع ديفيد بيتر شميدت مؤسس ورئيس تنفيذي انكتومي كورب عام 1996 محرك بحث دوت كوم والذي يتولى حالياً رئيسا تنفيذياً لشركة سايبر انك لخدمات تكنولوجيا المعلومات في دنفر كولورادو قال إنه تولى رئاسة الشركة حين كان سعر سهمها 20 دولاراً ثم بعد ذلك بسنتين أو ثلاث سنوات قفز سعر السهم إلى 265 دولاراً وهو في رأيه أمر يضع مسؤولية ثقيلة على كاهل فريق الإدارة.
وأضاف أنهم كانوا يعدلون خطتهم كل ستة أشهر وأن أول خمس دقائق من كل اجتماع تحليل استراتيجي كان يطرح السؤال “ما هو تحليل أداء الشركة وفق المبادئ الحسابية المعمول بها عالمياً؟ أو ما هو الفرق بين قيمة الشركة اليوم والربحية المتوقعة خلال السنوات القليلة المقبلة؟.
ومع زيادة قيمة الشركة وبلوغها أضعاف الأرقام المتوقعة يتحمل فريق الإدارة حملاً ثقيلاً في عدة اتجاهات مختلفة.
وقال:رغم أني لا أعلم قيمة فيسبوك السوقية فإن هناك فرقاً بين فيسبوك وفقاعة أواخر تسعينات القرن الماضي بسبب أنه كان هناك آنذاك 5 آلاف شركة خاصة تسعى لطرح أسهمها في البورصة.
وأضاف “أما اليوم لدينا سياق مختلف، إذ شهدنا بعض المنافسين المحتملين يتساقطون.
وقال :إنه مجال اكتسب مشاركة بشرية هائلة، واليوم علينا أن ننتظر ونشهد كيف ستعول فيسبوك على ذلك وتحوله إلى عائدات مالية وربحية عالية”.
انتهاك الخصوصية
أما كريستوفر سوجويان أحد مؤيدي الخصوصية وزميل مركز بحوث أمن شبكة الإنترنت التطبيقي بجامعة انديانا فله رأي آخر حيث قال: “أعتقد أن هناك عوامل مشتركة بين فيسبوك وشركات الكابل وهي أنه لا أحد يهوى استعمالها. الناس لا يميلون إلى فيسبوك ولا يثقون في فيسبوك. وهم يستخدمونها لأنهم مضطرون لذلك. فيسبوك تجعل الناس يفشون بياناتهم بزعم أنها خصوصية ثم تصبح تلك البيانات متاحة على الملأ. ولن يكون أمامك خيار إلا أن تقفل حسابك فيها.
وأضاف:إذا راقبنا ما يحدث لجوجل بلس (مبادرة شبكة تواصل جوجل الاجتماعي الجديدة) وفيسبوك سنجد أن هناك رغبة واضحة لدى عديد من المستخدمين في بديل عن فيسبوك. ورغم أن لجوجل بعض الثغرات البسيطة التي تتعارض مع الخصوصية إلا أنها ليست من الشركات التي يكرهها المستهلكون.
لقد عرضت فيسبوك نفسها للهجوم، ومتى أتى شخص آخر بمنتج بنفس درجة الجاذبية أعتقد أن فيسبوك ستكون في ورطة، بحسب سوجويان.
وأضاف:فيما يخص قيمة فيسبوك في السوق أعتقد أنه بسبب أنه من الصعب جداً على الناس أن يهجروا شيئاً اعتادوا عليه ولكن حين يأتي شخص بخدمة آمنة أعتقد أن الناس سيهجرون فيسبوك بأعداد كبيرة، في نهاية المطاف ينبغي على الشركات إرساء علاقة ثقة مع عملائها”.
الكيان الأكبر
وقال ريك ماريني رئيس تنفيذي برانشاوت إنك شركة ناشئة في سان فرانسيسكو قامت بإصدار تطبيق شبكة مهنية على منصة فيسبوك: “هل تستحق فيسبوك تقييماً أعلى من المتوسط؟ بالقطع نعم، من قراءتي للصحف تحقق فيسبوك ايرادات سنوية تتراوح بين مليارين و3 مليارات دولار، وإن كانت تتداول في السوق الثانوية بما يتراوح بين 80 مليار و85 مليار دولار فإن ذلك يعني أن مضاعف عائداتها يتراوح بين 30 و40. وأضاف:هذا يعتبر رقماً كبيراً بمقاييس وول ستريت ولكن سبب استحقاق فيسبوك لذلك يكمن في أنها شركة مساهمة خاصة لذا يصعب على المستثمرين شراء أسهمها، ولذلك مع محدودية العرض يصير الطلب(يعني السعر) كبيراً.
وزاد: حين تكون الشركة هي الكيان الأكبر فإنها تصبح الأقوى ومن ثم يستحق رائد السوق أقصى قيمة.
وقال: في حالة فيسبوك لا يوجد منافس حقيقي لديه حتى تواجد معقول. فهي تستحق تقييماً ضخماً بسبب أنها تختلف عن أي شركة أخرى قائمة اليوم أو عن أي خدمة أخرى في تاريخ الإنترنت.