بما تصبح لدى الأطباء قريبا وسيلة محايدة بدرجة أكبر لتشخصين وعلاج
الاكتئاب، وذلك من خلال اختبار دم يعطي درجات بين 1 إلى 9، وتشير الدرجات
الأعلى إلى تزايد احتمالية إصابة المريض باضطراب قوي مرتبط بالاكتئاب.
ويقوم الاختبار، الذي طورته شركة «ريدج دياغنوستكس» ومقرها في سان دييغو،
بقياس تغيرات في 10 علامات بيولوجية في الدم ويقدم النتائج في طريقة حسابية
تقيم 4 أجهزة مختلفة داخل الجسم للتعرف على النتيجة النهائية.
تشخيص الكآبة
* وفيما يمكن أن تكشف اختبارات الدم المتقدمة والتصوير بالأشعة الكثير من
الأمراض في المراحل الأولى لها، يتطلب تشخيص الاضطرابات العصبية النفسية
خبيرا يقيم عددا من الأعراض الشخصية التي تبدو على المريض. ونتيجة ذلك، يتم
تشخيص الكثير من المرضى بصورة خاطئة، أو ربما لا يتم تشخيصهم من الأساس.
وفي عام 2005، نشر باحثون تابعون لهارفارد دراسة تشير إلى أن أكثر من 20
مليون شخص داخل الولايات المتحدة يعانون من اضطرابات في الحالة المزاجية،
ومع ذلك فإن 50% فقط جرى تشخيصهم أو علاج ما يعانون منه.
ويبحث الأطباء عن اختبار بيولوجي للاكتئاب يتسم بالحياد «منذ بداية الطب
النفسي الإكلينيكي قبل 50 أو 60 عاما»، حسب ما يقوله الدكتور جورج
باباكوستاس، أستاذ طب النفس المشارك في كلية الطب بهارفارد مدير دراسات
الاكتئاب العلاج والمقاومة في مستشفى ماساتشوستس العامة، في حديث نقلته
مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية.
وقد جرب العلماء الكثير من الاتجاهات، من بينها اختبارات جينية واختبارات
تقيس مدى استجابة الهرمونات للضغوط أو تصوير المخ. وقاسوا اختلالات محتملة
في الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنوربينفرين والدوبامين، وقاسوا حتى
العلامات الصوتية.
ويقول باباكوستاس: «توجد بعض الإشارات. والمشكلة أنه إذا نظرت إلى عنصر
واحد أو علامة واحدة أو منطقة مرض واحدة، ستكون الإشارة ضعيفة».
ويوسع اختبار «ريدج» من نطاق هذه الإشارة من خلال جمع الكثير من العلامات
سويا. وقام علماء الشركة بمسح أكثر من 100 علامة حيوية لاختيار مجموعة من
10 علامات لاختبار الاكتئاب. وهذه العلامات مرتبطة بأجهزة معروف أنها تتأثر
بالاكتئاب، وتحديدا الأيض (التمثيل الغذائي) والجهاز المناعي والجهاز
العصبي والهرمونات التي تفرزها منطقة التحكم في الهرمونات داخل الدماغ
والغدة الكظرية والغدة النخامية.
ويقول الرئيس التنفيذي لـ«ريدج» لونا ويليامز إن الشركة أكدت على مجموعة
العلامات البيولوجية والطريقة الحسابية من خلال 8 دراسات أجريت على عدة
مئات من المرضى وعينات. وحتى الآن، ظهر أن نتائج اختبارات الدم ترتبط
بالتشخيصات المحددة من خلال معايير صحية نفسية – معايير الطبعة الرابعة
للدليل التشخيصي الإحصائي (DSM - IV) ومقياس هاميلتون للاكتئاب – بنسبة تصل
إلى 90%.
وقد أجرى باباكوستاس دراسات لاختبار الدم كمستشار لدى «ريدج دياغنوستكس».
ويقول: «يبدو هذا الاختبار شيئا واعدا». ولكنه يحذر من أنه «حتى الآن
يستخدم كوسيلة بحثية». ويقول إن الخطوة المقبلة هي تطبيق الاختبار على نطاق
أكبر وداخل المجتمع مع أجل التأكد من فائدته كوسيلة فحص.
ويقول باباكوستاس: «الفائدة من هذا النوع من الفحص هي تطبيق هذا عندما لا
يكون لديك أي شخص مؤهل لفحص الاكتئاب»، مثل داخل المجتمعات الريفية حيث
يندر فيها العاملون في مجال الصحة النفسية أو في عيادات الرعاية الأولية،
لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لتحويل المريض إلى الطب النفسي.
وقد بدأت «ريدج» بالفعل تسويق الاختبار في منطقة جغرافية محدودة على أساس
النتائج القائمة. ويستطيع أطباء في كارولينا الشمالية وفي كاليفورنيا
الجنوبية، حيث يوجد للشركة معمل ومقر، طلب الاختبار الآن. واختارت الشركة
هذه المناطق حتى يمكن لطاقمها العمل عن قرب مع أطباء يستخدمون الاختبار.
ويقول ويليام إن «ريدج» أجرت أيضا دراسات حالة لمعرفة ما إذا كان اختبارها
يستطيع مساعدة الأطباء في تشجيع المواطنين للبحث عن علاج نفسي أو الالتزام
بنظام غذائي مضاد للاكتئاب.
وتقوم الشركة بتطوير اختبار دم لمراقبة العلاج المضاد للاكتئاب. ويقول
ويليام إن الهدف هو أن يكون قادرا على الملاحظة خلال أسبوع أو اثنين ما إذا
كان المريض يستجيب لعقار وليس خلال فترة ما بين 4 أسابيع لـ6، وهي الفترة
التي قد يحتاجها للتعرف على تحسن في الأعراض.
ودمتم سالمين