هكذا هي الايام.. تسير بنا دائماً لنضع نهاية لقصة قد تكون مثيرة ومجنونة في كثير من اجزائها ولكن يجب ان يكون لها نهاية «قد تكون حزينة.. وقد تكون مفرحة..
هيغيتا الحارس الكولمبي الشهير والذي يعرفه جيل الثمانينات بالتحديد ومن تابع مونديال 1990 وكذلك من هو مطلع على التاريخ الكروي، لم يرحل هذا الحارس من الملاعب مثله مثل بقية اللاعبين، ولكن رحل وهو يمتلك «بصمة» تتمثل بحركته «صدة العقرب» التي اشتهر بها وعجز كل حراس المرمى في العالم عن الاتيان بمثلها، لأنها كانت تخصص هيغيتا، وفعل الحركة أمام منتخب عريق هو المنتخب الانجليزي وذلك في امسية السابع من سبتمبر عام 1995 والتي اعتبرت لاحقاً افضل حركة كروية في العالم، وصرح الحارس الكولمبي بعد ان سمع بهذا الخبر «الآن بامكاني الموت وانا مرتاح»!
هيغيتا «الصديق المقرب من مارادونا» تسبب في خروج منتخبه الكولمبي من المونديال على يد الكاميرون1990 بسبب «نزعته الهجومية» حيث تسلم الكرة من الدفاع ليتقدم بها ويحاول مراوغة نجم كاميروني «تاريخي» هو روجيه ملا، ولكن لم تأت الرياح بما يشتهي الحارس المجنون حيث قطع ميلا الكرة وسددها في المرمى الخالي ليذهب إلى الطرف الاخر من الملعب ليمارس حركته الشهيرة والتي عرفت ايضاً بحركة «ميلا». هيغيتا واصل لعب الكرة حتى سن الاربعين، ليضطر بعدها لاعتزال الكرة بسبب مرض «الاعصاب» والذي كان ملخصا لحالته الماضية ونزعاته الجنونية وغير الاعتيادية في الملعب.
اعتزل هيغيتا وفي مباراة اعتزاله التي جمعت نجوم منتخب كولمبيا بقيادة صاحب الشعر الاجعد «فالديراما» والموهبة الكولمبية الشهيرة «اسبيريا» وفريق نجوم الكرة اللاتينيه بقيادة لويس غارسيا والاكوادوري سوزا.
هيغيتا «العقرب» بين ميلا وأبو العتاهية !
قرر خلال اللقاء ان يفعلها هيغيتا ويكرر حركة العقرب ولكن عجز عن فعلها لأن «صدة العقرب» ودعته ايضا. وربما ردد هيغيتا على شفتيه بعد فشله ما قاله الشاعر ابو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغن البكاء ولا النحيبُ
فيا أسفا أسفت على شباب
نعاه الشيب والرأس الخضيب
عريت من الشباب وكنت غصناً
كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبره بما فعل المشيب