ما حكم الجمع بين الصلوات لعذر النوم لأجل العمل؟
شاب يبدأ العمل من منتصف الليل حتى بعد الظهر فينام قبل العصر حتى قبل منتصف الليل فيسأل عن حكم الجمع بين الصلوات - فيجمع الظهر والعصر جمع تقديم والمغرب والعشاء جمع تأخير- مع الدوام على الجمع؟.
الشخص الواجب عليه أن يتقي الله وينظم وقته وحياته . أمّا أنه يَهْتَمّ بالمَعَاش والدّنيا ، وَيُضيع الصلوات ، هَذَا فِعْل قبيحٌ ، ما يجوز له أن يفعل هذا .
يعملُ وينظّمُ وقته : يجعلُ وقتًا للعَمَل بقدْر استطاعَتِهِ ، أمَّا أنه يعمل لِوَقتٍ طَوِيل للدُّنيا ، ثم يضيعُ أمْرَ الصَّلاة ؛ الوَاجِب أن يصليَ الصلواتِ في وقتها .
قال الله ـ عز وجل ـ : { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } .
ويقول ـ سبحانه ـ : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُون وَيَمْنَعُونَ الْـمَاعُون }.
فهذا مُتَوَعَّدٌ بالويل ، فَإِنه قد سَهَى عَنْ صلاته وأضَاعَ أوقاتَهَا .
فالوَاجِبُ عليه أن يصليَ الظُّهرَ ثُم ينَام قليلًا - إذا استطاع أن ينام - إلى العصر ثم يقومُ وَلَوْ تَأَخَّرَ عَنِ الجَمَاعَة ، لَكِنْ لَا يَحِلُّ له أن يضيع العَصْر .
ثُمَّ يرتاحُ إلى المغرب ، ويُصلي المغرب ثم ينتظر ولو ساعة .. ثم له أن ينام ، لَكِن يقول لأهله يوقضونه . مثلا : صلى المغرب ، ثم ينام إلى قُرْب نصْف اللَّيل فيقوم ، لابأس ، ويصلي صلاة العشاء قبل نصف الليل .
هذا اللازم عليه . ( وأيضا عنده صلاة الفجر لكنه قد صلاها ) فَعَلَى كُلٍّ بَقِيَ عليه العصرُ والمغرِبُ وَهَكَذَا الْعِشَاءُ لَيْسَ لَهُ أن يجْمَعَهَا جَمِيعًا .
بارك الله فيكم .