السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعيش الإنسان في هذه الحياة صراعاً مع مشاقها ومتاعبها،
قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
وضيق الصدر أمر لا يسلم منه أحد من الناس، لكنهم يختلفون في تعاملهم معه، فمنهم من يستسلم له، ومنهم من يأخذ بالأسباب التي تعين على زوال همه، وشرح صدره.
ونذكر لكم بعضاَ من هذه الأسباب:
1. قوة التوحيد. وهو أعظم الأسباب وذلك بأن يعتقد العبد اعتقاداً جازماً أن الله وحده هو الذي يجلب النفع ويدفع الضر، لا راد لقضائه، يعطي من يشاء بفضله، ويبتلي من يشاء بعدله.
2. حسن الظن بالله. بأن تستشعر أن الله سيفرج همك، فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه فتح الله عليه بركاته من حيث لا يحتسب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظن شراً فله) رواه أحمد وابن حبان.
3. كثرة الدعاء. يا من ضاق صدره وتكدر خاطره، ارفع أكف الضراعة إلى مولاك، وبث شكواك وحزنك إليه، واذرف الدمع بين يديه، وتيقن بأن الله سيجيب دعاءك، فالأمر كله بيده، ولماذا تشكي همومك للناس وتطلب منهم العون؟ وتنسى من بيده كل شيء!!
4. المبادرة إلى ترك المعاصي. فالذنوب سبب لضيق الصدر، وهي باب عظيم ترد منه المصائب على العبد، (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). وتذكر قوله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
5. المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل. ورد في الحديث القدسي: ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري.
6. ذكر الله عز وجل. فالمداومة على أذكار الصباح والمساء، وسائر أنواع الذكر، سبب لحفظ العبد من شر شياطين الجن والإنس ووساوسهم، والذكر سبب لطمأنينة القلب، (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)