[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]«نعم أحبها وهي تبادلني العواطف، لكنني أشعر عندما أسير إلى جوارها أن المارة يصوبون نظراتهم إلينا. أحيانا أخالهم يسخرون منا وكأن كل ما يلفتهم نحونا هو فارق الطول بيننا الذي لا يتجاوز سبعة سنتيمترات، لكن هذا الفارق بات يؤرقني. فكرت في الطلاق، لكن تمسكها بي جعلني أتراجع عن أفكاري التي كادت تطيح بزواجنا».
تلك الواقعة، رغم ما تعكسه من تطرف صاحبها، تعبر عن حالة بعض الرجال الذين قد يرتبطون بالزواج أو بقصة حب بنساء يفوقهن في الطول. وهي حالات قد لا تعبر عن السواد الأعظم من الناس، وربما لا تمثل ظاهرة تستحق الدراسة، لكنها في النهاية حالات موجودة بالفعل، وقد تسبب الحرج لأصحابها.
ولعل أشهر نموذج يجسدها حاليا هو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزوجته العارضة السابقة، كارلا بروني، وقبلها زوجته السابقة سيسيليا، فضلا عن النجم العالمي توم كروز الذي ارتبط لفترة بالنجمة الاسترالية نيكول كيدمان، التي كانت تفوقه في الطول بنحو عشرة سنتيمترات، ليكون الطلاق خاتمة المطاف. ولعل اغلبنا يتذكر مقولتها الشهيرة بعد إعلان الطلاق أنها أخيرا ستتمكن من ارتداء أحذية بكعوب عالية، في إشارة إلى أنها حرمت من هذه الموضة خلال فترة زواجها. غير ان هذا لم يمنع توم كروز من الزواج من امرأة طويلة، كايتي هولمز.
الخبير النفسي الدكتور علاء مرسي، أكد في البداية أن مشاعر الإعجاب والحب لا علاقة لها بالطول والقصر، مشيراً إلى أن أجمل الجميلات قد يرتبطن بأزواج لا يتمتعون بالوسامة، وأضاف: «أن يكون الرجل أقصر من زوجته حتى ولو ببضعة سنتيمترات قليلة، فتلك مسألة قد يرفضها المجتمع العربي الذي يعتمد على مفهوم تفوق الرجل في كل شيء، القوة والسيطرة والقوامة والطول أيضاً.
وتزداد المشكلة لدى بعض الرجال إذا كانت زوجاتهم يتمتعن بدرجة عالية من الجمال اللافت للأنظار، فإذا لم يكن الزوج شديد الثقة بنفسه، ومقدراً لإمكاناته وحب زوجته له، فإن الأمر قد يسبب له بعض الأرق أو الحرج من الخروج معها في مناسبات عامة، مع أن لا علاقة للمشاعر العاطفية بالطول أو القصر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض التجارب التي قد يمر بها هؤلاء الرجال من رفض نساء الارتباط بهم بسبب فارق الطول، قد يسبب لهم بعض الحرج من الارتباط بامرأة طويلة، حيث تصر بعض النساء على صورة فارس الأحلام الممشوق القامة».
لكن هناك نماذج كثيرة لرجال حرموا نعمة طول القامة، لكن قاماتهم المعنوية حققت لهم المقام والمكانة، واحتلوا مناصب مميزة في العلم والسياسة. ولعل أشهرهم الإمبراطور الفرنسي الشهير نابليون بونابرت، الذي كان قصير القامة الى درجة ان مساعديه كانوا يضعون له مقعدا صغيرا أسفل مقعده الذي يجلس عليه حتى لا تبقى قدماه معلقتين في الفراغ. ولم يحُل قصر قامته دون انجذاب أجمل النساء إليه، وتحديدا جوزيفين، التي كانت أطول منه بعض الشيء.
وتشير بعض الدراسات الى أن الاضداد تتجاذب، ما يفسر علاقات طويلات القامة برجال أقصر منهن. والسبب عدا التناقض المظهري، هو شعور مفرط بالأمومة قد تمارسه المرأة على زوج تستطيع احتضانه وأحيانا بسط سيطرتها عليه. وهذا بدوره، يكون صعبا مع شريك كامل الأوصاف معتد بنفسه. كما ان بعض الرجال يجعل من الأمر تحديا ومغامرة يجب الفوز بها من خلال إخضاع المرأة الفارعة الطول، لذا يمارس سحره ويبثها عواطفه حتى تقع في شباكه فيحقق انتصاره.
وائل هو أحد المنتصرين، كما يطيب له أن يعرّف عن نفسه. قامة زوجته تتجاوز قامته بنحو عشرة سنتيمترات على أقل تعديل، يؤكد أن الأمر لا يزعجه ولا ينال من رجولته، فهو الآمر الناهي في البيت: «سي السيد»، كما يضيف ضاحكا. وهو لا يعترض على انتعال زوجته الكعب العالي عندما يكونان معا. يقول: «الأمر لا يعقدني إطلاقا، ولديّ ما يجعلني اخطف الأنظار، حيث أكون من دون الاعتماد على قامتي أو وسامتي. وإذا راجعنا قصص المشاهير لوجدنا أن أجمل الجميلات ينجذبن الى رجال كل رأسمالهم يكمن في شخصيتهم وليس في وسامتهم».
ويستغرب وائل اعتبار الفرق في الطول لصالح الزوجة نقيصة للزوج، ويشير إلى أن لا أحد يعلق على طول الرجل مقابل قصر قامة المرأة «الأمر الذي نجده كثيرا أينما توجهنا».
لكن البعض يفضل عدم النوم بين القبور حتى لا يصاب بالكوابيس. يقول كريم الذي بلغ 36 عاما: «لماذا أرتبط بمن هي أطول مني، وأتعرض للسخرية؟».
ويؤكد أنه كان يمتنع عن خوض أي علاقة عاطفية بزميلاته الطويلات في الجامعة بسبب قامته، وأشار إلى أنه ظل يبحث عمن تناسبه في الطول حتى وجدها وتزوجها. لكن موقف كريم لا يشكل قاعدة للعلاقات بين الجنسين، ذلك أن رنا ابنة الثالثة والعشرين، أكدت لنا أنها أطول من خطيبها ببضعة سنتيمترات، واعترفت بأنه حين تقدم لخطبتها لم يكن يحمل تلك الصورة التي كانت كثيراً ما تداعب خيالها لفتى الأحلام، لكنها وجدت فيه بعد الحديث معه الكثير من الصفات التي جعلتها ترتبط به من دون تردد.
«التوافق الجسماني بين الأزواج لا يعتبر عاملاً حاسماً في شكل العلاقة ونجاحها بين الأزواج» على حسب تعليق الدكتور بهاء الدين منير، الاختصاصي في الطب النفسي، الذي أضاف: «لا أعتقد أن قصر قامة الزوج يمثل عاملاً أساسياً في إحساس الرجل بالحرج من طول زوجته، طالما توفر الانسجام الروحي والنفسي بينهما.
كما أنه ليس بالضرورة أن يكون فتى الأحلام بقامة نجوم السينما مثل صمويل جاكسون أو نيكولاس كيج. لكن قد يكمن اهتمام البعض بمسألة طول الزوج في تلك الصورة النمطية للأزواج في ذهن المرأة التي ارتبطت بمواصفات مختزنة منذ الطفولة، تبدأ بصورة الأب وما يتلوها من صور أخرى تضاف الى ذاكرة الفتاة من صور نجوم السينما أو الرياضة.
لكن من الممكن لأية زوجة تعاني من تلك المشكلة مع زوجها الذي يقصرها في الطول أن تتجنب الكعب العالي لدى اختيارها أحذيتها، حتى تقلص الفارق، كما يمكنها تعزيز ثقته بنفسه بين الحين والآخر إلى جانب بثه مشاعرها وإعجابها بصفات في شخصيته تميزه عن غيره، وبالطبع لا داعي لإبداء عبارات الإعجاب بأصحاب القامات الطويلة في حضوره حتى لو كانوا من النجوم في عالم السينما والرياضة».
وتبقى العلاقة بين الزوجين علاقة مميزة أساسها المودة والعاطفة التي لا تبحث لدى الآخر إلا عن كل ايجابية جميلة، سواء كان الحبيب قصيرا أو طويلا.