الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين .. وبعد
إن أطفالنا يعيشون في زمن أصبحت الثقافات الغربية الإباحية بين أيديهم، ولذلك نعيش معهم جهاداً مستمراً لدرء الأخطار عنهم ، ولتقديم ما هو مفيد ونافع وممتع لهم دون أن يمسهم أذى تلك الثقافات التي لوثت حتى الهواء الذي يتنفسونه.
في هذه الخطبة لانتكلم عن عدو بعيد عنا وإنما نتكلم عن عدو قريب بين أيدي أطفالنا من ذكور وإناث نشتريه بأموالنا وندخله بيوتنا من غير إدراك لخطورته إنه بلاي ستيشن
كل أب يشتريه لمجرد تسلية أولاده فهل نحن مصيبون في عملنا ماذا تتوقع من طفل (( جالس في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة ، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة ، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته ، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن ، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حينا وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها ، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي )
ماذا تتوقع من أبنك وهو يلعب لعبة تسمى القاتل الأول التي تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه ، فهنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع ))
نهايته أن يكون عنيفا مع إخوانه وزملاءه كما قال أحد علماء أمريكا فلا تستغرب بعد ذلك من ضرب وتخريب ماحوله فأنت الذي علمته على ذلك من حيث لاتشعر .
وفي ألعاب أخرى تظهر صور عارية ، نحن نقول لولدنا العورة كذا فلا يجوز لك أن تنظر إلى عورة أخيك وكذا المعلم في المدرسة وتقوم هذه الألعاب بفكرتها الخبيثة بتحطيم هذه الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في المجتمع المسلم ، ويكون منقسما في فكره بين الحق والباطل
وقس على ذلك الألفاظ والموسيقى بوسائل تشويقية كثيرة؛ فالذكاء يصور على أنه الخبث ، والطيبة على أنها السذاجة وقلة الحيلة ، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله . ولعبة أخرى؛ ملخصها أن الطفل الفائز هو الذي يستطيع أن يعري المرأة التي أمامه أكثر من الآخر، وآخر قطعة يسقطها الطفل عن جسدها تكون هي مكمن فوزه .. ! فماذا تتوقع أن يكون ابنك أوابنتك بعد ذلك
وهاك قصة نشرتها جريدة الوطن مفادها أن أباً كان يراقب لعب ابنه الكبير وعمره عشرون عاماً ، مع ابنه الصغير الذي يبلغ الثامنة من العمر لعبة كرة القدم في جهاز "البلاي ستيشن" وكان الأخ الأكبر متمكناً مع اللعبة أكثر من الصغير فأراد والدهما أن يدخل الفرحة إلى قلب ابنه الصغير وأشار للأخ الأكبر بالسماح لأخيه بالفوز عليه ، وعندما استطاع الأخ الأصغر تسجيل هدف في مرمى شقيقه غضب الأخ الأكبر وقام بإحراز هدف التعادل ومن ثم هدف الفوز لتنتهي المباراة مما جعل الأخ الأصغر ينفجر باكياً فغضب الأب من ابنه الأكبر بشدة وقام الأب بكسر جهاز اللعبة وضرب ابنه وطرده من المنزل ، وظل الابن في منزل عمه حتى سمح والده له بالعودة بشرط أن لا يدخل جهاز البلاي ستيشن إلى البيت مرة أخرى وإلا سوف يحدث ما لا تحمد عقباه،
أخي المسلم :
هل تعلم أن الدولة التي خرجت منها لعبة بلاي ستيشن وضعت محاذير وضوابط شديدة للتقليل من أخطارها أسوة بالخمور التي لا تباع للصغار ويمنع من قيادة السيارة من يشربها وكذلك الأفلام الإباحية و الرعب فعلى غلاف لعبة تجد +3 الذي يعني يصلح لمن هم أكبر من 3 سنوات وكذلك +7 و+12 +16 +18
هل تعلم أن بعض الولايات الأمريكية أصدرت قوانين جديدة تشدد على العقوبات لمن يبيع هذه الألعاب للفئة الأصغر-
- هل تعلم أن هذه الدول حذرت ولا زالت تحذر من اللعب بها أمام الصغار بالبيت أو التساهل بإعطائهم اللعبة
- هل تعلم أن بعض الدول تمنع مظهر الدماء تماما بالألعاب وتطالب شركات الألعاب بجعل المجرم يطير الى السجن باللعبة بدلا من القتل .
واسمع هذا الخبر من الشبكة الاقتصادية – تقول عممت مصلحة الجمارك على جميع المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية بعدم السماح لأشرطة أجهزة "البلاي ستيشن" بعد أن تم اكتشاف عدد منها تحوي على مشاهد إباحية، وأخرى مسيئة للإسلام وتصور الإسلام على أنه دين إرهاب. كما أن بعضها الآخر يطالب اللاعب بتحطيم أكبر عدد من المساجد وتمزيق المصحف للحصول على عدد أكبر من النقاط .
وشدد التعميم على وجوب تحري الدقة في عمليات الفسح للأشرطة والتأكد من محتوياتها قبل السماح بدخولها الى المملكة .وللحديث بقية أقول ماتسمعون والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد
إن لعبة بلاي ستيشن تهدم العقيدة الصحيحة فأحدى الألعاب فكرتها مبنية على أن هناك قوى خارقة تستطيع فعل أي شيء وأن نجاة العالم من الحرب النووية على بطلة اللعبة وهذا يهدم اعتقاد المسلمين أن الملك المدبر المتصرف في الكون هو الله سبحانه وتعالى
بلاي ستيشن طريق إلى محبة الكفار والميل إليهم وتعظيمهم ، ويأتي ذلك عن طريق محبة بعض الشخصيات التي تقوم بدور البطولة في تلك الألعاب
بلاي ستيشن سبب في التشبه بالكفار : ومن يشاهد أبناء المسلمين اليوم يرى ذلك جلياً فمنهم من يلبس السلاسل والقلائد في العنق ومنهم من يسير في الطرقات العامة باللباس القصير "الشورت" ومن النساء من تتشبه بالرجال في ملابسها ومشيتها وكلامها وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » رواه أبو داود في سننه
بلاي ستيشن كثيراً ما تظهر الكنائس والأجراس والصلبان في هذه الألعاب وفيها يقدسون الأحبار والرهبان وعباد بوذا ، وفي بعض الألعاب يلبس بعض اللاعبين الصليب ويقوم بعضهم بالتثليث حال دخولهم الملعب أو إحراز أحدهم هدفاً
أليس أيها المسلمون في هذه اللعب ضياع الأوقات فيما لا يفيد حيث إن هذه الألعاب يمكن أن تستغرق ساعات اليوم كله دون أن يمل اللاعب والله سبحانه سائلنا يوم القيامة عن أوقاتنا وأعمارنا
أليس فيها تضييع الصلوات : ولا يمكن لأحد إنكار ذلك ، فهذه الألعاب كالمغناطيس في جذب الأطفال والمراهقين بل والكبار أيضاً، فإن اللاعب إذا رأى أن الصلاة سوف تقطعه عن هذه المتعة والإثارة التي يعيشها ، فإنه لن يلتفت إلى الصلاة سوف يؤجلها حتى ينتهي من لعبته
أليس فيها عقوق الوالدين : فالأم - مثلا - تأمره لقضاء بعض الحاجات لها فلا يسمع لها ولا يطيع أمرها فيقع في العقوق والعياذ بالله ،
إن الأمر لم يقف عند هذا بل تعداه :
1- اضطراب الأعصاب وتوترها الدائم بسبب الإدمان على اللعب والوقوف أمام الشاشة .
2- هناك كثير من المناظر المخيفة التي تؤذي اللاعب نفسياً وتزرع الرعب في قلبه .
3- تؤدي هذه الألعاب في بعض الأحيان إلى تنامي روح العزلة لدى الأطفال .
4- كما تؤدي هذه الألعاب إلى حب الانتقام وإيذاء الآخرين .
خامساً : الأثر الأخلاقي :
1- السب والشتم فيحصل بين المتسابقين في الغالب سب وشتم وعناد أثناء اللعب، وهذا ليس من صفات المسلم كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلَا الطَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ » رواه أحمد في مسنده
2- العري الفاضح : كما في ألعاب المصارعين والمحاربين العارية التي لا يسترها سوى "مايوه" يظهر عورة الرجل ويحددها وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنْ الْعَوْرَةِ ّّّّّّّ» قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وأخرج الإمام أحمد في مسنده قريبا منه ، كما أن في بعض هذه الألعاب صوراً حية لنساء كاسيات عاريات
سادساً : الأثر الصحي :
1-ضعف البصر . 2- استنفاد طاقات الأطفال والمراهقين .
3- الإصابة بانحناء الظهر وتقوس العمود الفقري . 4- رعشة تصيب أصابع اليدين .
سابعا : الأثر المادي :
وهذا الأثر يتمثل في إهدار الأموال عن طريق شراء تلك الأجهزة التي تعد غالية الثمن ثم في شراء البرامج والألعاب الخاصة بها ثم في صيانتها وتصليحها لأنها كثيراً ما تعرض للتلف بسبب سوء الاستخدام وكثرته. وبهذا نكون قد أعنا أعداءنا بأموالنا على محاربتنا في عقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا وسلوكياتنا
دعوة للتعقل في ممارسة تلك الألعاب والحد منها والعمل على تجنب آثارها السلبية وذلك باختيار ما يناسب منها وما يفيد وتجنب ما لا يفيد مع استبعاد أي لعبة تحتوى على مخالفات شرعية .
اللهم وفقنا ووفق ذرياتنا للعمل بكتابك وسنة نبيك والنهوض بأمة محمد اللهم حبب إلينا وإلي ذرياتنا فعل الطاعات وترك المعاصي اللهم أصلحنا وذرياتنا وجميع المسلمين
والسلام عليكم ،،