المظبي والمندي .. جزء مهم في خارطة السياحة اليمنية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صنعاء:واس
شهدت الأكلات الشعبية والتقليدية اليمنية نقلة نوعية في طريقة إعدادها وتقديمها خلال السنوات الماضية ما أكسبها شهرة واسعة وجعل منها عنصر جذب سياحي جديد بالنظر للإقبال اللافت عليها من قبل زوار اليمن من العرب والأجانب ما جعل عددا من المطاعم الحديثة التي تشتهر بتقديم هذه الأكلات أهم المحطات والمقاصد السياحية في العاصمة اليمنية وباتت زيارة أحد هذه المطاعم وتناول الطعام فيه أمر يتصدر أجندة السياح والزوار القادمين إلى اليمن بالإضافة إلى الوفود الرسمية وأعلام السياسة ونجوم الفن والمجتمع العربي ومع كل ما يمتاز به المطبخ اليمنى التقليدى عموما من تنوع وتعدد أطباقه وفرادة مذاقاتها وذلك تبعا للتعدد والتنوع الثقافي لمختلف أنحاء البلاد إلا إن هذا التمييز لم يكن له أن يعرف ويكتسب كل هذه الشهرة لولا سلسلة المطاعم الحديثة التي عملت على إعادة تقديم الأطباق الشعبية بمذاقات تجمع بين الخصائص التقليدية للمطبخ اليمني وأساليب الطبخ الحديثة موظفة ببراعة الأرث الممتد لثقافة الطبخ اليمني والذي ورث أبرز خصائص ومقومات الطبخ الهندي والتركي والفارسي بحكم العلاقات التاريخية والثقافية التي جمعت اليمن بهذه الشعوب حيث زاوجت ثقافة الطبخ اليمني بين الخصائص الموروثة والوافدة بإتقان وعلى نحو يمكن معه اعتبار تجربة المطاعم الحديثة إعادة صياغة لقيم ثقافية قوامها عدد من الثقافات المحلية والمستجلبة لتشكل مرجعية حية لثرات الطبخ اليمني.
ولا يختلف زوار المطاعم التي تقدم الأطباق الشعبية اليمنية على تباين خلفياتهم الثقافية على تمييز مذاقاتها الشهية ومواصفاتها التي يمكن اعتبارها عالمية ورغم تعدد هذه الأطباق وتنوعها اليوم واشتراكها في الكثير من القواسم مع ثقافة الطبخ في المجتمعات العربية إلا ان طريقة طبخها وتقديمها وجاذبية مذاقها تعطيها خصوصية إضافية.
يبدأ تقديم الطعام عادة بالمقبلات وأبرزها كوب الحساء ( المرق ) الذي يعد خلاصة لحم الخراف البلدية بطعمها الطبيعي اللذيد إلى جانب السلطات المختلفة والمخللات أما الأطباق الرئيسية التي تجد لها مكانا في هذه المطاعم وتحظى بإقبال الزوار فهي طبق السلتة الذي يعد سيد المائدة اليمنية بمكوناته من اللحوم والبيض والخضروات والحلبة السائلة مضافا إليها البهارات الحارة ويقدم في أواني فخارية تسمى ( الحرض) تحفظ الطعام ساخنا طوال فترة الأكل.وتؤكل السلتة مع خبز بلدي يسمى ( الملوج ) وهناك الشفوت الذي يعد من رقائق الذرة المخمرة مضافا إليها اللبن والكزبرة الخضراء والفلفل الحار أما أطباق اللحم فهي كثيرة ومتعددة وتقدم عادة مع الأرز الأبيض والبخاري وأبرزها ( الحنيذ ) و ( المظبي ) و ( المندي ) و ( الزربيان ) كما أن أطباق السمك متعددة هي الأخرى ومنها الجمري والشروخ والصيادية والاستكوزا.وتتضمن الأطباق التي تقدم في وجبتي الإفطار والعشاء الشكشوكة والفاصوليا والفول المطبوخ والفطائر المحشوة بالبيض والخضروات ( مطبق ).
أما أشهر الحلويات فهي (بنت الصحن) وهي فطيرة ترش بالسمن والعسل ثم الفتة بالموز أو بالتمر مع العسل والمعصوبة والرواني والمشبك وكلها فطائر تحلى بالعسل أو السكر إلى جانب الفواكه الطبيعية التي تشتهر بها اليمن.
والقواسم المشتركة بين الأكلات الشعبية اليمنية عموما هي استخدام البهارات بكثرة والصلصة والمخللات ويرجع ذلك لتأثيرات المطبخ الهندي كما تتميز هذه الأكلات بتقديمها ساخنة في أواني فخارية تبقى الطعام ساخنا إلى جانب المزاوجة الدقيقة بين طرق الطبخ التقليدية والحديثة واستخدام مواد طبيعية وطازجة عادة ما يعطيها طعما شهيا ويجعل تجربة تناولها والاستمتاع بها غير مسبوقة على مستوى الطعم واللون والرائحة.وزاد من شهرة الأكلات الشعبية اليمنية أيضا تزايد معدلات السياحة البينية مع دول الجوار خلال السنوات الماضية بالإضافة إلى حركة السياحة الدولية حيث يحرص الأجانب على تناول الطعام بطرق الضيافة التقليدية المرتبطة بقيم الجلوس على الأرض وتناول الطعام باليد بدلا عن الشوك والسكاكين والملاعق إلى جانب تزايد عدد المطاعم الفاخرة والحديثة التي تتميز بتقديم هذه الأطباق بمذاقاتها المختلفة.وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي اكتسبتها المطاعم اليمنية الحديثة إلا انها ما زالت تحافظ على طابعها الشعبي وتقدم وجباتها بأسعار مناسبة بالنظر لنوعية الأطباق وجودتها .. كما تراهن السلطات السياحية اليمنية على هذه المطاعم في تقديم المطبخ اليمني للعالم بما يعطيه حضورا في المستقبل على قائمة الأطعمة في أشهر الفنادق والمطاعم العربية والعالمية.
ويمكن القول إجمالا أن التأثيرات والمشارب الثقافية المتعددة هي التي أنتجت هذا الكم المتنوع من الأطعمة والأطباق التي تقدم اليوم بوصفها فضاء يختزل بخصوصية ثقافة وإرث المطبخ الآسيوي والعربي بشكل عام لتقديم ما يمكن أن نطلق عليه المطبخ اليمني الذي يعد اليوم عنصر جذب سياحي يزيد من معدلات تدفق حركة السياحة الدولية إلى اليمن.