فيزيولوجيا التناسل عند الأغنام
* لمحة تشريحية عن الجهاز التناسلي الأنثوي عند الأغنام يتألف الجهاز التناسلي الأنثوي عند الأغنام من قسمين داخلي وخارجي :
أولاً : القسم الخارجي مكون من الشفرين - الفرج - البظر - مدخل المهبل .
ثانياً : القسم الداخلي مكون من المهبل - الرحم بأجزائه الثلاثة ( الجسم والقرنين والعنق ) - القناة الناقلة - المبيضان .
أولاً : القسم الخارجي1 - الشفرين : وهما اللذان يحددان الشق التناسلي حيث ينموان من ميزابين تناسليين
وامتدادين منتفخين ، كل شفر له وجه داخلي ووجه خارجي ، الوجه الداخلي مكون
من عدة طبقات من الخلايا المنسلخة والوجه الخارجي مغطى بجلد رقيق تتخلله
تجعدات صغيرة وكثيرة .
2 - البظر : وهو العضو الذي يماثل القضيب عند الذكور ويتألف من جسميين إنتعاظيين .
3 - مدخل المهبل : وهو عبارة عن تجويف عضلي غشائي يتداخل من الأمام مع المهبل وينتهي من الخلف
بالشفرين ويتألف نسيجياً من ثلاث طبقات ( مخاطية - عضلية - مصلية ) ويبلغ
طوله ( 4 - 5 سم ) .
ثانياً : القسم الداخلي1 - المهبل :وهو مكان الجماع ويتوضع في التجويف الحوضي وهو مطاطي يتسع أثناء الولادة والجماع بشكل كبير ويبلغ طوله ( 8 – 12 سم ) .
2 - الرحم :يتألف من جسم وعنق وقرنين :
الجسم / يتداخل من الأمام مع قرني الرحم ومن الخلف مع عنق الرحم ويحتوي على إلتواءات شديدة تتضيق أعلى القرن .
قرن الرحم / وهو على شكل قرن الكبش يبلغ طوله ( 10 - 12 سم ) ويحوي على فلقات عددها ( 88 - 110 ) فلقة وتكون مقعرة .
عنق الرحم / وهو عبارة عن قناة عضلية تمتد من جسم الرحم وحتى المهبل يبلغ
طوله ( 3 - 7 سم ) ويحوي ( 7 - 8 ) طيات عرضانية واضحة و هذه الطيات تكبر
كلما اتجهنا من الرحم نحو المهبل وتدخل آخر طية في المهبل وتشكل ما يسمى
بلعوم الرحم أو فم السمكة عنق الرحم بشكل عام مغلق ينفتح في ثلاث حالات (
الولادة - الشبق - التهاب الرحم ) .
3 - المبيضان : يبلغ طول كل مبيض ( 0٫5 - 1 سم ) ويبلغ عرضه ( 0٫5 سم ) ويصبح في دورة
الشبق ( 2 - 2٫5 سم ) وسطياً وشكله بيضوي أو لوزي ويحوي على عدة حويصلات
غراف وأجسام صفراء وتكون أكثر من الأبقار بسبب انفجار أكثر من حويصل في آن
واحد .
تتألف بنية المبيض من طبقتين : طبقة قشرية حيث تشكل الجزء الأكبر المحيطي
وهي المنطقة الفعالة لإنتاج الحويصلات والأجسام الصفراء ، وطبقة لـُبية
تتمركز في الوسط وتشكل جزء صغير من المبيض ويوجد فيها الأوعية الدموية
والأعصاب .
4 - قناة فالوب : وهي عبارة عن أنبوب كثير الالتواءات والانحناءات ترتبط مع قرني الرحم
بالصفاق و تصل مابين المبيض وقرن الرحم وهي مهمة جداً لأنها تعتبر ممر
للحيوانات المنوية والبويضة ومكان الإخصاب وتتألف من ثلاثة أجزاء ( القمع -
الأمبولا – البرزخ ) .
وظائف قناة فالوب :
1 - التقاط البويضة وعدم نزولها داخل تجويف البطن .
2 - ممر للحيوانات المنوية والبويضة .
3 - تعتبر مكان الإخصاب ( الأمبولا ) حيث يتم الإخصاب تحت تأثير
البراديكانين الذي يفرز مع السائل الحويصلي ويتفاعل مع بعض المواد الموجودة
في القناة مما يؤدي إلى إرتخاء القناة وإتمام عملية الإخصاب بسلام دون
حركة .
4 - مرور ونمو البويضة المخصبة ووصولها إلى التجويف الرحمي من خلال حركة الأهداب .
5 - نزع القلنسوة للحيوان المنوي من خلال تأثير إفرازات الخلايا المبطنة للقناة .
6 - بلعمة الحيوانات المنوية والبويضات الميتة .
فيزيولوجيا التناسل عند الأغنام الدورة التناسلية تعتبر الأغنام من الحيوانات المستأنسة متعددة الدورات التناسلية ويتعلق
تواتر الدورات التناسلية بالظروف البيئية والمناخية السائدة حيث أنه وفي
البلدان ذات المناخ المعتدل على مدار العام والتي لا تتميز فيها الفصول
والتغيرات المناخية بشكل واضح نجد أن الأغنام فيها بحالة نشاط جنسي وتناسلي
على مدار العام ( أغنام متعددة الدورات التناسلية على مدار العام ) ومثال
ذلك أغنام القطر المصري أما في البلدان التي تتميز فيها فصول السنة
والتغيرات المناخية بشكل واضح نلاحظ أن الأغنام فيها تتميز بدورات شبق
متتالية محصورة في فترة التناسل تسمى موسم التربية ( أغنام موسمية عديدة
الدورات التناسلية ) مثال ذلك أغنام القارتين الآسيوية والأوربية .
وموسم التوالد عند هذه الأغنام يكون من أواخر الصيف ومعظم الربيع .
يبلغ طول الدورة التناسلية عند الأغنام ( 16 - 19 ) يوماً وغالباً ( 17 ) يوماً .
وقد قام العلماء بتقسيم الدورة التناسلية إلى أربعة أطوار معتمدين بذلك
على التغيرات التي تطرأ على المبيض والأعضاء التناسلية الأخرى و هذه
الأطوار هي :
1 - طور ما قبل الشبق : ومدته يومان
2 - طور الشبق : ومدته ( 30 - 36 ) ساعة
3 - طور ما بعد الشبق : ومدته يومان
4 - طور السكون : ومدته ( 11 - 12 ) يوم
ولا يوجد فاصل زمني بين هذه الأطوار وإنما كلٌ منها يُكمل الآخر والتغيرات
الحاصلة في المبيض والأعضاء التناسلية الأخرى تنتقل تدريجياً من طور إلى
آخر .
أولاً : طور ما قبل الشبق Proestrus هو مرحلة تحضيرية للأطوار التالية حيث يزداد فيها إفراز الهرمونات
الجونادوتروبينية الـ ( FSH و LH ) بشكل ملحوظ من الفص الأمامي للغدة
النخامية وتصب في الدورة الدموية لتوجه تأثيرها إلى الجهاز التناسلي .
يفرز الهرمون الحاث لنمو حويصلات غراف الـ ( FSH ) ( Hormone Stimulating
Follicular ) من الخلايا القاعدية في الفص الأمامي للغدة النخامية تحت
تأثير عامل شبيه بالهرمون ( RF.FSH ) وهذا بدوره يفرز من الجسم تحت المهادي
( Hypothalamus ) ويشترط لقيام هرمون الـ ( FSH ) بعمله على أكمل وجه
تواجد نسبة ضئيلة من هرمون الإباضة الـ ( LH ) وتقدر بنسبة ( 1 - 10 ) حيث
يعمل هرمون الـ (FSH ) على :
1 - تركيز الـ (DNA) في نسيج المبيض مما يؤدي إلى نموه وتطوره.
2 - نمو وتطور حويصلات غراف .
3 - زيادة إفراز هرمون الأستروجين من خلايا الغمد الداخلي لحويصلة غراف .
وتكون العلاقة بين هرموني الـ ( FSH ) وهرمون الأستروجين علاقة طردية حتى
مستوى معين وبعدها تنقلب العلاقة لتصبح علاقة عكسية فعندما يصل تركيز
الأستروجين إلى ذلك المستوى فإنه يؤثر على الفص الأمامي للغدة النخامية
فيقلل من إفراز الـ ( FSH ) و يكثر من إفراز الـ ( LH ) وهذا ما يعرف
بالتغذية المرتدة والذي ما يحدث قبل الإباضة مباشرة .
ويستعمل هرمون الـ ( FSH ) في علاج خمول المبايض وبحالة انعدام الشبق شريطة
عدم وجود نسيج لوتئيني ولإظهار الشبق عند الحيوانات غير الناضجة جنسياً .
ويتم الحصول على هذا الهرمون من خلاصة الغدة النخامية للكلاب والخيول
والخنازير ومن مصل دم الفرس الحامل في الفترة ( 60 - 120 ) يوم من الحمل
حيث أنه يفرز من خملات بطانة الرحم للفرس الحامل ويصب في الدم ويسمى بهذه
الحالة الـ ( PMSG ) Gonadotropin ) Mare Serum Pregnant ) أما في الذكر
فيعرف هذا الهرمون باسم الهرمون المولد للحيوانات المنوية ( Gametogenic
Hormone ) وهو هام جداً في تكوين وإنتاج الحيوانات المنوية حتى طلائع المني
.
أما هرمون الإباضة ( Luteinizing Hormone ( الـ ( LH ) فيفرز من الخلايا
القاعدية في الفص الأمامي للغدة النخامية تحت تأثير عامل شبيه بالهرمون الـ
( RF.LH ) الذي يفرز من الجسم تحت المهادي حيث يتم إفراز الـ ( LH ) منذ
بداية الدورة التناسلية ولكن بنسبة ضئيلة والذي يشارك مع هرمون الـ ( FSH )
في نضوج حويصلة غراف ثم يزداد إفراز هذا الهرمون تدريجياً ليصل إلى أعلى
مستوى له قبل التبويض مباشرةً حيث يعمل مع قليل من هرمون الـ ( FSH ) على
تحرير البويضة من حويصلة غراف وبعدها يعمل مع هرمون البرولاكتين الـ ( LTH )
على تطوير الجسم الأصفر حتى نهاية الدورة التناسلية .
أما إذا حدث إخصاب وحمل فيستمر الجسم الأصفر حتى منتصف فترة الحمل محافظاً
على إفراز البروجسترون المسؤول عن إتمام الحمل ثم يضمحل هذا الجسم لتقوم
المشيمة مقامه بإفراز البروجسترون حتى نهاية الحمل ويمكن استعمال هرمون الـ
( LH ) في علاج تحوصل حويصلات غراف بحيث يساعد هذا الهرمون على تشكيل
الأنسجة اللوتئينية من الخلايا الحبيبية كما يستعمل أيضاً لعلاج الإجهاضات
المتكررة بالمشاركة مع هرمون الـ ( LTH ) حيث تعطى الهرمونات بانتظام طول
فترة الحمل عضلياً أو وريدياً كي تساعد على إفراز البروجسترون المسؤول عن
إتمام الحمل .
ويتم الحصول على هرمون الـ ( LH ) من خلاصة الغدة النخامية للأغنام
والأبقار ومن بول المرأة الحامل في الفترة ( 30 - 60 ) يوم من الحمل حيث
أنه يفرز من الغشاء السخدي ( Chorion ) للمرأة الحامل ويطرح عن طريق البول
ويعرف هذا الهرمون في الذكر بإسم الهرمون الحاث للخلايا البينية ( I.C.S.H )
والذي يعمل على نمو وتطور الخلايا البينية وحثها على إفراز هرمون
التستوستيرون اللازم لعملية التحور من طلائع المني إلى حيوانات منوية , وقد
صنع حديثاً عوامل تحث على تحرر الـ ( LH ) .
وبالإضافة لتواجد عدة حويصلات غراف نامية ومتطورة في المبيض بهذا الطور
نلاحظ تواجد جسم أصفر يتناقص فيه إفراز البروجسترون حتى يصل إلى أخفض تركيز
له في نهاية هذا الطور ويستمر خلال طور الشبق كما ويحصل زيادة في نمو
الخلايا المبطنة لقناة فالوب وزيادة تروية جدران الرحم وخاصة بطانته
الداخلية و ارتخاء عنق الرحم وتبدأ خلايا كوبلت الموجودة في عنق الرحم
بإفراز سائل مصلي لزج شفاف يمكن ملاحظته من فتحة الفرج التي تبدو متورمة
ومحتقنة ويتمثل السلوك العام للأنثى بنهاية هذا الطور بزيادة الاهتمام
بالذكر.
ثانياً : طور الشبق Estrusوهي المرحلة التي تـُظهر فيها الأنثى الرغبة الجنسية وتبدي ميلها لقبول
الذكر نتيجة لتأثير الأستروجين على الجملة العصبية المركزية مما يؤدي إلى
ظهور الحرارة الغريزية حيث يزداد تركيز الأستروجين بهذا الطور حتى يصل إلى
حدهِ الأعظمي فيؤدي إلى تنبيه الجسم تحت المهادي ويحثه على إفراز
الأوكسيتوسين ( Oxytocin ) والذي يختزن في الفص الخلفي للغدة النخامية ثم
يصب في الدم ويزيد من إفراز هذا الهرمون في الدم ورود ومضات عصبية من
الجهاز التناسلي أثناء الجماع أو التلقيح الاصطناعي نحو الفص الخلفي للغدة
النخامية.
وبنفس الوقت تفرز خلايا الرحم هرمون البروستاغلاندين حيث يعمل كلا
الهرمونين متآزرين على انقباض الخلايا العضلية الملساء في الرحم وقناة
فالوب ويكون اتجاه التقلصات نحو المبيض مما يساعد الحيوانات المنوية في
الانتقال من مكان انصبابها في المهبل إلى مكان الإخصاب في الأمبولا .
كما يؤثر كلا الهرمونين على الخلايا العضلية الملساء الموجودة في الغمد
الخارجي لحويصلة غراف فيؤدي بالنتيجة إلى الإسراع بعملية التبويض .
ويشترط لقيام هرمون الأوكسيتوسين بعمله بشكل تام أن يسبقه تأثير الأستروجين
والكالسيوم كما ويطرح هذا الهرمون أثناء الولادة فيؤدي إلى زيادة تقلص
عضلات الرحم وعضلات البطن ويساعد بالتالي في إتمام عملية الولادة ويؤثر
أيضاً على الألياف العضلية الملساء في حويصلات الحليب في الضرع فيؤدي إلى
إخراج الحليب .
ومن الصعب كشف الشبق عند الأغنام في هذا الطور لكونه قصير جداً لذلك نلجأ
إلى استخدام الكبش الكشاف ( كبش أُجري له استئصال الأسهرين ووُسِم صدره
بمادة ملونة يلون بها كفل الأغنام التي تكون بحالة شبق وتسمح له بالقفز
عليها ) ومن العلامات الإكلينيكية التي قد تظهرها الأنثى وتدل على أنها
بحالة شبق ( بدء الاضطراب وعدم السكون - قلة شهية - ضرب الأرض بالأرجل -
البحث عن الذكر والمشي خلفه وقد تقفز عليه وتأخذ وضعية تساعد الذكر بالقفز
عليها ) .
تحدث الإباضة في النصف الثاني من طور الشبق وتحديداً قبل حوالي ( 8 ساعات )
من نهاية الشبق حيث تنفجر حويصلة غراف واحدة أو اثنتين ونادراً ثلاثة
بفارق زمني بسيط وذلك بأثير هرمون الـ ( LH ) و الأوكسيتوسين أساساً وكمية
قليلة من هرمونالـ ( FSH ) بالإضافة إلى زيادة الضغط داخل حويصلة غراف وفي
أوعية المبيض الدموية فينساب السائل الحويصلي حاملاً معه البويضة في قناة
فالوب حيث تكون زوائد قمع القناة في هذا الطور منتصبة وكأنها تحيط بالمبيض
كي لا تقع البويضة في التجويف البطني كما يحتوي السائل الحويصلي على هرمون
البراديكانين ( Bradikynine ) والذي يكون بصورة غير فعالة وعندما يصل إلى
قناة فالوب يتفاعل مع إفرازاتها ويصبح فعالاً مما يسبب ارتخاء قناة فالوب و
استقرار البويضة في الأمبولا للمساعدة في إتمام عملية الإخصاب وتبقى
البويضة في القناة الناقلة محتفظة بكامل حيويتها ( 12 - 20 ) ساعة بعد
التبويض أما الحيوان المنوي فيحتفظ بقدرته الإخصابية العالية لمدة ( 24 -
30 ) ساعة ضمن الجهاز التناسلي الأنثوي لذلك يكون الوقت المثالي للتلقيح (
الطبيعي أو الاصطناعي ) بعد بداية طور الشبق بـ ( 18 - 26 ) ساعة بشكل
عام عند بداية اليوم الثاني .
وتحدث الإباضة غالباً في المبيض الأيمن لكونه أكثر فاعلية من المبيض الأيسر
وبعد الإباضة تبدأ الخلايا الحبيبية المبطنة لحويصلات غراف بالتضخم
والتحول إلى خلايا لوتئينية تحت تأثير هرمونالـ ( LH ) لتبدأ بعدها بإفراز
هرمون البروجسترون وتدخل عندها الدورة التناسلية في طور ما بعد الشبق .
__________________