فقدان الخصوبة في إناث الإبل
إن فقدان الخصوبة في الإناث يعني أن الأنثى البالغة لا
تَلقح ولاتُخصب بعد أن تُمرح لذكر سليم طوال فترة
اللقاح )موسم الشتاء( أو أنها تلقح لفترة بسيطة
لا تتجاوز الأربعين يوماً ثم تفشل في الاحتفاظ
بالحمل ويطلق عليها العرب في هذه الحالة )أكسرت(
وتكون أسباب فقدان الخصوبة إما تغذوية أو مرضية
أو تشوهات خلقية أو مكتسبة أو أسباب لم يتمكن
الطب بعد من تشخيصها.
وتعتبر الإبل عامة وجمل السنام الواحد خاصة من
الحيوانات التي تكون نسبة الإخصاب فيها منخفضة
نوعاً ما مقارنة مع الحيوانات الأخرى كالأغنام والأبقار
والخيول، فلا يكاد قطيع إبل يخلو من إناث تعاني من
مشكلة فقدان الخصوبة.
[color="red"]الأسباب الشائعة لفقدان الخصوبةوتشخيصها:[/
COLOR]-1
الإلتهابات الرحمية:
وجود صديد أو سوائل التهابية
في قرون الرحم وخاصة القرن الأيسر وسبب هذه
الإلتهابات في الغالب يكون من ولادات سابقة
فبقاء جزء من الأغشية الجنينية ) المشيمة( و لو
كان بسيطاً يسبب التهابا مخاطياً أو صديدياً
وخاصة أن حجم الرحم يتضاعف إلى 500 مرة
أثناء الحمل ويعود إلى الحجم الطبيعي خلال 5- 10
أيام بعد الولادة ففي حال بقاء جزء من المشيمة ولو
كان صغيراً فإنه يغطي معظم بطانة الرحم بعد
عودته لحجمه الطبيعي وخاصة في قرن الرحم
الأيسر حيث أن 80 % من حالات الحمل في الإبل تحدث
في القرن الأيسر على عكس الأبقار، وقد يكون
سبب الإلتهابات الرحمية الإجهاض المبكر،عسر
الولادة ،انقلاب الرحم، فترة نفاس طويلة أو تعريض
الأنثى لذكر يحمل عدوى جرثومية )بروسيلا أو
مشعرات أو واويات أو العصيات الوتدية المقيحة(.
-2 أسباب تغذوية:
وفي هذه الحالة يعاني الحيوان من
نقص في المعادن و الفيتامينات الضرورية لعملية
الإخصاب مثل نقص فيتامين A وفيتامين E أو
نقص الفوسفور و الكوبلت والمنغنيز والنحاس
والحديد وكل هذه العناصر ضرورية جداً لصحة
المجاري التناسلية ولكفاءة عمل المبيض وإنتاج
بويضة سليمة وقوية، ويكون عادة هذا النقص
ناجماً عن عليقة فقيرة أو غير متوازنة فمثلاً فإن
الحيوانات التي تعتمد في غذائها على الحشائش و
البرسيم فقط تعاني في الغالب من مشاكل في
الإخصاب لأن هذه العلائق تعتبر علائق مالئة فقيرة
بالعناصر آنفة الذكر مقارنة بالحبوب والمركزات
الغنية بالفيتامينات والأملاح، ويتم تشخيص
الحيوان الذي يعاني من سوء التغذية حقلياً
ومخبرياً، فحقلياً نلاحظ عليه أن لمعة شعره غير
براقة ومتساقط وأغشيته المخاطية باهتة وعيناه
غائرة وغير لامعة وضعيف البنية. أما بالتشخيص
المخبري التأكيدي فيتم من خلال فحص عينة دم
والتي تعطي صورة صادقة عن تدني نسبة الأملاح
والعناصر الأخرى.
-3 التشوهات:
وهي نوعين
أ - تشوهات خلقية: حيث تكون موجودة مع الحيوان
منذ ولادته ومن هذه التشوهات التي رأيناها حقلياً
وجود غشاء بكارة دائم ) Persistent Hymen ( يؤدي
إلى انغلاق المجرى التناسلي خارجياً عند مدخل
المهبل فيلاحظ المربي أن قضيب الذكر المُلقح لا
يلج في الفتحة التناسلية، و من التشوهات أيضاً
الموجودة صغر الفتحة التناسلية الخارجية وضمور
قرون الرحم والمبيض بحيث لاتكاد تكون متمايزة.
ب- التشوهات المكتسبة: من هذه التشوهات التي
نواجهها كثيراً في الحقل وجود التصاقات في المجرى
التناسلي )وخاصة المهبل( تؤدي إلى انغلاق بالكامل
فتشوه المجرى. وسبب هذه الالتصاقات في العادة
حدوث جرح أو تمزقات في المجرى التناسلي من عسر
ولادة حيث أن المولود أثناء خروجه المتعسر يسبب
هذه الجروح، ثم بعد إلتئام هذه الجروح والتمزقات
يحدث انغلاق في المجرى التناسلي.
-4 زيادة الوزن في الإناث: إن السمنة المفرطة قد تؤدي
إلى قلة الخصوبة بسبب تراكمات الدهون على
الأعضاء التناسلية الداخلية وخاصة المبيض
والقناة الناقلة بين المبيض والرحم ) قناة فالوب(
وقد لاحظنا هذه الظاهرة في إبل المزاينة وخاصة
المجاهيم، فالأنثى المكتنزة ذات السنام الضخم لها
نصيب أوفر في تحقيق المراكز المتقدمة.
المعالجة:-1
معالجة الإلتهابات الرحمية: تكون بالحقن داخل
الرحم لمحلول اللوغول المخفف ) 5جرام يود + 8 جرام
أيوديد البوتاسيوم+ 90 مل ماء مقطر( ويستعمل
هذا المحلول بنسبة 5 % بكمية 100 مل لكل رأس
حيوان. وبالإضافة لكون هذا المحلول يقضي على
الجراثيم فإنه أيضاً ينشط انقسام بطانة الرحم
وينشط المبيض والغدة الدرقية. ويمكن أيضاً
معالجة الإلتهابات بحقن بعض المضادات الحيوية
داخل الرحم التي يتم اختيارها عادة بناء على
اختبار الحساسية بعد الزراعة ومنها:
الجنتمايسين والأوكسيتتراسكلين والبنسلين،
بالإضافة لإعطائها حقنا بالعضل.
-2 إذا كانت أسباب فقدان الخصوبة تغذوية فلابد من
تحسين العليقة وتقديم كميات مناسبة من الحبوب
والمركزات والإضافات العلفية وخاصة فيتامين
أ وفيتامين ي والأملاح، وإعطاء محلول المنرازول
وريدياً له نتائج جيدة جداً في علاج هذه الحالات.
-3 التشوهات: من التشوهات التي تعالج جراحياً
وجود غشاء بكارة دائم ويتم علاجه بتوسيع
الفتحة التناسلية جراحياً وهي عملية سهلة
يمكن إجراؤها في الحقل، أما التشوهات التي
يكون فيها ضمور شديد للمبايض والرحم
وغيرها من الأعضاء التناسلية فمعالجتها تكون
متعذرة والأفضل تنسيق الحيوان واستبعاده. و أما
الالتصاقات التي تكون في المجرى التناسلي بسبب
التئام الجروح والتمزقات )إذا كان الالتصاق بمساحة
كبيرة من المهبل نتيجة جرح كبير، فيكون علاجه
صعب لأن محاولة تسليكه قد تؤدي إلى تمزق كامل
في المهبل ونفوق الحيوان بسبب الالتهاب البريتوني
Peritonitis( ( (، أما إذا كان الالتصاق صغيراً يتم
تسليكه وفتح المجرى التناسلي ومتابعته علاجياً
بالغسيل الدوري باللوتوجين والمضادات الحيوية.