[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كتب احمد حسن الزعبي :
الحكومة مشغولة جدا جدا جدا هذه الأيام...فلديها ما هو أهم من إضراب الأطباء الذي يدخل أسبوعه الثالث ،وأهم من صمت الشارع المريب والمقلق، وأكثر جدية من اعتصام "المحسوبية الحكومية" لأسقاط تعيينات الملحقين الدبلوماسيين من ابناء الذوات،وأكثر أولوية من اعتصام العمال في عيدهم ، ومن اعتصام عشرات المتقاعدين العسكريين لتحسين أوضاعهم المعيشية، وأكثر إلحاحا من اعتصام موظفي جامعة مؤتة ، وكذلك اعتصام موظفي سلطة المياه..والتفكير بإيجاد بديل للغاز المصري الذي لم وربما لن يعود..
الحكومة مشغولة جدا جدا جدا هذه الأيام..فلديها ما هو أهم من استرداد هيبة الدولة بعد هروب او "تهريب" خالد شاهين الى لندن ، و أهم من استخراج ضمانات ارجاعه الزائفة "لنقعها وشرب ميّتها على الريق"، وأهم من مصارحتنا بــ "من اين ستدبّر "فرق" هيكلة الرواتب الذي ستدفعه لموظفي الدولة بعد اقل من سبعة شهور ، ومن اين ستسدّ عجز موازنتها،وأهم من دعم هيئة مكافحة الفساد التي تحارب طواحين الهواء بسيف من اسفنج ..
الحكومة مشغولة هذه الأيام برعاية جميع فعاليات "الدبكة" من شمال المملكة الى جنوبها، والإنصات لجميع القصائد النبطية بتدبّر، والتفكر بكلمات الدجل الوطني التي تلقى منذ ألف ألف ضائقة، طبعاً يرافق هذه الأجواء ، فعالية كش الذّباب و"صرّ" العين في أجواء خماسينية مقيتة... غير معقول حكومة كاملة ، برئيسها وأعضائها كلهم يتحولون الى فرقة فلكلورية .. مهمتّهم رص صفوف "الدبكة" وتكاتف الدحية وسماع "المجوز" و"المجوز الآخر" غير معقول ان تلقى الملفات الثقيلة على مطية اللجان ، والقضايا الاقتصادية على ظهر المواطن، للتفرغ فقط لرعاية "الدبكة"..
لا يوجد ملتقى او منتدى او نادٍ أو تجمع أو رابطة او مضارب أو مخيم يقيم احتفالاً بمناسبة وطنية فات موعدها على الأقل ثلاثة شهور إلا ورعاها دولة الرئيس أو احد نوّابه..أحصوا على أصابعكم كم فعالية "دبكة" رعاها الرئيس منذ تكليفه..وكم قضية مصيرية أنجز منذ توليه في "الحكومتين"!! لاكتشفتم أن لا مجال للمقارنة على الاطلاق...
طبعاً الأمر محسوم لصالح الدبكة... اذا كنتم معجبون الى هذه الدرجة بالدبكة... استقيلوا وأسسوا فرقة فلكلور وطنية يا أخي.