بسم الله الرحمن الرحيم هيا نقوّي ايماننا بالله بحثاً يعده ويقدمه المايسترو محمد عبد الغافر طه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم فيا رحمة الرحمن للعالمين صلى عليك الله ما دام عرش الله الحمدلله الذي شرفنا بمحمد وعلّمنا به, [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وعلمنا كيف نؤمن بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره اما بعد فان الايمان بالله مطلق حر لا يخرج عن سليقة الانسان بخروج الانسان عن الايمان ففي كلتا الحالتين هو مزروع فينا لا يفارقنا ولو فارقناه فالايمان بالله لا ينقسم الى اقسام بل تظل صفته ثابتة كثبوت رقم واحد لباقي الارقام فهو يدل على باقي الارقام بوحدانيته فوحدانية الله تدل على الخلائق بايماننا لوحدانية الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فبدون رقم واحد لا يمكن ان تقوم للارقام اي قائمة وبدون الله ولله المثل الاعلى لا يمكن ان تقوم للخلائق قائمة ولا ذكر. فهو اذن ايمان واحد وثابت بثبوت وحدانية الله تعالى ايمان لا يتجزأ.
اما بالنسبة للايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء خيره وشره فانه ايمان غيبي ثابت بثبوت وحدانية الله وبثبوت الايمان بالله. ولكن في نفس الوقت الايمان ينقسم الى قسمين اي نوعين نوع نعاينه بالبصر ونوع لا نراه الا بعيون التصديق ومن عيون التصديق عين البصيرة في مقلة الغيب او بعض الغيب.
كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسارية. الجبل الجبل يا سارية وعمر رضي الله عنه كان في المدينة بعيد كل البعد ومع هذا سمعه سارية وللكرامة عين من هذه العيون التي ذكرناها وهذا النداء العمري يدخل في القضاء من شره الى خيره ومن هزيمة الى نصر ومن حزن الى فرح. فايماننا "بكلمة" في القضاء خيره وشره نراه مفصلاً لاحوالنا وصفاتنا وحياتنا ومماتنا وابصارنا واسماعنا كما هو مفصل في الكون الذي يلفنا من حولنا الى ما لا نهاية وبدون بداية.
فسبحان الله عما يشركون فمن القضاء خيره وشره نراه بطول انظارنا وبعرضها مفصلاً ومفسراً تفسيراً عملياً في آيات السماء والفضاء كالشمس وكالتصعّدات في السماء .
وكما قال المولى تبارك وتعالى عندما جاء بمثل عند قوله كالذي يصّعّد في السماء بتشديد الشدّتين وليس بتسهيل الفتحتين وان دل فانما يدل على صعوبة التصعد في السماء حين الصعود ومن خير القضاء وشره كالنجوم السابحات ومواقعها المهمة وقد اقسم الله عز وجل بمواقعها لانها مهمة بجاذبية فرحزنية الانسان والله اعلى واعلم. فمنها ينشطر التسبيح ثم السباحة في تسبيحاتها وسبحاتها في تسبيح الله عز وجل كما ويسبح القمر والشمس في السماء ما بين الفضاء والقضاء فصدق الله تعالى عندما اخبرنا بالاية الكريمة. الا وهي "وكل في فلك يسبحون".
فان هذه المخلوقات المقدرة في قضاء خيره وشره هي مكتوبة عملياً في الايات الكونية وتفسيراتها رؤيتنا لها. فيقرأها الذي لا يقرأ والذي يقرأ. فلو أتينا بالاية الكريمة التي يقول الله فيها ولقد زيّنا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين.... الى اخر الآية فاننا نعاين الايمان المرئي لنجوم السماء في قضاء الخير لتزيين السماء بالمصابيح النورانية ومن نفسها نرى كيف ترجم الشياطين بالشهب الملتهبة ناراً لاحراقها بشر القضاء في قضاء الشر ولاحراق ادبارها الملتهبة ناراً.
فالايمان المرئي بعيون البصر والبصيرة والمرئي بشعور القلب واحاسيسه المفسرة لغةً عالمية مفهومة يفهمها كل منا على حسب طبقته المفصلة بتفصيل لباسه الملائم لجسده وذوقه وعقله وكما اننا ندرك الاشياء بالعقل ونميزها باخفائها واظهارها فاننا ندرك بايمان احاسيسنا عالم الغيبيات ومن جانب هذا العالم ايماننا بوجود الجن الذي بين ظهرانينا والذي لا نراه ونراه بعيون احاسيسنا ورموش شعورنا الداخلي وبناء على شعورنا الداخلي فاننا نشاهد بأُم اعيننا مصداق الآية الكريمة ونستدل بها لنثبت ايماننا ونتاكد بايماننا المرئي بعيون شعورنا ونتامل السورة الكريمة سورة الناس وهي. "قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس".
فشياطين الجن مثلاً نراها ولا نراها الا بعين التصديق وعين الشعور الداخلي في وسواس الصدور فهذا نوع من الايمان الغيبي. اما بالنسبة لشياطين الإنس نعوذ بالله منهم فاننا نراهم بأم أعيننا دون تفسير للآية الكريمة لماذا ! ؟ لان وجودهم هو تفسير بحد ذاته ولاننا نراهم أمامنا فهذا هو تفسير واضح لوضوح الاية لهؤلاء الشياطين من الإنس. فهذا نوع من الايمان المظهري والواقعي مع ان ايماننا بعين التصديق اقوى. لماذا اقوى؟ لاننا عند سماعنا لقول المولى عز وجل نصدق الخبر ونغلب النظر ولان القائل هو الله تبارك وتعالى بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم "ومن اصدق من الله قيلا" وانه ليس بكلام البشر.
فعندها يجتمعان النوعان من الايمان الغيبي والايمان الظاهر بين نورين الايات الكونية والايات القرانية وبهذا قد نكون حصلنا على القوة الايمانية المستمدّة من نور القران الكريم ونور القران الكوني وان القران الكريم هو مرآةٌ لقرآن الكون فاذا نظرنا فيه راينا من خلاله الايات الكونية واذا نظرنا في قرآن الكون رأينا آيات القرآن الكريم وأسراره الفلكية. ونتيجة بحثنا ان الكون كتاب الله وبدليل الآية الكريمة الواضحة التي يقول الله تبارك وتعالى فيها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين" فالقرآن يُطوى والسماء تُطوى كطي الّسجل للكتب. فسبحان الله العلي القدير.
فنور القرآن الذي بين أيدينا موصولٌ في نور القرآن الذي فوقنا والله اعلى واعلم. فلنا ان نتخيل هذا المشهد النوراني الموصول بين الآيات الكونية والآيات القرآنية فاذا قرأنا في القرآن الذي بين أيدينا آية الشمس مثلاً ثم نرفع رؤوسنا متأمّلين الى الّسماء نجد تفسير الآية عملياً أن الشمس في السماء كما أخبرنا المولى تبارك وتعالى عنها في القرآن فنقول صدق الله ومن أصدق من الله قيلا. واذا قرأنا آية هي "وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً".
نرفع رؤوسنا تحت قطرات الأمطار المنهمرة من خير السماء فنجد تفسيرها عملياً أمام عيوننا التي لا ترى إلاّ العمى. فنقول سبحان الله ومن أصدق من الله قيلا . وكذلك آية القمر وآية النّجم وآية الشمس ونحن على طريق التفكر والتفكير نتفكر بصنيع الله تعالى وحال عقلنا يقول ويصرخ ويغني بالحانه الرّوحانيّة ماشي بنور الله ماشي ماشي بنور الله أدعو وأقول يا رب ونقوي ايماننا ونقول يا رب ونقول سبحان الله ونور القران يكتُب في السّماء تفسيراً عملياً مُعايَناً لمن يُبصر "ولمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد" ولمن كان يرجو الله واليوم الآخر.
ونظل نَسْبَحُ في آية "وكلٌّ في فلك يسبحون" ونَسْبَحُ معها ونُسَبّحُ معها بقولنا سبحان الله الخلاّق العليم رب العرش العظيم. فبذلك نقوي إيماننا بالله ونتزوّد بالتفكر والتّفكير ونحن نقترب من الله كلما ذكرنا الله حتى يَرضى الله عنا إن شاء الله تعالى. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم "والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويّات بيمينه" صدق الله العظيم صدق الله العظيم صدق الله العظيم "ومن أصدق من الله قيلا" .