الكاتب المسرحي فخري مياس
(ضجيج لا يطرح ثمراً)
من حقك يا سيدي أن تتظاهر وتعتصم وتنظم مسيرات أحادية ومئوية وألفية ومليونية وإن وجدت فمليارية.... ولكن لا تنتحل بطاقتي الشخصية , ولا تدعي أني أوكلتك بالقضية , فليست كل الميادين ميدان الحرية , ولا كل الثورات تحمل قضية , ولا كل الدوافع مصرية ولا كل الشعوب قاهرية , ولا كل من خالف نظاماً صار نبياً , ولا كل معتصم يستحق التحية ... تفتت السودان وطرابلس أضاعت الهوية , البحرين تتألم وبغداد صارت ضحية , جسد اليمن يتمزق والنار تسير نحو خيام دمشقية , والمستفيد واحد, صهيون يتكأ على جثثنا يضحك بهستيرية , فأين تسير بنا ؟ ولحديثك يا سيدي بقية...
بنى خيمته وأعلن الاعتصام
وقف أمام الحشد
فكبر وهلل
وشهد وحوقل
وأطرق رأسه للأسفل
ففكر وحلل
ثم استعاذ وبسمل
واستهل يسأل :
أيها الشعب
ألست أنا الأتقى والأكمل؟
والأنقى والأجمل؟
والأروع والأثقل؟
قد منحني الله الولاية
وعمّر قلبي بالهداية
ولا يفصلني عن الصحابة سوى دهر يتنقل
إن هذه لعمري صفات الإنسان الأمثل
أيها الشعب
أنا لم أذنب بحياتي سوى ذنبين
لا تعيبني ولا تنقص من أنني الأفضل
سأذكر لكم الأول
مرة تناولت لقمة باليسرى
ولكن ما ذنبي فقد خلقني الله أشول؟
والثانية عندما وقعت عيني على محرم
فهل هو ذنبي وأنا مخلوق أحول؟
لو كان أحدكم مكاني فماذا يفعل؟
قولوا بربكم أليست هذه صفات الزعيم الأمثل؟
أيها الشعب
من تبعني فقد أحسن الاختيار
ومن خالفني فقد تبع سُبل الكفار
خالداً مخلداً في النار
وإني هاهنا على هذا الدوار
لن أتململ
حتى تتحقق مطالبنا
أو تفنى الأجساد وتتحلل
أيها الشعب
إني والله أخشى عليكم من سواد المستقبل
لذا نَصبتُ نفسي وصياً عليكم
فإن تقبل
فقد اخترت العيش الأسهل
وإن تخالف
فستحل عليك شفقة التحالف
أيها الشعب
هذا خطابي إليكم الآن
فأدركوا أنفسكم من يوم أسود
وهلموا إلي أمنحكم صكوك الغفران
اللهم قد بلغت , اللهم فاشهد
الهم قد بلغت , اللهم فاشهد
اللهم قد ....................
:D