... أخــي المســـلم
أجزم أنك تفرح بالهدية التي أشار إليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
– رضي الله عنه – في قوله ( رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي ) أجزم بفرحك
في وقت قلّ فيه الناصح المبصّر بالعيوب , وضاع في زحمة المجاملين
لذا كن معي لنلتفت وإياك إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه وأجب بصراحة متناهية :
هل تحب المسلمين جميعا ؟
إن كان ( نعم ) فهنيئا لك هذا القلب النظيف الذي يشبه في حاله قلب الصحابي
الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ...
وإن كانت الإجابة ( لا ) فكم عدد من تكره وتبغض ؟
الأصل أن عددهم قليل , إذا كان كذلك , هل سبب ذلك منك أومنهم ؟
طبعا يحتمل هذا أو ذاك لايهمّ
في كلا الحالين أنت خاسر ، هذا ليس كلامي بل هو كلام الله في الحديث القدسي
حيث تُرفع الأعمال إلى الله كل اثنين وخميس إلا من كان بينهما خصومة
فلا تُرفع أعمالهما لأن الله يقول انظراهما حتى يصطلحا ..
لكن إذا لم يصطلحا فما النتيجة ؟
هي أنك خاسر
ولم يفرّق في السبب أهو منك أو منهم !
لذا سارع بالإصلاح قبل أن يسبقك أطهار القلوب وأصفياء المشاعر ..
ما الذي يمنعك ؟ أجب بصراحة ماالذي يمنعك ؟
قد تقول سعيت إلى ذلك لكن نقول : هل كان سعيك خالصا لوجه الله تعالى
بعيدا عن المشادّة والمجادلة وتقطيب الجبين ورفع الصوت وتنقّص المقابل
والحطّ من قدره ؟
قد تقول ماذا أعمل !!!
فنقول : اتق الله وتواضع لخصمك لا لأجله بل لأجل الله تعالى ومرضاته
وحث الخطا للإصلاح ولاتدع فرصة للشيطان يبيض ويفرّخ
فكم باض وفرّخ في أذهان وعقول من استسلم لهواه فكانت نتيجة ذلك :
طلاق وفراق وقطيعة وتفرق وتشتيت وجفاء وصدود وغلظة ونقمة وحسرة
وأسى وحزن وألم ونار ولوعة وهمّ وغمّ ومرض وعلل وفشل وسوء
ووبال وعار وخزي وفضيحة ثم موت وحساب وعقاب وندامة ما بعدها ندامة
كان بإمكانك أن تختصر كل ذلك بقولك : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ..
هلمّ أخي إلى روضة الإصلاح مهما كلّف ، إرغاماً للشيطان وطاعةً للرحمن ..
وأخيرا آمل منك أن تأخذ بوصيتي إليك وتقوم الآن بعد فراغك
من قرائتها لتصفية الأمر بينك وبين خصمك ممن سجد وركع مثلك
تذكر أنه مسلم بل ربما مسلم ذو قرابة ...