من نعمة الله على عباده في هذا العصر ما سخر لهم من التقنيات النافعة،إذ صار الواحد من الناس يحمل في جيبه أجهزة في حجم الكف يختزن الواحد منها ما لا يحصى من المحفوظات،
ويلتقط صوراً كثيرة ثابتة ومتحركة، وفيه من النفع ما يعز على الحصر؛لقد أصبح هذا التقدم التقني سلاحا ذا حدين وانقسم الناس في التعامل معه إلى فريقين أحدهما استفادمن الأجهزة التقنية بما ينفعه في عمله ودراسته وأمور حياته ،والفريق الآخر انبهر بالتقدم التقني ومن شدة الانبهار انطمست بصيرته وراح يستخدم التقنية في الحرام نظرا وسماعا وإرسالا ونشرا وزين له الشيطان سوء عمله. ومن التقنية التي سخرها الله للناس اليوم ماانتشر بين فئات المجتمع من الهاتف الجوال الذي بإمكانه إرسال المقاطع الصوتية والصور الثابتة والمتحركة عبر مايقال عنه( البلوتوث)
إن في تلكم التقنية من النفع مايعز على الحصر، لكن من الشباب من استخدم هذه التقنية فيما يضره ولا ينفعه فلايبالي باستقبال أو إرسال الصور المحرمة ولايخفى مافي ذلك من الأضرار المترتبة على ذلك ومنها:
1- النظر المحرم وقد نهى الله المؤمنين عن ذلك بقوله تعالى:( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم وأطهر إن الله خبير بما يصنعون) وقال صلى الله عليه وسلم:( النظرة سهم مسموم من سهام ابليس ، من تركها محافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوتة في قلبة ) رواه الطبراني و الحاكم وجاء في الحديث قول النبي -صلى الله عليه وسلم : ( فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام ). رواه البخاري و مسلم. وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء ! فمن تعلق بما في البلوتوث من صور ومقاطع محرمة أفسدت عليه قلبه وحياته وصرفته إلى ما لا ينفعه في دنياه وآخرته ؛ لأن صلاح القلب وحياته إنما هو في التعلق بالله جل جلاله وعبادته وحلاوة مناجاته والإخلاص له وامتلائه بحبه سبحانه .
2- أن من أرسل الصور أو الأفلام المحرمة إلى غيره فإنه يبوء بإثم صاحبه مع إثمه من غير أن ينقص من إثم من أُرسلت إليه شيء، ومن أدلة ذلك: أ- قول الله ـ عز وجل: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ}. وهذه الصور المحرمة التي تتناقل في البلوتوث من أعظم الضلال، ومن أرسلها إلى غيره فهو يضله، ويدعوه لمشاهدة المحرم، ويعينه عليه بل يدفعه إليه دفعاً. وإذا تقرر أنها من الضلال؛ فالذي ينشرها فهو ناشر للضلال، وإذا أهداها الشاب لزميله فهو يضله، وكلاهما يحمل أوزار من أُرسلت إليهم عن طريقهما؛ كما هو نص الآية. قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ: «أي: يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم»
ب - قول الله ـ تعالى ـ: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}. قال مجاهد ـ رحمه الله تعالى ـ: «يحملون ذنوبهم وذنـوب مــن أطاعهـم، ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئاً» والعاقل تكفيه ذنوبه؛ فكيف يرضى بحمل أوزار الآخرين؟
جـ - حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «من دعا إلى هدى كان له مـن الأجر مثل أجـور مـن تبعـه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً» رواه مسلم.
3 - أن في إعطاء هذه المواد المحرمة للغير مجاهرة بالذنب، وخروجاً من المعافاة التي يُحرَم منها المجاهرون.
إن من نعمة الله ـ تعالى ـ على العاصــي أن يســتره ربـه، فلا يفتضح أمره أمام الناس، ولا سيما من يشتد حياؤه منهم كوالديه وأقاربه وأساتذته. والشاب الذي يقتني صوراً محرمة عاصٍ لله ـ عز وجل ـ والله ـ تعالى ـ قد ستره في معصيته تلك؛ فإذا أَطلع غيره على ما يحمل من صور محرمة فقد هتك ستر الله ـ تعالى ـ عليه، وجاهر بعصيانه، وبقدر توزيعه لتلك المواد المحرمة تكون مجاهرته حتى تبلغ الآفاق. والمجاهر بعصيانه حري أن لا يعافى في الدنيا من العقوبة أو من الإقلاع عن ذنبه.
فليعلم من يتناقلون الصور المحرمة أنهم حريون بالخروج من ستر الله ـ تعالى ـ إلى المجاهرة بعصيانه، ويُخشى عليهم الحرمان من المعافاة في الدنيا والآخرة؛ مما ينذر بسوء الخاتمة، وشؤم العاقبة، نسأل الله العافية. ودليل ذلك حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» رواه البخاري و مسلم.
فمن أعطى غيره هذه المواد الفاسدة فهو حري أن يحرم المعافاة في الدنيا والآخرة؛ لأنه مجاهر بذنبه، دال عليه غيره قال ابن القيم وهو يعدد أضرار المعاصي: «ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهو عند أرباب الفسوق غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها، فيقول: يا فلان! عملتُ كذا وكذا، وهذا الضرب من الناس لا يعافون، وتسد عليهم طريق التوبة، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب».
4 - إن في تناقل الصور أو الأفلام المخلة المحرمة إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا؛ وقد قال الله ـ تعالى ـ: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ}. قال البغوي ـ رحمه الله تعالى ـ: «يحبون أن تشيع الفاحشة: يعني: يظهر ويذيع الزنى» وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: «هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها؛ فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها؟»
# العلاج لمن ابتلي بمقاطع البلوتوث المحرمة
1- المبادرة بالتوبة النصوح قبل أن يدهمه الموت وهو على هذه الحال السيئة. قال الله تعالى:( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)
2- ومن ابتلي بهذه القاذورات حتى صار أسيراً لها فلا أقل من أن يستتر بستر الله تعالى، ولا يكون عوناً للشيطان الرجيم على شباب المسلمين ، وليقصـر هــذا الإثــم على نفســـه ولا يعدِّيه إلى غيره؛ فمن فعل ذلك رُجيت له التوبة، وهو حري أن يُعتق من أسر تلك الخطيئة المردية، وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله» رواه الحاكم.
3- ومما يعين الشاب على ترك استخدام تقنية البلوتوث في ارسال الصور المحرمة أن يتفكر في أنه لم يُخلق للهوى ، وإنما هُيّئ لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصيته للهوى كما قيل :
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
فعلى الشاب المسلم أن يحذر من اتباع هواه قال ابن القيم رحمه الله:0 (إن اتباع الهوى يغلق عن العبد أبواب التوفيق ، ويفتح عليه أبواب الخذلان ، فتراه يلهج بأن الله لو وفّقه لكان كذا وكذا ، وقد سدّ على نفسه طرق التوفيق باتباعه هواه . قال الفضيل بن عياض : ( من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق) 4- والمتعيّن على من ابتلي بشيء من هذه المحرمات أن يبادر إلى أسباب النجاة ووسائلها .. بالعزيمة الصادقة ، والصبر والمصابرة ، وعلو الهمة والاشتغال بمعالي الأمور والابتعاد عن سفاسفها ، والمجاهدة في ذات الله تعالى ، ونهي النفس عن الهوى وإصلاح الخواطر والإرادات ، وصحبة الصالحين ، ودوام التضرع إلى الله تعالى والانكسار بين يديه سبحانه .
* التكفير عما سلف:
كثير من الشباب قد يعزمون على التوبة من هذا الإثم العظيم، لكن يبقى في صدورهم حرج مما فعلوا في السابق من توزيع لهذه المواد المحرمة بإرسالها ونشرها عبر مقاطع البلوتوث، على أوسع نطاق، وقد يكون ذلك سبباً في صدودهم عن التوبة، واليأس من عفو الله ـ تعالى ـ ورحمته؛ وهذه وسوسة من الشيطان ليرد بها المقبل على التوبة عن توبته، ومكافحة هذه الوسوسة بما يلي:
1 - ليعلم أن الله ـ عز وجل ـ تواب رحيم يفرح بتوبة عبده إذا تاب، ويمحــو ذنـــوبه مهما كانت، والتائب من الذنب كمــن لا ذنب له.
2 - أنه إذا صدق في توبته بدَّل الله ـ تعالى ـ سيئاته إلى حسنات، وهذا فضل من الله ـ عز وجل ـ على عباده، وهو من أكثر الحوافز التي تحفز المذنب إلى المبادرة بالتوبة، وقـد قال أبو ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاًِ منها: رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا منه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكــذا كــذا؟ وعمـلت يـوم كــذا وكذا كذا وكذا؟ فيقـول: نعــم! لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب! قد عملت أشياء لا أراها ها هنا! فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه» رواه مسلم.
3 - أن يجعل من ندمه على ما وزَّع من صور أو أفلام محرمة قبل توبته سبباً لنشاطه في مكافحتها بكل الوسائل الممكنة، ومراسلة كل من أرسلها إليهم يرجوهم أن يزيلوا ما وصلهم منها عن طريقه، مع نصيحتهم بالإقلاع عن اقتنائها أو توزيعها، ويجتهد في هذاالسبيل؛ ليكفـر عـن ماضـيه، فلعل الله ـ تعالى ـ يعافي على يديه كثيراً ممن ابتُلوا بهذا الداء الخطير.
KLIM
موضوع: رد: البلوتوث نعمة ام نقمة ؟ 23/3/2011, 01:09
يسلمو وعد برايي الاثنين
theredrose
موضوع: رد: البلوتوث نعمة ام نقمة ؟ 23/3/2011, 03:54
حسب الاستخدام رح يكون نعمة او نقمة والتصرف الصح
KLIM
موضوع: رد: البلوتوث نعمة ام نقمة ؟ 23/3/2011, 03:55
يا عيني عليكي و نية الشخص برضه هي الي تحدد اتجاه للاستخدام