أبدت نائب الكنيست الاسرائيلي حنين الزعبي تخوفها من ان تتحول القضية الفلسطينية في ظل الاتفاقيات والتخاذل العربي والانقسام الفلسطيني إلى قضية مهمشة وبدل ان يتحدث العرب عن القدس يطالبون بإحدى ضواحيها ، وناشدت الزعبي الشعوب العربية تحرير نفسها اولا لتتمكن من تحرير فلسطين .
وقدمت الزعبي في ندوة عقدت مساء السبت ضمن فعاليات "الأسبوع العالمي لمقاومة الاستعمار والفصل العنصري الصهيوني... أرض وكرامة " امثلة حية على معاناة عرب" 48" وتحديدا في تعامل بعض الدول العربية معهم واستطاعت ان تجسد اوجه الضيق الذي يتعرضون له من خلال استحضارها لامثلة كثيرة من بينها رواية حصلت معها قبل 15 عاماً عندما دعيت للمشاركة بمؤتمر للإعلاميين بفندق "لاند مارك " بعمان حيث تم منعها من الدخول كونها تحمل جواز سفر إسرائيلي وقالت أنها شعرت بالحسرة عندما كان أساتذة جامعتها الإسرائيليون والذين يحملون جنسيات مختلفة آنذاك بالقاعة يشاركون بالمؤتمر وهي كعربية فلسطينية تقف على بابها تستجدي الدخول لحضور المؤتمر .
واستنكرت الزعبي عدم التفات الأمة العربية لمعاناة عرب "48" والتعامل معهم على أنهم " خونة " مشيرة إلى أنها تستغرب موقف النقابات المهنية مثلا وخاصة انها تعاملت مع ممثليهم على متن سفينة مرمرة بشكل اخوي ولم يبد اي منهم تحفظه بل على العكس تماما..حيث قالت " امضينا معظم الوقت نتبادل اطراف الحديث ونتناقش في الشأن الفلسطيني "..
كما أنها أكدت على أن من يصفهم الناس بالأبطال والثوار في الرحلة قاموا بالاختباء عندما هاجمهم الصهاينة وانها بقيت على ظهر السفينة قائلة :" النقابات تقاطع لكن في مرمرة لن يستطيعوا أن يقولوا كم جلسوا مع حنين الزعبي وما الذي قالوه لها ".
وفي سرد لمعاناة عرب "48 " قالت الزعبي أن عرب "48 " وإن كان نصفهم لا يتمتعون بالثقافة الوطنية إلا أنهم حجر عثرة في طريق تهويد الدولة وعلى الفلسطينيين والأمة العربية الوقوف الى جانبهم ودعم صمودهم في التشبث بأرضهم وكيانهم الفلسطيني" .
وقالت الزعبي ان عرب " 48" هم جزء من الشعب الفلسطيني و أن المواطنة الإسرائيلية فرضت عليهم وانها وسيلة نضال في الوطن .
و أكدت على أن عرب "48 " يفرضون شروطهم لأنهم أصحاب الأرض الأصليين بقولها :" لعبة المواطنة هي لعبة البقاء بالوطن والصراع الحقيقي يكون على تراب الوطن لا بعيدا عنه " مشيرة إلى أنها تتمسك كفلسطينية بكافة حقوقها بعيداً عن اتفاقية "اوسلو " التي لا تعترف بها .
وقالت أن مجتمع "48" بدأ من تحت الصفر كونه بات مجتمعاً مشوها بعد أن دمرته الآلة الصهيونية و أن هذا المجتمع الذي ترفضه مجتمعات عربية عديدة وقف على أرجله منذ من أقل من عقد ليصبح مجتمعاً مدركاً لمطالبه وتطلعاته .
و أوضحت الزعبي أن عرب "48" يعيشون في ظل مجتمع عنصري غير ديمقراطي يميز ما بين الفلسطيني واليهودي وأنهم يتلقون معاملة مغايرة لتلك المعاملة التي يتلقاها غيرهم ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية إذ يتم ملاحقتهم دوماً و هدم بيوت من يقاوم الصهاينة منهم كما أنه يتم التعامل قضائياً معهم بأحكام ضعف أحكام الإسرائيليين .
و تابعت أنهم يواجهون معاناة اقتصادية صعبة حيث يقبع 50% من الفلسطينيين ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية في المناطق المحتلة تحت خط الفقر و تصل نسبة العاملين منهم في القطاع العام 2% وفي القطاع الخاص أقل من 1% مشيرة إلى أن غالبية المشغلين الإسرائيلين لا يسمحون لمن لم يخدم في العسكرية بالعمل لديهم وهذه إحدى الضغوطات التي تحاول من خلالها إسرائيل دفع العرب للخدمة في جيشها .
و أضافت أن عرب "48" باستمرار وجودهم على أرضهم يحاصرون إسرائيل ويفضحون نظامها الصهيوني العنصري الذي يفتقر للدستور مشيرة لوجود 31 قانونا يشرع العنصرية ضد الفلسطينيين منها قانون الهجرة والمواطنة .
و تابعت أنهم يعانون من حرب ملاحقة ومخططات لتطهير عرقي بشكل يومي وأن إسرائيل ما زالت تنتهج ذات النهج في توزيع المستعمرات محذرة من عمليات محو للمواطنة في مدن عرب ال "48" وذلك في الوقت الذي تعلو فيه اصوات عدد من الأفراد ورجال دين يهود و قيادات متطرفة للمطالبة بالتطهير العرقي.
و أكدت الزعبي ان إسرائيل وبعد أن وصلت إلى قناعة أن دولتها لن تكون من البحر إلى البحر كما كانت تطمح وانه مشروع خيالي أصبحت تشدد على يهودية الدولة .
وأكدت على أن نضال عرب "48 " لا يمكن مقارنته بمطالب الأتراك بألمانيا أو الجزائريين بفرنسا بقولها :"نحن أصحاب الأرض والسكان الأصليين ونطالب بكافة حقوقنا " مضيفة بأن عرب" 48" يعرضون على اليهود العيش بينهم لكن بمساواة و بعيداً عن الهيمنة الصهيونية .
وعن التيار القومي في "48" والذي تنتمي اليه الزعبي قالت إن المخابرات الإسرائيلية تصفه بأنه خطر سياسي على إسرائيل .
و أوضحت الزعبي أن معظم محاولات إسرائيل لطمس الثقافة العربية الفلسطينية وتشويه الحضارة طوال عقود تذهب أدارج الرياح مع كل مصادرة للأراضي وكلما مر" بلدوزر " لهدم منزل كون هذا المشهد يحتاج لسنوات طويلة لكي يتم محوه من ذاكرة الأطفال الذين يشاهدونه باستمرار .
وطالبت الزعبي الأردن بتوجيه دعوات فنية و ثقافية لعرب "48" والاستفادة من خبرات بعضهم بهدف التواصل وربطهم مع إخوتهم العرب لكنها بذات الوقت حذرت من التعامل مع كل من يحمل جواز سفر إسرائيلي والتدقيق جيداً قبل التعاون معه .
وحول الانقسام الفلسطيني قالت الزعبي أن الإنقسام الدائر هو بين النضال الفلسطيني والسلطة و ان إحدى شروط إنهاء الانقسام شرعية المقاومة ضد إسرائيل متهمة السلطة الفلسطينية بارتكاب اكبر جريمة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تنسقيها مع إسرائيل خصوصاً التنسيق الأمني الذي أدى إلى تسليم المطلوبين للكيان الغاصب .
وقالت الزعبي إن القضية الفلسطينية هي قضية كل المناضلين في العالم مشيرة إلى أن " الكوفية " الفلسطينية أصبحت رمزاً للقضايا العادلة .
وعن الوضع العربي القائم قالت الزعبي أنها كانت فقدت الأمل بالصحوة العربية خصوصاً بعد قضية " مرمرة " التي استمر اكثر من 300 مليون عربي بمتابعة الحدث على شاشات التلفزة ينتظرون 600 ناشط 70% منهم غير عرب ليشعروا بنشوة الانتصار على الحصار مشيرة إلى أن هذه القضية عكست واقع العالم العربي المحزن إلا أن الثورات الشعبية العربية الأخيرة على أنظمتها أعادت الروح والثقة في عودة أمجاد العرب .
و أضافت ان الثوار في مصر وتونس اعطوا دروساً للعرب و انها هزمت الفجوة بين القول والفعل كما أشادت الزعبي بحزب الله مشيرة أن انتصارهم على الكيان الغاصب أثبت أنه كيان ضعيف هزيل وانه يقهر ويهزم .
والى ذلك أدار الندوة التي افتتحت بعرض فلم يجسد معاناة عرب "48 " الزميل موسى برهومه .
موضوع: كلمة حنين الزعبي 
14/3/2011, 07:50
