زوجها يخونها في أحلامه!
هل من حق الزوجة أن تحاسب زوجها على علاقاته العاطفية قبل الزواج منها؟. وهل من حق الزوجة أن تحاسب زوجها على خيانته لها في الحلم؟. بالطبع لا يمكن لأي شخص أن ينسى ذكرياته بسهولة، أو أن يكون في مقدوره منع ظهور أبطال علاقاته العاطفية في أحلامه بطلب من زوجته.
في إحدى المدن الصغيرة بدولة «رومانيا» قررت إحدى الزوجات وضع حد لحياتها الزوجية مع زوجها، ورفع دعوى طلاق؛ لأن زوجها يحلم بزوجته الأولى، ويردد اسمها في الحلم أثناء نومه.
ولأنَّ الزوجة تحب زوجها، وتغار عليه إلى درجة غير معقولة، طلبت منه ألا يحلم بمطلقته، وألا يذكر اسمها أثناء النوم.
ولما كان هذا الطلب ليس في نطاق إمكانات زوجها، فكان يحاول تهدئتها، ويؤكد لها أنه لن يحلم بمطلقته مرة أخرى، ولن يردد اسمها في نومه ثانية، لكن مع تكرار ظهور مطلقة الزوج في أحلامه، وترديده لاسمها، لم تعد زوجته تطيق الحياة معه لغيرتها الشديدة عليه.
في البداية نصحت الزوجة زوجها بالذهاب إلى طبيب نفسي عله يجد حلاً في منع زيارة زوجته السابقة له في أحلامه، لكن الزوج سخر من نصيحتها تلك، وراح يؤكد لها أنه يحبها، ولا يمكنه الاستغناء عنها لعلها تقلل من حدة غيرتها الشديدة عليه، ومع تكرار حلمه بمطلقته، وترديد اسمها أثناء النوم، ومع تكرار طلب زوجته بالذهاب إلى الطبيب النفسي، وحتى لا يصل الأمر بينهما إلى الانفصال، قَبِلَ أخيرًا على مضض، واشترط عليها أن تصحبه إلى عيادة الطبيب النفسي.
بعد أن تحدث كل منهما إلى الطبيب النفسي، وجه كلامه إلى الزوجة قائلاً: إنه ليس للإنسان دور في اختيار ما يحلم به، وأن الحلم ليس اختيارًا واعيًا للشخص، ومن ثم لا يمكن أن يحاسب الإنسان على أحلامه، وأوضح الطبيب قوله: إن مشاعر الإنسان، وانفعالاته، وذكرياته تذهب إلى دائرة اللاشعور، أو ما يسمى بالعقل الباطن، وأن الحلم بطبيعته يعبر عن ذلك العقل الباطن بما يحوي من ذكريات، قد تكون تلك الذكريات حديثة كأن يحلم بأحداث اليوم السابق للنوم، وقد تكون الذكريات قديمة كأن يحلم بأيام صباه وطفولته.
والسؤال الذي يطرحه دائمًا أساتذة علم النفس هو: هل الذكريات السابقة تأخذ وقتًا، وحيزًا كبيرًا من تفكير الشخص، وتشغله عما هو فيه الآن؟، هل الذكريات تجعل الزوج يقارن بين زوجته الحالية وزوجته السابقة؟
تجيب بعض مدارس الطب النفسي عن هذا السؤال بالقول: إنَّ على المرء أن يستمتع بالمتاح والموجود في المكان والزمان الذي يعيشه، وهي دعوة صريحة تؤكد على ضرورة أن نحيا جميعًا اللحظة التي نعيشها ونستمتع بها قبل أن تندثر هذه اللحظة، وتتسرب من بين أيدينا وتتحول إلى ماضٍ نود لو كنا عشناه واستمتعنا به.
وربما أختلف مع هذا الرأي، فذكريات المرء جزء من تكوينه النفسي والثقافي، وهو لا يستطيع أن يمحو هذه الذكريات مهما كانت سعيدة، أو مؤلمة، فقد دخلت في مكونه الإنساني وأصبحت جزءًا منه، وبعض علماء النفس يقولون: إنَّ الإنسان يجاهد حتى ينسى الذكريات المؤلمة، فالنسيان هنا يقوم بمهمة إيجابية؛ نسيان فقد الأب أو الأم أو الابن أو الزوجة أو الحبيبة أو الخسائر المادية الكبيرة؛ فالنسيان هنا نعمة.
والزوجة التي تحاسب زوجها على أحلامه مخطئة؛ فالأحلام ليست مهمة، المهم هو: هل هو زوج مخلص، ومحب أم لا؟، فإذا كانت الإجابة نعم، فلتذهب الأحلام إلى حيث تريد.
أشياء أخرى:
"الصداقة هي قنطرة الحب بين الرجل والمرأة"